المظلات ومهمة مزدوجة لمواجهة الحر الخانق في اليابان

لايف ستايل

يعد وضع الكمامات الطبية أمرًا شائعًا في اليابان لكبح جماح فيروس كورونا، ولكن في المقابل قد يؤدي الأمر إلى الإصابة بضربة حر بسبب الصيف الحار الذي تشهده البلاد. ولذا تحث وزارة البيئة الجمهور على استخدام المظلات، كبديل للكمامات التي توفر ظلًا محببًا بينما تساعد أيضًا حامليها على الحفاظ على مسافة التباعد عن الآخرين.

ارتفاع المبيعات بنسبة 30٪ عن العام الماضي

قد يمكن تحمل ارتداء الكمامة في الداخل أو في القطار إذا كان هناك مكيف للهواء، ولكن ليس الأمر مريحًا حقًا تحت أشعة الشمس الحارقة. ومع التوقعات بارتفاع درجات الحرارة في الصيف في اليابان متجاوزة المعدلات المتوسطة، قفزت مبيعات المظلات منذ ما قبل نهاية موسم الأمطار الأكثر برودة. وفي المتاجر والمؤسسات الأخرى، تحث الإعلانات داخل المتجر العملاء على استخدام المظلات سعيًا للظل بالطبع، ولكن أيضًا للحفاظ على مسافة التباعد بينهم وبين الآخرين.

يحث الإعلان في ماتسويا جينزا العملاء الحفاظ على مسافات التباعد باستخدام المظلات. (الصورة من إهداء المؤلف)
يحث الإعلان في ماتسويا جينزا العملاء الحفاظ على مسافات التباعد باستخدام المظلات. (الصورة من إهداء المؤلف)

وفقًا لكادويا كيتشيرو، مدير المبيعات في شركة وورلد بارتي كو ومقرها أوساكا، والتي تتعامل مع WPC، أكبر علامة تجارية للمظلات في اليابان، ”قبل عشر سنوات، قمنا ببيع ثلاث مظلات للوقاية من أشعة الشمس لكل 7 مظلات، ولكن الأرقام في الوقت الحاضر حتى، نظرًا لزيادة الطلب على المظلات بسبب الاحتباس الحراري والمخاوف بشأن الأشعة فوق البنفسجية. كان معظم مشتري المظلات حتى الآن من النساء البالغات، لكن حتى فتيات المدارس الثانوية يشترينهن مؤخرًا. حتى أنه كان هناك حديث على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأشهر القليلة الماضية أن المظلات جيدة للتباعد الاجتماعي، وقد ارتفعت المبيعات بنسبة 30% مقارنة بالعام الماضي“.

يتابع كادويا: “يبلغ عرض المظلات حوالي 50 سم، مما يجعل المستخدمون بشكل طبيعي على بعد متر واحد من الآخرين لتجنب الاصطدام بها. إذا استخدم شخصان المظلات، فستكون هناك فجوة تبلغ مترين بينهما، وهي بالضبط مسافة التباعد التي أوصت بها السلطات الصحية ”.

وفقًا لكادويا، فإن المظلات الأكثر شيوعًا تحمي من الأشعة فوق البنفسجية وتحجب الضوء والحرارة. كما أنها قد تستخدم كمظلات واقية من أشعة الشمس، لأن الطلاء المطبق على القماش لهذا الغرض هذا يملأ الفجوات بين الألياف ويجعل القماش مقاومًا للماء. والمنتجات الأكثر مبيعًا هي المظلات القابلة للطي التي تباع بالتجزئة بحوالي 2000 ين أو 3000 ين.

موضة استخدام المظلات

وفي ذات الوقت، في المركز التجاري ماتسويا جينزا، الذي أجرى ترويجًا خاصًا لمظلات المطر ومظلات الشمس في يونيو/ حزيران من كل عام على مدار الخمسين عامًا الماضية والمعروف بكونه ”المكان“ الأكثر شهرة لشراء المظلات، فإن المنتجات الأكثر مبيعًا هي منتجات ذات علامات تجارية في من 8000 إلى 15000 ين. حتى أن شركة ماتسويا جينزا لديها ”أساتذة المظلات“ معتمدين من قبل رابطة ترويج المظلات اليابانية متواجدين لإبلاغ العملاء بالميزات الخاصة لسلعهم المباعة وتقديم المشورة حول كيفية العناية بها.

