كوجيكي: أساطير اليابان القديمة وحكمة الأجيال

إيزاناغي وإيزانامي: عالم الموتى

تاريخ اليابان

في هذه الحكاية المأخوذة من أقدم سجلات اليابان، كوجيكي، نستعرض واحدة من أكثر الروايات تأثيرًا في الميثولوجيا اليابانية. تروي الأساطير اليابانية قصة ملحمية تمزج بين الخلق والموت والصراع الأبدي بين الحياة والفناء، تبدأ مع إيزانامي وإيزاناغي، الآلهة التي أوجدت اليابان من العدم.

غضب إيزانامي

بعد وفاة إيزانامي، حبيبة إيزاناغي وزوجته، تبعها الأخير إلى ”يومي“، عالم الموتى، في محاولة يائسة لإعادتها إلى الحياة. عند بوابة العالم السفلي، استقبلته إيزانامي وطلب منها العودة معه لإكمال بناء الأرض التي بدأوا فيها. لكنها أجابته بأسف: ”لقد تأخرت، فقد تناولت طعام العالم السفلي. سأطلب الإذن بالعودة، لكن لا تنظر إلي أثناء ذلك“.

لم يستطع إيزاناغي كبح فضوله، فأضاء شعلة ودخل البهو ليكتشف الحقيقة المرعبة: جسد إيزانامي تحول إلى مشهد مروع مغطى باليرقات، وأحاط بها ثمانية آلهة للرعد. مذعورًا، فر هاربًا، لكن غضب إيزانامي كان عظيمًا. صاحت قائلة” لقد أحرجتني! “، وأرسلت وراءه ساحرات عجائز مرعبات.

فك إيزاناغي خصلة من حول شعره وألقاها أسفله، حيث تحولت إلى عنب بري. وعندما توقفت الساحرات لتناولها، انطلق إيزاناغي مبتعدًا في طريقه. وبعد ذلك، ألقى المشط الذي كان يرتديه في خصلة شعره اليمنى، والذي تحول إلى براعم الخيزران. توقفت كذلك الساحرات لتناولها، واستمر إيزاناغي في طريقه مرة أخرى.

(© ستيوارت آيري)
(© ستيوارت آيري)

لكن إيزانامي لم تستسلم، فلاحقته بنفسها ومعها آلهة الرعد الثمانية و1500 من المحاربين. عند المنحدر الذي يربط بين العالمين، سد إيزاناغي الطريق بصخرة ضخمة، وفي مواجهة حتمية عند حافة العوالم، صرخت إيزانامي: ”بسببك، سأقتل ألفًا من البشر كل يوم!“ فأجابها: ”وأنا سأخلق ألفًا وخمسمائة ولادة يوميًا“. ومنذ ذلك الحين، أصبح الموت والولادة جزءًا لا يتجزأ من دورة الحياة.

آلهة جديدة من الطهارة

عاد إيزاناغي من رحلته إلى عالم الموتى مثقلاً بالقذارة والألم، فقرر أن يتطهر في مصب النهر.

فقام بأداء طقوس التطهير عند مصب النهر، حيث ألقى عصاه، وحقيبته، وملابسه واحدة تلو الأخرى، ومن هذه الأشياء ظهرت آلهة جديدة.

عندما غسل عينه اليسرى، ظهرت الإلهة أماتيراسو، وانضمت إليها تسوكويومي عندما غسل عينه اليمنى، وظهر سوسانو عندما غسل أنفه. وكان إيزاناغي مسرورًا للغاية من ولادة هؤلاء الأطفال الثلاثة. أخذ قلادة من حول عنقه، وخلخل حباتها، وأعطاها لأماتيراسو، قائلًا: ˮاذهب واحكم السهل المرتفع في السماء“(إله الشمس). ثم قال لتسوكويومي: ˮاذهب واحكم أرض الليل“(إله القمر)، ولسوسانو: ˮاذهب واحكم المحيط“(إله العواصف).

تمرد سوسانو ونفيه

بينما قام أماتيراسو وتسوكويومي بمهامهما، أثار سوسانو الفوضى بنحيبه المستمر، رافضًا دوره، ومتسببًا في ذبول الطبيعة وانتشار الكوارث. وعندما واجهه إيزاناغي عن سبب نحيبه، كشف عن رغبته في رؤية والدته في عالم الموتى.

غاضبًا من تمرده، نفاه إيزاناغي، لتنتهي الأسطورة بترك سوسانو الأرض، تاركًا بصمته على الكون كرمز للفوضى والعصيان.

(النص الأصلي باللغة الإنكليزية. المادة النصية من إعداد ريتشارد ميدهورست، استنادًا إلى القصة المذكورة في سجلات كوجيكي. الرسوم التوضيحية © ستيوارت آير)

اليابان أساطير إيزاناغي وإيزانامي