
إنتاجية العمالة في اليابان: أرقام مخيبة للآمال رغم التكنولوجيا المتقدمة
اقتصاد- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
تحتل اليابان المرتبة التاسعة والعشرين من بين 38 دولة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من حيث إنتاجية العمل، وفقًا لتقرير المقارنة الدولية لإنتاجية العمل الصادر عن مركز الإنتاجية الياباني. بلغت إنتاجية العمل بالساعة في اليابان 56.80 دولارًا في عام 2023، مما يمثل تحسنًا بمقدار مرتبتين مقارنة بعام 2022. وقد ساهم التعافي التدريجي من تأثيرات جائحة كورونا والعودة إلى الظروف الاقتصادية الطبيعية في رفع معدل النمو الاقتصادي، كما أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات القائمة على الين في تحسين موقع اليابان النسبي على الساحة الدولية.
ورغم هذا التحسن، لا تزال اليابان متأخرة بشكل كبير عن الدول الأعلى تصنيفًا. فقد تصدرت أيرلندا القائمة بإنتاجية عمل بلغت 154.90 دولارًا في الساعة، مما يعني أن إنتاجية اليابان كانت أقل بنحو 100 دولار لكل ساعة عمل. كما أن اليابان جاءت بأقل من نصف إنتاجية كل من النرويج ولوكسمبورج، اللتين احتلتا المركزين الثاني والثالث على التوالي، حيث سجلت النرويج 125.90 دولارًا ولوكسمبورج 120.30 دولارًا في الساعة.
ويعكس هذا الأداء فجوة واضحة بين اليابان والدول المتقدمة الأخرى من حيث الكفاءة الاقتصادية وظروف العمل. على سبيل المثال، تُظهر الدول الأوروبية إنتاجية عمل مرتفعة نتيجة الاستثمار الكبير في الأتمتة والابتكار التكنولوجي، بالإضافة إلى ساعات عمل أقل وأجور أعلى تساهم في تعزيز كفاءة العمال. في المقابل، تعاني اليابان من عدد ساعات العمل الطويلة نسبياً، ما يؤدي إلى إرهاق العمال وانخفاض الكفاءة.
أما بالنسبة لإنتاجية العمل السنوية للفرد، فقد جاءت اليابان في المرتبة الثانية والثلاثين بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بمعدل بلغ 92,663 دولارًا سنويًا. هذا الأداء يعكس تحديات هيكلية في الاقتصاد الياباني، مثل التركيبة السكانية المتقدمة في السن، والنقص في اليد العاملة الشابة، وتأخر التحول إلى التقنيات الرقمية الحديثة في بعض القطاعات. ومع ذلك، يُتوقع أن تعزز الجهود الجارية في تحسين بيئة العمل وزيادة الاستثمار في التقنيات الحديثة قدرة اليابان على المنافسة العالمية في السنوات القادمة.
منذ عام 1970، ظلت اليابان تتذيل ترتيب الإنتاجية بين دول مجموعة السبع، وهو ما يعكس تحديات هيكلية عميقة في اقتصادها. وفقًا للتقرير الأخير، يبلغ مستوى إنتاجية العمل في اليابان حاليًا 58.1% فقط من إنتاجية الولايات المتحدة، التي تتصدر دول مجموعة السبع بمتوسط إنتاجية في الساعة يصل إلى 97.70 دولارًا.
هذا الانخفاض يعكس تدهورًا تدريجيًا مقارنة بمستويات الإنتاجية السابقة. ففي عام 2000، كانت إنتاجية اليابان تعادل حوالي 70% من إنتاجية الولايات المتحدة، لكنها انخفضت بشكل ملحوظ في العقد التالي إلى حوالي 65% بحلول عام 2010، ووصلت في السنوات الأخيرة إلى أقل من 60%.
يرجع هذا التراجع المستمر إلى عدة عوامل، من أبرزها النمو البطيء في اعتماد التكنولوجيا المتقدمة مقارنة بالدول الأخرى، بالإضافة إلى تأثير التركيبة السكانية المتقدمة، حيث يزداد عدد كبار السن في القوى العاملة مقابل انخفاض أعداد الشباب. علاوة على ذلك، يعاني سوق العمل الياباني من تحديات متعلقة بثقافة العمل الطويلة، وقلة المرونة في تطبيق سياسات تركز على تحسين كفاءة العمل، بدلاً من التركيز على عدد الساعات.
وفي المقابل، تتمتع الولايات المتحدة بميزة تنافسية ملحوظة بفضل الاستثمار المستمر في الابتكار التكنولوجي، واعتماد أنظمة عمل مرنة، ودعم بيئة ريادة الأعمال، ما يعزز إنتاجيتها مقارنة بباقي الدول. ورغم الجهود التي تبذلها اليابان لتحسين بيئة العمل وزيادة التحول الرقمي، فإن الفجوة مع الولايات المتحدة والدول الأخرى الأعلى إنتاجية في مجموعة السبع لا تزال واسعة، مما يشير إلى ضرورة إجراء إصلاحات هيكلية أعمق لتحقيق نمو مستدام وتعزيز الكفاءة الاقتصادية.
(النص الأصلي باللغة الإنكليزية، صورة العنوان © بيكستا)