رحلة عبر شعر الهايكو الياباني

فقاعات سرطان البحر

ثقافة

يرسم الشاعر بوسون في القصيدة أدناه من شعر الهايكو علامات جلية على مظاهر الحياة في أحد الأنهار فجر يوم صيفي.

みじか夜や芦間流るゝ蟹の泡 蕪村

ميجيكايو يا/ أشيما ناغارورو/ كاني نو أوا

ليلة قصيرة
فقاعات من سرطان البحر
تتدفق بين القصب

(من تأليف بوسون حوالي عام 1771)

يقصر طول الليل مع اقتراب موعد الاعتدال الصيفي، وتسمى هذه الفترة القصيرة من الظلام التي لا تلبث أن تنتهي سريعا ويبزغ الفجر ”ميجيكايو“. ويمكن إعادة صياغة هذه القصيدة على النحو التالي تقريبا ”مع انتهاء ليل الصيف وبدء بزوغ الفجر، تتدفق فقاعات بيضاء ينفخها سرطان البحر بين القصب الموجود على ضفة النهر“.

تستحضر هذه القصيدة إلى الأذهان في الوهلة الأولى من سماعها مقدمة مقالة كلاسيكية لكامو نو تشوميي بعنوان ”هوجوكي“ تمنح إحساسا بسرعة الزوال، حيث تقول ”يتدفق النهر بدون انقطاع، لكن مياهه لا تعود كما كانت عليه أبدا. الفقاعات التي تطفو في برك النهر، تنفجر وتتشكل من جديد ولا تدوم طويلا“. لكن الفقاعات التي ذكرها بوسون مصدرها سرطان البحر، في تجسيد واضح للحياة وليس للزوال.

ولكن هذه القصيدة تعتمد على قصيدة كتبها إيسي في مقتطفات هياكونين إيشّو تقول: نانيوا غاتا/ ميجيكاكي أشي نو/ فوشي نو ما مو/ أوادي كونو يو أو/ سوغو شيتي يو تو يا (هل تقول إنه/ لا يجب أن نلتقي مرة أخرى/ حتى لفترة قصيرة/ مثل المسافة بين/ عقدتين من قصب ”نانيوا“؟). تشترك قصيدة بوسون مع تلك القصيدة في كلمات مثل ”ميجيكا (قصير)“ و”أشي (قصب)“ و ”يو (ليل أو هذا العالم/الحياة)“. إن المقطع المميز في تلك القصيدة هو ”أوا (يلتقي)“، أما في قصيدة بوسون فهذه الكلمة تعني الـ”فقاعات“ التي يصدرها سرطان البحر.

يتمتع بوسون بمهارة خاصة في الجمع بين هذا النوع من البراعة والأحاسيس الشعرية، حيث يصور فجرا صيفيا جميلا بلمسة فكاهية.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان © بيكستا)

ثقافة الهايكو شعر