استكشاف ”جزيرة أوتاكو“ في إينوشيما

تقع مدينة إينوشيما في وسط منطقة شونان بمحافظة كاناغاوا، وتتميز بأنها منطقة رائعة ذات مناظر طبيعية خلابة منذ العصور القديمة. ومع ذلك، في العشرين عامًا الماضية، قام العديد من مبدعي المانغا والأنيمى بإعداد قصصهم المستوحاة من ممراتها المتعرجة ومنحدراتها الحادة. ستركز هذه المقالة بشكل خاص على ثلاث سلاسل: المانغا الصادرة عام 2012، تحت عنوان كرة الصيد (تسوريتاما)، وسلسلة الرسوم المتحركة تاري تاري الصادرة في نفس العام، وسلسلة أروفن ريتو (ألفن ليد) الصادرة في 5 يونيو عام 2002.

تبدأ رحلتنا من محطة إينودن إينوشيما، التي ظهر مبناها الذي يشبه الكوخ الجبلي في الإيه تشانيرو (قناة إيه، المانغا التي صدرت في عام 2008، ثم أُنتجت كأنيمى في عام 2011). في الحلقة الخامسة من ذلك المسلسل التلفزيوني، تذهب الشخصيات الرئيسية في رحلة إلى الشاطئ المواجه للجزيرة، لذلك سنتجه يسارًا عند مخرج المحطة ونتتبع خطوات سيرهم باتجاه شارع سوبانا، شارع التسوق المحلي في الجزيرة. عندما تغادر المحطة، لا تفوّت مشاهدة الأسوار المعدنية أمام بوابة التذاكر. فهي مزينة بطيور صغيرة ترتدي قبعات وسترات محبوكة ملونة تتغير كل شهر أو شهرين.

يوفر البحث عن المواقع المتعلقة بالمانغا والأنيمى على طول خط قطار إينودن فرصة ممتازة لاكتشاف الأماكن ذات الأهمية التاريخية والثقافية ومناطق الجذب السياحي والمناطق ذات المناظر الخلابة في منطقة شونان بمحافظة كاناغاوا.

جسر إينوشيما بنتن

بعد حوالي عشر دقائق نصل إلى البحر. ففي الماضي، كان من الممكن الوصول إلى إينوشيما سيرًا على الأقدام عند حدوث الجزر. ولكن الآن، لا يمكن الوصول إليها إلا عبر جسر إينوشيما بنتن الذي يبلغ ارتفاعه 389 مترًا، وقد سمي على اسم الإله الذي، وفقًا للأسطورة، قد تسبب في صعود الجزيرة من قاع البحر في القرن السادس.

المشاة يشقون طريقهم عبر جسر بنتن، إنيوشيما (© بنجامين باركس)

وفقًا لهذه الأسطورة الملونة، وُلد إينوشيما عام 552، في عهد الإمبراطور كينماي. في ذلك الوقت، هز زلزال الأرض لمدة 10 أيام، وارتفع عمود من النار من قاع البحر، مكونًا إينوشيما. ثم ظهرت حورية سماوية وتزوجت من تنين بخمسة رؤوس.

سيتعرف عشاق أوتاكو على الفور على جسر بنتن والشارع الرئيسي للجزيرة، شارع ناكاميسى، ويظهر هذا الجسر في الأنيمى تاري تاري حيث تنتقل واكانا، أحد الأبطال الرئيسين، عبر الجسر إلى المدرسة على دراجتها. وقد تم استخدامه أيضًا كواحد من العناصر المرئية الرئيسية في سلسة تسوريتاما، بينما في ألفن ليد، تمت الاستعانة بالجسر في المشهد ليصبح ساحة للقتال والمبارزة بين ماريكو ونانا ولوسي، حيث يتعرض للعديد من الهجمات ويلحق به أضرار جسيمة، خاصة في نسخة الأنيمى من هذه السلسة. وكذلك، يعتبر هذا الجسر من الأماكن التي يمكننا من خلالها الاستمتاع بإطلالة رائعة على جبل فوجي في الأيام الصافية.

