المهمة المستحيلة: إنقاذ محطة فوكوشيما دايني للطاقة النووية من الانفجار

مجتمع

تقع محطة فوكوشيما دايني للطاقة النووية على بعد 12 كيلومترًا فقط من محطة فوكوشيما دايئتشي. وعلى الرغم من تعرضها هي الأخرى لأضرار جسيمة جراء كارثة التسونامي، إلا أن العمال هناك تمكنوا من إيقاف مفاعلاتها على وضع الإغلاق البارد، وبالتالي تم تجنب وقوع كارثة أخرى. ومع حلول الذكرى السنوية العاشرة لزلزال وتسونامي شرق اليابان المدمر، دعونا نعود للوراء قليلًا لنرى كيف تمكنت محطة فوكوشيما دايني من تجنب وقوع كارثة محققة.

الحقيقة المرعبة للتسونامي

في اللحظة التي ضرب بها زلزال الحادي عشر من مارس/ آذار 2011، كانت مفاعلات الماء المغلي الأربعة التي تعمل بقوة 1,1 غيغاوات والتي تشكل محطة فوكوشيما دايني للطاقة النووية، الواقعة على جانبي مدينتي ناراها وتوميوكا بمحافظة فوكوشيما، كانت جميعها في حالة تشغيل. حينها هرع مدير المحطة ماسودا ناؤهيرو إلى غرفة الطوارئ، حيث أبلغه مدير العمليات ميشيما تاكاكي، ليُهدأ من روعه، بأن جميع المفاعلات الأربعة قد أغلقت تلقائيًا. ويمكن تلخيص التعامل الأولي مع أي حادث نووي في ثلاث خطوات: الإغلاق والتبريد والاحتواء. وقد تم تحقيق أول هذه الأهداف حينها.

وفي الوقت الذي تلقت فيه غرفة الطوارئ تحذيرًا من حدوث تسونامي، لم يكن مسؤولو المحطة في تلك الأثناء قلقين بشأن التسونامي. ويعترف ماسودا بأنه شاهد مقاطع فيديو لتسونامي جزيرة سومطرة عدة مرات، قبل الحادي عشر من مارس/ آذار، ولم يكن قادرًا حقًا على تقدير قوة هذه الموجات التي يمكنها أن تجرف المباني الصلبة.

الرئيس التنفيذي الحالي للشركة اليابانية للوقود النووي، ماسودا ناؤهيرو، كان المدير المسؤول عن محطة فوكوشيما دايني وقت وقوع كارثة الحادي عشر من مارس/ آذار.
الرئيس التنفيذي الحالي للشركة اليابانية للوقود النووي، ماسودا ناؤهيرو، كان المدير المسؤول عن محطة فوكوشيما دايني وقت وقوع كارثة الحادي عشر من مارس/ آذار.

وعبر مدير العمليات (ميشيما) عما كان يجول بخاطره حينها قائلًا:

”اعتقدت أننا إذا اتبعنا ببساطة الإجراء الاعتيادي المتمثل في حقن الماء لتبريد المفاعلات إلى أقل من 100 درجة مئوية، فسنكون بخير. وأكثر ما كان يقلقني هو التأثير على منطقة طوكيو الكبرى بفقدان 4,4 غيغاوات من الطاقة فجأة“.

ميشيما تاكاكي، حاليًا هو المدير المسؤول عن محطة فوكوشيما دايني، وقد كان مدير عمليات محطة الطاقة قبل عشر سنوات.
ميشيما تاكاكي، حاليًا هو المدير المسؤول عن محطة فوكوشيما دايني، وقد كان مدير عمليات محطة الطاقة قبل عشر سنوات.

في حوالي الساعة 3:30 مساءً، هبت موجات التسونامي العاتية، وتخطت بسهولة الجدار البحري الواقي حول المنشأة وضربت المحطة. وعلى الجانب الساحلي من المحطة، توجد ثمانية مبانٍ للمبادلات الحرارية، اثنان لكل وحدة مفاعل، مصطفة على التوالي. وقد تم تصميم هذه المبادلات الحرارية للتخلص من الحرارة الزائدة في البحر في حالة الإغلاق الطارئ. إلا أن الكارثة أدت إلى إغراق المباني التي تحتوي على المبادلات الحرارية، حيث اخترقت المياه الأبواب الفولاذية، مما أدى إلى إغراق المعدات بالداخل. وأصبحت الخطوة الثانية في إجراءات ”الإغلاق والتبريد والاحتواء“ في خطر الآن.

