
دروس زلزال هانشين أواجي العظيم: هل نسيها شباب اليابان؟
كوارث- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
وقع زلزال هانشين أواجي العظيم في 17 يناير/ كانون الثاني 1995، وهو زلزال مدمر هز منطقة كوبي والمناطق المحيطة بها، وتسبب في وفاة أكثر من 6400 شخص وتدمير هائل للمباني والبنية التحتية. وكان الزلزال من أكبر الكوارث الطبيعية التي شهدتها اليابان في العصر الحديث، وقد أحدث أضرارًا جسيمة في مدينة كوبي، التي تعد واحدة من أكبر الموانئ في اليابان.
وقبل الذكرى الثلاثين للزلزال، أجرت جمعية الصليب الأحمر اليابانية استطلاع رأي شمل 1200 شخص من مختلف الأعمار والمناطق حول الكارثة. وأظهرت النتائج أن 89.3% من المشاركين (1072 شخصًا) يعرفون الكارثة إما ”بالتفاصيل“ أو ”على الأقل بالاسم“. وبذلك، يعد الوعي بالزلزال مرتفعًا بين الأجيال الأكبر سنًا التي عايشت الحدث. وفي المقابل، كشف الاستطلاع عن أن 10.7% من المشاركين ”لا يعرفون شيئًا“ عن الكارثة، وكان 70% منهم تحت سن الأربعين، مما يعني أنهم كانوا إما أطفالًا أو لم يولدوا بعد عندما وقع الزلزال.
هذا الاستطلاع يعكس تحولًا في الذاكرة الجماعية حول الكارثة، ويظهر التحديات التي تواجهها الأجيال الجديدة في ربط الأحداث التاريخية الكبرى بتجاربهم الشخصية. على الرغم من ذلك، لا يزال هناك اهتمام واسع بالحفاظ على الذاكرة الثقافية والتاريخية لهذا الحدث الكارثي في اليابان.
حتى بين المستجيبين الذين صرحوا بأنهم ”يعرفون“ عن زلزال هانشين أواجي العظيم، أظهرت النتائج أن 348 شخصًا، أي ما يعادل 32.5% من المشاركين، لم يكونوا على علم بأن الزلزال وقع في 17 يناير/ كانون الثاني. هذا يشير إلى أن حتى أولئك الذين يعرفون عن الكارثة لا يتذكرون التفاصيل الدقيقة المتعلقة بها. وعند الجمع بين أولئك الذين أجابوا بأنهم ”لا يعرفون شيئًا“ ردًا على السؤال الأول في الاستطلاع، فإن هذا يرفع الإجمالي إلى 39.7%، أي 476 شخصًا، لم يربطوا تاريخ 17 يناير بالكارثة.
هذه النتيجة تسلط الضوء على الفجوة بين المعرفة العامة حول الكارثة والقدرة على تحديد تاريخها بدقة، مما يعكس تغيرًا في الذاكرة الجماعية للأجيال الجديدة التي لم تعش الحدث.
وبشكل عام، أظهر الاستطلاع أن 63.2% من المشاركين (758 شخصًا) أفادوا بأن التعرف على الكوارث السابقة، مثل زلزال هانشين أواجي العظيم في عام 1995 وزلزال شرق اليابان العظيم في عام 2011، من خلال الأخبار على شاشات التلفزيون وفي الصحف، كان له ”تأثير أو تغيير في أفكارهم وأفعالهم فيما يتعلق بالوقاية من الكوارث“. هذه النتيجة تشير إلى أن الأحداث الكارثية الكبيرة، حتى وإن كانت قد وقعت في الماضي، لا تزال تؤثر في تفكير اليابانيين وسلوكياتهم تجاه الاستعداد للكوارث المستقبلية.
وعند سؤالهم عن التفاصيل المتعلقة بكيفية تغيير سلوكهم، أظهرت الإجابات أن الأغلبية، بنسبة 43.5%، قالوا إنهم ”بدأوا في تخزين إمدادات الوقاية من الكوارث حديثًا“. تلا ذلك 41.8% ممن ”راجعوا خرائط المخاطر في مكان إقامتهم“، مما يدل على اهتمام متزايد في فهم المخاطر المحلية وتحديد الإجراءات الوقائية المناسبة. أما 36.3% من المشاركين فقد ”راجعوا مخزوني الحالي من إمدادات الوقاية من الكوارث“، مما يعكس التوجه نحو ضمان توافر الأدوات والموارد اللازمة في حال حدوث كارثة مستقبلية.
لقد صدمت أعداد هائلة من الناس من مختلف أنحاء البلاد عندما رأوا المدن تتحول إلى أنقاض في زلزال هانشين أواجي العظيم، فتوجهوا إلى هناك لتقديم الإغاثة من الكوارث من خلال التطوع. وقد شكلت تلك الكارثة نقطة تحول كبيرة في الوعي المجتمعي حول أهمية العمل التطوعي في أوقات الأزمات. وفي المجمل، كان 75.7% من المشاركين في الاستطلاع (908 أشخاص) على علم بأن عام 1995 يعتبر بداية الحركة التطوعية المنظمة في اليابان، حيث شهدت البلاد بعد الزلزال تدفقًا كبيرًا للمتطوعين الذين قدموا يد العون للمناطق المنكوبة.
هذه الحركة التطوعية لم تقتصر على تقديم الدعم المباشر للمجتمعات المتضررة، بل أسهمت أيضًا في تغيير النظرة الاجتماعية تجاه دور الأفراد في مساعدة الآخرين أثناء الكوارث، مما عزز ثقافة التضامن والإحساس بالمسؤولية الجماعية في اليابان.
وعند سؤالهم عن القيام بعمل تطوعي في المناطق المتضررة من الكوارث في المستقبل، قال ما مجموعه 51.6% من المشاركين، أو 618 شخصًا، إنهم مهتمون ”بالتأكيد“ أو ”إلى حد ما“ بالمشاركة في جهود الإغاثة والتطوع. هذا يشير إلى أن هناك استجابة إيجابية ودافع قوي لدى العديد من المواطنين اليابانيين للاستجابة السريعة أثناء الأزمات، مما يعكس استمرار التزامهم بالمشاركة الفعّالة في العمل التطوعي، الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من الثقافة المجتمعية في البلاد.
(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان الرئيسي: حي ناغاتا في كوبي، هيوغو، مع تحول الشوارع إلى أنقاض في 25 يناير/كانون الثاني 1995. © جيجي برس)
زلزال شرق اليابان زلزال شرق اليابان الكبير زلزال هانشين أواجي