رحلة عبر شعر الهايكو الياباني

سهرة مع القمر

ثقافة

يصف الشاعر بوسون في هذه القصيدة رحلة بالقارب في ليلة باردة، وهو مستمتع بجمال ضوء القمر لوحده.

霜百里舟中に我月を領ス 蕪村

شيمو هياكو ري/ شوتشو ني واري/ تسوكي أو ريوسو

الصقيع على امتداد مائة ري—
في القارب، أستأثر
بالقمر لنفسي

(من تأليف بوسون ربما في عام 1775).

اقترن وصف الصقيع الذي يتشكل في ليالي الشتاء في شعر واكا بمجموعات ألوان أوراق الخريف الزاهية، وغالبا ما يُقارن بالشعر الرمادي أو بضوء القمر. يصف الشاعر بوسون في قصيدة الهايكو هذه أيضا الصقيع تحت ضوء القمر.

يتلخص معنى القصيدة تقريبا كالآتي ”أستيقظ في الليل وحدي وأجلس في قارب بينما تكتسي الأرض على مسافة تصل إلى مائة ري بالصقيع على امتداد بصري، وأنا أستمتع بمشاهدة القمر بمفردي “. ري هي واحدة مسافة وتعادل حوالي أربعة كيلومترات. وقد كتب بوسون هذه القصيدة أثناء سفره على طول نهر يودو باتجاه كيوتو مع تلميذه كيتو. وكانت القوارب حينها تنقل الركاب بين هاتشيكينيا في أوساكا وفوشيمي بالقرب من كيوتو، ومن المرجح أنه كتبها في وقت متأخر من الليل. وقد بدا الصقيع الأبيض الساطع الممتد على جانبي النهر وهو يتلألأ تحت ضوء القمر أنه سيستمر إلى مالا نهاية، بينما يضيء قمر الشتاء السماء. يا لها من رفاهية حقيقية عند الاستمتاع بمثل هذا المشهد بمفردك.

تذكرنا مفردات هذه القصيدة وطريقة صياغتها بالشعر الصيني ”كانشي“. أطلق الشاعر أويدا أكيناري (1734–1809) المشهور بتأليف ”أوغيتسو مونوغاتاري (حكايات ضوء القمر والمطر)“، على بوسون اسم ”كاناغاكي نو شيجين“، وتعني تقريبا كاتب الشعر الصيني باللغة اليابانية (كانا)، ما يشير إلى استخدامه روح كانشي في قصائده. وفي هذه القصيدة، يبلغ حس الفكاهة أوجه في عبارة ”تسوكي أو ريوسو (أستأثر بالقمر لنفسي)“، والتي تمنح القارئ شعورا ببعض الفكاهة بأسلوب التباهي الذي يظهره. شكل شعر كانشي في فترة إيدو (1603-1868) أحد أسس التعليم، وكان بوسون يتمتع بالجمع بين الحس الجمالي للشعر الصيني والإيقاع الخفيف لشعر الهايكو.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنجليزية. صورة العنوان: © بيكستا)

الهايكو الثقافة الشعبية الثقافة التقليدية شعر