
تراجع الخدمات الطبية في اليابان.. بلديات بأكملها قد تخلو من العيادات بحلول 2040!
صحة وطب- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
على افتراض أن الأطباء سيتقاعدون في سن الخامسة والسبعين، قدرت وزارة الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية اليابانية أنه بحلول عام 2040، سيكون هناك 342 بلدية، أو ما يعادل 18% من إجمالي 1896 بلدية في اليابان، بدون عيادات طبية. وإذا تقاعد الأطباء في سن الثمانين، فإن هذا العدد سينخفض إلى 244 بلدية بدون عيادات. تستند هذه التقديرات إلى إحصاءات تشمل الأطباء وأطباء الأسنان والمرافق الطبية، مع افتراض أن هناك نقصًا كبيرًا في الخلفاء لهذه المناصب. يتزامن هذا النقص مع شيخوخة المجتمع الياباني بشكل متسارع، حيث يواجه العديد من المناطق الريفية تحديات في جذب الأطباء الشباب للعمل فيها بسبب انخفاض عدد السكان وصعوبة توفير ظروف عمل جاذبة. في الوقت نفسه، يؤدي التحول الديموغرافي إلى زيادة في عدد كبار السن الذين يحتاجون إلى رعاية صحية، ما يضاعف الضغط على النظام الطبي. هذا الوضع يعكس تحديًا كبيرًا في مواجهة تأمين الرعاية الصحية في المستقبل، خصوصًا في المناطق الريفية والنائية، مما يفتح المجال للحاجة إلى حلول مبتكرة مثل استخدام التقنيات الحديثة للرعاية الصحية عن بُعد أو تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لتوفير الكوادر الطبية اللازمة.
غالبًا ما يدير طبيب واحد العديد من العيادات في اليابان، مما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا في تحديد التوزيع الفعلي للمرافق الطبية. عند حساب عدد البلديات التي تفتقر إلى العيادات، يتم استبعاد البلديات التي تحتوي على عيادة، ولكن لم يسجلها أي طبيب كمكان عمل رئيسي، مما يعني أنه لا يتم احتساب العيادات التي قد تكون موجودة، ولكن لا يوجد أطباء مسجلين للعمل فيها.
وفي سياق هذا الوضع، أظهرت البيانات أنه حتى عام 2022، لم تكن هناك عيادات في 77 بلدية من إجمالي 1896 بلدية في اليابان. هذه الأرقام تشير إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها المناطق النائية في توفير الرعاية الصحية الأساسية، حيث قد تكون العيادات موجودة شكليًا، ولكن بدون أطباء فعالين يديرونها. ومع تفاقم أزمة شيخوخة المجتمع، فإن هذه الظاهرة قد تصبح أكثر وضوحًا في السنوات القادمة، مما يفاقم النقص في الرعاية الصحية في العديد من المناطق الريفية.
تتواجد العديد من البلديات المعرضة لخطر فقدان العيادات في مناطق ذات كثافة سكانية منخفضة، مما يزيد من تعقيد الوضع في توفير الرعاية الصحية. بناءً على التوقعات التي تفترض أن سن التقاعد للأطباء هو 75 عامًا، أظهرت الحسابات أنه بحلول عام 2040، سيكون هناك 265 بلدية أخرى ستنضم إلى 77 بلدية لا توجد بها عيادات اعتبارًا من عام 2022. وبالتالي، يُتوقع أن تصل العدد الإجمالي للبلديات التي تفتقر إلى العيادات إلى حوالي 342 بلدية.
من حيث التركيبة السكانية، تواجه حوالي 109 من هذه البلديات تحديات كبيرة، حيث يبلغ عدد سكانها أقل من 5000 نسمة، مما يمثل نحو 40% من إجمالي البلديات المهددة بفقدان العيادات. هذا يشير إلى أن العديد من هذه المناطق النائية تعاني من انخفاض حاد في عدد السكان، مما يخلق تحديات إضافية في جذب الأطباء الشباب للعمل فيها. علاوة على ذلك، يواجه كبار السن في هذه البلديات، الذين يشكلون جزءًا كبيرًا من السكان، صعوبة في الوصول إلى الرعاية الصحية اللازمة.
وبحسب وزارة الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية اليابانية، فإن 53% من الأطباء العاملين في العيادات في عام 2022 كانوا في الستينيات من العمر أو أكبر. هذا يشكل مؤشرًا واضحًا على استمرار شيخوخة المجتمع الياباني، حيث يزداد عدد الأطباء الذين يقتربون من سن التقاعد، ما يزيد من تعقيد التحديات المتعلقة بتوفير الرعاية الصحية في المستقبل.
يشير هذا الواقع إلى ضرورة التفكير في حلول عاجلة لضمان استدامة النظام الصحي، خصوصًا في ظل النقص المتزايد في الأطباء الشباب الذين يمكنهم تعويض هؤلاء الذين يتقاعدون. كما يعكس الوضع الطبي في اليابان أبعادًا أوسع تتعلق بالشيخوخة السكانية، والتي تزداد فيها الحاجة إلى الرعاية الصحية المتخصصة، ما يتطلب استراتيجيات جديدة لزيادة جذب الأطباء الشباب إلى العمل في المناطق الريفية وتعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة في تقديم الخدمات الطبية.
(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان © بيكستا)