رحلة عبر شعر الهايكو الياباني

أسلحة سمكية في بداية العام الجديد

ثقافة

يستقبل بوسون العام الجديد بوضعية قتالية هزلية حيث يلوح بسيف سلمون مجفف وهراوة من أسماك القد.

年守や乾鮭の太刀鱈の棒 蕪村

توشيمورو يا/ كارازاكي نو تاتشي/ تارا نو بو

استقبال العام الجديد -
سيف سلمون مجفف
وهراوة أسماك القد

(من تأليف بوسون عام 1770)

تعني كلمة توشيمورو البقاء مستيقظا خلال ”أوميسوكا (ليلة رأس السنة)“ والترحيب بالعام الجديد. أما عبارة سيف السلمون المجفف فهي مستوحاة من قصة الراهب زوغا شونين الذي عاش في القرن العاشر وكان يمقت الشهرة والثروة. وعندما ارتقى سيده ريوغين إلى مرتبة أعلى، قيل إن زوغا ربط سمكة سلمون مجففة لتكون بمثابة سيف، وقاد عربة ريوغين ممتطيا ثورا نحيلا. وكانت تصرفاته الغريبة تلك شكلا من أشكال انتقاد قبول سيده للتكريمات الدنيوية.

اقترن هذا ”السلاح“ الهزلي مع هراوة أسماك القد ”تارا نو بو“، والتي تشابه اسم أسماك القد المجففة ”بودارا“ عند تبديل ترتيب مقاطع الكلمة. وباستخدام مثل هذه الكلمات يظهر بوسون بوضعية قتالية، حيث يلوح بالأسماك المجففة التي تؤكل عادة في فترة رأس السنة الجديدة. ويمكن تفسير معنى القصيدة على النحو التالي: ”دعونا نودع العام القديم بشكل مناسب ونستقبل العام الجديد. بينما يحمل في يده سيف أسماك السلمون المجففة وهراوة أسماك القد“. إن وجود شخصية تتباهى بمثل تلك الأسلحة عديمة الفائدة يضفي حسا فكاهيا على القصيدة.

خلف بوسون سيده في ربيع عام 1770 واتخذ لنفسه الاسم الأدبي ياهانتيي الثاني. تنطوي قصيدة الهايكو هذه على إحساس بالتصميم على حماية سمعة هذا الاسم، بينما يظهر تواضعا من خلال الافتقار الواضح للقوة.

أدرج بوسون لاحقا قصيدة الهايكو تلك في رسائل إلى أتباعه، هدد فيها مازحا بالحضور وتحصيل الديون. كان من المعتاد في فترة إيدو (1603-1868) الشراء بالدين على مدار العام وتقديم دفعة كبيرة في فترة أوبون الصيفية وفي نهاية العام. ولذلك كان محصلو الديون من الزوار غير المرحب بهم في ليلة أوميسوكا، لكن الأسلحة المصنوعة من الأسماك المجففة لا ترهب المدينين الممتنعين عن سداد ديونهم. وعلى الرغم من كمية المشاغل في نهاية العام، لم ينس بوسون روح الدعابة التي يتمتع بها.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: © بيكستا)

الهايكو الثقافة الشعبية الثقافة التقليدية