غرائب عام 2020 تعيد تسليط الضوء على كاتب الخيال العلمي كوماتسو ساكيو

مانغا وأنيمي

في وقت تتفشى فيه جائحة فيروس كورونا وفي خضم الأوقات الغريبة التي عاشها العالم في عام 2020، تحظى أعمال كاتب الخيال العلمي كوماتسو ساكيو أحد رواد هذا النوع من الأدب في اليابان في حقبة ما بعد الحرب، باهتمام جديد

أوموري نوزومي ŌMORI Nozomi

مترجم وناقد لأعمال خيال علمي. من مواليد عام 1961. تخرج من كلية الآداب في جامعة كيوتو. من بين أعماله ’’ألفٌ من أعمال الخيال العلمي في القرن الحادي والعشرين‘‘. وهو رئيس فريق الترجمة اليابانية لرواية ’’مشكلة الأجسام الثلاثة‘‘ للكاتب ليو جيكين.

توتر حقيقي

أدى تفشي مرض كوفيد-19 هذا العام إلى إحياء رواية لكاتب الخيال العلمي كوماتسو ساكيو تعود لعام 1964 والتي تدور أحداثها حول قصة انتشار أحد الأمراض وتحمل عنوان ’’فوكّاتسو نو هي (فيروس: يوم البعث)‘‘ في اليابان. وفي الوقت نفسه، فإن ’’اليابان تغرق:2020‘‘ الذي عرض على نيتفليكس وحقق نجاحا باهرا كان سببا آخر لتسليط الضوء

على كوماتسو الآن. وهذا العمل عبارة عن مسلسل رسوم متحركة مستوحى من روايته التي تحمل عنوان ’’نيهون تشينبوتسو (اليابان تغرق)‘‘، والتي حققت نجاحا منقطع النظير بعد صدورها في عام 1973.

’’فيروس: يوم البعث‘‘ كانت ثاني روايات كوماتسو. وتدور أحداث القصة في ذروة فترة الحرب الباردة في عام غير محدد خلال ستينيات القرن العشرين، وتتناول الرواية كيفية إطلاق سلاح بيولوجي – هو نوع جديد من الفيروسات القاتلة يُدعى MM-88 مطور من كائن حي من خارج كوكب الأرض – ما دفع البشرية إلى حافة الانقراض. الناجون الوحيدون هم حوالي 10 آلاف شخص كانوا في محطات أبحاث بالقطب الجنوبي وطاقم غواصتين نوويتين، واحدة من الولايات المتحدة والأخرى من الاتحاد السوفيتي. وفي الوقت نفسه، تتخيل ’’اليابان تغرق‘‘ الرواية الأكثر مبيعا حيث بيع منها 4.6 مليون نسخة، حدوث سلسلة من الزلازل الهائلة تؤدي إلى غرق البلاد تحت أمواج البحر، ليصبح اليابانيون شعبا بلا أمة.

كما تسلط الاهتمام مؤخرا على عمل آخر لكوماتسو وهي القصة القصيرة لعام 1977 والتي تحمل عنوان ’’أميريكا نو كابي (جدار أمريكا)‘‘. تكون الولايات المتحدة في القصة أكثر ميلا نحو الانعزالية عندما انقطعت عن العالم في 4 يوليو/تموز من أحد الأعوام بسبب جدار غامض أبيض اللون. أظهرت المناقشات العديدة عبر الإنترنت في السنوات الأخيرة أوجه تشابه مع الولايات المتحدة في ظل إدارة دونالد ترامب. وعلى نفس المنوال، في رواية ’’شوتو شوشيتسو (عاصمة مندثرة)‘‘ لكوماتسو عام 1985، يغطي طوكيو بحر واسع من الغيوم تمنع التواصل مع العالم الخارجي، ما جعل الكثير من القراء المعاصرين في اليابان يفكرون في حالة الإغلاق الناجمة عن جائحة فيروس كورونا.

