لماذا اختارت نيويورك تايمز هذه المدينة اليابانية كوجهة لعام 2025؟

أشادت صحيفة نيويورك تايمز بمدينة توياما باعتبارها مكانا يمكن الذهاب إليه ”للاستمتاع بالعجائب الثقافية والمأكولات الشهية مع تجنب الزحام“.

وقد استشهدت الصحيفة بمتحف توياما للفنون الزجاجية، وهو من تصميم المهندس المعماري الشهير عالميا كوما كينغو، باعتباره رمزا لإحدى ”العجائب الثقافية“. افتتحت المدينة المتحف في عام 2015 بمثابة درة برنامج تطوير حضري يهدف إلى الترويج لتوياما كمدينة لفن الزجاج. إلى جانب معرض دائم يضم أعمالا لفنانين زجاجيين معاصرين يابانيين ودوليين، هناك أيضا فعاليات خاصة. الجزء الخارجي للمبنى مكون من مزيج من الجرانيت والزجاج والألمنيوم، وهو مستلهم من سلسلة جبال تاتيياما الرائعة، التي يمكن رؤيتها من المدينة. وفي تناقض صارخ مع هذا المظهر الخارجي المعدني، يتميز الجزء الداخلي الواسع والدافئ باستخدام سخي للخشب الذي مصدره توياما. وقد أشادت به صحيفة نيويورك تايمز ووصفته بأنه ”كاتدرائية شاهقة من الخشب والضوء“.

واجهة متحف توياما للفنون الزجاجية. (بإذن من جمعية السياحة بمدينة توياما)

متحف توياما للفنون الزجاجية من الداخل. (بإذن من جمعية السياحة بمدينة توياما)

يُنصح الزوار الذين يرغبون في القيام بأكثر من مجرد المشاهدة بزيارة استوديو توياما للزجاج. يقدم الاستوديو دروسا تجريبية حيث يمكن للزوار أولا التعرف على نفخ الزجاج ثم صنع آنية زجاجية أو مزهرية صغيرة بأنفسهم، كل ذلك في ساعة واحدة فقط.

تجربة نفخ الزجاج في استوديو توياما للزجاج. (بإذن من جمعية السياحة بمدينة توياما)

وفي حين أن صحيفة نيويورك تايمز سلطت الضوء على عدد قليل من المطاعم العصرية، فإن أكثر الأطباق تمثيلا لمدينة توياما هي المأكولات البحرية، مثل البوري (ذيل أصفر) والحبار المضيء. وهناك أيضا روبيان شيروئبي الزجاجي، المعروف باسم ”جوهرة خليج توياما“، ومن الأفضل – بسبب ندرته – الاستمتاع به محليا. يمكن قلي هذا الروبيان في قشوره لإضفاء مذاق مقرمش وعطري، وهو مثالي لصنع طبق ”كاكيأغي (نوع من التمبورا)“. عند تقشير هذا الروبيان وتقديمه كأطباق ساشيمي أو وضعه بين رقائق الكونبو لتعتيقه لصنع كوبوجيمي، يصبح كريمي الملمس بشكل فريد مع حلاوة خفيفة.

روبيان شيروئبي الزجاجي. (بإذن من منظمة السياحة في توياما)

طبق شيروئبي كاكيأغي. (بإذن من منظمة السياحة في توياما)

من بين أطباق ”بي غورميه“ الرخيصة ولكنها كلاسيكية في المنطقة، اكتسب طبق رامين محلي يعرف باسم ”توياما بلاك (أسود)“ بشعبية كبيرة. وكما يوحي الاسم، فإن ما يجعل هذا الطبق مميزا هو حساءه الأسود الداكن. يقدم كل متجر رامين نسخته الخاصة من الطبق، ولكن بشكل عام للطبق طابع بسبط، حيث يحتوي على معكرونة سميكة وشرائح لحم خنزير ضخمة وبصل مفروم وفلفل مطحون خشن. ويتردد أن هذا الرامين الغني بالنكهة نشأ في فترة إعادة الإعمار بعد الحرب، فقد تم ابتكاره للعمال الكادحين بوسط توياما لتزويدهم بمصدر للملح، كما يمكن تقديمه كطبق جانبي مع الأرز.

رامين توياما الأسود.(بإذن من جمعية السياحة بمدينة توياما)

يُقام مهرجان يُعرف باسم ”أوارا كازي نو بون“ سنويا من 1-3 من سبتمبر/أيلول في توياما. يسير راقصون في الشارع مرتدين أزياء يوكاتا متطابقة وقبعات قشية تتدلى للأسفل لتغطي وجوههم، ما يخلق مشهدا غامضا. كان المزارعون يحذرون من يوم 1 سبتمبر/أيلول والذي يوافق اليوم 210 بعد شونبون (الاعتدال الربيعي)، حيث كانوا يعتقدون أن الرياح تكون قوية فيه. وأصبحت الرقصة تسمى ”كازي نو بون (حرفيا، ”رقصة بون للرياح“)“ لأنها كانت تؤدى في بداية موسم الأعاصير كصلاة لتجنب أضرار الرياح.

الرقص في مهرجان كازي نو بون. (بإذن من جمعية السياحة بمدينة توياما)

وإذا دفعك ما سردنا في الأعلى إلى التفكير في القيام برحلة إلى توياما، فإن موسم تفتح أزهار الكرز بات على الأبواب. يمكنك الاستمتاع بمشاهدة تفتح الأزهار أثناء التجول على طول ضفاف نهر ماتسوكاوا أو أثناء ركوب قارب سياحي. إن المنظر الرائع لأزهار الكرز بينما تبرز من الخلفية قمم جبال تاتيياما المغطاة بالثلوج هو شيء لا يمكن مشاهدته إلا في توياما.

أزهار الكرز على طول ضفاف نهر ماتسوكاوا. (بإذن من جمعية السياحة بمدينة توياما)

(© بيكستا)

تنشر صحيفة نيويورك تايمز سنويا منذ عام 2005 قائمة بـ ”الأماكن التي تستحق الزيارة“ حول العالم. وقد تم اختيار موريؤكا وفوكوؤكا في عام 2023 وياماغوتشي في عام 2024. وقد اختيرت هذا العام مدينة أوساكا أيضا المستضيفة لمعرض إكسبو العالمي.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنجليزية. صورة العنوان: قارب سياحي يبحر على طول نهر ماتسوكاوا. © بيكستا)