هل يتمكن رئيس وزراء اليابان من استعادة ثقة الشعب ورفع شعبيته؟

سياسة

أظهرت نتائج استطلاعات الرأي العام في شهر يناير/كانون الثاني عام 2025 أن نسب التأييد لرئيس الوزراء إيشيبا شيغيرو وإدارته كانت أقل مما كان مأمولًا في بداية العام الجديد. هذه النتائج تشير إلى أن الحكومة تواجه تحديات في استعادة الثقة الشعبية، خاصة في ظل القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تشغل بال المواطنين.

أصدرت 8 مؤسسات إعلامية كبرى في اليابان نتائج استطلاعات للرأي العام أجرتها في يناير/كانون الثاني من عام 2025. وتظهر النتائج أن إدارة رئيس الوزراء إيشيبا شيغيرو التي انطلقت في بداية أكتوبر/تشرين الأول، لم تشهد أي تعافٍ في صورتها في العام الجديد، حيث تشير جميع الاستطلاعات الثمانية إلى أن معدلات عدم الرضا تفوق معدلات التأييد، في تراجع عن نتائج أظهرتها استطلاعات للرأي أجرتها هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية NHK في ديسمبر/كانون الأول عام 2024، حيث كانت معدلات التأييد وعدم الرضا متساوية بنسبة 38% لكل منهما.

وكشفت معدلات التأييد لإدارة إيشيبا عن بعض التباين، حيث ارتفعت في 4 استطلاعات وانخفضت في الأربعة الأخرى. وأظهر المسح الذي أجرته صحيفة سانكي شيمبون أقوى أداء لإيشيبا، حيث بلغت نسبة التأييد له 43.5%، في حين وجدت صحيفة ماينيتشي شيمبون أن 28% فقط من المستجيبين للمسح راضون عن أدائه في المنصب. ولكن لم يطرأ سوى تغير طفيف في معدلات التأييد له منذ ديسمبر/كانون الأول، وأشارت معظم تلك المؤسسات الإعلامية إلى أن معدلات التأييد له ظلت ثابتة إلى حد كبير.

وقد ارتفعت نسبة عدم الرضا على حكومة إيشيبا بشكل طفيف في نصف الاستطلاعات، حيث تجاوزت 50% في ثلاثة منها: أساهي شيمبون (قفزت بمقدار 8 نقاط عن مسح ديسمبر/كانون الأول) وماينيتشي ونيكي. وحتى هيئة NHK التي سجلت أقل نسبة عدم رضا على رئيس الوزراء، وجدت أن 40% من المستجيبين لديهم نظرة سلبية عنه. كما سجلت وكالة كيودو نيوز ارتفاعا كبيرا في نسبة عدم الرضا من شهر لآخر، حيث ارتفعت بمقدار 6.1 نقطة لتصل إلى 49.2%.

معدلات التأييد وعدم الرضا

ووجد استطلاع جيجي برس أن 28.2% من الأشخاص المستطلعة آراؤهم يؤيدون أداء إيشيبا، بزيادة 1.4 نقطة عن ديسمبر/كانون الأول، بينما أبدى 40.3% عدم رضاهم، بانخفاض نقطة واحدة. وتظل الفجوة بين هاتين النسبتين كبيرة (12.1 نقطة)، لكنها تقلصت بمقدار 2.4 نقطة على أساس شهري.

معدلات التأييد وعدم الرضا لحكومة إيشيبا

الأنظار على العلاقات مع البيت الأبيض في عهد ترامب

يمتلك الائتلاف المكون من الحزب الليبرالي الديمقراطي وشريكه الأصغر حزب كوميه أقلية في مجلس النواب. وهذا ما يجعل إدارة إيشيبا في وضع حرج، حيث تحتاج إلى إشراك مختلف أحزاب المعارضة وأطراف أخرى لتمرير مشاريع القوانين أو إعداد الميزانيات. وأشار إيشيبا في 11 يناير/كانون الثاني أثناء حديثه مع الصحافيين في إندونيسيا بعد قمة مع الرئيس برابوو سوبيانتو، إلى نيته شرح مواقف حكومته بعناية وإظهار الصدق في تعاملاته مع السياسيين المعارضين وأنصارهم لكسب تفهمهم لوجهات نظره، تجنب الوقوع في فخ الرضوخ لمطالبهم.

ومن المقرر أن يلتقي إيشيبا في 7 فبراير/شباط بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمرة الأولى بعد إعادة انتخابه. وقد أعرب إيشيبا في خطاب السياسات الذي ألقاه في افتتاح الدورة البرلمانية العادية في 24 من يناير/كانون الثاني، عن رغبته في العمل مع ترامب ”لتقاسم تفهم مشترك حيال مختلف القضايا الأمنية والاقتصادية، وتأكيد مجالات التعاون الأخرى، والارتقاء بالتحالف الياباني الأمريكي إلى آفاق جديدة“. وستكون قدرة رئيس الوزراء على تأمين نتائج ملموسة من اجتماعه مع الرئيس الأمريكي دافعا محتملا لتحسين معدلات التأييد له في اليابان.

ولكن قد يكون من الصعب تحقيق هذه التحسينات. فالفضائح المالية لا تزال تلاحق الحزب الليبرالي الديمقراطي، وكان آخرها اتهام أعضاء الحزب في مجلس إدارة العاصمة طوكيو بعدم الإبلاغ عن الدخل الذي يحصلون عليه من حفلات جمع الأموال السياسية. ولا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه الحزب قبل الانتخابات العامة المقررة في يونيو/حزيران وانتخابات مجلس الشيوخ المقررة في يوليو/تموز.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية بتاريخ 31 يناير/كانون الثاني عام 2025. الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: إيشيبا شيغيرو يمنح كأس رئيس الوزراء إلى مصارع السومو هوشوريو الذي فاز ببطولة العام الجديد بتاريخ 26 يناير/كانون الثاني في ريوغوكو في طوكيو. © جيجي برس، بوول فوتو)

الحزب الليبرالي الديمقراطي الحكومة اليابانية إيشيبا