أبطال رغم العوائق والتحديات

تشياكي ويوجي تاكادا: رياضيان من طراز فريد

طوكيو 2020

تشياكي تاكادا TAKADA Chiaki

ولدت في مدينة طوكيو في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1984. اختيرت لتمثل اليابان في ألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة المقرر إقامتها في طوكيو عام 2020 ضمن مسابقات الوثب الطويل لضعاف البصر من الدرجة T11 (عمياء تماماً). تحمل الرقم القياسي الياباني في الوثب الطويل للسيدات وسباق الـ 100 متر. حصلت كذلك على المركز الثامن في ألعاب ريو 2016، كما فازت بالميدالية الفضية في سباق الوثب الطويل في بطولة العالم لألعاب القوى عام 2017 برعاية Hoken no Madoguchi Group Inc.

يوجي تاكادا TAKADA Yūji

ولد في نوفمبر/ تشرين الثاني 1984 في حي أراكاوا بطوكيو. وهو عداء ياباني أصم سبق له أن شارك في مسابقة الديفلمبياد ثلاث مرات. وهو حامل الرقم القياسي الياباني في سباق 400 متر حواجز، كما أنه حائز على ميدالية برونزية في بطولة تورنتو العالمية للسباق لعام 2012 وميدالية فضية في ألعاب آسيا والمحيط الهادئ للصم لعام 2015. وتعد شركة Trend Micro Inc هي الراعي الرسمي للاعب.

معا إلى القمة

ثنائي ألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة تاكادا تشياكي وتاكادا يوجي ليسا زوجين عاديين، فكلاهما يحمل أرقامًا قياسية يابانية - تشياكي في الوثب الطويل للسيدات وسباق جري 100 متر، ويوجي في حواجز 400 متر رجال. هما أيضا أقوى المرشحين لتمثيل اليابان في الأحداث الرياضية الدولية الكبرى القادمة. تشياكي التي تعاني من ضعف في البصر من المتوقع أن تمثل اليابان في فئة T11 في الوثب الطويل في دورة الألعاب البارالمبية طوكيو 2020، في حين أن زوجها يوجي الذي يعاني من ضعف في السمع هو المرشح الأقوى لتمثيل اليابان في سباق حواجز 400 متر في الديفلمبياد القادمة عام 2021. 

بينما يتدرب الثنائي بقوة إلا أن الأضواء مسلطة على تشياكي بشكل خاص، ولعل السبب في ذلك هو قرب إقامة الألعاب البارالمبية طوكيو 2020. ففي بطولة العالم لألعاب القوى التي أقيمت في دبي عام 2019 استطاعت تشياكي أن تحقق وثبة بطول 4.69 متر متخطية أفضل أرقامها الشخصية بفارق 24 سم، وأقل من الميدالية البرونزية بمقدار 5 سم فقط. كما أن يوجي هو أيضًا مرشح محتمل لتحقيق ميدالية، لكن يتعين عليه الانتظار حتى 2021 لتحقيق حلمه حين تقام الديفلمبياد، حيث لا تتضمن الألعاب البارالمبية سباقات للرياضيين الصم. علينا أن نعترف أن الألعاب البارالمبية تسرق الأضواء من بقية المسابقات الأخرى الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، لذا ينبغي علينا بذل الكثير من الجهد لتسليط الضوء بشكل أكبر على مسابقة الديفلمبياد أيضاً.

على الرغم من أنهما متنافسان، إلا انهما في نفس الوقت حلفاء أيضاً. فهما يدعمان بعضهما البعض للحصول على ميدالية جديدة أو تحقيق رقم قياسي جديد. يصران على أنهما يتشاركان في الرياضة والزواج على حد سواء، وهو ما يسمح لهما بتركيز اهتمامهما الكامل على التدريب بينما يستمتعان بحياة منزلية سعيدة أيضًا.

عيون على مدار السباق

استطاعت تتشياكي أن تلفت إليها الانتباه لأول مرة خلال دورة الألعاب البارالمبية الصيفية 2016 في ريو دي جانيرو بفضل أدائها المميز على مدرج الوثب الطويل. فوسط مجموعة كبيرة من اللاعبين المحترفين وفي خضم حدث رياضي هو الأهم في عالم ألعاب القوى، تمكنت تشياكي التي لم يكن أحد يعرف اسمها حتى ذلك الحين أن تحصل على المركز الثامن وتستحوذ على إعجاب المتابعين. مع الوقت استمرت تشياكي في تحسين أدائها، وعلى الرغم من أنها لم تستطع الحصول على أي ميدالية في بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة التي أقيمت في دبي صيف العام الماضي، إلا أنها تبدو متحمسة للمشاركة في دورة الألعاب البارالمبية القادمة في طوكيو، وهي واثقة من فرصتها في الحصول على ميدالية، حيث تقول تشياكي معبرة عن حماسها "أنا الآن أستطيع أن أرى نفسي فوق المنصة".

في وقت مبكر من حياتها المهنية، كانت تشياكي عداءة متخصصة في سباق 100 و200 متر، حيث كانت تنافس ضمن فئة الرياضيين ذوي أعلى مستوى من الإعاقات البصرية T11. وكان اللاعب الأولمبي السابق أوموري شيجيكازو الذي سبق له أن شارك في سباق 400 متر في برشلونة وأتلانتا قد شارك معها كمرشد لها داخل مضمار السباق في العديد من المسابقات. كان أوموري على دراية جيدة بسرعة تشياكي على المضمار ورأى أن هذه السرعة ستمنحها ميزة قوية في رياضة الوثب الطويل. فدعا لاعبة الأولمبياد حاملة الرقم القياسي الياباني ايمورا كوميكو للمساعدة في تطوير موهبة تشياكي.

