استكشاف نظام ”سانكين كوتاي“ في اليابان
مواكب الدايميو منافسات لاستعراض العائلات الإقطاعية!
في العمق- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
توظيف عاملين وهميين بعمل مؤقت لزيادة عدد الأشخاص في المواكب
يسير عدد كبير من محاربي الساموراي رسميًا في صفوف منظمة.
وعندما يصرخ أتباعهم قائلين ”إلى الأسفل، إلى الأسفل!“، يجب على عامة المارة الجثو على ركبهم على جانبي الطريق، وعدم رفع رؤوسهم حتى تمر المجموعة. وهذه هي الطريقة التي تم بها تصوير مواكب الدايميو (الحكام الإقطاعيون) عند قيامهم بسانكين كوتاي في الأعمال الدرامية التاريخية.
ولكن هذه مجرد أكاذيب.
فأولًا، لم يكن يتم تشكيل صفوف لمحاربي الساموراي عند قيام مواكب الدايميو بالسير في الطرق.
وكان القيام باستعراض فخامة وجمال الموكب غير المنقطع فقط مباشرة قبل دخول بلدات محطات الاستراحة في منتصف الطريق. وعند المرور عبر الممرات الجبلية أو القرى الريفية، شكل خدم الحكام الإقطاعيين مجموعات من الأشخاص الذين يتوافقون في الرأي، وساروا بحرية مع الموكب.
وعند قيام المسؤول التنفيذي في العائلة الإقطاعية بإعطاء أمر ينص على ”التجمع عند مدخل بلدة محطة الاستراحة بحلول المساء“، كان الجميع يتحرك بحرية حتى وقت التجمع. وعندما يحين الوقت ويتجمع جميع خدم الحكام الإقطاعيين، كانوا يقومون بتنظيم الموكب ويدخلون إلى بلدة محطة الاستراحة بتمهل. وكانت تشكيلات محاربي الساموراي الكبيرة تتصرف بطريقة منظمة فقط في الأماكن التي يمكن لعدد كبير من الناس رؤيتها.
ثانيًا، كان يتم توظيف أشخاص بشكل مؤقت للسير ضمن موكب الدايميو من أجل تضخيم الأعداد وجعل الأمر يبدو كما لو كان هناك الكثير من الناس يسيرون في الموكب. حيث كان يتم استئجار أشخاص وهميين بشكل مؤقت للسير مع الموكب.
فعلى سبيل المثال، في عام 1872، ضم موكب الدايميو لمقاطعة كاغا 1969 شخصًا، منهم 686 عاملًا مؤقتًا. وفي الواقع، هناك سجلات تشير إلى أن ثلثهم لم يكونوا من الخدم. وعلى الرغم من أنهم لم يشغلوا مناصب مهمة في الموكب، حيث كانوا أشخاصًا يحملون الأمتعة وما إلى ذلك، إلا أن الموكب الذي تمت زيادته بـ 686 شخصًا، لا بد أنه بدا” مثيرًا للإعجاب“.
وكان يُطلق على العمال المؤقتين اسم” عمَّال اليومية“. ولم يكن عمال اليومية من الساموراي، وكان يتم إرسالهم من قبل وكالة تُعرف باسم” وكالة روكوغومي هيكياكو“.
وخلال سانكين كوتاي في أوائل فترة إيدو، كان هناك عمَّال في كل بلدة من بلدات محطات الاستراحة، وكان يتم استئجارهم في نفس المحطة لحمل الأمتعة إلى محطة الاستراحة التالية. ثم كان يتم استئجار أشخاص آخرين في المحطة التالية وثم التالية... وهكذا كان يتم القيام باستئجار الأشخاص بنظام التتابع.
ولكن، في نظام التتابع، كان يتم استئجار الأشخاص في كل محطة من محطات الاستراحة على طول الطريق، الأمر الذي كان يؤدي إلى دفع مبالغ ضخمة من التكاليف فقط كأجور. لذلك ظهرت شركات تقوم بإيفاد الأشخاص الذين يمكنهم مرافقة المواكب من مسقط رأسهم إلى مدينة إيدو. وكانت وكالات الأعمال هذه تُسمى ”روكوغومي هيكياكو تويا“، وكان الأشخاص الذين يتم إيفادهم ”عمال يومية“.
