
سلسلة أفلام ”كواسوغي“: ظواهر غامضة ورعب يحبس الأنفاس
فن- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
السلسلة المرعبة!
تركت أفلام الرعب اليابانية منذ التسعينيات بصماتها على الوعي العالمي بأسلوب مميز ومشوق. حيث قام مخرجون أمثال كوروساوا كيوشي، وشيميزو تاكاشي، وناكاتا هيديو، وتاكاهاشي هيروشي ببناء أساس متقن لمؤلفي الرعب اليابانيين في العصر الحديث. وأحد الشخصيات البارزة الحديثة في أفلام الرعب اليابانية هو شيرايشي كوجي.
وحاليًا، يشتهر شيرايشي بإعادة إنتاج أفلام الأنمي وتجسيدها بصورة حية على الشاشة مثل: (فونوهان) (الدفاع المستحيل) من إنتاج 2018، و (جيغوكو شوجو) (فتاة الجحيم) من إنتاج 2019، وكما في أيضًا (ساداكو ضد كاياكو) من إنتاج 2016، والذي تدور أحداثه من خلال الوقيعة بين اثنين من شخصيات أفلام الرعب الياباني ضد بعضهما البعض. إلا أن شيرايشي كان في الأصل له دور قيادي في فئة الأفلام الوثائقية المزيفة (”الأفلام الوثائقية الهزلية“ أو ”التسجيلات المُكتشفة“) من نوعية أفلام الرعب. وأنتج العديد من الأفلام مثل: (نوروي) (اللعنة) إنتاج عام 2005 و (أوكولت) (غامض) إنتاج 2009، و (كولت) (الطائفة) إنتاج 2013. والتي لاقت استحسانًا كبيرًا من قبل عشاق أفلام الرعب في الداخل والخارج.
(سينريتسو كايكي وارودو كواسوغي!) الإصدار الجديد في سلسلة الأفلام المرعبة. (© لجنة الإنتاج 2023)
وفي اليابان، أشهر أعمال شيرايشي التي تنتمي لهذه النوعية من الأفلام المرعبة (سينريتسو كايكي فايرو كواسوغي!) (ملفات غامضة ومرعبة للغاية!). بما في ذلك الإصدار المسرحي لعام 2014 الذي أطلق عليه اسم ”الفيلم الأكثر رعبًا في التاريخ“، وقد أصدر شيرايشي تسعة أفلام في هذه السلسلة من عام 2012 إلى عام 2015، (معظمها يتم طرحها مباشرة إلى الفيديو). وتدور أحداث السلسلة حول طاقم عمل فيلم يحقق في ظواهر خارقة للطبيعة وغريبة بناءً على قصص الأشباح والفولكلور الياباني. ومن بينهم المرأة ذات الفم المشقوق، وهاناكو-سان ”فتاة المرحاض“، وكوكوري-سان (كائن يتم استدعاؤه على غرار لوحة ويجا). وقد نالت السلسلة استحسانًا شعبيًا بسبب دمجه بين الرعب والفكاهة، وتطورت الحبكة بشكل غير المتوقع، واستخدم الخبراء مجموعة كاملة من التقنيات الوثائقية المزيفة.
وبعد ثماني سنوات من إصدار آخر فيلم في السلسلة، يطرح شيرايشي حاليًا الجزء العاشر، منوهًا بأنه سيكون الجزء الأخير في المجموعة.
ورغم أن الإصدار الأخير يحمل تغييرًا طفيفًا في الاسم (من ”الملفات“ إلى ”العالم“)، إلا أنه مستمر في عرض شخصيات مألوفة ومشهورة، وقد قام شيرايشي بتحديث إعداد القصة بوعي وشمولية إضافة إلى تطوير بعض المواضيع بما يتماشى مع التطورات المجتمعية منذ عام 2015. ومع ذلك، يظل جوهر الفيلم كما هو، حيث يتم طرحه في 78 دقيقة مليئة بالأحداث، لذلك فهو شيق ومثالي لكل من مشاهدي السلسلة لأول مرة أو متابيعها القدامى.
تحديثات في الشخصيات
في الفيلم الأخير، يواجه ثلاثة شباب من مستخدمي تطبيق (تيك توك) مواقف غريبة في مبنى مهجور ويُفترض أنه مسكون. وبعد تدمير هيكل يشبه المذبح في الطابق السفلي، يسمعون صوت طفل ويرون ”امرأة في رداء أحمر“ تحمل سكينًا ومغطاة بالدماء. ويتمكن الشباب الثلاثة من التقاط الصورة في مقطع فيديو، ولكن بعد تحميله وجدوا أنه بدلاً من انتشاره على نطاق واسع، تم حذف الفيديو وحسابهم في تطبيق الـ تيك توك بسبب التعدي على ممتلكات الغير وتدميرها.
ويلجأ الشباب الثلاثة وهم في حيرة من أمرهم إلى (كودو)، المنتج الذي تتخصص شركتة في إنتاج أفلام وثائقية عن الظواهر الغريبة. وفي ذلك الوقت كانت شركة كودو تعاني من صعوبات مالية بسبب تفشي فيروس كورونا، الأمر الذي جعله يقرر إنتاج فيلم وتحقيق ثروة من خلال تصوير لقطات في سبق صحفي عن المباني المهجورة. ثم ينطلق هو والمخرج إيتشيكاوا والمصور تاشيرو إلى المبنى مع أحد الوسطاء الروحيين بصحبة الشباب الثلاثة. ومنذ البداية، تواجه المجموعة كل أنواع الظواهر الغريبة.