يقول مترجم أعمال الخيال العلمي أوموري نوزومي ’’أعتقد أن الكثير من الناس تحدثوا عن ’اليابان تغرق‘  بعد زلزال هانشين أواجي العظيم عام 1995 وأيضا بعد زلزال شرق اليابان الكبير عام 2011، لذلك فإن أعمال كوماتسو كانت موضوعا للنقاش في أوقات مختلفة في الماضي. ومع أن نظرية الصفائح التكتونية في ’اليابان تغرق‘ وفيروس MM-88 في ’فيروس: يوم البعث‘ تطبقان أسس المعرفة العلمية التي كانت متاحة في ذلك الوقت، إلا أن الأحداث في الروايتين غير واقعية. ومع ذلك فإنهما تنقلان إحساسا بالواقعية إلى القارئ حتى بعد خمسين عاما من نشرهما. وهذا عائد إلى أن مهارة الكاتب في التأليف، بما في ذلك الطريقة التي يدمج بها المعلومات في القصة، تخلق توترا حقيقيا. وفي حين أن أعماله تستند إلى الوضع وقت التأليف، يرى القراء في أحداث تلك الروايات وضعهم المعاصر، ويشعرون كما لو أنها نبوءات. هذا هو الأمر الرائع في خيال كوماتسو‘‘.

منشور يغير مجرى الحياة

كوماتسو ساكيو المولود في أوساكا عام 1931، شارك لأول مرة في مجلة SF في عام 1962. وفقا لسيرته الذاتية عام 2006، كان كوماتسو في ذلك الوقت قد ألف 17 رواية. ووافته المنية في يوليو/تموز عام 2011 عن عمر ناهز الثمانين عاما. الصورة ملتقطة في عام 1992 (حقوق الصورة لجيجي برس).
كوماتسو ساكيو المولود في أوساكا عام 1931، شارك لأول مرة في مجلة SF في عام 1962. وفقا لسيرته الذاتية عام 2006، كان كوماتسو في ذلك الوقت قد ألف 17 رواية. ووافته المنية في يوليو/تموز عام 2011 عن عمر ناهز الثمانين عاما. الصورة ملتقطة في عام 1992 (حقوق الصورة لجيجي برس).

يعتبر كوماتسو أحد ثلاثة عظماء في اليابان هم رواد أعمال الخيال العلمي، إلى جانب كل من هوشي شينئيتشي وتسوتسوي ياسوتاكا. كان ظهوره الأول في هذا النوع من الأعمال الأدبية مستلهما من العدد الأول من مجلة الخيال العلمي SF لشركة النشر هاياكاوا في عام 1959.

يقول أوموري: ’’في ذلك الحين لم يكن هناك تقريبا أي كاتب خيال علمي ياباني. في البداية كانت مجلة الخيال العلمي SF مخصصة لقصص قصيرة مترجمة من الإنجليزية وهي اللغة الأصلية التي كتبت بها القصص. وفي عام 1960 بدأت المجلة مسابقة للكتاب الجدد ما مهد الطريق لظهور أول جيل في اليابان من مؤلفي أعمال الخيال العلمي باللغة اليابانية، ومن بينهم كان كوماتسو ومايومورا تاكو وهانمورا ريو وتسوتسوي ياسوتاكا‘‘.

شرع كوماتسو المختص بالأدب الإيطالي من جامعة كيوتو في كتابة أعمال خيال علمي وشارك في النشر الذاتي للمجلات. يقول أوموري: ’’لقد كتب قصصا قصيرة وجادة في المجلات، ولكن لا بد أنه شعر أنها لا تناسبه. ثم وقع في يديه العدد الأول من مجلة SF وهو ما فتح عالمه على الفور. عندما قرأ بشغف الروايات الخيالية الأجنبية التي نشرتها المجلة، قال لنفسه ’هذا ما كنت أبحث عنه‘ وباشر الكتابة بمجرد أن سمع عن المسابقة‘‘.

يصف أوموري أول قصة خيال علمي من تأليف كوماتسو قائلا ’’القصة التي قدمها للمجلة كانت بعنوان ’تشي ني وا هييوا أو (السلام على الأرض)‘ وهي تصور عالما موازيا كانت الحرب العالمية الثانية فيه لا تزال على أشدها. لم تحصل القصة إلا على تنويه مشرف – على الرغم من ترشيحها لاحقا لجائزة ناؤكي – لكن كوماتسو عمل بجد من هناك لكتابة المزيد من الروايات، ليغدو شخصية بارزة في عالم الخيال العلمي‘‘.

