نظرة على مركز العزل الجديد لمواجهة كورونا في طوكيو

وفي 30 يوليو/ تموز، عندما أعلنت حكومة طوكيو عن تسجيل 367 حالة إصابة بفيروس كورونا في يوم واحد، تم الكشف لوسائل الإعلام عن مركز دعم الطوارئ في حالات الكوارث التابع لمؤسسة نيبون، والواقع في منطقة هيغاشي ياشيو، في حي شيناغاوا. وأنشئ المرفق من قبل مؤسسة نيبون بهدف تجنب النقص الواقع في عدد أسرة المستشفيات، وبالتالي المساعدة في تفادي انهيار النظام الصحي. ويعمل المركز كمرفق عزل للحالات التي لا تظهر عليها أعراض وكذلك المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة، ويتكون من 100 سرير في مركز الدعم البارالمبي لمؤسسة نيبون و150 سريرًا إضافيًا في 140 وحدة نموذجية في ساحة انتظار السيارات المجاورة لمتحف العلوم البحرية. وتم تصميم المركز ليكون قابلاً للتوسع حتى 600 سرير بحد أقصى، إذا لزم الأمر. كما يمكن أيضًا استخدام السرادق الذي تبلغ مساحته 600 متر مربع والذي يتواجد به الأطباء والممرضات لتخزين المستلزمات.

وستنتقل ملكية المركز في وقت لاحق من هذا الشهر إلى حكومة مدينة طوكيو. ومنذ منتصف يوليو/ تموز، تجاوزت حالات الإصابة بفيروس كورونا في طوكيو المستويات التي سجلت عند إعلان حالة الطوارئ في أوائل أبريل/ نيسان، وحتى بداية مايو/ أيار. وبالتالي، ينشط المركز بمثابة حصن ضد الموجة الثانية من العدوى.

مركز دعم الطوارئ لحالات الكوارث التابع لمؤسسة نيبون، بالقرب من محطة طوكيو الدولية للرحلات البحرية، كما يبدو من فوق سطح متحف العلوم البحرية.

تتميز الوحدات النمطية بنوافذ كبيرة ووفرة الضوء الطبيعي.

مركز مصمم لوظيفته

أعلنت مؤسسة نيبون عن خططها لبناء المركز في 3 أبريل/ نيسان، حيث أصبح العدد المتزايد لحالات الإصابة بفيروس كورونا مدعاة للقلق. وفي وقت سابق من ذلك التاريخ، أعلن وزير الصحة كاتو كاتسونوبو أنه سيُطلب من الحالات التي لا تظهر عليها أعراض وأولئك الذين يعانون من أعراض خفيفة عزل أنفسهم، إما في المنزل أو في الفنادق. وفي ذلك الوقت، كان من المتصور إنشاء مرفق بسعة 1200 سرير، وقال رئيس مؤسسة نيبون ساساكاوا يوهي إنه ”سيكمل التفاصيل أثناء بينما يجري التنفيذ“، وأنهي المؤتمر الصحفي بالقول، ”بينما نأمل ألا تكون هناك حاجة إلى هذا المرفق، فإننا قررنا بنائه اعترافاً بأهمية الاستعداد للأمر“.

وانخفضت حالات العدوى بعد عطلة الأسبوع الذهبي، والتي صدرت خلالها تعليمات للشعب الياباني بالبقاء في المنزل. وواصلت مؤسسة نيبون الاتصال بحكومة العاصمة ووزارة الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية، وبحلول منتصف شهر مايو/ أيار، كان قد أقيم بالفعل مرفقًا مؤقتًا متمثلًا في تجهيز 100 سرير أقيمت في مركز دعم الألعاب البارالمبية.

توفر الأسرة الموضوعة في مركز دعم الألعاب البارالمبية مساحة كافية بين المرضى.

تبلغ مساحة كل وحدة نموذجية 20 مترًا مربعًا، مما يجعلها تضاهي مساحة شقة الاستوديو، أو الغرفة الواحدة. وتحتوي جميع الوحدات على زر لاستدعاء الممرضة بحيث يمكن لشاغليها الاتصال بفريق العمل النشط على مدار الساعة في حالات الطوارئ.

ويقول ساساكاوا جونبي، المدير التنفيذي لمؤسسة نيبون، ”إن جميع الوحدات في مستوى الأرض. دون وجود أي سلالم، مما يسهل على المتخصصين الصحيين التنقل في أنحاء المركز. وقد تأكدنا من أن المرفق سهل الاستخدام قدر الإمكان، ليس فقط للمرضى، ولكن أيضًا للأطباء والممرضات، ونود أن نراه وقد أصبح جاهزًا لخدمة الناس في أسرع وقت ممكن“.

سرادق مكيف الهواء قوي بما يكفي لتحمل إعصارًا كبيرًا.  

تضيء لوحة العرض هذه عند الضغط على زر استدعاء الممرضة.

يقول ساساكاوا جونبي إن المؤسسة أخذت في الاعتبار احتياجات المرضى والمهنيين الطبيين والرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة في كل خطوة.

الإقامة الفندقية

تحتوي كل وحدة على تلفزيون وثلاجة وفرن ميكروويف وحتى غسالة. ويقول هيغوتشي ياسوشي، رئيس فريق الاستجابة للكوارث التابع لمؤسسة نيبون، إن هذا يمكّن المرضى من غسل ملابسهم ومناشفهم في غرفهم، وبالتالي منع انتشار العدوى.