كان تقليل عدد الأتباع مصدرًا للقلق عندما أصبح سانكين كوتاي إلزاميًا
ثالثًا، عند دخول مدينة إيدو، كانت تتم زيادة عدد الأشخاص أكثر.
فنظرًا لأن دخول مدينة إيدو هو أهم ما يميز موكب سانكين كوتاي، حيث كان يراه معظم الناس، فقد كانت هناك حاجة إلى المزيد من الأشخاص المستأجَرين. لذلك، في هذه المرة، كان يتم استئجار أشخاص بشكل مؤقت، وكان يُطلق عليهم اسم ”العابرون“. ويبدو أن العابرين كانوا أشخاصًا يتسكعون في محطات الاستراحة عند مدخل إيدو، مثل محطة استراحة شيناغاوا وغيرها، ولم يكونوا” حسني المظهر“، لذلك كان يتم إلباسهم الحد الأدنى من الملابس، وتعليمهم التصرف بلباقة قبل دخول مدينة إيدو.
وعند ذلك، كان الناس الذين يحبون الإشاعات في مدينة إيدو يقولون” لقد جاءت تلك العائلة الإقطاعية بعدد هائل من الأشخاص“. وعند سماع المسؤولين في العائلات الإقطاعية الأخرى ذلك، لم يقبلوا أن يلحق بهم الخزي والعار، وكانوا يقولون” علينا نحن أيضًا زيادة عدد الأشخاص“.
وهكذا تبدأ منافسات الاستعراض التي لا نهاية لها.
ومن ناحية أخرى، فرضت الحكومة الشوغونية حدودًا على عدد أتباع العائلات الإقطاعية من أجل الحد من نفقات سانكين كوتاي. وأول إجراء تقييدي تم حفظه في السجلات كان بمناسبة قيام هوسوكاوا تاداتوشي الحاكم الأول لمقاطعة كوماموتو بتقديم مشروع إصلاح للنظام في عام 1634.
حيث طلب تاداتوشي في رسالة أنه يرغب في تقليل عدد الحاضرين معه في الموكب.
وجاء في تلك الرسالة” بما أن العديد من الأتباع تم جلبهم كخدم، فإن ذلك يثقل كاهل البلاد“. وهذا يعني أنه يريد تقليل عدد الأشخاص لخفض التكاليف، لأن البلاد تعاني من ارتفاع النفقات.
وقد تم قبول هذا الاقتراح، وتم تسجيل أمر الشوغون الثالث إيميتسو الذي ينص على تقليل عدد الأتباع حتى لا يصبحوا عبئًا على الناس في ”بوكي شوهاتّو (قوانين عائلات الساموراي)“ للعام التالي الموافق لعام 1635.
وكما ذكرنا في الجزء الأول من هذه السلسلة، فقد كان ”بوكي شوهاتّو“ لعام 1635 أول قانون ينص بوضوح على إلزامية سانكين كوتاي. وكانت الحكومة الشوغونية قد أصدرت بالفعل تعليمات للحد من عدد الأشخاص في وقت فرض الإلزام لأول مرة. وعلى الرغم من ذلك، استمر العدد في الزيادة بدلا من الانخفاض.
الشوغون الثامن يوشيموني: حتى لو قمنا بتقليل عدد الأتباع فإنهم يزدادون بسرعة
بالإضافة إلى ذلك، فمع مرور الوقت، وفي عام 1721 تحديدًا، حدد الشوغون الثامن يوشيموني لوائح أعداد الأتباع بشكل واضح، ومضى قدمًا في إجراءات التخفيض.
ويوضح الجدول أدناه تعليمات يوشيموني التفصيلية حول عدد الخيول وجنود المشاة والأشخاص المستأجَرين وغير ذلك، وذلك اعتمادًا على مقدار ”كوكو داكا (عائد الأراضي الزراعية من الأرز)“.
