قسم التسويق التخيلي بشركة مائيدا للإنشاءات: عالم حقيقي مستوحى من الأنيمي

لايف ستايل

يستند فيلم ”قسم التسويق التخيلي بشركة مائيدا للإنشاءات“ والذي أنتج عام 2020 إلى قصة حقيقية لموظفي شركة بناء خاضوا تحدي كبير من أجل تصميم حظيرة طائرات ضخمة تحت الأرض، وهي الحظيرة التي ظهرت في سلسلة الأنيمي الشهيرة مازنجر زد. إنه فيلم مدهش للغاية، وملائم للظروف التي يمر بها العالم الآن. أنصح العمال والموظفين والطلاب الذين فقدوا حماسهم وبدأوا في التخلي عن أحلامهم وأهدافهم بسبب جائحة كورونا بمشاهدة هذا الفيلم.

من الخيال للواقع

يستند فيلم ”قسم التسويق التخيلي بشركة مائيدا للإنشاءات“ والذي أنتج عام 2020 إلى قصة حقيقية لموظفي شركة بناء خاضوا تحدي كبير من أجل تصميم حظيرة طائرات ضخمة تحت الأرض، وهي الحظيرة التي ظهرت في سلسلة الأنيمي الشهيرة مازنجر زد. إنه فيلم مدهش للغاية، وملائم للظروف التي يمر بها العالم الآن. أنصح العمال والموظفين والطلاب الذين فقدوا حماسهم وبدأوا في التخلي عن أحلامهم وأهدافهم بسبب جائحة كورونا بمشاهدة هذا الفيلم.

شركة مائيدا الحقيقية هي مصدر الإلهام لفيلم ”قسم التسويق التخيلي بشركة مائيدا للإنشاءات“. السيد أساغاوا تيرويوكي مدير قسم التسويق في الفيلم هو تجسيد لشخصية السيد إيواساكا تيرويوكي الرئيس الحالي لحاضنة أعمال داخل مركز أي سي أي التابع لنفس الشركة. فبعد دراسة الهندسة في جامعة نيهون، بدأ إيواساكا العمل في شركة مائيدا في عام 1993، وقد شارك في إنشاء خط طوكيو باي أكوا لاين الذي تم الانتهاء منه في عام 1997.

توصل إيواساكا إلى فكرة قسم التسويق التخيلي في عام 1998. بدأت القصة عندما حضر إيواساكا أحد عروض الروبوت، وقد اندهش من رؤية النموذج الأولي لروبوت ”هوندا موتور“ الشهير أسيمو. كان إيواساكا لديه اهتمام كبير بتكنولوجيا الروبوتات، ولكنه شعر بالغيرة عندما شاهد الحضور من الأطفال والشباب وكبار السن وهم يصفقون بفرح عند رؤية الروبوت.

”بصراحة، شعرت بالغيرة. تساءلت لماذا لا تستطيع شركة إنشاءات مثل شركتنا إحداث هذا النوع من التأثير. وقتها فكرت ربما لا يمكننا تصميم روبوت، لكن يمكننا بالتأكيد بناء حظيرة للروبوتات! “

ولد إيواساكا عام 1968، وهو من جيل مازنجر زد. نشأ على المانغا والأنيمي المتعلقة بروبوت المعركة العملاق الذي يحمل نفس الاسم. لقد فكر في التسلسل الافتتاحي للعرض التلفزيوني المتحرك، حيث تنقسم بركة من الماء بشكل انسيابي إلى نصفين ليخرج منها مازنجر زد.

في ذلك الوقت كانت صناعة البناء في اليابان تعاني الأمرين، حيث كانت تعاني من جراء نظرة الناس تجاه بيئة العمل في هذا المجال حيث وصموها بثلاث صفات - قذرة وصعبة وخطيرة -هذا إلى جانب ضعف الطلب على البناء نتيجة انفجار الفقاعة الاقتصادية. حتى شركة مائيدا التي عملت في مشاريع ضخمة بما في ذلك السدود والأنفاق ومحطات الطاقة خلال فترة النمو المرتفع في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، كانت قلقة بشأن ما يخبئه المستقبل.

رغم كل ذلك كان إيواساكا مقتنعًا بأنه على الرغم من الركود يجب أن يكون هناك ”محيط أزرق“ في مكان ما - سوق جديدة تحتاج إلى تطوير حيث يمكن للشركة أن تبحر بدون منافسة. اتضح فيما بعد أن هذا خيال نابع من المانغا والأنيمي، أي من عالم الخيال.

