
حياة على حافة الفقر: الأسر منخفضة الدخل في اليابان تعاني من نقص الضروريات!
مجتمع- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
تأثير الفقر على صحة الأطفال الصغار
في صيف عام 2024، أجرت منظمة ”أنقذوا أطفال اليابان“ غير الحكومية استطلاعًا شاملاً استهدف 1,873 أسرة من ذوي الدخل المنخفض، ممن لديهم تاريخ في تلقي الدعم من المنظمة. ركّز الاستطلاع على العائلات التي لديها أطفال دون سن الثالثة، وحصل على ردود من 480 أسرة، مما وفر نظرة عميقة على التحديات اليومية التي تواجهها هذه الفئة.
يأتي هذا الاستطلاع في وقت تتزايد فيه الضغوط الاقتصادية على الأسر محدودة الدخل في اليابان، حيث تؤثر ارتفاع تكاليف المعيشة، وصعوبة الحصول على خدمات رعاية الأطفال، والتحديات المرتبطة بالعمل على استقرار هذه العائلات. ومن المتوقع أن تساهم نتائج هذا الاستطلاع في توجيه سياسات الدعم الاجتماعي وتعزيز المبادرات الرامية إلى تحسين أوضاع الأطفال في المراحل المبكرة من حياتهم.
منظمة أنقذوا أطفال اليابان تعقد مؤتمرا صحفيا (© Nippon.com)
وقد كشف الاستطلاع عن التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجهها الأسر منخفضة الدخل، خاصة تلك التي تعيلها أمهات بمفردهن. من بين 480 أسرة استجابت للاستطلاع، كانت 97.3% من المشاركين أمهات، و71.9% من الأسر ذات والد واحد. وأظهرت النتائج أن الوضع الوظيفي الأكثر شيوعًا بين الأمهات هو ”العمل بدوام جزئي أو مؤقت“ بنسبة 31.9%، في حين أن 28.8% منهن عاطلات عن العمل. أما الأمهات اللاتي في إجازة فشكّلن 13.1%، بينما لم تتجاوز نسبة الموظفات بدوام كامل 11.3% فقط. تعكس هذه الأرقام مدى صعوبة تحقيق توازن بين العمل ورعاية الأطفال الصغار، مما يزيد من الضغوط المالية على هذه الأسر.
أفاد أكثر من 60% من الأسر أن وضعها المالي ”في عجز“، حيث تعتمد بشكل أساسي على ”بدل الأطفال“ كمصدر رزق رئيسي بنسبة 72.7%، يليه ”دخل العمل“ و”بدل الأطفال للوالد الوحيد“ بنسبة 58.1% لكل منهما. تجلت تداعيات هذا العجز المالي في عدم قدرة الأسر على تأمين الاحتياجات الأساسية للأطفال، حيث ذكر نصف المستجيبين تقريبًا أنهم لا يستطيعون شراء الحفاضات لأسباب مالية، بينما أفاد حوالي 40% بأنهم يواجهون نفس المشكلة فيما يخص حليب الأطفال.
لمواجهة هذه الأزمة، أشار العديد من الآباء إلى أنهم اضطروا إلى تقليل تكرار تغيير الحفاضات وإطعام الحليب، وهي ممارسات قد تؤثر سلبًا على صحة الرضع والأطفال الصغار. تشير هذه النتائج إلى ضرورة تعزيز الدعم الحكومي والاجتماعي للعائلات التي تعاني من صعوبات مالية أثناء تربية الأطفال. كما تبرز الحاجة إلى إجراءات مستدامة لضمان وصول هذه الأسر إلى الضروريات الأساسية، مما يسهم في تحسين صحة الأطفال ونموهم في بيئة أكثر استقرارًا.
الدعم الأكثر إلحاحًا
أظهر الاستطلاع أن 21.9% من الأسر المستجيبة ”تتلقى أو قد تلقت“ مساعدة عامة، ما يشير إلى أن بعض الأسر تعتمد بالفعل على هذا الدعم لتغطية احتياجاتها الأساسية. ومع ذلك، فإن نسبة 36.7% من المستجيبين أعربوا عن ”ترددهم“ في طلب مثل هذا الدعم، مما يسلط الضوء على وجود حواجز اجتماعية أو نفسية تحول دون اللجوء إلى المساعدات الحكومية.
