رحلة عبر شعر الهايكو الياباني

نهاية الرياح

ثقافة

يتخيل الشاعر غونسوي في قصيدة الهايكو هذه رياح الشتاء وهي تتلاشى مبتعدة فوق المحيط.

凩の果はありけり海の音 言水

كوغاراشي نو/ هاتي وا أريكيري/ أومي نو أوت.

رياح الشتاء
لها نهاية
هدير أمواج المحيط

(من تأليف غونسوي حوالي عام 1690)

هناك بعض الأشياء لا وجود لها في الحياة مثل قاعدة قوس قزح والجانب الآخر من الأفق والوجهة النهائية للرياح. ولكن الشاعر غونسوي عثر على ”نهاية“ الرياح في هذه القصيدة. تشير كلمة كوغاراشي إلى رياح عاصفة قوية تهب في أوائل الشتاء تجعل أوراق الأشجار تتناثر. تجتاح المدينة وتمر عبر الحقول والتلال وتتجه إلى البحر لتعصف بمياه الأمواج وتأججها. يصف الشاعر غونسوي في قصيدة الهايكو هذه وصول الرياح إلى وجهتها عند أمواج المحيط المتلاطمة. تثور في البداية بحرية دون أي عائق، ثم تتلاشى تدريجيا.

تحتوي إحدى النسخ الباقية من هذه القصيدة على مقدمة بعنوان ”إطلالة البحيرة“، ما يجعلنا نعتقد أن الرياح كانت فوق بحيرة بيوا. ولكن تظهر القصيدة في مختارات غونسوي الشعرية دون مقدمة، ما يشير إلى أنه لم يمانع في اعتبارها عن البحر. إن عبارة ”هاتي وا أريكيري (لها نهاية)“ مأخوذة من أغنية ”يوكيوكو“ من مسرح ”نو“ التي تصف المرور عبر ما يبدو أنه سهل موساشينو اللامتناهي والوصول إلى كاسومينوسيكي، وهي نقطة رئيسية في ما يُعرف الآن بغرب طوكيو. كانت هذه الأنواع من الأغاني معروفة جدا في فترة إيدو (1603-1868)، لذا فإن الإشارة إليها كان ممتعا للقراء.

ولد غونسوي (1650-1722) في نارا. وسافر إلى إيدو (طوكيو حاليا) عندما كان يافعا، حيث أصبح صديقا لباشو هناك ثم انتقل إلى كيوتو. وقد حظيت هذه القصيدة عن الرياح بشعبية كبيرة وارتبط اسم الشاعر بها.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنجليزية. صورة العنوان © بيكستا)

اليابان ثقافة الهايكو أدب