كيف تغير شكل وحجم العائلة الإمبراطورية اليابانية بمرور الزمن

العائلة إمبراطورية

يُنظر إلى فكرة استعادة مكانة الأفرع السابقة للعائلة الإمبراطورية اليابانية على أنها إحدى طرق تخفيف المخاوف بشأن أزمة الخلافة المحتملة. في المقالة الأولى من بين مقالتين عن الأفرع الصغرى، وخاصة فرع فوشيمي الضارب في القدم، نلقي نظرة على تاريخهم على مر القرون وصولاً إلى الحرب العالمية الثانية.

أهمية الأفرع العائلية الصغرى لاستمرارية العائلة الإمبراطورية

قبل وقت قصير من أولمبياد طوكيو الني أقيمت في خريف عام 1964، تم افتتاح فندق نيو أوتاني في العاصمة اليابانية وكان في ذلك الوقت أحد أكبر الفنادق في آسيا. وقد بُني على أنقاض القصر الخاص بفرع عائلة فوشيمي إحدى الأفرع البائدة للعائلة الإمبراطورية. امتد المنزل على مساحة سبع هكتارات، ولا يزال من الممكن رؤية آثار تلك الحقبة في حديقة الفندق.

كان فوشيمي أقدم الأفرع الأربعة للعائلة الإمبراطورية وأسسه الأمير يوشيهيتو (1351-1416) الابن الأكبر للإمبراطور سوكي الذي حكم البلاط الشمالي خلال فترة البلاطات الشمالية والجنوبية (نانبوكو تشو) (1336-1392)، عندما كان هناك مطالبون منفصلون ينادون بأحقيتهم في عرش الإمبراطورية. استمر فرع فوشيمي في لعب دور الخليفة الاحتياطي للعائلة الإمبراطورية لأكثر من 600 عام حتى تم إسقاطه في إصلاحات ما بعد الحرب. حتى أن الرئيس الحالي لهذا الفرع من العائلة، فوشيمي هيرواكي البالغ من العمر 90 عامًا، أصبح مواطنًا يابانيًا عاديًا في عام 1947.

عبر الأجيال والقرون، ظلت عائلة فوشيمي فرعية مع منح بعض أعضائها مكانة أميرية خاصة. تم تشكيل ثلاثة أفرع صغرى في وقت لاحق هي كاتسورا وأريسوغاوا وكانئين. خلال فترة إيدو (1603-1868)، كانت تُعرف مجتمعة باسم shinnōke أو عائلات الأمراء الأربعة.

أي شيء في سبيل الحفاظ على السلالة الإمبراطورية

كان الغرض من وجود الأفرع الصغرى هو ضمان استمرار السلالة الإمبراطورية، فإذا لم يكن هناك خليفة في العائلة الإمبراطورية يمكن اختيار الإمبراطور الجديد من الأفرع الصغرى للعائلة الإمبراطورية، وبالمثل، إذا لم يكن للأفرع الصغرى خلفاء، فيمكنهم جلب أمير إمبراطوري إلى العائلة. وهكذا كان النظامان يحميان بعضهما البعض.

كان الإمبراطور غو هانازونو (حكم من 1428 إلى 1464) حفيد الأمير يوشيهيتو مؤسس فرع فوشيمي. عندما أصبح إمبراطورًا، خلفه شقيقه الأصغر الأمير ساداتسونه في الفرع الأصغر. في وقت لاحق، تولى الأمير ساداموتشي نجل الإمبراطور موموزونو (حكم من 1747 إلى 1762)، رئاسة فرع فوشيمي، مما يدل على الروابط الوثيقة بين العائلات.

عندما كانت هناك ثلاثة أفرع صغرى، كان الباحث والسياسي أراي هاكوسيكي قلقًا من احتمال حدوث فجوة في السلالة الإمبراطورية، فدعا إلى إنشاء فرع رابع. وبالفعل تم تأسيس فرع كانئين في عام 1710 بقيادة الأمير ناؤهيتو ابن الإمبراطور هيغاشياما (حكم 1687-1709).

سرعان ما قدم فرع كانئين حاكمًا إمبراطوريًا، حيث تم تبني حفيد ناؤهيتو ليصبح الإمبراطور كوكاكو (حكم من 1780 إلى 1817) عندما توفي الإمبراطور غو-موموزونو (حكم من 1771 إلى 1779). وقد تم اختياره لقربه من الأميرة يوشيكو، الابنة الرضيعة للإمبراطور غو-موموزونو، والتي تقرر أن يتزوجها. حكم الإمبراطور كوكاكو لمدة 37 عامًا، وهو الجد المباشر من خلال السلالة الذكورية لجميع الملوك وصولاً إلى الإمبراطور ناروهيتو.

أحد الأمراء لديه 50 طفلاً

كان لابد من تبني الرجال المولودين في العائلات الفرعية بشكل خاص ليصبحوا جزءًا من العائلة الإمبراطورية، حيث كان كل أولئك الذين تم تعريفهم على أنهم أمراء إمبراطوريون إما إخوة للإمبراطور أو أبناء له. من بين أولئك الذين لم ينضموا إلى العائلة الإمبراطورية، عمل العديد من أبناء عائلات الأفرع الصغرى كرؤساء للكهنة في المعابد البوذية الرئيسية.

