تهريب سبائك الذهب إلى اليابان في تصاعد... ما وراء هذا التوسع؟

شهدت اليابان ارتفاعًا ملحوظًا في حالات تهريب سبائك الذهب خلال النصف الأول من عام 2024، حيث رصدت الجمارك 228 حالة، بزيادة 81% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، بحسب تقرير وزارة المالية. كما وصلت كمية المضبوطات إلى 937 كيلوغرامًا، ما يمثل زيادة كبيرة بلغت 8.1 مرات عن الكميات المصادرة في النصف الأول من العام الماضي.

في عام 2023، بلغ عدد حالات التهريب المسجلة 218 حالة طوال العام، بمجموع مضبوطات قدره 268 كيلوغرامًا. لكن أرقام النصف الأول من عام 2024 تجاوزت بالفعل هذه الإحصائيات، مما يعكس تصاعدًا واضحًا في نشاط التهريب مدفوعًا بالارتفاع الكبير في أسعار الذهب عالميًا.

ازداد تهريب سبائك الذهب بشكل حاد في اليابان بعد رفع معدل ضريبة الاستهلاك من 5% إلى 8% في عام 2014، حيث وصلت كمية المضبوطات من قبل الجمارك إلى 6277 كيلوغرامًا في عام 2017. يساعد التهريب في تجنب دفع ضريبة الاستهلاك، حيث يعيد المهربون بيع الذهب محليًا مع إضافة قيمة الضريبة، مما يحقق لهم أرباحًا كبيرة.

في محاولة للحد من هذه الظاهرة، قامت الحكومة اليابانية برفع العقوبات على تهريب الذهب بشكل كبير. أدى ذلك إلى تقليص حالات التهريب خاصة مع الانخفاض الحاد في الرحلات الجوية الدولية نتيجة لجائحة كورونا. إلا أن الفترة الأخيرة شهدت زيادة ملحوظة في عدد حالات التهريب وكمية المضبوطات، وهو ما يُعتقد أنه نتيجة لارتفاع أسعار الذهب عالميًا، مدفوعًا بعوامل مثل غزو روسيا لأوكرانيا وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط.

في النصف الأول من عام 2024، تم ضبط 209 حالات تهريب حاول فيها ركاب الطائرات إدخال الذهب إلى البلاد، بزيادة قدرها 74% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وبلغت كمية الذهب المضبوطة 272 كيلوغرامًا، بزيادة قدرها 2.8 مرة. أما التهريب عبر الشحن الجوي، فقد شهد ضبط 13 حالة، مع كمية مضبوطة بلغت 651 كيلوغرامًا.

وتصدرت هونغ كونغ قائمة مصادر التهريب، حيث بلغت كمية المضبوطات القادمة منها 812 كيلوغرامًا، ما يمثل حوالي 90% من إجمالي الذهب المهرب.

(النص الأصلي باللغة اليابانية. صورة العنوان: سبائك الذهب المضبوطة من قبل جمارك طوكيو في في أكتوبر/تشرين الأول 2023 © جيجي برس.