ثورة الجمال في اليابان: تزايد الاستشارات الطبية التجميلية يطرح أسئلة ملحة حول الأمان والفعالية!

صحة وطب

في السنوات الأخيرة، شهدت اليابان ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الاستشارات المتعلقة بالعلاجات التجميلية، حيث يسعى العديد من الرجال والنساء إلى تحسين مظهرهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم. ومع تزايد هذه الظاهرة، تتجه الأنظار نحو إحصائيات حديثة تشير إلى تزايد شعبية العلاجات التجميلية وارتفاع الطلب عليها. ومع ذلك، يبقى السؤال حول أمان هذه الإجراءات وفعاليتها قائماً، إذ تتزايد التساؤلات حول مدى قدرة هذه العلاجات على تحقيق النتائج المرجوة دون التعرض لمخاطر صحية محتملة.

شهدت اليابان مؤخرًا ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الاستشارات المتعلقة بالعناية بالبشرة، وإزالة الشعر، والجراحات التجميلية. ففي السنة المالية 2023، بلغ عدد الشكاوى المقدمة من المستهلكين 6279 حالة، مما يمثل زيادة بنسبة 1.65 مرة مقارنة بالعام السابق، ويصل بذلك إلى أعلى مستوى مسجل منذ بدء الإحصاءات في عام 2014. تعكس هذه الأرقام، التي كشف عنها المركز الوطني لشؤون الحياة اليومية والتي تغطي الشكاوى حتى منتصف سبتمبر/أيلول 2024، تزايد اهتمام اليابانيين بالجمال والعلاجات الطبية المرتبطة به.

تُظهر هذه الإحصائيات أيضًا تحولًا ثقافيًا ملحوظًا في اليابان، حيث أصبح التجميل والعناية الشخصية جزءًا أساسيًا من حياة الكثيرين. يشير هذا الاهتمام المتزايد إلى تغييرات في المعايير الجمالية والمفاهيم المرتبطة بالظهور الخارجي، مما يستدعي النظر في العوامل الاجتماعية والنفسية التي تقف وراء هذا الاتجاه.

عدد الاستشارات المتعلقة بالعلاجات التجميلية الطبية

بلغ عدد الشكاوى المتعلقة بالأضرار الصحية المسجلة في السنة المالية 2023 حوالي 899 حالة، مما يمثل 14٪ من إجمالي الشكاوى. تضمنت هذه الشكاوى العديد من الحالات الخطيرة، مثل ”خضوعي لعلاج شد الوجه، حيث أصبحت النتائج غير متناسقة بين الجانبين وتركت ندوبًا“، و”عملية الجفون المزدوجة التي تسببت في آلام شديدة وانتفاخ“.

أما في السنة المالية 2024، فقد بلغ عدد الشكاوى حتى 15 سبتمبر/ أيلول حوالي 2327 حالة، منها 375 حالة تتعلق بالأضرار الصحية، مما يمثل 16٪ من إجمالي الشكاوى.

شهدت الاستشارات المتعلقة بالجمال والعمليات التجميلية زيادة ملحوظة منذ السنة المالية 2020، مع بدء تفشي جائحة كورونا. ووفقًا للمركز الوطني لشؤون الحياة اليومية، فإن هذه العلاجات تتطلب فترة تعافٍ تُعرف باسم ”فترة النقاهة“. ومع تزايد فترات البقاء في المنزل وتقلص فرص مقابلة الآخرين، ظهرت أساليب ترويجية تحفز الأفراد على إجراء هذه العلاجات خلال تلك الفترة.

بالإضافة إلى ذلك، لوحظت حالات عديدة تم فيها جذب العملاء عبر إعلانات أو مواقع إلكترونية تروّج لخدمات بأسعار منخفضة، مما أدى إلى توقيع عقود مرتفعة التكلفة بشكل غير متوقع، وبالتالي تسبب في مشاكل تتعلق بإلغاء هذه العقود.

معدل استخدام العلاجات التجميلية الطبية

وفقًا لاستطلاع أجرته ريكروت هوت بيبر بيوتي، يُظهر أن حوالي واحدة من كل أربع نساء وواحد من كل سبعة رجال يستخدمون العلاجات التجميلية. وكانت العلاجات الأكثر شيوعًا لكلا الجنسين هي ”علاجات البشرة“، تليها ”علاجات التجاعيد والترهلات“. أُجري الاستطلاع في أغسطس/ آب 2023 عبر الإنترنت، وشمل 6600 رجل و6600 امرأة تتراوح أعمارهم بين 15 و69 عامًا، مما يبرز مدى اهتمام كلا الجنسين بالعناية بجمالهم ومظهرهم.

العلاجات التي تم إجراؤها خلال الثلاث سنوات الماضية (النساء)

العلاجات التي تم إجراؤها خلال الثلاث سنوات الماضية (الرجال)

(النص الأصلي باللغة اليابانية، صورة العنوان © بيكستا)

اليابان التجميل الاستشارات الطبية الجمال