تجربة الحرب كخيال علمي

كانت التجربة التي خاضها كوماتسو في زمن الحرب أساس الكثير من كتاباته. وقد نبعت قصة ’’السلام على الأرض‘‘ من رغبته في الكتابة عن الصراعات. وفي سيرته الذاتية أورد التفسير التالي: ’’لطالما راودتني أفكار بأنه كان يتحتم علي أن أكتب عن الحرب التي أودت بحياة حتى الفتيان والفتيات الصغار من جيلي. لكن عندما كانت ذاكرتي لا تزال خامدة، لم أستطع صياغتها في كلمات على ورق. كما أنني لم أكن أعرف بأي طريقة يجب أن أكتب عنها. فقد تغدو ذلك النوع من القصص الضخمة المليئة بالظلم والجور. لكن بعد ذلك فكرت ماذا لو غيرت التاريخ. . . ‘‘. إن تعرفه على قصص الخيال العلمي منحه طريقة لتصوير الحرب.

وُلد كوماتسو في أوساكا، وكان يبلغ من العمر 10 سنوات عندما فتحت اليابان جبهة أخرى للصراع عبر هجومها على ميناء بيرل هاربور في عام 1941. وعاش الأيام التي شهدت غارات جوية وتدريبات عسكرية قبل انتهاء الحرب عندما كان في الرابعة عشرة من عمره. وعندما كان الإمبراطور شووا يلقي خطابا تاريخيا عبر الإذاعة يعلن فيه عن استسلام اليابان كان كوماتسو يستمع في المصنع الذي جُند فيه كطالب عامل. وفي فترة ما بعد الحرب مباشرة عمل أيضا لبعض الوقت على إزالة الجثث المتفحمة للأشخاص الذين لقوا حتفهم في الغارات الجوية. ولطالما شعر أنه إذا قُدر واستمرت الحرب فمن المرجح أن يتم استدعاؤه للقتال ويلقى حتفه هو أيضا. وقال ذات مرة: ’’لو لم تكن هناك حرب لربما ما كنت سأصبح كاتب خيال علمي‘‘.

يعلق أوموري قائلا: ’’انطلقت أعمال الخيال العلمي اليابانية جنبا إلى جنب مع فترة النمو الكبير للبلاد، ولكن في بداية ستينات القرن العشرين كانت الشواهد التي تذكر بالحرب بقوة لا تزال متناثرة هنا وهناك. ورواية كوماتسو الأولى التي تحمل عنوان ’الأباتشي اليابانية‘ الصادرة عام 1964 مستوحاة من الأسواق السوداء في فترة ما بعد الحرب والتي ظهرت في جميع أرجاء الدولة المدمرة. كما كتب العديد من القصص الخيالية القصيرة تتناول بصورة مباشرة موضوع الحرب‘‘.

النظر من الخارج

يتميز الخيال العلمي لكوماتسو المستوحى من تجربته التي خاضها في زمن الحرب، بما يسميه أوموري بوجهة نظر من الخارج، حيث يقول: ’’إنه يتطرق لتاريخ البشرية والأرض والكون. فالطريقة التي يجب أن ننظر بها إلى التاريخ والحضارة كانت مواضيع رئيسية في أعماله، وهو يصور مكانة اليابان ضمن ذلك. ويسأل ما الذي يمنح اليابانيين هويتهم في حال اختفاء البلد نفسه، ولا سيما في رواية اليابان تغرق‘‘.

بالنسبة لكوماتسو عندما يقدم وجهات نظره حول التاريخ والحضارة ويعلق على مكانة اليابان في العالم، فإن أعمال الخيال العلمي مثالية تمكن من الكتابة على نطاق واسع مقارنة بالروايات العادية.

’’من بين كتاب الخيال العلمي الثلاثة الكبار في اليابان، سلك كوماتسو الطريق الرئيسي الكلاسيكي للخيال العلمي الصعب، في حين تخصص هوشي بالقصص القصيرة بينما كان تسوتسوي يكتب بحرية بدون الالتفات لحدود هذا النوع من الأعمال الأدبية. يجادل الناس حول كيفية تعريف الخيال العلمي الصعب، ولكن أحد الجوانب المهمة هو أنه يعتمد على المعرفة العلمية ويركز بشكل خاص على الإنجازات في العلوم الطبيعية. أطلق كوماتسو العنان لخياله على ما كان وقتها أحدث الاكتشافات في علم الأرض مثل الصفائح التكتونية والحمل الحراري للدثار، بالإضافة إلى أحدث التطورات في الكيمياء الحيوية وعلوم الكمبيوتر. إن تناول أحدث الاكتشفات العلمية وسبر الأفكار الصارخة التي تلهمها هو ما يجعل من الخيال العلمي الصعب أمرا ينطوي على الكثير من المتعة‘‘.

