
تراجع معدلات الانتحار في اليابان.. تحسن ملحوظ أم تغير مؤقت؟
لايف ستايل- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
أظهرت البيانات التي جمعتها وزارة الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية في اليابان استنادًا إلى إحصاءات من وكالة الشرطة الوطنية أن البلاد سجلت 20268 حالة انتحار في عام 2024. وهذا يمثل انخفاضًا قدره 1569 حالة مقارنة بالعام السابق، مما جعل هذا العام ثاني أدنى إجمالي لحالات الانتحار منذ بدء التسجيل في عام 1978.
وقد انخفض معدل الانتحار، الذي يُحسب بعدد حالات الانتحار لكل 100 ألف شخص، بنسبة 1.3 ليصل إلى 16.3، مما يعكس التحسن النسبي في معدلات الانتحار في البلاد.
وفيما يتعلق بالأسباب، كانت المخاوف الصحية هي الدافع الأكثر شيوعًا وراء اتخاذ قرار الانتحار، حيث كانت عاملاً مساهماً في 11963 حالة، مما يشير إلى الحاجة المستمرة إلى تعزيز الدعم النفسي والطبي للأفراد الذين يعانون من أمراض جسدية أو نفسية. كما تسببت القضايا الاقتصادية والمعيشية في 5075 حالة انتحار، مما يعكس الوضع الاقتصادي الصعب لبعض الأسر، بينما كانت القضايا الأسرية وراء 4334 حالة انتحار، مما يسلط الضوء على التأثير العاطفي للعلاقات الأسرية والصراعات الداخلية في حياة الأفراد.
بينما يسجل هذا الانخفاض في الحالات، تظل الظاهرة بحاجة إلى اهتمام متواصل من الحكومة والمجتمع ككل، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والنفسية التي قد تؤثر على الأفراد في مختلف الفئات العمرية. وفي هذا السياق، تواصل السلطات اليابانية تعزيز برامج الدعم النفسي والخدمات الاستشارية للحد من هذه الظاهرة المؤلمة وتحسين جودة حياة المواطنين.
تُظهر البيانات التفصيلية المتعلقة بحالات الانتحار في اليابان لعام 2024 تباينًا ملحوظًا بين الفئات العمرية، مما يعكس بعض الاتجاهات المقلقة، خاصة فيما يتعلق بالشباب والأطفال.
بحسب الفئات العمرية، كانت الأكثر تأثرًا بحالات الانتحار هي فئة الأشخاص في الخمسينيات من العمر، حيث سجلت 3786 حالة انتحار، بتراجع قدره 408 حالات مقارنة بالعام السابق. وتليها فئة الأربعينيات من العمر التي سجلت 3205 حالات، بتراجع قدره 420 حالة. ويرجح أن هذه الانخفاضات تعود إلى تأثير الضغوط الاقتصادية والمهنية، بالإضافة إلى المشكلات الصحية التي تواجهها هذه الفئة العمرية.
من ناحية أخرى، شهدت فئة الأطفال والطلاب زيادة مقلقة في حالات الانتحار، حيث ارتفعت الحالات بمقدار 53 حالة ليصل العدد الإجمالي إلى 1072 حالة. وفي هذا السياق، لوحظ أن عدد طلاب المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية الذين انتحروا قد ارتفع بمقدار 14 حالة ليصل إلى 527 حالة، وهو الرقم الأعلى منذ أن بدأ جمع هذه البيانات في عام 1980.
أحد الجوانب الأكثر إثارة للقلق هو الزيادة في عدد الفتيات اللاتي انتحرن، حيث سجلت 288 حالة انتحار، متجاوزة بذلك عدد الأولاد الذي بلغ 239 حالة، وهو ما يمثل لأول مرة في تاريخ الإحصاءات تجاوز عدد الفتيات عدد الأولاد في هذه الفئة العمرية. كما تم ملاحظة زيادة ملحوظة في حالات انتحار الفتيات في المدارس الإعدادية والثانوية، مما يسلط الضوء على الضغوط النفسية والاجتماعية التي قد تؤثر بشكل أكبر على هذه الفئة.
ظل إجمالي حالات الانتحار بين تلاميذ المدارس يتراوح بين 300 و400 حالة منذ عام 2011 وحتى العام الأول لجائحة كورونا في عام 2020، عندما ارتفع إلى 499 حالة. ومع ذلك، حتى بعد انتهاء الجائحة، ظل العدد عند حوالي 500 حالة.
أظهرت البيانات الحديثة أن عدد حالات الانتحار انخفض في 38 محافظة من أصل 47 محافظة في اليابان، مما يشير إلى تحسن نسبي في جهود الوقاية من الانتحار على مستوى البلاد. ومع ذلك، لا تزال بعض المحافظات تسجل معدلات مرتفعة، حيث تصدرت محافظة إيواتي القائمة بأعلى معدل انتحار بلغ 22.9 حالة لكل 100 ألف شخص، تليها محافظة ياماناشي بمعدل 21.9، ومحافظة نييغاتا بمعدل 21.2.
من جهة أخرى، سجلت محافظة توتوري أدنى معدل انتحار عند 12.1 حالة لكل 100 ألف شخص، تليها محافظة إيشيكاوا بمعدل 13.4، ومحافظة كيوتو بمعدل 13.9.
وتشير وزارة الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية إلى أن العديد من حالات الانتحار تحدث بسبب قضايا اجتماعية يمكن معالجتها، مثل الضغوط الاقتصادية، والمشاكل الأسرية، والصعوبات الصحية. وردًا على ذلك، تعمل الحكومة على تعزيز تدابير وقائية شاملة تشمل مجالات متعددة مثل الصحة، الرعاية الطبية، الرفاهية، التعليم، والعمل.
ومن بين الجهود المبذولة، أطلقت الحكومة موقعًا إلكترونيًا مخصصًا يقدم معلومات سهلة الفهم حول التدابير الحكومية للوقاية من الانتحار، بالإضافة إلى توفير خطوط ساخنة وخدمات دعم عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل لا ين. كما أضافت وكالة الأطفال والأسر قسمًا خاصًا على موقعها الإلكتروني يسهل على الأطفال الوصول إلى خطوط ساخنة مخصصة لهم، مما يعكس اهتمامًا متزايدًا بتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للأجيال الشابة.
هذه الجهود تُظهر التزام الحكومة اليابانية بمعالجة قضية الانتحار من خلال نهج متكامل، مع التركيز على توفير الدعم اللازم للأفراد في مختلف مراحل حياتهم، وخاصة الفئات الأكثر عرضة للخطر.
(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان من © بيكستا)