النجمة أراكي إيريكا تتطلع لقيادة المنتخب الياباني لذهبية أولمبياد طوكيو في الكرة الطائرة

طوكيو 2020

تجمع اللاعبة أراكي إيريكا -كابتن المنتخب الياباني للكرة الطائرة للسيدات- زميلاتها في الفريق حول هدف الفوز بالميدالية الذهبية في أولمبياد طوكيو. إن المشاركة الأولمبية الرابعة لهذه اللاعبة المخضرمة يكسب المنتخب القومي الكثير من الخبرة داخل الملعب وخارجه.

الوصول إلى المنتخب القومي

يبدو أن أراكي إريكا كابتين فريق الكرة الطائرة الياباني للسيدات واللاعبة في موقع المانع الأوسط مصممة في مشاركتها الأولمبية الرابعة على إضافة جائزة أخرى إلى مجموعتها عبر الفوز بميدالية ذهبية أولمبية. أراكي البالغة من العمر 36 عاما لعبت خلال مسيرتها الطويلة لصالح أندية في داخل اليابان وخارجها وقادت اليابان إلى تحقيق الميدالية البرونزية في ألعاب لندن عام 2012. كما واجهت تحديات خارج الملعب، بما في ذلك العودة بعد الولادة وتلقي العلاج من حالة قلبية قد تشكل خطرا على حياتها. بعد الاستفادة من تلك التجارب، تتجه المخضرمة المشاكسة إلى طوكيو وعينيها على البطولة الأولمبية.

لفتت أراكي الأنظار إليها بسبب مهاراتها في موقع المانع الأوسط عندما كانت تلعب في مدرسة سيتوكو غاكوئن الثانوية في طوكيو والتي تشتهر بمهارة لاعبيها في الكرة الطائرة. وبعد التخرج انضمت إلى فريق ’’توراي أروز‘‘ الذي يلعب في دوري V. League لأشباه المحترفين في اليابان، وهو ما أكسبها مكانا في منتخب اليابان القومي الذي كان يقوم بجولة في أوروبا قبل أولمبياد أثينا عام 2004. كانت آمال أراكي في اللعب لأول مرة في الأولمبياد كبيرة، ولكن عندما أعلن عن القائمة النهائية للفريق المشارك في الألعاب، كانت الشابة البالغة من العمر 19 عاما آنذاك قد استبعدت، في حين اختيرت كوريهارا ميغومي وزميلتاها في مدرسة -سيتوكو غاكوئن- أوياما كانا وكيمورا ساؤري عضوات أساسيات في المنتخب.

تقول أراكي وهي تستعيد تلك الذكريات ’’كنت مصدومة. لكن بالنظر إلى الوراء، ثبت أنها كانت تجربة إيجابية‘‘. وتقول إن عدم مشاركتها في أولمبياد أثينا عزز سعيها إلى تطوير نفسها: ’’بذلت كل طاقتي لأصبح أفضل لاعبة يمكن أن أكون. إن الرغبة في الاستمرار في التحسن كانت السبب في أنني تمكنت من اللعب طالما أمتلك تلك الرغبة‘‘.

أراكي (يسار) وهي تقفز لصد كرة أثناء مباراة ودية مع الصين في صالة أريأكي بطوكيو في 1 مايو/أيار عام 2021. يبلغ طول أراكي 186 سنتيمترا وهي لاعبة أساسية في المنتخب القومي الياباني لصد الكرات (حقوق الصورة لجيجي برس).
أراكي (يسار) وهي تقفز لصد كرة أثناء مباراة ودية مع الصين في صالة أريأكي بطوكيو في 1 مايو/أيار عام 2021. يبلغ طول أراكي 186 سنتيمترا وهي لاعبة أساسية في المنتخب القومي الياباني لصد الكرات (حقوق الصورة لجيجي برس).