وبالمناسبة يشير أوموري إلى أن أهم كتاب لكوماتسو هو كتاب ’’هاتيشي ناكي ناغاري نو هاتي ني (عند نهاية جدول لا نهاية له)‘‘ لعام 1965، حيث ينخرط بطل الرواية في معركة عبر الزمان والمكان ويسافر في رحلة هروب مدتها مليار سنة. ’’يتضمن الكتاب مسحا كاملا للحضارة البشرة برمتها من البداية إلى النهاية. وفي حين أن العمل ينطوي على بعض العيوب كرواية، إلا أنه الكتاب الأفضل تعبيرا عن قوة الخيال العلمي لدى كوماتسو‘‘.

التأثير على ’’مشكلة الأجسام الثلاثة‘‘

إن رواية ’’سلالة أندروميدا‘‘ لمايكل كرايتون هي كتاب آخر يحظى باهتمام جديد خلال جائحة فيروس كورونا. نشرت الرواية في الولايات المتحدة عام 1969، كوماتسو بنفسه أشار مازحا إلى أنها استوحت بعض الأفكار من ’’فيروس: يوم البعث‘‘. ويقول أوموري ’’صحيح أنه كان هناك مخطط لكتاب كوماتسو لدى شركة فوكس للقرن العشرين تم إعداده من أجل عمل فيلم مستوحى من الرواية، ولن يكون غريبا على الإطلاق إذا كان كرايتون قد اطلع عليه. ولكن رغم أن المقدمة كانت متشابهة في العملين، إلا أنهما اتخذا اتجاهين مختلفين تماما. فرواية ’الفيروس: يوم البعث‘ كانت على نطاق واسع فيما يتعلق باقتراب انقراض البشرية. على النقيض من ذلك، فإن ’سلالة أندروميدا‘ مكتوبة بأسلوب غير خيالي، وتناقش قصة علماء يكافحون لاحتواء كائن حي دقيق ضار غير معروف سقط على الأرض كان يحمله قمر اصطناعي‘‘.

الترجمة الإنجليزية لـ’’فيروس: يوم البعث‘‘ تمت من قبل دانيل هودليستون ونشرت في عام 2012. أما رواية كوماتسو ’’اليابان تغرق‘‘ التي لاقت نجاحا محليا كبيرا كانت قد ظهرت سابقا باللغة الإنجليزية في عام 1976 وترجمت إلى العديد من اللغات الأخرى، لكنها أخفقت في أن تحقق نجاحا على الصعيد العالمي. يقول أوموري: ’’كان ذلك في سبعينات القرن العشرين، عندما لم تكن هناك تقريبا أي ترجمة لأعمال خيال علمي طويلة يابانية، وفي حين أن ’اليابان تغرق‘ نشرت باللغة الإنجليزية إلا أنه تم اختزالها إلى النصف تقريبا ولم يعرها أحد اهتماما كبيرا. ولو أنها حظيت بترجمة مناسبة فلربما أصبحت ناجحة مثل رواية ’مشكلة الأجسام الثلاثة‘‘‘.

بيع أكثر مليون نسخة في الولايات المتحدة و 29 مليون نسخة حول العالم من الثلاثية الصينية التي تتحدث عن الغزو الفضائي والمعروفة باسم ’’مشكلة الأجسام الثلاثة‘‘ على اسم عنوان جزئها الأول. وكان المؤلف ليو جيكين قد تأثر برواية كوماتسو ’’اليابان تغرق‘‘.

يشير أوموري إلى أن ’’الثورة الثقافية كانت تشتعل في الصين عندما تم نشر ’اليابان تغرق‘. كان هناك عدد قليل جدا من الروايات الأجنبية المترجمة، لكن النسخ الصينية من ’اليابان تغرق‘ وبعض روايات آرثر سي كلارك ظهرت بسرعة غير معتادة. قرأ ليو تلك الأعمال عندما كان طالبا، ويبدو أنها ألهمته إلى حد كبير. ولم تترجم وتنشر الكثير من أعمال الخيال العلمي اليابانية والإنجليزية الأخرى في الصين حتى ثمانينات القرن الماضي‘‘.