بالإضافة إلى ذلك، كشف 12.5% من المشاركين أنهم ”لا يعرفون كيفية استخدام“ نظام المساعدة العامة أو ”لم يكونوا على دراية بوجوده وخدماته“ على الإطلاق. يشير هذا إلى نقص في الوعي والتوعية ببرامج الدعم الاجتماعي، مما يبرز الحاجة إلى تعزيز جهود التثقيف والإرشاد لضمان وصول المساعدة إلى الأسر التي تحتاجها بالفعل. هذا الواقع يكشف عن ضرورة تحسين إمكانية الوصول إلى المعلومات وتبسيط الإجراءات، بحيث لا يكون نقص المعرفة أو الخوف من الوصم الاجتماعي عقبة أمام حصول الأسر على الدعم الذي يمكن أن يحسن ظروف معيشتها.
قد يكون وجود شخص يشارك الآباء والأمهات تحدياتهم عاملاً مساعدًا في إيجاد حلول لصعوباتهم. ومع ذلك، كشف الاستطلاع أن أكثر من 70% من المستجيبين شعروا بالوحدة إما ”بشكل متكرر“ أو ”من وقت لآخر“ أثناء تربية أطفالهم.
تعكس هذه النسبة المرتفعة العزلة الاجتماعية التي يعاني منها العديد من الآباء والأمهات، خاصة في الأسر ذات الدخل المنخفض أو الأسر ذات الوالد الواحد. قد يكون غياب الدعم الاجتماعي عاملاً إضافيًا يزيد من الضغوط اليومية، مما يجعل من الصعب عليهم التعامل مع أعباء تربية الأطفال، خاصة في ظل القيود المالية وعدم الاستقرار الوظيفي.
هذا الواقع يشير إلى حاجة ملحّة لإنشاء بيئات داعمة، سواء من خلال المجتمعات المحلية أو المؤسسات الاجتماعية، حيث يمكن للآباء مشاركة تجاربهم والحصول على التوجيه والمساندة العاطفية. إن تعزيز شبكات الدعم والتوعية بالموارد المتاحة قد يساهم في تخفيف الشعور بالوحدة وتحسين الظروف النفسية والاجتماعية للعائلات التي تواجه صعوبات في تربية أطفالها.
كثير من الأسر المتعثرة تجد نفسها في وضع صعب، حيث لا تتأهل لبعض أشكال الدعم الحكومي أو تواجه صعوبات في الوصول إليه. عندما سُئل المستجيبون عن نوع المساعدة التي يحتاجونها، اختار 86.5% منهم ”التوفير المنتظم للمستهلكات الضرورية للأطفال الصغار، مثل الحفاضات وأغذية الأطفال“، مما يشير إلى أهمية الدعم العيني إلى جانب الدعم المالي. كما طالب العديد منهم بزيادة بدل الأطفال من الطفل الأول، بالإضافة إلى زيادة أموال دعم الولادة ورعاية الأطفال للأسر ذات الدخل المنخفض، وهو ما يعكس الحاجة إلى إجراءات شاملة لتخفيف الأعباء المالية عن كاهل هذه العائلات.
في قسم الإجابات الحرة للاستطلاع، عبر بعض المستجيبين عن استيائهم من اقتصار بعض أشكال الدعم على الاستشارات، حيث وردت تعليقات مثل ”الاستشارة وحدها لا تحل شيئًا“ و”لو كان لدينا فقط حفاضات وحليب“، مما يبرز أهمية توفير احتياجات ملموسة للأسر التي تكافح يوميًا لتوفير أساسيات رعاية الأطفال.
استجابةً لهذه النتائج، أعلنت منظمة ”أنقذوا أطفال اليابان“ أنها ستناشد وكالة الأطفال والأسر والوزارات المعنية والسلطات المحلية لتعزيز المساعدات المقدمة للأسر ذات الدخل المنخفض. ستشمل هذه الجهود توفير مستلزمات رعاية الأطفال الأساسية مثل الحفاضات، وزيادة الدعم للنساء الحوامل والأمهات الجدد اللواتي يحتجن إلى مساعدة خاصة. تأتي هذه الدعوات في وقت تتزايد فيه التحديات الاقتصادية والاجتماعية، مما يجعل من الضروري تعزيز شبكات الدعم وتقديم حلول أكثر شمولاً للأسر التي تواجه صعوبات معيشية.
(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان من © بيكستا)