يتميز لاعبو موقع المانع الأوسط في اليابان عادة بسرعة أقدامهم لأخذ وضعيات دفاعية حيث يتحركون إلى مواقعهم قبل هجمات الخصم. لكن أراكي جلبت أيضا قوة هجومية إلى الموقع من خلال قدرتها على ضرب حتى الكرات العالية لتحرز نقاطا حاسمة لفريقها. وبحلول الوقت الذي بدأت فيه دورة الألعاب الأولمبية في بكين لعام 2008، كانت أراكي قد أثبتت نفسها بقوة كلاعبة رئيسية في المنتخب القومي من خلال براعتها في اللعب بجوار الشبكة.

وبعد أن ضمنت مكانها في الفريق، كانت مصممة على عدم التنازل عنه. حيث تقول ’’يستغرق الأمر سنوات من العمل الجاد لتصبح مانعا أوسطا بارعا، ولم أكن على وشك أن أرتاح مستفيدة من إرثي الرياضي‘‘. ساعدت أراكي اليابان في الوصول إلى ربع نهائي البطولة الأولمبية مستفيدة من طولها وقوتها وخبرتها، وفازت بجائزة أفضل مانع في الألعاب.

الدعامة الرئيسية للفريق

بعد انتهاء أول دورة أولمبية شاركت بها، واصلت أراكي تطوير أسلوبها. فقد أمضت موسم 2008-2009 مع بيرغامو من الدوري الإيطالي الممتاز على سبيل الإعارة، واكتسبت خبرة لا تقدر بثمن في واحد من أكثر الدوريات تنافسية في أوروبا. ونظرا لقدرتها التي لا تعرف حدودا فيما يبدو لتوسيع مهاراتها في الملعب، فقد أضافت في السنوات التي سبقت أولمبياد لندن 2012 القوة والدقة إلى هجماتها في الوسط، لتقوم بتسديد كرات قوية ضمن مجموعات سريعة، مع زيادة تكييف مهاراتها الهجومية على يمين الشبكة. لقد بذلت قدرا متساويا من الطاقة لتعزيز مهاراتها الدفاعية.

قادت أراكي المنتخب الياباني في أولمبياد لندن، وساعدت على فوز اليابان بأول ميدالية في الكرة الطائرة للسيدات منذ 28 عاما. كانت أيضا لاعبة رئيسية في ألعاب ريو دي جانيرو عام 2016 حيث احتل الفريق الياباني المركز الخامس. وفي طور الاستعداد لأولمبياد طوكيو، واصلت أراكي صقل مهاراتها بما في ذلك تحسين قدرتها على الإرسال، وحتى بعد بلوغها سن السادسة والثلاثين لا تزال سمعتها كواحدة من أفضل مانعات الوسط في اليابان لم تتزحزح.

أراكي (يسار) تقود المنتخب الياباني إلى الملعب لتحية الجمهور بعد مباراة في أولمبياد لندن 2012 (حقوق الصورة إي إف بي/جيجي برس).
أراكي (يسار) تقود المنتخب الياباني إلى الملعب لتحية الجمهور بعد مباراة في أولمبياد لندن 2012 (حقوق الصورة إي إف بي/جيجي برس).

أعلنت أراكي في عام 2013 أنها حامل وستترك فريقها توراي الذي لعبت معه لمدة طويلة من أجل الولادة. غالبا ما تجبر متطلبات الأمومة اللاعبات في اليابان على إسدال الستار على مسيرتهن الرياضية بعد الإنجاب، لكن أراكي عادت إلى الملعب في موسم 2014-2015 حيث لعبت مع فريق ’’أغيو ميديكس‘‘. يعود قرارها بمواصلة مشوارها الرياضي من تجربتها في الدوري الإيطالي حيث كان من الشائع أن تستمر اللاعبات في المنافسة بعد الإنجاب. وعادت إلى اللعب بدعم من والدتها وزوجها بعد بضعة أشهر فقط. لم يكن أداؤها في الملعب في ذلك العام الأسوأ بسبب فترة تغيبها عن الملعب، حيث احتلت أراكي المرتبة الأولى في الصد والثالثة في تسديد الضربات القوية في الدوري.