أوموري هو قائد الفريق الذي ينجز ترجمة ’’مشكلة الأجسام الثلاثة‘‘ إلى اللغة اليابانية، وقد نُشر أول جزأين. يقول إنه يشعر بتأثير قوي من كلارك في الجزء الأول، وبتأثير إسحاق عظيموف في الجزء الثاني، وكوماتسو في كلا الجزأين. ’’أحد الموضوعات الرئيسية هو ما سيحدث إذا تدمرت الأرض، لذلك يمكن اعتبارها نسخة من ’اليابان تغرق‘ تتكلم عن البشرية جمعاء. الطريقة التي تأخذ بها مشهدا رأسيا ينظر للأسفل إلى تاريخ البشرية ودرب التبانة وفي نفس الوقت تولي فيه اهتماما لنقل بعض اللحظات الإنسانية بشكل واقعي بين شخصياتها العادية، تجعلني أفكر في ساكيو. وهناك مشاهد في كل مكان تذكرنا برواية ’اليابان تغرق‘ ولا سيما في الجزء الثالث‘‘.

الخيال العلمي والمجتمع

قيل إن كوماتسو مثل ’’جرافة مجهزة بحاسوب‘‘ بسبب نشاطه الكبير في عالم الخيال العلمي، ولكن كان لديه أيضا شبكة واسعة. فقد لعبت تفاعلاته مع عالم الأنثروبولوجيا أوميساو تاداؤ وعالم الاجتماع كاتو هيديتوشي، بالإضافة إلى أكاديميين آخرين في جامعة كيوتو، دورا في تكوين بنية رواية ’’اليابان تغرق‘‘. وتمكن عن طريق أوميساو من المشاركة في تنظيم معرض أوساكا إكسبو 1970.

يقول أوموري: ’’إن كوماتسو كان منتجا إلى جانب كونه مؤلفا. فبالإضافة إلى معرض إكسبو في عام 1970، قاد جهود تنظيم ندوة دولية عن الخيال العلمي، حيث انطلق بحماس لإيجاد شركات وغيرها لرعاية الندوة. وقد اجتمع آرثر سي كلارك ومؤلفون آخرون في مجال الخيال العلمي من المعسكرين الغربي والشرقي لأول مرة في مكان واحد من أجل مؤتمر رائد‘‘.

يقول أوموري إن كوماتسو كاتب لن يتكرر مرة أخرى فهو مفعم بالحيوية والتأثير وفرد شغوف من المجتمع الأوسع.

’’أعتقد أن كوماتسو على وجه الخصوص، وبقية الجيل الأول من كتّاب الخيال العلمي اليابانيين، فكروا في ما يمكن أن يفعله هذا النوع من الأدب ودوره الاجتماعي. انطباعي هو أن الخيال العلمي أصبح بعيدا عن الواقع منذ تسعينات القرن العشرين. وبينما يتم إنتاج الكثير من أعمال الخيال العلمي في الأنيمي والأفلام، أصبحت روايات الخيال العلمي نوعا خاصا من هذا الأدب لا صلة له بالعالم. لكن في السنوات القليلة الماضية أو نحو ذلك، رأيت بعض علامات تشي بالتغيير. فحقيقة أن ’مشكلة الأجسام الثلاثة‘ أصبحت من أكثر الكتب مبيعا على مستوى العالم قد جلبت مجددا تقديرا لقوة الخيال العلمي. ففي يوليو/تموز ظهر برنامج على قناة تلفزيونية أرضية استضاف كبار كتاب الخيال العلمي اليابانيين ليتحدثوا عن عالم ما بعد الجائحة. كان أيضا على موقع يوتيوب، وجعل الناس يتحدثون عبر الإنترنت، لذلك ترك هؤلاء الكتاب الذين يخاطبون المجتمع بشكل استباقي انطباعا قويا. كما أن الكاتبة تاكاياما هانيكو التي فازت بجائزة أكوتاغاوا هذا الصيف تنحدر من خلفية خيال علمي، كما شهد الاهتمام بالخيال العلمي قفزة كبيرة في عالم النشر. أنا متشوق لمعرفة كيف سيرسخ أحدث جيل من كتّاب الخيال العلمي أنفسهم في السنوات القادمة‘‘. 

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية في 24 سبتمبر/ أيلول عام 2020. الترجمة من الإنجليزية. المقابلة والنص بقلم إيتاكورا كيميي من Nippon.com. صورة العنوان: كوماتسو ساكيو [حقوق الصورة لكيودو نيوز] بجوار غلافي الروايتين ’’فيروس: يوم البعث‘‘ و’’اليابان تغرق‘‘ [كلتا الصورتين بإذن من كادوكاوا بونكو])

مانغا الثقافة الشعبية أنيمي الأنيمي