رحلة عبر شعر الهايكو الياباني

عام من الانغماس في الشعر

ثقافة

يتفكر باشو من خلال قصيدة الهايكو هذه في العام الذي قضاه في تنقيح قصائده لتظهر أناقتها الشعرية.

月雪とのさばりけらし年の暮 芭蕉

تسوكي يوكي تو/ نوساباري كيراشي/ توشي نو كوري

كيف أسعدت نفسي
مع القمر والثلج –
نهاية العام

(من تأليف باشو عام 1686).

استخدمت منذ العصور القديمة في اليابان كلمات مثل سيتسوغيتسوكا وتعني حرفيا ”ثلج وقمر وزهور“ وكاتشوفوغيتسو وتعني حرفيا ”زهور وطيور ورياح وقمر“ للتعبير عن موضوعات شعرية بشكل عام. وبالتالي إن إشارة باشو إلى القمر والثلج في هذه القصيدة يجب أن تفهم على أنها تنطوي ضمنيا على المزيد من المواضيع المنقحة. يشير الفعل ”نوسابارو“ إلى معنى ”التصرف كما يحلو للمرء“ في حين توحي كلمة كيراشي بالحديث عن ذلك في الماضي، مع فارق بسيط يتضمن التعجب. وبذلك يكون المعنى العام للقصيدة كالآتي: ”عندما أتأمل في نهاية العام، أفكر كيف قمت بفعل ما يحلو لي سواء من خلال مشاهدة الثلج أو القمر أو أنشطة أخرى أنيقة“.

غالبا ما توصف شخصية الخادم الأناني ”تاروكاجا“ في مسرحي ”نو“ و”كيوغين“ اليابانيين الكلاسيكيين بأنها ”نوسامونو“ وهي كلمة مرتبطة بـ”نوسابارو“ حيث تتصرف هذه الشخصية على سجيتها. ويبدو أن باشو اعتبر نفسه ”نوسامونو“ أيضا بسبب إعطائه الأولوية للتنقيح الشعري.

أداء الأخوين نومورا مانزو ومانساكو معا في ”هيكوزو (قش الشاي)“ من فن كيوغين على مسرح نو القومي في طوكيو (© جيجي برس)
أداء الأخوين نومورا مانزو ومانساكو معا في ”هيكوزو (قش الشاي)“ من فن كيوغين على مسرح نو القومي في طوكيو (© جيجي برس)

فهل يجب أن ننظر إلى باشو بأنه راضٍ عن الطريقة التي أمضى بها عامه أم أنه كان يشعر بالأسف؟ غالبا ما يعبر باشو في رسائله وكتاباته الأخرى عن شعوره بأن الطريقة الحقيقية للعيش هي ترك العالم الدنيوي وتكريس النفس للممارسات البوذية. ومن هذا المنظور، فإن عبارة ”إرضاء نفسه“ تأخذ طابع السخرية من الذات وربما كان يشعر بالأسف على أنه لم يقض وقتا في سلوك درب الممارسات البوذية.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنجليزية. صورة العنوان: © بيكستا)

ثقافة الهايكو ثقافة شعبية شعر