نهج جديد لشرح أعمال البناء

تم عرض الفيلم على شاشات السينما في أوائل عام 2020، ثم طرح في الأسواق على أسطوانات مدمجة في شهر سبتمبر/ أيلول من نفس العام ”شركة مائيدا / فريق أف / التخطيط الديناميكي / شركة توئي للأنيمي“.
تم عرض الفيلم على شاشات السينما في أوائل عام 2020، ثم طرح في الأسواق على أسطوانات مدمجة في شهر سبتمبر/ أيلول من نفس العام ”شركة مائيدا / فريق أف / التخطيط الديناميكي / شركة توئي للأنيمي“.

بعدما استقرت الفكرة في رأسه لبعض الوقت، قدم إيواساكا وفريق مائيدا للعلاقات العامة التماسًا إلى مجلس إدارة الشركة لإنشاء ”قسم التسويق التخيلي“ في عام 2002.

يشرح إيواساكا: ”كان هدفنا استخدام الخيال - الهياكل العملاقة التي ظهرت في الأنيميوالمانغا التي اعتدنا الاستمتاع بها في الماضي - لمساعدة الأشخاص الذين لم يكن لديهم أدنى اهتمام بأعمال البناء على فهم نهجنا عند بناء الهياكل العملاقة، من مرحلة التخطيط المبكر ووصولاً إلى كيفية تجميع كل شيء معًا. لتحقيق ذلك، أنشأنا قسمًا للتسويق التخيلي، مع صفحة خاصة به على موقعنا الإلكتروني. قررنا أن ننشر تقرير تطور الأعمال مرة واحدة في الشهر حتى يصبح التصور النهائي جاهزًا للطرح، وسنعلن النتائج في غضون نصف عام تقريبًا“.

ومع ذلك، بعد سماع العرض التقديمي بدا جميع رؤسائه في حيرة من أمرهم وتسألوا ”إيواساكا ، لماذا علينا أن نصنع مازنجر زد؟“

”بالتأكيد لن نصنع مازنجر زد! “كان هذا هو رد إيواساكا. ”هذا ليس ما أفكر به. أنا أتحدث فقط عن الحظيرة التي يظهر منها مازنجر زد!.

في البداية لم يول المسؤولون التنفيذيون الأمر سوى القليل من الاهتمام. لقد تساءلوا عن الأهمية التي يمكن أن يكون لها مثل هذا العمل بالنسبة للشركة. بادئ ذي بدء، لم يكن من الصواب نشر خطوات تطور المشروع على الجمهور بشكل دوري، حتى لو كان الأمر يتعلق بهيكل وهمي. . . لكنهم في النهاية انتبهوا إلى حماس إيواساكا ، ووافقوا على المشروع بشرط أن يتم تنفيذه خارج ساعات العمل الرسمية، وغني عن القول أن قسم التسويق التخيلي لم يكن لديه أي صفة رسمية، وقد أعتاد إيواسكا وزملاءه العمل إما في غرفة اجتماعات الشركة أو في منزل إيواساكا بعد انتهاء الدوام.

التغلب على أكبر الحواجز

واجه المشروع صعوبات كبيرة منذ البداية. فأول شيء كان على إيواساكا وفريقه عمله، هو تسوية الأمور المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية لشخصية مازنجر، ولذلك تواصل إيواساكا مع وكالة إعلان كبرى لطلب المساعدة.

تحدث إليه ممثل الوكالة مبتسماً، ”يالها من فكرة عظيمة. لم أسمع بمثل هذا المشروع من قبل. عادةً ما تكون طلبات استخدام أبطال الأنيمشن أو الروبوتات كمادة للدعاية لأحد المنتجات وليس كموضوع رئيسي. لا ينبغي أن يكلف الأمر أكثر من بضع عشرات الملايين من الين“.

يتذكر إيواساكا: ”في اللحظة التي سمعت فيها هذا الرقم شعرت بالدوار.“ المشروع في الأساس أشبه بنشاط اجتماعي ولا يملك ميزانية بهذه الضخامة. يبدو أن المشروع حكم عليه بالفشل حتى قبل أن يبدأ؟

ولكن يبدو أن ممثل الوكالة قد شعر بالتعاطف عندما رأى الهلع بادياً على وجه إيواساكا، وبينما كان يسير باتجاه المصعد مصطحباً إيواساكا تمتم وهو يضغط على زر النزول للأسفل: ”أتعلم، الأمر برمته في يد الشركة صاحبة حقوق الملكية، فإذا وافقت على أمر ما فليس أمام وكالة الإعلانات إلا السمع والطاعة“.

