أخيرًا.. الموافقة على زواج الأميرة ماكو والشاطر كومورو

العائلة إمبراطورية

تشير التصريحات الأخيرة لولي العهد الأمير فوميهيتو بمباركته زواج ابنته الأميرة ماكو إلى قرب زواجها المؤجل. إلا أنه لا تزال هناك مشاكل مالية في عائلة زوجها المرتقب كومورو كي إضافة إلى الاستهجان العام الذي يخيم على إمكانية إقامة أي حفل مرتقب.

عاصفة من الانتقادات

في خريف عام 2020، سلطت الأخبار المتعلقة بالعائلة الإمبراطورية اليابانية الأضواء على ولي العهد الأمير فوميهيتو، الأخ الأصغر للإمبراطور ناروهيتو. حيث تم تنصيبه رسميًا باعتباره الأول في ترتيب اعتلاء العرش في مراسم احتفالية أقيمت بالقصر الإمبراطوري، وصرح هو وزوجته الأميرة كيكو وابنته الأميرة ماكو للإعلام على خطط مرتقبة لزواجها المؤجل. وقد تم تأجيل ارتباط ماكو الرسمي بـ كومورو منذ عام 2017 على خلفية فضيحة متعلقة بمشاكل في وضع عائلة كومورو المالي.

ولقد واجهت عائلة الأمير فوميهيتو وابلًا من الانتقادات عبر الإنترنت بشأن الزواج، كما أثار تصريحه في نوفمبر/ تشرين الثاني بمباركته الزواج ردود فعل سلبية. وأعرب ممثل وكالة البلاط الإمبراطوري عن أسفه على الوضع غير الطبيعي. وصرح قائلًا ”لم تكن هناك مثل هذه الهجمات الشرسة على أفراد العائلة الإمبراطورية من قبل. وكنا نعتقد أن العائلة قد انتقلت بسلاسة إلى عصر ريوا الجديد، ولم نتوقع أن تتضخم قضية الزواج بهذا الشكل. والآن لدينا وضع تتعرض فيه عائلة ولي العهد للهجوم الشرس“.

مشاكل مالية

التقت الأميرة ماكو بـصديقها كومورو كي في الجامعة المسيحية الدولية، وبعد 5 سنوات في سبتمبر/ أيلول 2017، قررا بشكل غير رسمي الارتباط. وبعد مؤتمرهم الصحفي الذي زف الأنباء السعيدة، أفادت الأنباء أن عائلة كومورو واجهت مشاكل مالية تتعلق بقرض بقيمة 4 ملايين ين. وفي فبراير/ تشرين الثاني 2018، جاء الإعلان عن تأجيل الزواج والاحتفالات المصاحبة حتى عام 2020، بعد اكتمال مراسم الانتقال الإمبراطوري.

وبعد ستة أشهر، التحق كومورو كي بدورة تدريبية بكلية الحقوق في نيويورك لمدة ثلاث سنوات، بهدف أن يصبح محامياً دولياً. وعلى الرغم من عدم وجود ارتباط رسمي، وصفه البعض في الولايات المتحدة بأنه خطيب الأميرة ماكو. وفي يناير/ كانون الثاني 2019، أدلى بالبيان التالي المتعلق بمشاكل الأسرة المالية من خلال محاميه:

”كانت والدتي وخطيبها السابق قد تمت خطبتهما في عام 2010، ولكن بعد عامين قام بفسخ الخطبة. وعلى الرغم من أن الأمر كان مفاجئًا، إلا أن والدتي تقبلت قراره ووعدت بسداد المال الذي أنفقه أثناء فترة الخطوبة. وقال إنه لم يكن ينوي أن يسترد المال منها، وعلى إثر ذلك، أدرك كلاهما أن المسائل المالية، بما في ذلك أموال الدعم والتعويضات، قد تم الانتهاء منها. إلا أنه، بعد عام واحد في عام 2013، تلقت والدتي خطابًا من خطيبها السابق يطلب منها سداد التكلفة التي تحملها خلال فترة ارتباطهما. وذلك بخلاف ما قد فهمته أنا وأمي من أن الموقف فيما يتعلق بالمصروفات السابقة قد تم حلُها بالفعل“.

