هل يصبح سمك الأنقليس أرخص بفضل التكنولوجيا اليابانية المتقدمة؟

مجتمع

في خطوة قد تحدث تحولًا كبيرًا في عالم الطهي الياباني، تم تطوير تقنية جديدة لتفريخ بيض ثعبان البحر، مما قد يؤدي إلى خفض أسعار أطباق ثعبان البحر الشهية التي طالما ارتبطت بالفخامة. هذه التقنية المبتكرة تهدف إلى معالجة التحديات البيئية والاقتصادية المتعلقة بصيد ثعبان البحر، وهو نوع مهدد بالانقراض. إذا نجحت هذه الجهود، فقد نشهد ثورة في توافر هذا الطبق المميز، مما يجعله في متناول الجميع ويضمن استدامة هذا التقليد الغذائي العريق للأجيال القادمة.

أعلنت مؤخراً وكالة مصايد الأسماك اليابانية ووكالة الأبحاث وتنمية المصايد التابع لها ومقرها يوكوهاما، عن تطوير تقنية لإنتاج صغار الأنقليس الياباني، المعروف باسم الأنقليس الزجاجي أو شيراكو أوناغي، بشكل صناعي على نطاق واسع خلافاً لما كان متعارفاً عليه من الاعتماد الكلي على الموارد الطبيعية فقط. وستمكن هذه التقنية من إنتاج ما يقدر بين 40,000 إلى 50,000 من صغار الأنقليس سنويًا. كما يخطط إلى توفير هذه التقنية للشركات والمؤسسات الأخرى لتشجيع استخدامها التجاري.

تراجع كمية أسماك الأنقليس الصغيرة التي تم اصطيادها في اليابان

يعتمد قطاع تربية الأنقليس في اليابان بشكل أساسي على صيد صغار الأنقليس، المعروفين باسم ”شيراسو أوناغي“، من بيئتهم الطبيعية، ثم يتم تربيتهم في المزارع. ومع ذلك، شهدت معدلات صيد الأنقليس تراجعًا ملحوظًا منذ الثمانينيات، مما أدى إلى ارتفاع حاد في الأسعار. ومع تدهور الإنتاج المحلي، ارتفعت نسبة الأنقليس المستوردة إلى اليابان لتصل إلى حوالي 65% في عام 2023.

كمية توزيع سمك الأنقليس المحلي

في نفس السياق، نجح فريق بحثي بقيادة الوكالة اليابانية لشؤون المصايد في جمع ما يقارب مليوني بيضة مخصبة أسبوعيًا. بفضل تطوير تقنية خاصة لفقس البيض في أحواض مخصصة، تمكنت يرقات الأنقليس، المعروفة باسم ”ليبتوسفالي“، من النمو حتى تصل إلى مرحلة صغار الأنقليس.

نمو صغار الأنقليس بعد تفقيس البيض الذي تم جمعه صناعيًا (بإذن من وكالة الأبحاث والتعليم السمكية اليابانية).
نمو صغار الأنقليس بعد تفقيس البيض الذي تم جمعه صناعيًا (بإذن من وكالة الأبحاث والتعليم السمكية اليابانية).

وبما أنه لم يكن معروفًا على ما تتغذى عليه صغار الأنقليس بعد خروجها من البيض، فقد عملت مجموعة من الباحثين على تطوير علف بديل باستخدام صفار بيض الدجاج. حيث ساهم تطوير نظام آلي لتغذية صغار هذه الأسماك التي يتم تربيتها في أحواض كبيرة مخصصة، في ضمان إنتاج مستقر وفعال لأسماك الأنقليس.

تطور نمو صغير الأنقليس الياباني بعد تفقيس البيض الذي تم جمعه صناعيًا. (بإذن من وكالة الأبحاث والتعليم السمكية اليابانية).
تطور نمو صغير الأنقليس الياباني بعد تفقيس البيض الذي تم جمعه صناعيًا. (بإذن من وكالة الأبحاث والتعليم السمكية اليابانية).

وقد أثمرت الطريقة المستحدثة في تربية الأنقليس عن فائدة كبيرة، حيث انخفضت تكلفة إنتاج كل صغير من الأنقليس من 40,127 ين وفقًا لبيانات السنة المالية 2016 إلى 1,821 ين فقط وفقًا لتقارير السنة المالية 2023. وفي هذا الصدد، صرح مسؤول في وكالة مصايد الأسماك قائلاً: ”إن التسويق التجاري أصبح يلوح في الأفق“.

تجدر الإشارة إلى أن قيمة صغار الأنقليس الطبيعية حاليًا تتراوح بين 500 و600 ين لكل منها، مما يجعل وضع خطة لخفض التكاليف بشكل أكبر التحدي الأكبر الذي تواجهه الوكالة. كما تؤكد الوكالة باستمرار أن طعم وملمس الأنقليس الياباني الذي يتم تربيته من البيض المُجمع صناعيًا لا يختلفان عن الأنواع الطبيعية.

دورة حياة سمك الأنقليس الياباني

من المهم الإشارة إلى أن طول سمكة الأنقليس الصغيرة يتراوح بين 5 و6 سنتيمترات، ووزنها حوالي 0.2 غرام. تعيش أسماك الأنقليس اليابانية في الأنهار، وتهاجر إلى جزر ماريانا، التي تبعد حوالي 2000 كيلومتر، للتكاثر. بعد فقس البيض، تنتقل اليرقات شمالًا مع تيار كوروشيو، حيث يكتمل نموها وتتحول إلى صغار الأنقليس قبل أن تصل إلى سواحل اليابان. ووفقًا لوكالة المصايد، يحتاج قطاع تربية الأنقليس المحلي إلى حوالي 100 مليون سمكة أنقليس صغيرة سنويًا.

(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: وجبة متمثلة في أنقليس على الأرز وهو طبق مشهور ومحبوب في اليابان. القطعة في المقدمة هي أنقليس تم تربيته من صغار أنقليس مستزرع، بينما القطعة الأخرى في الخلف فهي أنقليس طبيعي. بالنسبة للمذاق والقوام فلا يمكن التمييز بينهما. الصورة بإذن من وكالة الأبحاث والتعليم السمكية اليابانية)

تكنولوجيا الأسماك المجتمع الياباني الحكومة اليابانية