لقد كان ممثل الوكالة لطيفاُ بشكل كافي، حيث شجع إيواساكا على التحدث مع السيد ناجاي جو مبتكر شخصية مازنجر.

كان إيواساكا محظوظًا، فعندما بحث عن عنوان شركة توئي أنيميشن الشركة التي تمتلك حقوق الطبع والنشر، أدرك أنها تقع بالقرب من مكتب شركته. وعندما التقى برئيس القسم المختص، اتضح أن والده كان يعمل في مجال البناء ولذلك كان لديه خلفية عن هذا المجال، وقام بترتيب لقاء مع رئيس الإنتاج في استوديو ناجاي، وسرعان ما حصل إيواساكا على الموافقة.

عمل شاق بدون مقابل

حتى لو كان الأمر يتعلق بهيكل وهمي، فلا يمكن استخدام المحاسبة المتقطعة في وضع التقدير النهائي. فقد كان عليهم تحديد مكان بناء الحظيرة وحجمها والتكوين الداخلي لها تمامًا كما هو الحال عند بناء نفق أو سد حقيقي، ثم يقومون برسم المخطط بكل تفاصيله وحساب تكلفة العمال والمواد والآلات ووسائل النقل اللازمة للعمل.

كان عليهم أيضًا الحصول على تعاون الشركات الأخرى. وكان يجب أن يكون هذا مجانًا. على سبيل المثال، يرتفع مازنجر زد 25 مترًا في 10 ثوانٍ من الحظيرة مثل مصعد المسرح. هذا يعني الحصول على تعاون شركة متخصصة في المصاعد الصناعية.

وضع إيواساكا وفريقه مجموعة من القواعد التي تحكم طبيعة التعاون مع الشركات الأخرى. القاعدة الأولى: لا يسمح بالتواصل مع هذه الشركات باستخدام قنوات الاتصال الرسمية لشركة مائيدا، وبدلاً من ذلك يجب استخدام البريد الإلكتروني الشخصي. لم يرغب إيواساكا وفريق عمله في التعاون مع الأشخاص الذين تربطهم بهم علاقة عمل بالفعل، ولكن مع أولئك الذين سيقولون ”هذا يبدو ممتعًا، فلنفعل ذلك!“

ولكن كانت هناك مفاجأة بانتظارهم، فمن خلال التحقق من جميع حلقات الأنمي الـ 92، أدركوا أنه في الحلقة 69 يتحرك مازنجر زد فجأة بشكل جانبي داخل الحظيرة. يبدو أن هذا التعقيد يطرح مشكلة كبيرة، لكنهم عندما طلبوا من الشركة الشريكة إعادة التصميم، كانت الاستجابة حماسية وفورية، وسرعان ما كانت لديهم اقتراحات مختلفة للعمل.

وعلى الرغم من العمل الشاق، إلا أن معدل تصفح الجمهور للموقع الالكتروني الخاص بالمشروع لم يشهد أي زيادة على الإطلاق. كان هذا قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى تراجع الحماس بين إيواساكا وطاقمه الذين اعتقدوا أن أفكارهم قد نضبت.

ولكن عندما تم نشر المخطط النهائي الذي يشرح كل شيء - ”تكلفة البناء 7.2 مليار ين، ووقت البناء 6 سنوات و5 أشهر“ - على الفور شهد الموقع الإلكتروني إقبالاً غير مسبوق، حتى أن ياهوو جابان اختارت الموقع باعتباره ”توصية اليوم“. وهكذا تغير كل شيء بين عشية وضحاها. كان هناك اندفاع كبير للوصول إلى الموقع لدرجة أن خوادم الشركة كادت أن تتعطل. بعد ذلك، التقطت الصحف والتلفزيون والمجلات القصة، بل وتحولت إلى كتاب. لقد انطلق قسم التسويق التخيلي إلى عالم الشهرة.

وتوالت بعد ذلك المشاريع التي نفذها قسم التسويق التخيلي. كان من أبرزها المشروع الثاني وهو ”جسر مغادرة الأرض“ من أنيميشن ”غلاكسي إكسبريس 999“ لرسام الأنيمي المعروف ليجي ماتسوموتو، والمشروع الخامس الذي حقق نجاحاً باهراً وتم تحويله إلى كتاب أيضاً وهو ”المجمع العسكري لقوات اتحاد الأرض جابورو“ من أنيميشن ”موبيل سوت غاندام“. لقد تمكن فريق إيواساكا حتى الآن من إنجاز تسعة مشاريع كاملة.