يقول إيسيدا كيوهي، أستاذ مظلات في ماتسويا ”بالإضافة إلى المظلات المزخرفة دائمة الشعبية، فإن المظلات ذات الزخارف النباتية وذات الشكل المقبب هي صيحة هذا العام. كما تحظى المظلات التي تستخدم تقنية سمر شيلد (الدرع الصيفي) عوازل الضوء والحرارة، وهو نسيج طورته شركة توراي، بشعبية كبيرة. كما تباع المظلات القابلة للطي ذات الأضلاع الثمانية، على عكس تلك الاعتيادية ذات الست أضلاع، بشكل جيد، حيث توفر الأضلاع الإضافية قوة إضافية“.

تتوفر المظلات المطبوعة باللون الوردي الزخرفي والنباتي في ماتسويا جينزا (الصورة من إهداء المؤلف)
تتوفر المظلات المطبوعة باللون الوردي الزخرفي والنباتي في ماتسويا جينزا (الصورة من إهداء المؤلف)

خفض حرارة مؤكد

تحدث ضربة الحر عندما يختل توازن السوائل والشوارد الكهربية داخل الجسم، مما يتسبب في توقف آلية تنظيم درجة حرارة الجسم عن العمل بشكل صحيح. وقد يتسبب ارتداء الكمامات أثناء الجائحة في رفع درجة حرارة الجسم أكثر من المعتاد. كما تتسبب رطوبة الجزء الداخلي من الكمامة مع التنفس، في عدم الشعور بالعطش، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يشعر الشخص بالجفاف.

ولكن هل يمكن للمظلات أن تساعد حقًا في الحماية من ضربة الحر؟ يلاحظ كادويا من وورلد بارتي أن ”JUPA، أو رابطة ترويج المظلات اليابانية، ليس لديها معايير محددة تنص على أن المظلات ستخفض درجات الحرارة بمقدار معين. ذلك لأن تأثير خفض درجة الحرارة يختلف اعتمادًا على درجة الحرارة المحيطة وعوامل خارجية أخرى، وقد يكون ذكر رقم معين مضللاً“.

وعلى الرغم من ذلك، يمكن إعطاء تقييم لدرجة الحرارة كأحد خصائص لنسيج المظلة الحاجب للحرارة، وقد طورت وورلد بارتي طريقة الاختبار الخاصة بها والمقياس العددي لهذا الغرض. وبحسب طريقة وورلد بارتي، يتعرض القماش لمصباح ينبعث منه ما يعادل 35 درجة مئوية من الحرارة، ويتم قياس درجة الحرارة 5 سم تحت القماش لحساب فرق درجة الحرارة. ويُظهر متوسط ​​درجات الحرارة المحسوبة عند تعرض القماش لمصدر الحرارة لفترات من 5 و10 و15 دقيقة أنه يمكن خفض الحرارة بمقدار 8 درجات إلى 11 درجة مئوية.

”يمكن للمستهلكين أن يفترضوا أن المظلات ذات العلامات التي تدعي فعالية في حجب الحرارة ستعمل على خفض الحرارة. وعلاوة على ذلك، إذا اختاروا مظلة في مقدمة تصنيفات فعالية حجب الضوء، فيمكنهم التأكد إلى حد ما من أن المظلة الخاصة بهم ستبقيهم أكثر انتعاشًا“.

تم اختبار الأقمشة التي تحمل أعلى تصنيف لحجب الضوء من JUPA وفقًا للمعايير الصناعية اليابانية وتم اعتماد قدرتها على حجب الضوء بنسبة 99.9٪. وعلى الرغم من أن بعض المظلات قد تدعي أنها تحجب الضوء ”تمامًا“ أو ”100٪“، إلا أن JUPA ليس لديها مثل هذه المعايير. فمثل هذه الادعاءات مضللة، نظرًا لأن المظلات تُخيط باستخدام إبرة وخيط، فلا يوجد شيء مثل مظلة مضمونة لحجب الضوء تمامًا.