واندفعت أمواج التسونامي على الطريق بجوار المفاعل الأول في أقصى الجنوب، ووصلت إلى ارتفاع 16 أو 17 مترًا فوق مستوى سطح البحر. كما غمرت المياه المنطقة المحيطة بالمخبأ المعزول زلزاليًا والذي كان يضم غرفة الطوارئ. إلا أن العمال لم يتمكنوا من رؤية ما كان يحدث في الخارج لخلو الغرفة من النوافذ، وما أن فقدت الغرفة الطاقة فجأة، حينها أدرك ماسودا وميشيما أن شيئًا فظيعًا كان يحدث بالخارج.

تدفقت أمواج التسونامي على طول مبنى المفاعل. (الصورة معدلة ومقدمة من شركة تيبكو القابضة)
تدفقت أمواج التسونامي على طول مبنى المفاعل. (الصورة معدلة ومقدمة من شركة تيبكو القابضة)

إعادة تشغيل نظام التبريد

يتم تزويد محطة فوكوشيما دايني بالكهرباء عادةً عن طريق أربعة خطوط كهربائية خارجية، واحد لكل وحدة مفاعل. من بين هذه الخطوط، كان أحدهم خارج الخدمة كجزء من أعمال الصيانة المجدولة، وخرج اثنان آخران عن الخدمة بسبب الزلزال، تاركين خط كهرباء واحد في الخدمة، والذي كان بمثابة شريان الحياة بالنسبة للمحطة. ومن خلال توصيل الكابلات من الوحدة التي لا تزال بها كهرباء، تمكن العمال من إعادة الطاقة إلى غرفة الطورائ. وكان الفريق في غرفة التحكم المركزية بالمحطة قادرًا أيضًا على مراقبة حالة المفاعلات بدقة باستخدام مجموعة متنوعة من المعدات.

ويتذكر ميشيما، الذي كان مسؤولاً عن عمليات التحكم في المحطة قائلً:

”كلانا أنا و ماسودا على دراية كاملة بالتصميم. حيث أخضعنا تصميم المحطة لاختبارات مكثفة، وبالتالي كنا واثقين من قدرتنا على الحكم على قدرة المحطة على التحمل في ظل مجموعة معينة من الظروف، وكيف يمكننا التغلب على مشكلة تعطل أو خلل وظيفة بعينها. كما اعتمدنا بشكل كامل على خبرة ومعرفة العاملين في المحطة واستخدمنا مجموعة متنوعة من الحيل للحفاظ على برودة المفاعلات.“

ولكسب الوقت، تمكن ميشيما من جعل ماسودا يصب جُل تركيزه على مهمة إعادة تشغيل نظام التبريد. إلا أنهم لم يكن بوسعهم فعل أي شيء حتى يفهموا الوضع الحالي للمحطة. واستمرت الهزات الارتدادية في الليل، حيث أطلقت كل منها صفارات الإنذار في غرفة الطوارئ. وخوفًا من احتمال تعرض المحطة لضربات تسونامي لاحقة، تردد ماسودا في إرسال عماله في مهمة استطلاعية.

ماسودا يوجه فريقه في غرفة الطوارئ (الصورة معدلة ومقدمة من شركة تيبكو القابضة)
ماسودا يوجه فريقه في غرفة الطوارئ (الصورة معدلة ومقدمة من شركة تيبكو القابضة)

واستمر الوضع على ما هو عليه حتى تهادى تفكير ماسودا إلى الذهاب إلى السبورة وبدأ في كتابة أوقات ودرجة شدة جميع الهزات الارتدادية للزلزال.

”ما هذا الذي تكتبه سيدي؟“

توقف بعض العمال المارين لينظروا إلى السبورة البيضاء. وكان ماسودا قادرًا على أن ينقل بصريًا، وأن يوضح بشكل بديهي للجميع في الغرفة، حقيقة أن الفترات الفاصلة بين الهزات الارتدادية كانت تزداد طولًا.

وعلى الرغم من أن تحذيرات التسونامي كانت لا تزال سارية، إلا أن ماسودا قال لفريقه، ”إذا لم نذهب للتحقق الآن، فلن يمكننا إعادة التشغيل صباح الغد. وإذا لم نقم بهذا في الوقت المناسب، فسنعرض المفاعل برمته للخطر.“

وفي الساعة العاشرة مساءً، اتخذ ماسودا قراره بإرسال أربعة فرق مكونة من عشرة أفراد، كلٌ منها مكلف بفحص مباني المبادلات الحرارية.