نظرة جديدة على الحياة

في عام 2015 واجهت إمكانية الاعتزال مرة أخرى ولكن هذه المرة بسبب وضعها الصحي. فقد استدعى المدرب آنذاك مانابي ماسايوشي، أراكي للعودة إلى المنتخب القومي، ولكن عندما كشف الفحص الطبي أنها كانت تعاني من عدم انتظام في ضربات القلب نقلت إلى المستشفى. أوصى الطبيب المعالج أراكي باعتزال الرياضة عازيا الأمر إلى وجود خطر على حياتها.

تقول أراكي إن التشخيص أجبرها على ’’القيام ببعض البحث عن النفس‘‘. ورغبة منها في استنفاد جميع الخيارات، خضعت لمزيد من الاختبارات والتي كشفت أن عدم انتظام ضربات القلب لديها يمكن علاجه بالجراحة. فلجأت إلى هذا الخيار. ’’اعتقدت أنه إذا كان الخضوع للجراحة سيجعلني ألعب، فهذا ما سأفعله‘‘. أدخل الأطباء قسطرة في قلبها، وبعد فترة تعافي وجيزة كانت أراكي في الملعب لبدء موسم 2015-2016 من V. League.

ولكن تلك التجربة دفعت أراكي لإعادة التفكير في نهج اللياقة الخاص بها. فمن أجل أن تتمكن من البقاء في أفضل حالاتها أولت عناية أكبر مما كانت تفعله من قبل بتدريبها ونظامها الغذائي. وعلى الرغم من توقفها عن اللعب خلال الصيف، إلا أنها كانت على أتم الاستعداد عندما انطلق الموسم، وفازت مجددا بلقب أفضل مانع للكرات. كما ضمن لها أداؤها الحصول على مكان في تشكيلة أولمبياد 2016 في ثالث مشاركة أولمبية لها.

أراكي (يسار الوسط) تعطي نصائح للاعبات شابات في 14 فبراير/شباط عام 2020 أثناء معسكر تدريبي للمنتخب القومي في مركز أجينوموتو القومي للتدريب (حقوق الصورة جيجي برس).
أراكي (يسار الوسط) تعطي نصائح للاعبات شابات في 14 فبراير/شباط عام 2020 أثناء معسكر تدريبي للمنتخب القومي في مركز أجينوموتو القومي للتدريب (حقوق الصورة جيجي برس).

الالتزام مع المنتخب القومي

تمثل العودة إلى المنتخب القومي تحديا جديدا لأراكي. الوقت الذي تخصصه لمعسكرات التدريب والبطولات يجعلها بعيدة عن عائلتها الفتية لفترات طويلة. لقد كان الأمر صعبا بشكل خاص على الأم والطفلة، لكن التزام أراكي باللعب في أولمبياد طوكيو لم يتغير. حيث تقول: ’’بمجرد أن ينصب تركيزي على شيء ما فإنني أظل أراه حتى النهاية. أخبر ابنتي أنني عندما كنت في سنها كنت أحلم بأن أصبح لاعبة كرة طائرة وأنني عملت بجد لتحقيق هذا الطموح‘‘. تأمل عندما تكبر ابنتها أن تتفهم التضحيات التي تقدمها أراكي الآن وأن ذلك سيلهمها لمتابعة أحلامها.

من المؤكد أن أراكي ستبذل 110% من جهودها في أولمبياد طوكيو كما فعلت طوال مشوارها الرياضي. لقد كان الطريق شاقا تجاه مشاركتها الأولمبية الرابعة، لكن اللاعبة في موقع المانع الأوسط تضيف للمنتخب القومي خبرة واسعة وترسخ أداء لا يعرف إلا الفوز. من المؤكد أن جميع الأنظار ستتركز عليها وعلى زميلاتها في الفريق في سعيهن للفوز بالميدالية الذهبية.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية. الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: أراكي -في الوسط- تحتفل بتسجيل هدف مع زميلاتها في الفريق في مباراة ودية ضد الصين في 1 مايو/أيار عام 2021 في صالة أريأكي بطوكيو. حقوق الصورة يوتاكا/أفلو سبورت)

طوكيو الرياضة الألعاب الأولمبية رياضيون يسعون وراء الذهب في أولمبياد طوكيو