يحتوي كل مبنى من 14 مبنى سابق التجهيز، يحتوي على 10 وحدات نموذجية. وتحتوي كل من العشر وحدات على سريرين، مما يجعلها مثالية للمجموعات العائلية التي قد تضررت من الإصابة بالفيروس. وصممت أحد المباني ليكون في متناول الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ويتميز بكونه مزود بدرابزين في أماكن الاستحمام والمراحيض.

غرفة الاستحمام وحوض الاغتسال.

أكبر فرق بين هذه الوحدات والفندق هو أن المقيمين قادرون على الخروج مباشرة إلى خارجها. وبينما يمنع على المقيمين بالخروج دون إذن، كشئ بديهي، يقول هيغوتشي إنه من خلال تقسيم مساحة المركز إلى عدة مناطق، سيكون من الممكن السماح للمرضى الذين لا تظهر عليهم أعراض بالتنزه على العشب، مما سيساعد في تقليل الضغط الواقع عليهم والناتج عن قضاء أسبوعين تحت المراقبة الطبية. وبينما يسمع المرء عن مرضى فيروس كورونا يرفضون الدخول في عزلة لأنهم لا يستطيعون العثور على أي شخص لرعاية حيواناتهم الأليفة، فمن المرجح أن يتيح المركز للمرضى إحضار حيواناتهم الأليفة، إلا أن القرار النهائي بشأن هذا الأمر ستتخذه حكومة العاصمة، والتي ستقوم بتشغيل المنشأة.

تحتوي هذه الغرفة على سريرين لمجموعة عائلية.

يقول هيغوتشي إن مؤسسة نيبون تشاورت مع الخبراء لضمان الحصول على منشأة يمكن استخدامها في مجموعة من السيناريوهات المختلفة.

المساهمة الفعالة

في حالة تفاقم التفشي الحالي، فإن الأسرة في مركز دعم الألعاب البارالمبي، والتي تفصل بينها حوائط فاصلة، ستكون بمثابة خط دفاع إضافي.

وحتى إنشاء مركز الدعم هذا، لم يكن لدى اليابان مرافق تدريب مناسبة للرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة. وكان من الصعب على مجموعات رياضي الاحتياجات الخاصة استئجار مرافق أخرى، كما هو الحال في رياضات الكراسي المتحركة مثل الرغبي وكرة السلة، فالتصادم بين الكراسي المتحركة متكرر، وعندما تنقلب الكراسي، تميل إلى إتلاف الأرضية. ولكن في المقابل يفخر مركز دعم الألعاب البارالمبية بتجهيزه المتكامل بنسبة 100٪ تقريبًا لاستخدام ذوي الاحتياجات الخاصة منذ افتتاحه في يونيو/ حزيران 2018. ووافقت الهيئات الرياضية المعنية على الإغلاق المؤقت للمركز وسط جائحة فيروس كورونا.

بمجرد النظر من الخارج، يصعب تخيل أن مركز دعم الألعاب البارالمبية مجهز الآن بأسرة المستشفيات.

يقول ساساكاوا جونبي ”نحن نقف مع الرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة وسنظل دائمًا بجانبهم، ولكن في الوقت الحالي، علينا أن نقوم بواجبنا لمحاربة الوباء. سنبذل قصارى جهدنا للقضاء على الفيروس، حتى يتمكن الرياضيون من العودة إلى رياضاتهم في أسرع وقت ممكن“.

نشرت مؤسسة نيبون أيضًا 100 سيارة أجرة معدلة مزودة بإجراءات مضادة لمنع انتقال الفيروس. وتقول المؤسسة إنه بعد طرح سيارات الأجرة في طوكيو، ستنظر في توسيع الخدمة إلى مناطق أخرى.

وفي 29 يوليو/ تموز، أشارت حاكمة طوكيو كويكي يوريكو صراحة إلى التفشي الحالي لفيروس كورونا على أنه ”الموجة الثانية“. وتحتفظ حكومة مدينة طوكيو بـ 2000 غرفة فندقية متاحة لمن يعانون من أعراض معتدلة، وتدعم مؤسسة نيبون هذه الجهود بحلول لتخفيف النقص في الخيارات المتاحة لنقل مرضى فيروس كورونا، بالإضافة إلى مرافق العزل.

تم تعديل هذه السيارة التي توفرها مؤسسة نيبون لتفادي انتشار القطرات المحمولة جواً. ولمنع دخول الهواء من مقصورة الركاب إلى مقصورة السائق، يتم فصل المنطقتين بغطاء بلاستيكي، ويتم الإبقاء على مقصورة السائق عند ضغط أعلى من مقصورة الركاب، مما يحافظ على تدفق الهواء في اتجاه واحد فقط.

إعادة تنفيذ لوحة للفنان كاتوري شينغو في مركز دعم الألعاب البارالمبية كجدارية ليغو.

(النص الأصلي باللغة اليابانية. الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: مركز دعم الطوارئ لحالات الكوارث التابع لمؤسسة نيبون من محطة طوكيو الدولية للرحلات البحرية. جميع الصور التقطها هاشينو يوكينوري من (Nippon.com