  ماسودا يستعيد ذاكرة الأحداث الدرامية لكارثة الحادي عشر من مارس/ آذار.
ماسودا يستعيد ذاكرة الأحداث الدرامية لكارثة الحادي عشر من مارس/ آذار.

وعند وصوله إلى المبنى، لم يستطع إينوى تاكاشي أحد أعضاء فريق الاستطلاع تصديق المشهد الذي رآه.

”لقد حطمت موجات التسونامي الأبواب وكان المبنى تحت الماء والسمك يسبح حوله. لم أصدق أنه كان نفس المبنى الذي رأيته كثيرًا أثناء عمليات التفتيش أو الصيانة. ولم أكن بحاجة لرؤية المعدات لأعرف أن الوضع كان ميؤوسًا منه “.

إينوى تاكاشي، الذي أصبح فيما بعد مسؤولًا عن السلامة والأمان بمحطة فوكوشيما دايني.
إينوى تاكاشي، الذي أصبح فيما بعد مسؤولًا عن السلامة والأمان بمحطة فوكوشيما دايني.

القرار الصعب

بعد تلقيه تقريرًا بنتيجة الفحص من قبل فريقه الاستكشافي، طلب ماسودا على الفور محركات من محطة ميا التابعة لشركة توشيبا ومحطة كاشيوازاكي كاريوا للطاقة النووية التابعة لشركة تيبكو في نيغاتا، بالإضافة إلى الكابلات والمولدات المثبتة على الشاحنات من جميع أنحاء البلاد. كما طلب من فروع شركة تيبكو والمقاولين إرسال معدات احتياطية.

ومن بين مباني المبادلات الحرارية الثمانية، نجا المبنى الواقع على الجانب الجنوبي من الوحدة الثالثة فقط بأعجوبة من الضرر. حيث كان المفاعل لا يزال يتم تبريده لحسن الحظ. واعتقد أعضاء الفرق الاستطلاعية أنه من خلال استخدام الكابلات لكي يتم توصيل المفاعل بثلاثة إمدادات للطاقة تذهب للمفاعلات واحد واثنان وأربعة، والتي تم ترتيبها في خط مستقيم، سيكونون بذلك قادرين على استعادة التبريد بسرعة نسبية.

إلا أن المقترح قوبل بالرفض من قبل ماسودا، حيث قال: ”علينا حماية نظام التبريد الخاص بالوحدة الثالثة بأي ثمن، لا أن نفرط في تحميله.“

وبدلاً من ذلك، وجه ماسودا فريقه للحصول على الطاقة عن طريق توصيل الكابلات من مبنى لمعالجة النفايات على بعد 800 متر. وكانت الكابلات بسمك 5 سم ووزنها حوالي 5 كجم لكل متر. وقام الفريق بوضع ما مجموعه تسعة كيلومترات من الكابلات، ولفوها حول المباني والعوائق الأخرى. وفي الأوقات الطبيعية تستغرق المهمة عادة عشرين شخصًا يستخدمون معدات البناء لمدة شهرٍ كامل، إلا أن فريقًا مكون من مائتي عامل من شركة تيبكو وشركات المقاولات التابعة تمكنوا من إكمال المهمة في ثلاثين ساعة فقط، وانتهت في وقت متأخر من يوم الثالث عشر من مارس/ آذار.

وعلم الفريق من التقارير الإخبارية ومؤتمرات الفيديو الداخلية أن الوضع في محطة فوكوشيما دايئتشي القريبة منهم آخذ في التدهور.

وقال إينوى ”لم يتملكنا الخوف من حدوث نفس المصير لنا. بل على العكس، جعلنا الأمر دافعًا لنا بألا نسمح بحدوث نفس الشيء“.