تقول تشياكي "بعد عناء طويل استطعنا الحصول على حق العمل في بناء نموذج القفز الخاص بي" مضيفة بهدوء أنه كان صراعًا طويلاً لإنجاح هذا العمل. وتضيف أنها حاولت الاعتماد فقط على التعليمات الشفوية التي كانت تعطيها لها مدربتها إيمورا، لكن الأمر كان صعباً جداً لأنها لم تستطع أن تتصور الحركات الصحيحة للجسم بسبب ضعف بصرها.

باستخدام أسلوب خاص تمكنت تشياكي أن تتحسس بيديها وضع جسد إيمورا في كل خطوة من خطوات الوثب. تقول إنها في دبي كانت قد أكملت حوالي ثلث الطريق في نموذج تدريبها الجديد، لكنها تهدف إلى أن تكون قريبة من الكمال في الوقت الذي تبدأ فيه الألعاب البارالمبية في نهاية أغسطس..

 أوموري شيكيكازو إلى اليمين يصفق ويوجه التعليمات الصوتية لتشياكي خلال مشاركتها في مسابقة الوثب الطويل في بطولة العالم لألعاب القوى في دبي في نوفمبر 2019، جيجي برس.
أوموري شيكيكازو إلى اليمين يصفق ويوجه التعليمات الصوتية لتشياكي خلال مشاركتها في مسابقة الوثب الطويل في بطولة العالم لألعاب القوى في دبي في نوفمبر 2019، جيجي برس.

عقبات الحياة

كما هو الحال في معظم الزيجات من هذا النوع، كان على الزوجين التغلب على عوائق التواصل. فعلى الرغم من أن يوجي ولد أصمًا، إلا أنه أتقن جميع أصوات اللغة اليابانية منذ صغره وهو قادر على التحدث بشكل طبيعي مع زوجته. ولكن نظرًا لأنه غير قادر على سماع ردها تعلمت تشياكي التواصل بلغة الإشارة وهي مهمة زادت من صعوبتها ضعف بصرها الشديد.

يعزو يوجي الفضل في تحسن قدراته اللفظية إلى تصميم والدته التي دفعته إلى تعلم كيفية تشكيل الأصوات الأساسية للغة اليابانية عندما كان طفلاً. قال ضاحكًا "لم أستطع سماع ما كنت أقوله، لكنني كنت متحمسًا لأنها ستعطيني مكافأة إذا قمت بالأمر بشكل صحيح". يغير نبرة صوته ليضفي الجدية إلى كلامه ثم يضيف "لقد أصرت أمي على أن لا أستخدم خرسي أبداً كمبرر لعجزي".

كان يوجي طالبًا دؤوبًا اعتاد على أن يحصل على أعلى الدرجات في جميع المواد الدراسية، بالإضافة إلى تفوقه في الألعاب الرياضية. بعد المدرسة الثانوية تدرب يوجي ليصبح لاعب بيسبول محترف، لكن إصابة في الكتف منعته من مواصلة السعي لتحقيق حلمه. لم يتوقف يوجي كثيراً لرثاء حاله أو صب اللعنات على حظه السيء، وإنما قرر أن يغير اتجاه حياته ودخل جامعة يوكوهاما الحكومية حيث درس ليكون معلماً، ووجه طاقته إلى ألعاب القوى، سرعته الطبيعية وخفة حركته جعلتا منه عداءً مثالياً مناسبًا تمامًا لمسابقات 400 متر حواجز.

 تاكادا يوجي يجتاز الحواجز خلال مشاركته في بطولة اليابان لألعاب القوى للصم في طوكيو.  يونيو/ حزيران 2019.
تاكادا يوجي يجتاز الحواجز خلال مشاركته في بطولة اليابان لألعاب القوى للصم في طوكيو.  يونيو/ حزيران 2019.

الحب مصدر التحدي

عندما كانت تشياكي طفلة تم تشخيص حالتها على أنها تنكس بقعي خلقي. عندما بلغت المرحلة الاعدادية التحقت بمدارس المكفوفين، وكان والدها دائماً يشجعها على أن تكون واثقة من نفسها ومستقلة وتعمل على استكشاف البيئة المحيطة بها. في المدرسة جربت العديد من الألعاب الرياضية، لكنها وجدت متعتها في ألعاب القوى، وقد عقدت العزم على أن تكون لاعبة محترفة على أعلى مستوى، فاقتربت من أوموري وطلبت الانضمام إلى نادي الألعاب الرياضية الذي يديره.

قابلت يوجي لأول مرة أثناء بطولة اليابان لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة في عام 2006 وعلى الفور انجذب كل منهما للآخر، وبعد فترة خطوبة قصيرة أتما زواجهما في عام 2008, ولم يمر وقت طويل حتى علمت تشياكي أنها حامل، وهو ما سبب الكثير من القلق لوالدي الزوجين اللذين كانوا متشككين بشأن ما إذا كان الزوجين بإمكانهما القيام بدورهما كأب وأم بشكل طبيعي، لكن سرعان ما تبدد هذا القلق بعدما أنجبت تشياكي ابنها ساتوكي عام 2009.

مع اقتراب الألعاب البارالمبية وكذلك ألعاب الديفلمبياد، يتنافس الزوجان في مباراة ودية لمعرفة أي منهما سيكون له السبق في أن يهدي الأبن ميدالية، ويفضل أن تكون ذهبًا. ضربة البداية ستكون من نصيب تشياكي في الألعاب البارالمبية القادمة، لكن كلاهما واثق من حظوظه وقدراته ويركزان جهودهما على التدريب.

(النص الأصلي باللغة اليابانية. الترجمة من الإنكليزية، صور المقابلة بواسطة هناي توموكو)

طوكيو الألعاب الأولمبية