وعلى الرغم من إصرار كومورو على عدم ضرورة سداد الأموال، كان لدى العديد من المواطنين اليابانيين شكوكًا حول زواجه من الأميرة ماكو. فحقيقة أنها ستحصل على مبلغ قدره 150 مليون ين دفعة واحدة من الدولة عند زواجها، جعلهم يستشعرون بأن الأمر يخبئ بين طياته مصلحة شخصية.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، صرح فوميهيتو قائلاً ”من الواضح أنه ما لم يكن الكثير من الناس راضين وسعداء عن الوضع، فلن نتمكن من إجراء حفل للخطوبة“. وظلت الأميرة ماكو في علاقة عن بعد مع كومورو، بينما وقعت العائلة في ما وصفته ولية العهد الأميرة كيكو بأنه ”وضع صعب للغاية“.

مشاعر الأم

تم تأجيل مراسم الاحتفالات الرسمية بإعلان تنصيب ولي العهد الأمير فوميهيتو باعتباره الأول في ترتيب اعتلاء العرش من أبريل/ نيسان إلى نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا. وقبل ذلك، أدلت ولية العهد الأميرة كيكو ببيان في مؤتمر صحفي بمناسبة عيد ميلادها في سبتمبر/ أيلول الماضي، وذكرت فيه أنها تحدثت مع ابنتها ماكو، وتفهمت مشاعرها، ورأت أنه من المهم أن نعي الأمر سويًا. وأضافت قائلة ”أتمنى أن أحترم رغبات ابنتي قدر المستطاع“.

ويبدو أن والديّ الأميرة ماكو كانا على استعداد لقبول زواجها. وما حدث في الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي من مراسم احتفالية يعني رسميًا تنصيب ولي العهد الأمير فوميهيتو باعتباره التالي في ترتيب اعتلاء العرش، يليه ابنه الأمير هيساهيتو. وإذا استمرت الخلافة كما هو متوقع لها، فستكون ماكو ذات يوم أخت الإمبراطور.

ولي العهد الأمير فوميهيتو وولية العهد الأميرة كيكو في احتفالات تنصيبه في القصر الإمبراطوري في الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني 2020. جيجي برس.
ولي العهد الأمير فوميهيتو وولية العهد الأميرة كيكو في احتفالات تنصيبه في القصر الإمبراطوري في الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني 2020. جيجي برس.

بيان المناشدة

في الثالث عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني، أدلت الأميرة ماكو بنفسها بتصريح خاص حول السؤال الذي طال انتظاره بشأن زواجها، وذكرت قائلة: ”أعلم أنه لأسباب مختلفة، هناك بعض الأشخاص الذين يعارضون هذه الزيجة. إلا أننا في حقيقة الأمر أصبحنا لا غني لنا عن الآخر، وأصبحت الأوقات بحُلوها ومرها تجمعنا سويًا. ويجب أن نتزوج لأن هذا ما تمليه علينا مشاعرنا القلبية“.

ربما هي المرة الأولى التي نشاهد فيها إحدى أعضاء العائلة الإمبراطورية تناشد فيها الجمهور بقوة بحقيقة رغبتها في الزواج من الرجل الذي تحبه.

وذكرت كذلك ماكو في بيانها أنها ممتنة لدعم الإمبراطور والإمبراطورة والإمبراطور والإمبراطورة الفخريين.

وفي حقيقة الأمر دُهشت من أنها لم تتطرق بشكل مباشر إلى المشاكل المالية لعائلة كومورو. فإذا كانت نوهت مثلًا إلى أنهم سينتظرون حتى يتم حل المشكلة أو صرحت بأنها لن تقوم بتقديم المال بنفسها للتعامل مع هذه الضائقة، لكنت شعرت بأنها كانت ستكسب تفهم الجمهور.