فريق مكون من 200 عضو وضعوا الكابلات أملًا في إعادة تشغيل أنظمة تبريد المفاعلات. (الصورة ملتقطة في سبتمبر/ أيلول 2020)
فريق مكون من 200 عضو وضعوا الكابلات أملًا في إعادة تشغيل أنظمة تبريد المفاعلات. (الصورة ملتقطة في سبتمبر/ أيلول 2020)

لا تزال آثار الأماكن التي وضعت بها الكابلات قبل عقد من الزمان على أرض محطة دايني واضحة للعيان. (تم التقاط الصورة في سبتمبر/ أيلول 2020)
لا تزال آثار الأماكن التي وضعت بها الكابلات قبل عقد من الزمان على أرض محطة دايني واضحة للعيان. (تم التقاط الصورة في سبتمبر/ أيلول 2020)

وفي الوقت الذي كان فيه فريق العمل يمد الكابلات وهم في عجلة من أمرهم، وصلت درجة حرارة أحواض الإخماد (suppression pools) في الوحدات 1 و 2 و 4 إلى 100 درجة مئوية، مما دفع الضغط داخل أوعية احتواء المفاعل إلى الاقتراب من الوصول إلى أقصى حدود قدرتها الاستيعابية. لذلك كانت الخطوة الثالثة من عملية ”الإغلاق والتبريد والاحتواء“ قاب قوسين أو أدنى من الفشل. ويقول ماسودا إن كل ما حدث في محطة دايئتشي تكرر في محطة دايني بعد نصف يوم.

ويتذكر ميشيما قائلًا: ”كنا نقوم بحقن الماء باستمرار، لذلك كنا واثقين من أن قضبان الوقود لم تتضرر. وكان من غير المحتمل أن يؤدي تنفيس البخار لتقليل الضغط داخل أوعية الاحتواء إلى إطلاق المادة المشعة“

ويقول ميشيما أن فريقه قرر أنه إذا فشلت كل المحاولات، فسوف يعملون على تنفيس المفاعلات. ولكنهم إذا أقدموا على ذلك فإن عملية تنفيس البخار في محطة دايني خاصة بعد أن قامت للتو محطة دايئتشي بالشيء نفسه، أمر من شأنه أن يضع ليس فقط السكان المحليين المجاورين للمنشأة، وإنما سائر البلاد في حالة من الذعر.

ويسرد قائلأ ”أردنا أن نفعل كل ما في وسعنا لتجنب حدوث ذلك، هذا هو ما كان يجول في خاطرنا جميعًا.“

عقبات لوجستية

حتى يمكن استعادة أنظمة تبريد المحطة في أقرب وقت ممكن، طلبت شركة تيبكو من قوات الدفاع الذاتي الجوية أن تجلب المحركات التي كانت قد اشترتها من أحد المصانع الهندسية الثقيلة التابع لشركة توشيبا، والتي قامت ببناء الوحدتين الأولى والثالثة. وبعد أن تسلم عمال المحطة المحركات في مطار فوكوشيما ونقلوها إلى الموقع، اكتشفوا أنهم غير قادرين على رفع المحركات عن مؤخرة الشاحنة. ويرجع ذلك إلى أن عادة ما يتم نقل وتركيب المعدات المستخدمة بواسطة متعاقدين خارجيين، ولم يكن موظفو شركة تيبكو بحاجة مطلقًا إلى استخدام معدات البناء، ولم يكن لديهم أي خبرة في التعامل مع هذه الأمور. الأمر الذي دفعهم في نهاية المطاف إلى السخرية من قلة حيلتهم. ولكن شركة تيبكو سرعان ما استدعت بعضًا من المقاولين المتبقين في الموقع لمساعدتهم على رفع المحرك عن الشاحنة وتركيبه. ولتوصيل الكابلات بالمحرك، يجب إزالة العزل وتوصيل الأطراف. وقد قام أحد المهندسين ذوي الخبرة من شركة المقاولات بإنقاذ الموقف.

وأخيرًا، في تمام الساعة 1:00 صباحًا يوم الرابع عشر من مارس/ آذار، تم توصيل الكابلات بالمحرك، وبالتالي استعادة نظام التبريد في الوحدة الأولى، حيث المفاعل الأقل استقرارًا. وإلا في غضون ساعتين، كان سيضطر عمال المحطة إلى تنفيس البخار من وعاء احتواء المفاعل إلى الهواء الخارجي. ولقد نجحوا في تجنب حدوث ذلك في الوقت المناسب.

ولم يغفل لماسودا جفن خلال 100 ساعة بين وقت حدوث الزلزال ووقت عودة أنظمة التبريد للعمل مرة أخرى.