المشهد من إينوشيما سي كانديل، برج المراقبة ومنارة الجزيرة (© بنجامين باركس)

وأخيرًا وصلنا إلى الجزيرة واستقبلتنا بوابة برونزية خضراء مهيبة تشير إلى مدخل ضريح إينوشيما. الذي تم تشيده في الأصل عام 1747، وأعيد بناؤه عام 1821، ونُقش على أعمدته أسماء الأشخاص الذين تبرعوا بالأموال. بالمناسبة، ظهرت هذه البوابة في سلسلة المانغا هيموتو التي صدرت من عام 2013-2017! بجانب أومارو تشان وشينرياكو من عام 2007-2016! وإيكا موسومى (فتاة الحبار).

شارع ناكاميسى

دائمًا ما يكون شارع ناكاميسي مكتظًا بالسياح حيث يصطف على جانبيه المطاعم والمحالّ التجارية. بالطبع، المشهد الذي تركب فيه واكانا دراجتها أسفل المنحدر لا يمكن أن يحدث إلا في الصباح الباكر، عندما تكون المتاجر مغلقة. هذا الحي أيضًا تعيش فيه إحدى الشخصيات التي تظهر في الأنيمى تسوريتاما، والتي تدير أحد المتاجر. إذا دخلت في أحد الممرات الضيقة على الجانب الأيمن من المنحدر، فستصل إلى نيشيؤرا كوف (الخليج الغربي)، وهي منطقة غير مشهورة لكثير من الناس، تظهر في الأنيمى تسوريتاما. ولكن بغض النظر عن الرسوم المتحركة، فإن متاهة الأزقة على جانبي ممر التسوق الرئيسي تستحق الاستكشاف والمدهش أنه حتى السياح لا يعلمون مكانه.

شارع ناكاميسى والبوابة البرونزية الخضراء بالجزيرة (© بنجامين باركس)

حديقة صموئيل كوكينغ ومنارة شمعة بحر إينوشيما

محطتنا التالية هي حديقة صموئيل كوكينغ، التي سميت على اسم التاجر المولود في لندن، والذي اشترى جزءًا من الجزيرة في عام 1880 وبعد ذلك بعامين أنشئ حديقة للنباتات، والتي يمكن زيارتها حتى يومنا هذا. في الأنيمى تسوريتاما، هذا هو المكان الذي تعمل فيه كيت، جدة أحد الأولاد.

صورة من الأعلى لحديقة صموئيل كوكينغ (© بنجامين باركس)

تقوم داخل الحديقة شمعة بحر إينوشيما، وهي منارة كبيرة ترتفع في الجزء العلوي من الجزيرة. بُنيت في عام 2003 ويبلغ ارتفاعها 60 مترًا، وتتميز بطابق للمراقبة محاط بالزجاج المغلق على ارتفاع 120 مترًا فوق مستوى سطح البحر ويمكن من خلال برج المراقبة، الاستمتاع بإطلالة بانورامية ساحرة على المناظرة الطبيعية. وتعتبر واحدة من أكبر المنارات المدنية في اليابان.

بعد غروب الشمس، تحول هذه الإضاءات الحديقة والمنارة إلى مكان رومانسي. ومع ذلك، كما يعلم محبي المانغا ألفن ليد جيدًا، إن بعض الأحداث الغامضة العميقة وبعض الظواهر المناخية في القصة حدثت هنا، لا سيما في نهاية نسخة المانغا عندما تصبح منارة إينوشيما سي كانديل ساحة المعركة النهائية لهذه الملحمة.

منارة إينوشيما سي كانديل (© بنجامين باركس)

مع كل الصعود والهبوط، يتطلب استكشاف إينوشيما قدرًا معينًا من اللياقة البدنية، لذلك دعونا نأخذ قسطًا من الراحة في أحد المقاهي التي تظهر في الأنيمى تاري تاري. الأول، مقهى إينومارو، الذي يحمل طابع ريترو يشعرك بالحنين إلى الماضي ومتجر يبيع منتجات مثل البطاقات البريدية المصنوعة من ورق الواشي وغيرها من المصنوعات اليدوية. في الحلقة الأولى لـ تاري تاري، نشاهد هنا كوناتسو وساوا وهما يأكلان كعكة الموز محلية الصنع، بينما في الحلقة الثالثة، تتناول واكانا الشاي بمفردها.

