رحلة عبر شعر الهايكو الياباني

وجبة صيفية باردة

ثقافة

تثير قصيدة الهايكو للشاعر باشو مشاعر امتنان عند تناول وجبة صيفية خفيفة مبرّدة بمياه ’’سيل نقي‘‘.

清滝の水くませてやところてん 芭蕉

كييوتاكي نو/ ميزو كوماسيتي يا/ توكوروتين

غرفة من مياه سيل نقي
من نهر كييوتاكي -
لصنع معكرونة هلامية

(من تأليف باشو عام 1694)

في صيف عام 1694، كان باشو يقيم في صومعة راكوشيشا في منطقة ساغانو غربي كيوتو. وقد زار هناك أدبيا شابا من الساموراي يدعى ياميي كان يعيش في مكان قريب منه والذي دعاه لتناول توكوروتين. ويصنع هذا الطبق بغلي نوع من الأعشاب البحرية يسمى ’’تينغوسا‘‘ لاستخراج الأغار منها، ومن ثم تبريده بالمياه ليتصلب إلى مادة هلامية القوام قبل تقطيعه إلى على شكل شعيرية المعكرونة. وينكّه طبق توكوروتين بإضافة صلصة الصويا والخل، ويعتبر وجبة خفيفة مثالية للاستمتاع بها في أيام الصيف الحارة.

إن معنى اسم نهر كييوتاكي (سيل نقي) يمنح إحساسا بالانتعاش. ويقع على بعد مسافة من ساغانو وراء ممر جبلي. وإن فكرة أن يقطع المرء طريقا طويلا لمجرد أخذ غرفة من مياه النهر من أجل تبريد توكوروتين هي فكرة مستحيلة، ولكن لا بد وأن الوجبة كانت باردة ولذيذة أن الأمر يبدو ممكنا. إن امتنان باشو لياميي المبالغ فيه قد أثار مخيلته لكتابة تلك القصيدة.

كما يشتهر كييوتاكي أيضا بظهوره في قصيدة مدرجة في مختارات القرن الثالث عشر ’’شين كوكين واكاشو‘‘ كتبها سايغيو الذي يحظى باحترام كبير من باشو وتقول القصيدة: (فوريتسوميشي/ تاكاني نو مييوكي/ توكي ني كيري/ كييوتاكيغاوا نو/ ميزو نو شيرانامي ’’ثلج متراكم/ يذوب على/ قمة شاهقة -/ أمواج بيضاء/ على نهر كييوتاكي‘‘). ومن المؤكد أن ياميي قد فهم إشارة باشو هنا. تجمع روح الهايكاي بين قصيدة الهايكو هذه التي تتطابق مع التعبيرات القوية التي استخدمها سايغيو في قصيدته وبين وطبق محبب من الطعام. ما أخف وألذ طبق توكوروتين الذي قدم لباشو!

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: © بيكستا)

الثقافة الهايكو الثقافة الشعبية الثقافة الفرعية الشعر