كتب تستند إلى المشروع الأول ”حظيرة مازنجر زد“ والمشروع الثاني”جسر مغادرة الأرض غلاكسي إكسبريس 999“ التي نشرتها دار النشر غينتوشا (الصور من الكاتب).
كتب تستند إلى المشروع الأول ”حظيرة مازنجر زد“ والمشروع الثاني”جسر مغادرة الأرض غلاكسي إكسبريس 999“ التي نشرتها دار النشر غينتوشا (الصور من الكاتب).

قسم التسويق التخيلي يتحول إلى حقيقة

يشغل إيواساكا حاليًا منصب رئيس حاضنة أعمال داخل مركز أي سي أي التابع لشركة مائيدا في توريدي بمحافظة إيباراكي.

المركز هو منصة للابتكار المفتوح الذي تروج له شركة مائيدا. يشير مفهوم الابتكار المفتوح إلى إنشاء نماذج أعمال جديدة تجمع بين الشركات في مختلف القطاعات والجامعات والبلديات والشركات التجارية لدمج المعرفة وصناعة الأفكار. هذا هو بالضبط ما كان يقوم به إيواساكا وقسم التسويق التخيلي التابع له، ويمكن حتى أن نطلق على مركز آي سي آي لقب ”قسم التسويق التخيلي الحقيقي“ لمائيدا.

يتمتع مركز آي سي آي بمظهر عصري يشبه حظيرة مازنجر زد. ”تصوير شركة مائيدا كوربوريشن“.
يتمتع مركز آي سي آي بمظهر عصري يشبه حظيرة مازنجر زد. ”تصوير شركة مائيدا كوربوريشن“.

يقول إيواساكا تيرويوكي: ”أود أن يقدم الموظفون الشباب العديد من الاقتراحات لقسم التسويق التخيلي.“ (تصوير المؤلف)
يقول إيواساكا تيرويوكي: ”أود أن يقدم الموظفون الشباب العديد من الاقتراحات لقسم التسويق التخيلي.“ (تصوير المؤلف)

ويضيف ”لقد ولت الأيام التي كان فيها الإنشاء يعني بناء شيئاً ما. إنها الآن مسألة الاستفادة المثلى من التقنيات الجديدة مثل تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي لمعرفة نوع الخدمات التي يمكن تقديمها مع أي نوع من البنية التحتية. هذا شيء لا تستطيع شركات البناء القيام به بمفردها. ما قمنا به داخل قسم التسويق التخيلي هو أمر رائع للغاية“.

بدأ قسم التسويق التخيلي في بداية الألفية، عندما كانت العديد من الشركات اليابانية لا تزال عالقة في قيم العمل اليابانية التقليدية البالية، مع الكثير من العمل الإضافي، كما كان ينظر إلى العمل في أيام الإجازات على أنه فضيلة. شخصية اساغاوا في الفيلم هي ارتداد لتلك الفترة القديمة، حين كان يُطلق على المدير لقب ”الرئيس الأسود“ بسبب المطالب التي كان يطلبها من موظفيه. ولكن عندما يسأل إيواساكا الطلاب في الجامعة التي يعمل فيها محاضرًا بدوام جزئي عن رأيهم في الفيلم، من المدهش أن أقل من 10٪ منهم فقط يعتقدون أن هناك مشكلة في طريقة عمل أساغاوا مع فريقه.

يقول إيواساكا : ”يأتي هذا الفيلم مصحوبًا بترجمة باللغة الإنجليزية، وأود أن يشاهده جميع الأشخاص في الخارج. أود حقًا التحدث عن الاختلافات في التصورات المتعلقة بالعمل وكيفية إحداث الابتكار“.

(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية، صورة العنوان: فريق عمل قسم التسويق التخيلي بشركة مائيدا للأنشاءات. أساغاوا تيرويوكي الذي يؤدي شخصيته في الفيلم اوغي هيروأكي في أقصى اليسار، وتم تقديمه كمدير شغوف يقود فريقه، لكن إيواساكا يقول انه على أرض الواقع كان جميع أعضاء الفريق يتمتعون بالحماس الكافي منذ البداية. مائيدا كوربوريشن/فريق أف/ التخطيط الديناميكي/ توئي أنيميشن)

الشركات اليابانية الحكومة اليابانية التكنولوجيا الأنيمي