تُظهر صورة التصوير الحراري بالأشعة تحت الحمراء اختلاف درجة الحرارة عند استخدام المظلة أو بدونها. (الصورة من إهداء وورلد بارتي)
تُظهر صورة التصوير الحراري بالأشعة تحت الحمراء اختلاف درجة الحرارة عند استخدام المظلة أو بدونها. (الصورة من إهداء وورلد بارتي)

مظلات للأطفال والرجال

تميل حالات ضربة الحر إلى الارتفاع في الفترة من أوائل إلى منتصف الصيف، قبل أن يتأقلم الجسم مع الحرارة، وتشجع وزارة البيئة الجمهور على استخدام المظلات. فتشير أرقام الوزارة إلى أن استخدام مظلة تحجب الضوء بنسبة 99٪ يمكن أن يقلل العرق بنسبة 17٪ ويقلل من خطر الإصابة بضربة شمس.

يستخدم الطلاب في مدرسة دوجيياما الابتدائية في مدينة تويوتا بمحافظة آيتشي المظلات في الأيام المشمسة منذ نهاية مايو/ أيار. اتخذت المدرسة، التي تخشى من أن يؤدي ارتداء الأقنعة والقبعات إلى الإصابة بضربة شمس، خطوة غير معتادة تتمثل في جعل الأطفال يستخدمون المظلات في طريقهم من وإلى المدرسة..

حشد ذلك الأمر اهتمامًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، لتحذو حذوهم مدارس ابتدائية أخرى منذ ذلك الحين. وتقوم المدارس الابتدائية الخمس في بلدة إينامي بمحافظة هيوغو بإعارة 1700 مظلة لطلابها حتى نهاية شهر أغسطس/ آب. ومع تقصير عطلة الصيف لتعويض إغلاق المدارس في وقت سابق من هذا العام بسبب الوباء، من المحتمل أن يستخدم أطفال المدارس في جميع أنحاء اليابان المظلات للحماية من شمس الصيف أثناء ذهابهم وعودتهم من المدرسة.

تلاميذ المدارس يستخدمون مظلات واقية ضد الضوء والحرارة. وتظهر ظلال داكنة تلقيها المظلات مرئية على الرصيف. (الصورة من إهداء وورلد بارتي)
تلاميذ المدارس يستخدمون مظلات واقية ضد الضوء والحرارة. وتظهر ظلال داكنة تلقيها المظلات مرئية على الرصيف. (الصورة من إهداء وورلد بارتي)

استجابت وورلد بارتي بتطوير مظلات بحجم الأطفال، جرى طرحها للبيع في أواخر يوليو/ تموز. ويمكن استخدام المظلات للوقاية من المطر أيضًا، وتتوفر باللونين الأزرق والوردي. وهي مجهزة أيضًا بعواكس للأمان أثناء الليل.

وبدأ الرجال الأصغر سنًا في رؤية فوائد المظلات أيضًا. تقول إيسيدا من ماتسويا جينزا، ”لقد بدأنا في رؤية هيغاسا دانشي، أو مستخدمو المظلات الذكور/ خلال السنوات الأخيرة، ومندوبي المبيعات يقومون بجولاتهم في منطقة جينزا هذه الأيام غالبًا ما يستخدمون المظلات“. وتبيع شركة ماتسويا جينزا مظلات الرجال في قسم الملابس الرجالية في الطابق العلوي، ولكنها بدأت أيضًا في تقديم مجموعة أكبر من المظلات العادية للجنسين جنبًا إلى جنب مع السلع النسائية في الطابق الأول لجذب العملاء الذكور.

يعتبر استخدام المظلة الشمسية شائعًا في دول شرق آسيا مثل اليابان والصين. ويقول كادويا إن المظلات بدأت في الانتشار مؤخرًا بين الأثرياء في تايلاند ودول جنوب شرق آسيا الأخرى، ويتوقع أن يزداد الطلب مع ارتفاع مستويات الدخل في المنطقة بشكل أكبر.

تتمتع المظلات بتاريخ طويل، حيث تم استخدامها في البداية في اليونان القديمة للحماية من أشعة الشمس. وتم استخدام المظلات كما نعرفها اليوم لأول مرة في إنجلترا في عشرينيات القرن التاسع عشر. ونادرًا ما تُستخدم المظلات في الدول الغربية في الوقت الحاضر، ولكن يمكن للمظلات اليابانية عالية التقنية أن تجذب اهتمامًا متزايدًا كوسيلة للتغلب على الحرارة مع الحفاظ على مسافة التباعد.

(نشر النص الأصلي باللغة اليابانية. الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: استخدام المظلات يسهل من مهمة الحفاظ على مسافات التباعد. الصورة من إهداء وورلد بارتي)

السياحة السياح الأجانب الصيف