المشي في الجزيرة يتطلب الكثير من الصعود والهبوط (© بنجامين باركس)

المكان الثاني، هو أبورايا، مقهى قديم على الطراز الياباني ومتجر للحلويات، وقد ظهر بشكل واضح في الأنيمى (حيث أطلق عليه كوكاغيا) ويصادف أنه منزل عائلة واكانا. من السهل تحديد هذا المكان لأن الأحرف غالبًا ما تكون مرسومة على لافتة موضوعة بشكل استراتيجي بالقرب من المدخل. ويشتهر بطبق شيراتاما زينزاي (حساء من الفاصوليا الحمراء الحلوة وزلابية دقيق الأرز) ويقدم مع الآيس كريم المصنوع من الشاي الأخضر.

اللافتة التي تشير إلى مقهى أبورايا في إينوشيما (© بنجامين باركس)

هاوية تشيغوغافوتشي

بعد نزول مجموعة أخرى من الدرج شديد الانحدار، وصلنا أخيرًا إلى الجزء الخلفي من الجزيرة والساحل الصخري المعروف باسم تشيغوغافوتشي. تكونت هذه الهضبة الجميلة المتآكلة بالبحر من خلال ظاهرة الارتفاع التي حدثت أثناء زلزال كانتو العظيم (1923) وتشتهر بالأمواج العاتية التي ترتطم بالصخور.

المنظر من الممشى في هاوية تشيغوغافوتشي (© بنجامين باركس)

وقد تم اختيارها كواحدة من بين خمسين موقعًا ذا مناظر خلابة في محافظة كاناغاوا لأنه من هنا يمكنك أن ترى جزيرة إيزو أوشيما وجبل فوغي من الجنوب، بالإضافة إلى جبال هاكونيه وتانزاوا، من الغرب. وتشتهر أيضًا كمنطقة لصيد الأسماك بالقرب من الشاطئ، عند حدوث الجزر، تتدفق أسراب من البشر الذين يستكشفون جميع زواياها وأركانها.

فقط كن حذرًا حيث تضع قدميك. فغالبًا ما تكون هذه الصخور زلقة، وبعض برك المياه التي تبدو غير مؤذية يمكن أن يصل عمقها إلى متر. في تاري تاري، على سبيل المثال، هناك مشهد تفقد فيه كوناتسو توازنها وينتهي بها المطاف في إحدى هذه البرك، تمامًا مثل الأسماك التي تعلق في هذه البرك دائمًا عند حدوث الجزر.

ونظرًا لأن تشيغوغافوتشي تقترب من مستوى سطح البحر، فمن الأفضل دائمًا تفقد حالة الطقس مسبقًا، وفي حالة هياج موجات البحر، ابتعد عن الصخور واستمتع بالمنظر من مسافة آمنة.

الساحل الصخري لتشيغوغافوتشي (© بنجامين باركس)

في طريق العودة، يتيح الطريق المختصر السهل للمشاة المتعبين بتفادي كل هذه الدرجات. انعطف يمينًا عندما تصل إلى ضريح أوكوتسو، اسلك الممر الأول على اليسار. اتبع هذا الطريق وفي غضون دقائق ستعود إلى ضريح إينوشيما. بخلاف ذلك، إذا قمت بزيارة المكان في عطلات نهاية الأسبوع والإجازات الرسمية، يمكنك العودة بالقارب. سيكلفك فقط 400 ين وسيوصلك بالقرب من مدخل رصيف إينوشيما.

ضريح إينوشيما (© بنجامين باركس)

(المقالة الأصلية باللغة الإنكليزية. صورة العنوان: مشهد لإينوشيما من الشاطئ عند غروب الشمس. حقوق الصورة لجياني سيمون)