لماذا يعد الموظفون الشباب الأكثر عرضة للتعرض لمشاكل الصحة النفسية المتعلقة بالعمل في اليابان؟
لايف ستايل- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
بحسب استطلاع أجراه مركز الإنتاجية الياباني، اتضح أن هناك زيادة كبيرة في عدد الشباب والعاملين في العشرينات والثلاثينات من العمر الذين يواجهون صعوبات في الصحة النفسية في محيط العمل. يُظهر هذا الاستطلاع النسب المرتفعة للعمال الذين يشعرون بتلك الصعوبات، حيث ارتفعت هذه النسبة بشكل كبير خاصة بين العمال في العشرينات لتصل إلى 43.9% مقارنة بنسبة 29.0% في العام السابق. وشهدت نسبة الصعوبات النفسية أيضًا ارتفاعاً بين العمال في الثلاثينات من العمر لتبلغ 26.8%.
تعكس هذه الزيادة التحديات الناشئة التي يواجهها الشباب في بيئة العمل وربما تعود لأسباب مثل الضغوطات النفسية المتزايدة في العمل أو التوتر الاجتماعي أو التغيرات الاقتصادية. تسليط الضوء على هذه المشكلة يعكس تحولاً إيجابياً في ثقافة العمل حيث يُعتبر الاهتمام بالصحة النفسية أمرًا مهمًا. تأتي جهود الشركات في دعم الموظفين الذين يواجهون مشاكل الصحة النفسية على سبيل المساعدة والتوجيه في إطار التوازن والرعاية لتحسين جودة الحياة داخل بيئة العمل.
هذا التطور في معدل العمال في سن المراهقة يشير إلى الثبات النسبي في الصعوبات التي يواجهها هؤلاء الموظفون على مدى السنوات الأخيرة. ومع ذلك، يعتبر الانتقال من العمل عن بُعد إلى العودة إلى مكاتب العمل أحد العوامل التي قد تؤثر على تجربة العمل بالنسبة للعمال الأصغر سنًا.
فترة العمل عن بُعد خلال جائحة كورونا لم تسمح ببناء العلاقات الشخصية أو تطوير المهارات بنفس الطريقة التي كانت ممكنة في البيئة الواقعية للعمل. لذلك، عند عودة العمال الشباب إلى مكاتب العمل بعد الجائحة، جعلت لديهم صعوبة في التكيف مع التغييرات والانتقالات الجديدة في البيئة العملية الفعلية والعلاقات الاجتماعية داخل الشركات.
من المهم أن تتبنى الشركات استراتيجيات ودعماً لهؤلاء العمال الشباب لمواجهة التحديات الجديدة المرتبطة بعودتهم إلى أماكن العمل المادية. ذلك يمكن أن يشمل التدريب على التكيف مع البيئة الجديدة للعمل وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لتعزيز الاندماج السلس داخل الفرق العملية.
يبدو أن هناك تغيرات ملحوظة في اتجاهات الشركات حيال الصحة النفسية للموظفين، خاصة بعد جائحة كورونا. انخفضت النسبة المئوية للشركات التي أبلغت عن زيادة المشكلات النفسية بين الموظفين منذ عام 2006، لتصل إلى أدنى مستوى لها في مسح عام 2021 عند 22.9%. ولكنها عادت إلى الارتفاع مرة أخرى في الاستطلاع الأخير.
ربما يكون هذا التغيير نتيجة لتغييرات كبيرة في طريقة العمل والبيئة العملية بعد جائحة كورونا، مما أدى إلى زيادة التحديات النفسية التي يواجهها الموظفون. يمكن أن تكون تلك التغييرات في البيئة العملية، مثل الانتقال من العمل في المكتب إلى العمل عن بُعد أو تغيرات الجداول الزمنية، قد أثرت على صحة العقل والتوازن العملي للموظفين.
يُعتبر مراقبة هذه التغييرات الناتجة عن جائحة كورونا وتأثيرها المحتمل على صحة العمال النفسية أمراً ضرورياً. إذا استمرت هذه الزيادة المفاجئة في المشكلات النفسية، فقد تحتاج الشركات إلى مراجعة سياساتها واستراتيجياتها لدعم الصحة النفسية ورفاهية الموظفين وضمان أن يكون لديهم الدعم اللازم للتكيف مع التغييرات المستمرة في بيئة العمل. وذكر المركز أنه من الضروري أن نراقب عن كثب ما إذا كانت هذه الزيادة المفاجئة مؤقتة بسبب هذه التغييرات الكبيرة أم أنها تشكل اتجاها جديدا.
أجرى المركز الاستطلاع في الفترة بين يوليو/ تموز وسبتمبر/ أيلول 2023. وأرسل الاستطلاع بالبريد إلى 2847 شركة وتلقى ردودًا من 169 شركة. وهذه هي الدراسة الاستقصائية الحادية عشرة من نوعها، والتي تُجرى كل عامين تقريبًا منذ عام 2002.
(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية، صورة العنوان من © بيكستا)