رحلة عبر شعر الهايكو الياباني

إيدو في فصل الربيع

ثقافة

يثني باشو في قصيدته على إيدو، حيث يشير إلى اندماج مكانين من أشهر مناطق تفتح أزهار الكرز فيها.

花のくもかねはうへのか浅くさか 芭蕉

هانا نو كومو/ كاني وا أوينو كا/ أساكوسا كا

سحابة من الأزهار -
صوت قرع الجرس من أوينو
أم أساكوسا؟

(من تأليف باشو عام 1687)

يرى الشاعر سحابة من الأزهار ثم يسمع صوت جرس المعبد. ولكن هل هو الجرس الموجود في معبد كانئيجي في أوينو أم من سينسوجي في أساكوسا؟ وغني عن القول إن ”الأزهار“ المقصودة هي أزهار الكرز التي لها تقليد طويل في مقارنتها بالسحابة عندما تتفتح بشكل كامل. تشتهر كل من أوينو وأساكوسا اللتين تفصل بينهما مسافة كيلومترين تقريبا بأشجار الكرز. وعند النظر من مسافة قصيرة في نيهونباشي الواقعة وسط إيدو (طوكيو حاليا)، تبدو الغيوم المتشكلة من الأزهار المتفتحة في المنطقتين وكأنها تندمج لتصبح واحدة. وفي الوقت نفسه ربما ليس من السهل على الشخص الذي يستمتع بالمشهد تحديد الاتجاه الذي تأتي منه الضوضاء الناتجة عن قرع الجرس. كما لو أن حاستي البصر والسمع تنصهران معا عند سماع قصيدة المدح الهادئة هذه في إيدو أثناء فصل الربيع.

وباعتبار أنها ستحظى بإعجاب سكان إيدو لكونها قصيدة من شعر الهايكو، فغالبا ما كان باشو ينسخ شعره على ”كايشي“ وهو نوع خاص من ورق الشعر ويعطيه للآخرين، بالإضافة إلى إدراجه في كتب عديدة. ولا يزال هناك مثالان غير عاديين من أوراق كايشي التي كتبها باشو. فقد كتب عليهما هذه القصيدة كمقدمة لأغنية من ”يوكيوكو“ أو أغنية من دراما ”نو“، جنبا إلى جنب مع التدوين الموسيقي. كانت الأغنية ”سايغيوزاكورا“ وهي قصيدة غنائية تغنت بجمال كيوتو عندما تكون أزهار الكرز في أوج تفتحها.

أشاد باشو بروعة أزهار إيدو وصدره مليء بشعور بالتنافس مع كيوتو. كما كانت الموسيقى أيضا ضرورية في حفلات هانامي عند مشاهدة الزهور. وبتمعن القصيدة يتخيل المرء محتفلي هانامي في أوينو وأساكوسا وهم يغنون ”سايغيوزاكورا“ ويتجولون تماما مثل ما يفعل الناس عند حضور حفلة صاخبة في الوقت الحالي.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: © بيكستا)

الثقافة الهايكو الثقافة الشعبية الساكورا الثقافة التقليدية الشعر