عدم الجاهزية للاحتفال

قبل عيد ميلاده في الثلاثين من نوفمبر/ تشرين الثاني، صرح ولي العهد الأمير فوميهيتو في مؤتمر صحفي بمباركته الزواج. وعلق قائلاً: ”ينص الدستور على أن الزواج يجب أن يتم فقط بناًء على الموافقة المتبادلة لكلا الجنسين، لذلك إذا كانوا حقًا يرغبون في الزواج، فأشعر بأنه يجب أن أحترم ذلك بصفتي أحد الوالدين.“

صورة عائلية من نوفمبر/ تشرين الثاني 2020. تجمع من اليسار، الأميرة ماكو وولي العهد الأمير فوميهيتو وولية العهد الأميرة كيكو يقفون خلف الأمير هيساهيتو والأميرة كاكو. (وكالة البلاط الإمبراطوري).
صورة عائلية من نوفمبر/ تشرين الثاني 2020. تجمع من اليسار، الأميرة ماكو وولي العهد الأمير فوميهيتو وولية العهد الأميرة كيكو يقفون خلف الأمير هيساهيتو والأميرة كاكو. (وكالة البلاط الإمبراطوري).

إلا أنه أشار كذلك إلى أن الناس غير مستعدين بعد للاحتفال بزواجهم، وأسرد قائلًا ”أشعر أنه لا يزال هناك الكثيرون ممن لا يرحبون بالأمر وليسوا سعداء بهذا الوضع. واعتقد أن ابنتي تستشعر ذلك أيضًا“. وحث عائلة كومورو على التصرف بشفافية تجاه المواطنين. وأعرب عن أمله في أن يتمكنوا من حل المشكلة بسرعة قبل موعد الزفاف. وقال: ”عندما يحين وقت الزفاف، من المهم التحدث بالتفصيل عما حدث حتى الآن“ وحث الزوجين على السعي بإخلاص إلى كسب ثقة الجمهور.

ولقد ذكرني هذا المؤتمر الصحفي بسماع نبأ خطوبة فوميهيتو في صيف عام 1989. بعد سبعة أشهر من وفاة جده الإمبراطور شووا (هيروهيتو)، وكان هذا أمرٌ بمثابة السير عكس التيار في ظل عام من الحداد من أجل العائلة الإمبراطورية. وفي ذلك الوقت، كان ناروهيتو، ولي العهد آنذاك، أعزب. وقررت وكالة البلاط الإمبراطوري بأنه في ظل عدم ملائمة إقامة حفل خلال فترة الحداد، رأت أنه من المقبول الإعلان بشكل غير رسمي عن الخطبة. وبعد عودته من الدراسة لمدة عامين في بريطانيا، تزوج فوميهيتو من كيكو عام 1990.

وحيث أن قرار الموافقة على زواج ابنته يجب أن يكون أعقبه بعض الصعوبات النفسية، فمن المحتمل أن تكون تجربة ولي العهد الأمير فوميهيتو الشخصية هي التي وجهته.

وقت اتخاذ القرارات

النقطة الحاسمة الآن هي طريقة التعامل التي سيتخذها كومورو من الآن فصاعدًا. فللمضي قدمًا في مسألة الزواج، سيكون هناك بالتأكيد رهان كبير على درجة وعيه وإحساسه بالمسؤولية، بالنظر إلى حجم المعارضة العامة.

وعندما تم الإعلان عن الخطوبة غير الرسمية قبل ثلاث سنوات، قال كومورو: ”أشعر بإحساس كبير بالمسؤولية في الزواج من أميرة من العائلة الإمبراطورية، وسوف أتولى زمام الأمور بعزم وإخلاص وأبذل قصارى جهدى.“ كما صرح قائلًا بأن عائلته طلبت منه ضمان سعادة زوجته المستقبلية.

وذكر أيضًا بأن عبارته المفضلة كانت ”دعونا نقدم على الأمر“، لكن موقفه السلبي هذا لا يتناسب مع الوضع الحالي. وآمل أن يفكر في كلماته التي ذكرها أعلاه، ويفعل كل ما في وسعه لإسعاد الأميرة ماكو.

(النص الأصلي نُشر باللغة اليابانية في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول 2020، والترجمة من الإنكليزية. صورة الموضوع: كومورو كي والأميرة ماكو يعلنان خطبتهما غير الرسمية في أحد المؤتمرات الصحفية الذي عقد بطوكيو في الثالث من سبتمبر/ أيلول 2017. جيجي برس)

العائلة الإمبراطورية الإمبراطورة الإمبراطور