آبى أوتا تطمح بانتصار عائلي في منافسات الجودو

طوكيو 2020

في رياضة يتنافس فيها المتسابقون اليابانيون دائمًا على الميدالية الذهبية، يسطع نجم إحدى لاعبات الجودو عاليًا متفوقة على نظيراتها في فئة وزنها. حيث ستواجه آبى أوتا أول خصم لها في أولمبياد طوكيو في الخامس والعشرين من يوليو/ حزيران، في نفس اليوم الذي سيشارك فيه شقيقها الأكبر، آبى هيفومي، في بطولة الرجال. ويهدف كل منهم إلى صنع التاريخ كأخوين حائزين على الميدالية الذهبية.

نجمة يافعة في عالم الجودو

وُلدت آبى أوتا في مدينة كوبى بمحافظة هيوغو، وترعرعت وهي تراقب أشقائها الأكبر سنًا، بمن فيهم شقيقها الأكبر هيفومي، وهم يمارسون رياضة الجودو. والتي مارستها بنفسها عندما كانت لا تزال في مرحلة رياض الأطفال.

وكطالبة في المدرسة الابتدائية، كانت لدى آبي بوادر تدل على تمتعها بالفعل بموهبة حقيقية في الرياضة. إلا أن أداؤها لم يكن لافتًا في البطولات التي شاركت فيها خلال تلك السنوات. وعندما التحقت بالمدرسة المتوسطة، حققت آبى تقدمًا كبيرًا. وبدأت في القيام بالتدريبات على ممارسة اللُعبة، وهو الأمر الذي كانت تقوم به على مضض في بداية الأمر، إلا أنها التقت بأحد المدربين الذي أرشدها ووجه تطورها السريع إلى النقطة التي فازت فيها بالبطولة الوطنية للمدارس المتوسطة.

وبمجرد وضعها على الطريق الصحيح، كان بريقها يلمع في كل مكان. فعندما كانت طالبة في الصف الأول الثانوي، أصبحت آبى وهي في سن السادسة عشر أصغر من تفوز بسباق الجائزة الكبرى للاتحاد الدولي للجودو الذي أقيم في مدينة دوسلدورف بألمانيا، وفي عام 2018، عندما كانت في الصف الثالث الثانوي، فازت ببطولة العالم وكررت نفس الإنجاز في العام التالي . وبحلول ذلك الوقت تربعت بلا منازع على عرش فئة وزنها في رياضة الجودو الدولية.

خصوم في المتناول

ليس هناك من ينكر قوة آبى في المنافسات العالمية. فمنذ فوزها بأول مباراة دولية لها بينما كانت لا تزال في المرحلة المدرسية المتوسطة، حققت آبي 59 فوزًا وخسارة واحدة فقط، وهو أمر له دلالة واضحة على قوتها الهائلة.

وتقول بثقة: ”التعامل مع الخصوم الأجانب أسهل عندما يتعلق الأمر بحركات الرمي“.

وتتميز آبى بحركة الرمي لخصومها. ولديها أيضا أسلوب (هيكيتا) القوي (شد اليد) وهي لا تتركها بسهولة بمجرد أن تسيطر على زي خصمها. ولقد أكسبتها هذه التقنيات القوية العديد من النقاط الكاملة (إيبون).

وأسلوبها القوي يدعمه إرادة حديدية تمكنها من الفوز بدرجة لا تتردد معها في التعبير عنها بالكلمات. فعلى سبيل المثال، بعد فوزها في وزنها في بطولة جراند سلام طوكيو 2017، قالت آبى: ”أعتقد أن الجميع يعرف الآن أن آبى أوتا قد وصلت.“

وذكرت أيضًا: ”أريد أن أحافظ على حقبة آبي أوتا حتى عام 2020.“

وبالفعل على مدى السنوات الثلاث والنصف الماضية، فعلت بالضبط ما قالت إنها ستفعله وفازت في المسابقتين الدوليتين اللتين شاركت فيهما هذا العام.

عائلة سعيدة

هدفها الذي طال انتظاره في أولمبياد طوكيو هو تحقيق الانتصار مع شقيقها، الشخصية التي تحترمها بشدة.

وتقول: ”أريد أن أحقق ما شرعنا أنا وأخي في القيام به معًا“.

ونظرًا لصغر سنها، ستتاح لآبى فرص كثيرة للفوز في الألعاب الأولمبية المستقبلية، وغالبًا ما تُسأل في المقابلات الإعلامية حول تطلعاتها. والإجابة المتوقعة سماعها بالطبع هي أنها ستسعى للحصول على سلسلة من الميداليات الذهبية، ولكن على عكس هذه التوقعات، كان ردها: ”أريد أن أكون أسرة سعيدة“

وتتحدث بهذه الكلمات في خجل، في تناقض صريح مع ثقتها الحديدية التي تظهرها على حلبة النزال. الأمر الذي تظهر فيه جانبا آخر من جوانب شخصيتها التي تجعلها محبوبة لدى المعجبين.

(النص الأصلي نُشر باللغة اليابانية، والترجمة من اللغة الإنكليزية. صورة الموضوع: خلال منافساتها للفوز ببطولة العالم الثانية للجودو، هزمت آبى أوتا صاحبة الميدالية الذهبية في أولمبياد ريو ماجليندا كيلميندي [على اليسار] في الدور قبل النهائي على أرضية حلبة (نيبون بودوكان) في طوكيو في السادس والعشرين من أغسطس/ آب، 2019 جيجي برس)

طوكيو الرياضة الجودو الألعاب الأولمبية رياضيون يسعون وراء الذهب في أولمبياد طوكيو