اللوائح الخاصة بعدد الأشخاص في سانكين كوتاي التي وضعها يوشيموني في عام 1721
إنتاج المقاطعة | الخيالة | جنود المشاة | طبقة العمَّال |
---|---|---|---|
10 آلاف كوكو | 4-3 (خيالة) | 20 (شخصًا) | 30 (شخصًا) |
50 ألف كوكو | 7 | 60 | 100 |
100 ألف كوكو | 10 | 80 | 150-140 |
أكثر من 200 ألف كوكو | 20-15 | 130-120 | 300-250 |
عدد الأشخاص الذين حددهم يوشيموني في ”أفوريغاكي كانبو شوسي (مجموعة من القوانين واللوائح قام بتجميعها الشوغون الثامن يوشيموني)“. تتميز بأن عدد الأتباع يتم تحديده وفقًا لعدد الكوكو. تم الإعداد بالاستناد إلى كتاب ”سانكين كوتاي: نشأة مدينة إيدو الكبرى“ في متحف إيدو في طوكيو
ولكن، هناك قصة وراء خطة الإصلاح في حقبة كيوهو.
فقد كان العالم الكونفوشيوسي مورو كيوصو، العقل المفكر ليوشيموني، هو الذي اقترح تقليل عدد الأتباع. ويشير كتاب كيوصو بعنوان ”كينزان ريتاكو هيساكو (مجموعة رسائل كيوصو التي تم تصنيفها من قبل تلميذيه كينزان وريتاكو)“ إلى أن يوشيموني يقول ردًا على هذا الاقتراح ”أنت يا كيوصو لا تفهم عائلات الساموراي. فحتى لو قمت بإصدار أوامر صارمة، فلن يكون من السهل تقليل الأعداد. فعندما كنتُ في مقاطعة كيشو (واكاياما حاليًا)، كنت قد اتخذت بالفعل سياسة لتقليل عدد الأتباع، ولكن بعد مضي عام، كانت هناك حاجة إلى العمَّال، وعاد عدد الأتباع إلى العدد الأصلي تقريبًا. وهذا هو الحال بالنسبة لجميع الحكام الإقطاعيين“.
لقد كان يتم إصدار أوامر باتخاذ إجراءات لتخفيض العدد، لكنه كان يزداد فورًا في كل الأحوال.
ويُعتقد أن كلام يوشيموني كان يشير ضمنيًّا إلى شرف عائلات الساموراي. فإذا قامت إحدى المقاطعات بتجهيز موكب أنيق، والعيش حياة مترفة في مدينة إيدو، فلن يكون أمام المقاطعات الأخرى خيارًا سوى تقليدها بما تقتضي الحاجة. وذلك يحتاج إلى زيادة عدد الأشخاص... ويقال إن هذا هو فخر عائلات الساموراي.
ولا يمكن الضحك إذا اعتبرنا أن ذلك فخر تافه.
ولا يزال هذا النوع من الاستعراض والشرف موجودًا في اليابان الحديثة.
(النص الأصلي باللغة اليابانية، صورة العنوان الرئيسي: لوحة تصور موكب سانكين كوتاي لموري تاكاتشيكا الحاكم الثالث عشر لمقاطعة تشوتشو وهو يدخل مدينة إيدو ويمر بالقرب من منطقة تاكاناوا. يقال إن هناك ما مجموعه ألف شخص، وفي مقدمة الموكب توجد شخصيات عظيمة من الساموراي. ولكن لا يمكن التأكد من وجود الأشخاص في مؤخرة الموكب. ومن المفترض أنه كان هناك ”عمَّال يومية“ و”عابرون“ في المؤخرة، لذلك من الممكن أن تكون الأجزاء الفخمة والرائعة فقط هي المُبالغ فيها. ”رسم توضيحي في المجلد الرابع من أونكو أزوما نو هانا (زهور إيدو في الأزمنة القديمة) يصور دخول موكب سانكين كوتاي الخاص بأحد الحكام الإقطاعين السابقين مدينة إيدو“، محفوظات مكتبة البرلمان الوطنية)