ويقول ”كنت أعلم أننا أمام أزمة حقيقية، لكنني لم أشعر أبدًا بفقدان الأمل، بل كان الأمر يتعلق فقط بفهم المشكلة، وسبل التعامل معها، وإصدار القرارات الصائبة، ثم تكرار هذه العملية مرارًا وتكرارًا“.

محطة فوكوشيما دايني النووية. على عكس محطة دايئتشي، لا تزال مباني المفاعل سليمة.
محطة فوكوشيما دايني النووية. على عكس محطة دايئتشي، لا تزال مباني المفاعل سليمة.

توقع المستحيل

على عكس محطة فوكوشيما دايئتشي، التي عانت من فقدان كامل للطاقة، كانت محطة دايني محظوظة للحفاظ على إمدادات الطاقة الخارجية، ولكن هذا لا يعني أن المحطة تغلبت على الأزمة دون معاناة. فبفضل القائد الذي اتخذ سلسلة من القرارات الصعبة والموظفين الذين عملوا بلا كلل لحماية المحطة، تم تجنب وقوع الكارثة.

وبعد عشر سنوات من كارثة فوكوشيما دايئتشي، تم إلغاء أوامر الإخلاء للمناطق المحيطة، باستثناء مناطق الاستبعاد التي لا تزال قائمة في بلدة فوتابا، حيث لا تزال أوامر الإخلاء الكاملة سارية هناك، وست بلديات أخرى في محافظة فوكوشيما. ومع ذلك، فإن معدل الإشغال في المناطق التي عاودت وأصبحت صالحة للسكن مرة أخرى هو مجرد 30٪ من السكان السابقين، إضافة إلى ما لحق بالمنتجين الأوليين في مجالات الزراعة وصيد الأسماك والعديد من سكان فوكوشيما الآخرين من ضرر بسمعة منتجاتهم وتدهور سبل معيشتهم. في حين، أنه لن يتم الصفح عن شركة تيبكو، التي ساهم بشكل كبير عدم استعدادها الكافي إلى وقوع الكارثة، حيث سيبقى الأمر محفور على جبينها أبد الدهر.

وعند كتابة هذه السطور، لم أقصد أبدًا أن أظهر أي شخص بعينه كبطل. وفي الوقت نفسه أعتقد أنه إذا لطخنا سمعة كافة موظفي شركة تيبكو، واعتبرناهم الطرف السيئ، فإننا نحرم أنفسنا من فرصة تعلم درس قيم. فقد علمنا زلزال وتسونامي شرق اليابان المدمر أن نتوقع ما هو غير متوقع. بغض النظر عن مدى ارتفاع بناء الجدران البحرية أو مدى صلابة منشآت محطات الطاقة، فليس هناك ما يضمن عدم تعرضها للخطر بسبب كارثة ما غير متوقعة.

ويقول ماسودا: ”التعامل الأساسي مع مراحل “الإغلاق والتبريد والاحتواء” لم تتغير. فبدلاً من محاولة بناء محطات تتحمل أي شكل من أشكال الأحداث غير المتوقعة، نحتاج إلى تدريب موظفينا ليكونوا قادرين على تنفيذ هذه الخطوات الثلاث بشكل صحيح حتى نتمكن من اتخاذ التدابير المناسبة.“

وفي الوقت نفسه، فإن التجربة المذلة التي وضعتنا في موقف نسخر فيه من أنفسنا لقلة حيلتنا دفعت موظفي شركة تيبكو في فوكوشيما دايني إلى الحصول على تراخيص استعمال الحفارات والرافعات، ولا تزال المحطة تُجري تدريبات دورية على إزالة الأنقاض.

(النص الأصلي نُشر باللغة اليابانية، والترجمة من اللغة الإنكليزية. تم عمل مقابلة مع ماسودا ناؤهيرو في الخامس من مارس/ آذار 2021، ومع ميشيما تاكاكي وإينوى تاكاهاشي في السادس عشر من سبتمبر/ أيلول 2020. صورة الموضوع: موظفو محطة فوكوشيما دايني يضعون الكابلات لإعادة أنظمة التبريد بعد توقفها عن العمل جراء كارثة التسونامي. الصورة معدلة ومقدمة من شركة تيبكو القابضة. كل الصور بعدسة هاشينو يوكينوري من فريق عمل Nippon.com ما لم يُذكر خلاف ذلك)

الطاقة النووية الطاقة المتجددة فوكوشيما الحكومة اليابانية