في القرن التاسع عشر، كان لدى الأمير كوني من فرع فوشيمي أكثر من 50 طفلاً مما رفع ثروات الأسرة. في فترة إصلاح ميجي عام 1868، تخلى أبناؤه على التوالي عن مواقعهم في المعابد وعادوا إلى الحياة العلمانية ويُعتقد أن هذه الخطوة كانت نتيجة لرغبة رجال الدولة في عصر ميجي مثل إيواكورا تومومي في الفصل بين البلاط الإمبراطوري والبوذية.

عند عودتهم، فقد أبناء فوشيمي الأسماء التي مُنحت لهم كرؤساء للمعابد وأطلقت عليهم ألقاب تليق بوظائفهم الجديدة، مثل ياماشينا-نوميا، كايا- نوميا، هيغاشيفوشيمي- نوميا، في البداية كان من المفترض أن تدوم هذه الألقاب لجيل واحد فقط، لكنها أصبحت متوارثة فيما بعد.

أما فرع كانئين، الذي كان يفتقر إلى خلفاء، فقد تبنى ابنًا آخر للأمير كوني للحفاظ على استمرارية سلالته، وهو الأمير كانئين الذي أصبح قائدًا ميدانيًا للجيش.

نفي ثم عفو

كان أحد أبناء الأمير كوني البارزين هو الأمير أساهيكو، الذي تدرب على الكهنوت منذ سن مبكرة. ومع ذلك، فإن مشاركته في الأنشطة السياسية أدت إلى توقيع عقوبة عليه من قبل الشوغون وتم وضعه قيد الإقامة الجبرية في منزله. بعد أن عاد إلى الحياة العلمانية، أصبح قريبًا من توكوغاوا يوشينوبو آخر شوغون، مما أثار حفيظة الموالين للإمبريالية، فتم تجريده من رتبته الأميرية ونفيه بعد إصلاح ميجي. لكن تم العفو عنه في عام 1870 واستعاد مكانته داخل فرع فوشيمي، وفي عام 1875 سُمح له بإنشاء فرع كوني-نو-ميا الجانبي الجديد.

كان للأمير أساهيكو 18 طفلاً، من بينهم تسعة أبناء نجح أحدهم في رئاسة فرع كوني-نو-ميا والآخر ترأّس فرع ناشيموتو-نوميا، بينما أسس ثلاثة آخرون فروعًا جانبية جديدة. في عام 1924، تزوجت حفيدته من ابنه كونيوشي من ولي العهد الأمير هيروهيتو (الإمبراطور شووا لاحقًا)، وهي جدة الإمبراطور ناروهيتو، التي أصبحت تُذكر بعد وفاتها باسم الإمبراطورة كوجون.

حجم العائلة الإمبراطورية

بموجب قانون البيت الإمبراطوري السابق الصادر عام 1889، تم إلغاء التمييز الذي كان يجبر بعض أعضاء العائلة الإمبراطورية على حمل اللقب لجيل واحد فقط. بدلاً من ذلك، سيكون جميع أحفاد الإمبراطور والعائلة الإمبراطورية أعضاء وراثيين. وبحلول نهاية عصر ميجي (1868-1912) كان هناك 13 فرعًا جانبيًا. انقرض فرع كاتسورا الأصغر، لكن عدد الأفرع الجانبية في فوشيمي زاد. بشكل عام، قد يكون سبب الارتفاع في العدد الإجمالي للأفرع هو مخاوف الإمبراطور ميجي بشأن الخلافة بسبب الحالة الصحية السيئة لابنه وولي العهد والإمبراطور المستقبلي تايشو.

ومع ذلك، وضعت الزيادة بعض الضغوط المالية على الأسرة الإمبراطورية، وكان القصد من التشريع الجديد الصادر في عام 1920 جعلها حصرية على المقربين من الإمبراطور. بحلول هذا الوقت، وبصرف النظر عن الأقارب المباشرين للإمبراطور، كانت الأسرة تتكون من أحفاد الأمير كوني، وكان من المفترض أن يفقدوا حقوقهم الإمبراطورية وفقاً للتشريع، لكن تم إجراء استثناءات خاصة لخطوط الأبناء الأكبر في كل فرع وصولاً إلى أحفاد كوني، بينما تم تخفيض تصنيف الأعضاء الآخرين إلى طبقة أرستقراطية، وبهذا تم شطب حوالي عشرة أفراد من العائلة الإمبراطورية.

منذ عصر ميجي، كان يُطلب من الأعضاء الإمبراطوريين الذكور تأدية الخدمة في الجيش أو البحرية. خدم رئيس فرع فوشيمي الأمير سادانارو كمارشال ميداني في الجيش خلال حقبة ما قبل الحرب العالمية الثانية، وشغل خليفته الأمير هيروياسو نفس الرتبة في البحرية.

إلا أن هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية والاحتلال الأمريكي سيحدثان تغييرات كبيرة في الأسرة الإمبراطورية، بما في ذلك تقلص حجم الأسرة بشكل كبير. في المقالة الثانية سنلقي نظرة على تاريخ الأفرع الجانبية في فترة ما بعد الحرب.

(نشر النص الأصلي باللغة اليابانية في 18 أبريل/ نيسان 2022، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: قصر كوني-نو-ميا سابقاً في جامعة القلب المقدس بطوكيو. بيكستا).

العائلة الإمبراطورية الإمبراطورة الإمبراطور