من أو ما هي ”صاحبة الرداء الأحمر“ التي تظهر وتختفي دون سابق إنذار؟ (© لجنة الإنتاج 2023)
يقوم الفيلم في هذه النسخة الأخيرة من المجموعة بعمل جيد في الوصول إلى جميع نقاط الجذب في السلسلة الأصلية مع دمج الوعي بالتغيرات المجتمعية منذ الفيلم الأخير الذي صدر قبل ثماني سنوات. فهو يحتفظ بأسلوبه المرعب الوثائقي الفريد واللقطات المصورة المكتشفة وبنية الحبكة، حيث تهاجم جميع أنواع الظواهر الغريبة الشخصيات الرئيسية. كما يُظهر الفيلم وحشية شخصية كودو المميزة، والتي تعتبر أكثر رعبًا في نواحٍ عدة من الأحداث الخارقة للطبيعة في الأحداث.
وطوال الأفلام السابقة من السلسلة، فإن كودو معروف بمضايقته للمصور باستمرار ودائمًا ما يسأله: ”هل أنت متأكد من أنك صورت اللقطة كما ينبغي؟!“. ونجده في هذا الفيلم، يقترن إصراره مع هوس الشباب الـ (تيك توكرز) بالرغبة في الانتشار على شبكات التواصل الاجتماعي، وما يصاحب ذلك من عدم الاكتراث بما قد يسببه هذا الهوس. وعلى الرغم من أن شخصية كودو العنيفة تظهر كما كانت في الأجزاء السابقة، إلا أن المصور إيشيكاوا الذي غالبًا ما يكون ضحية، يظهر كشخصية أقوى في هذه النسخة من الفيلم.
وهناك تفاصيل أخرى يتردد صداها في أحداث الفيلم وهي تصوير التأثيرات الضارة لشخصية كودو ما بين ”الرجولة والعنف“ وهي الشخصية التي كانت محببة سابقًا، وهو الأمر الذي ألمح إليه إيشيكاوا في بداية الفيلم. وتم أيضًا الكشف في النهاية عن ماضي الشباب الثلاثة الـ (تيك توكرز). وجنبا إلى جنب مع عناصر أخرى إيحائية بشكل غير مباشر، فإن الجزء الأخير من السلسلة هو الأكثر وعيًا اجتماعيًا في المجموعة ككل.
التداخل المكثف ما بين الجاد وغير الجاد
على الرغم من تجديد أنماط الإعداد والإنتاج في النسخة الأخيرة، إلا أن المخرج شيرايشي لا ينحرف كثيرًا عن الجوهر الأصلي للسلسلة. فعلى سبيل المثال، تتداخل الأحداث المحيطة بمحاولة التقاط صورة ”المرأة ذات الرداء الأحمر“ مع مشاهد سابقة في أفلام السلسلة. كما أن التطورات غير المتوقعة في منتصف الفيلم تختبر مدى قبول الجمهور له باعتباره فيلمًا وثائقيًا ساخرًا.
أحد أبرز المشاهد في الفيلم هو مشهد الشخصيات وهي تتحرك في ممر طويل. (© لجنة الإنتاج 2023)
لقد مزجت هذه السلسلة في آن واحد بين الموضوعات الجادة وغير الجادة، وهي تدفعهم سويًا نحو تصاعد في وتيرة الأحداث. والأجزاء المخيفة، هي والأجزاء الممتعة، مع التطورات الهزلية والكوميدية التي تترك الجمهور أحيانًا في متاهات، كلها من سمات سلسلة ”كواسوغي“، بل وسمات أعمال شيرايشي ككل.
ومن الجدير بالذكر أيضًا أن هذا الفيلم يعلمنا مرة أخرى أن ”الأفكار البسيطة والمبدعة“ هي التي تجعل الفيلم مثيرًا للاهتمام. ودون الكشف عن الكثير من أحداث قصة الفيلم، فهو يقوم بعمل جيد في التعبير عن نفسه في التقلبات والتحولات في الأماكن. ويبدو أيضًا أن أوقات الليل والنهار تتغير ببساطة مع تغيير زاويا الكاميرا. وبهذا المعنى، فإن الفيلم لا يتفلسف أو يصر على أن يكون مثل أفلام ”اللقطة الواحدة“ الزائفة التي أصبحت شائعة في الشرق والغرب على حد سواء. فالفيلم نفسه ديناميكي، حيث تستمر الشخصيات في التقدم للأمام، وغالبًا ما تركض، مما يحافظ على مستوى سخونة الأحداث.
وبالتالي، حتى لو لم يكن الممثلون يتمتعون بمظهر وجاذبية توم كروز، أو كان المخرج يفتقر إلى ميزانية كبيرة لمشاهد الحركة المثيرة، إلا أن الفيلم يُظهر أنه يمكن خلق أجواء مثيرة من خلال جعل أشخاص يركضون بشكل جنوني في الممرات. والفيلم يعتبر عرضًا جيدًا لصناعة الأفلام التي تعتمد على الصوت بشكل أساسي من خلال استخدامه المخيف للإضاءة والمؤثرات الصوتية. وهو يستحق المشاهدة في دورالعرض.
اسم الفيلم: سينريتسو كايكي وارودو كواسوغي! (إنتاج 2023)
- الإخراج والسيناريو والتصوير السينمائي والمؤثرات الصوتية: شيرايشي كوجي
- مدة العرض: 78 دقيقة
- الموقع الرسمي (متاح باللغة اليابانية فقط):
https://kowasugi.com/
إعلان الفيلم
(النص الأصلي نُشر باللغة اليابانية، والترجمة من اللغة الإنكليزية. صورة الموضوع: © مقدمة من لجنة إنتاج فيلم سينريتسو كايكي وارودو كواسوغي!