رحلة عبر شعر الهايكو الياباني

الموت أثناء السفر

ثقافة

يتخيل باشو في هذه القصيدة موته على الطريق في أثناء سفره.

野ざらしを心に風のしむ身哉 芭蕉

نوزاراشي أو/ كوكورو ني كازي نو / شيمو مي كانا

جمجمة مبيضة
في قلبي— الرياح تصيب بالقشعريرة
عظامي

(من تأليف باشو عام 1684).

كان باشو يبلغ من العمر حوالي 40 عاما عندما غادر إيدو (طوكيو حاليا) في خريف عام 1684 متجها إلى مسقط رأسه أوينو في مقاطعة إيغا التي أصبحت الآن جزءا من محافظة ميي. تجول خلال رحلته في أجزاء مختلفة من منطقتي توكاي وكانساي، وعاد إلى إيدو في أوائل صيف العام التالي، تظهر رحلته هذه في مجلة السفر الخاصة به ”نوزاراشي كيكو“ وقد ترجمها ستيفن دي كارتر تحت عنوان ”تبييض عظام في الحقول“. وتأتي قصيدته الحالية في بداية هذه المجلة حاملة مشاعر باشو عندما انطلق في رحلاته.

تصف كلمة ”نوزاراشي“ جمجمة متأثرة بالعوامل الجوية. فقد كان السفر في ذلك الوقت مهمة خطيرة، وكان من المحتمل موت المسافرين في الطريق بعيدا عن موطنهم. تصور العبارة الأولى من هذه القصيدة ”نوزاراشي أو كوكورو ني“ كيف كان باشو يتخيل عظامه تبيض على قارعة الطريق بعد موته أثناء السفر.

أما ”مي ني شيمو“ فهي كلمة موسمية ”كيغو“ تشير إلى الخريف حيث تعبر عن الشعور بالبرودة الذي يتسلل إلى جسد المرء. وإن عبارة ”كازي نو شيمو مي كانا“ في قصيدة الهايكو هذه تجعلنا نتخيل كيف تبعث رياح الخريف على البرودة في جسد الشاعر.

إن التباين المتعمد بين الداخل ”كوكورو وتعني القلب أو العقل“ والخارج ”مي وتعني الجسد“ هو لمسة نموذجية في شعر الهايكو. عندما يتخيل الشاعر جثته مع تلك العناصر، فإنه يكون متأثر نفسيا ويشعر بالبرودة المادية لرياح الخريف بشكل أكبر.

بعد شهر ونصف من رحيله، وصل باشو إلى أوغاكي (محافظة غيفو حاليا)، وقام بتأليف قصيدة الهايكو التالية: شيني مو سينو/ تابيني نو هاتي يو/ أكي نو كوري (غير ميت بعد/ بعد ليال طويلة جدا بعيدا —/ نهاية الخريف). وبالرغم من تصور موته في منتصف الرحلة، إلا أنه تمكن من البقاء حيا طوال فصل الخريف. وتؤكد مجلة السفر ”تبييض عظام في الحقول“ كيف أن الموت ليس ببعيد أبدا خلال السفر.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: © بيكستا).

ثقافة البوب ثقافة الهايكو ثقافة شعبية شعر