رحلة لاكتشاف أسرار القطط اليابانية

ثقافة

عاشق القطط وطبيب العلوم البيطرية إيوازاكي إيجي هو أيضًا محقق في شؤون القطط والفولكلور المرتبط بها. وهو مؤلف كتاب وانيكو نو أشيئاتو أو (تتبع القطط اليابانية)، وهو كتاب يعرف العديد من الأضرحة والمعابد المتعلقة بالقطط في طوكيو. ويتحدث في هذا المقال عن الروابط العميقة بين الناس والقطط في اليابان، كما ورد في الموروث التقليدي عن القطط في جميع أنحاء البلاد.

إيوازاكي إيجي IWAZAKI Eiji

دكتور في العلوم البيطرية. ولد في محافظة غونما عام 1983. عضو التخطيط والتطوير في شركة نيبون بت فوود. وأثناء عمله هناك، درس في قسم علوم الحيوان بجامعة إلينوي وحصل على الدكتوراه من جامعة نيبون للطب البيطري وعلوم الحياة. متخصص في تغذية القطط. يقدم معلومات عن القط الياباني عبر حسابه على تويتر،@Jpn_Cat_Lab. مؤلف كتاب وانيكو نو أشيئاتو أو (تتبع القطط اليابانية).

التاريخ الإمبراطوري للقطط اليابانية

عاش إيوازاكي إيجي حياته كلها حرفيًا مع القطط، التي كانت أسرته تحتفظ بها كحيوانات أليفة من قبل ولادته. ومضى لدراسة تغذية القطط في الجامعة، لكنه بدأ في البحث عن تاريخ استئناسها مدفوعًا باهتمام شخصي بحت بالأمر. وكانت النظرية السائدة عندما بدأ هي أن القطط تم استئناسها لأول مرة في مصر القديمة منذ حوالي 4000 عام، عندما كانت تعتبر مقدسة. ”وبعد ذلك، في عام 2004، تم العثور على عظام قطة صغيرة عمرها 9500 عام في جزيرة قبرص“، كما يقول إيوازاكي. ”تم دفن المخلوق مع إنسان في قبر في أطلال شيلوروكامبوس، لذلك نعتقد الآن أن استئناس القطط المنزلية يعود إلى ما قبل زمن مصر القديمة بوقت طويل“.

وبالنظر إلى اليابان، موطن إيوازاكي، يقول متابًعا حديثه ”كان يُعتقد أن أسلاف القط المنزلي الياباني الشائع، أو إينيكو، قد جاءوا عبر طريق الحرير في وقت ما خلال فترة نارا [710-794] أو أوائل فترة هييان [794-1185]. وتم إحضارهم على متن السفن لحماية اللفائف البوذية من الفئران. وفي عام 2011، على الرغم من ذلك، فإن أطلال كاراكامي في جزيرة إيكي بمحافظة ناغازاكي كانت في فترة يايوي (300 ق.م - 300 م)، عثر بها على عظام تم تحديدها على أنها تنتمي إلى قطة منزلية، هي الأقدم في اليابان. ويبدو أنه تم الاحتفاظ بالقطط كحيوانات أليفة هناك منذ 2000 عام. وأعتقد أن الميزات التي تطورت منذ ذلك الحين، مثل أنماط أصداف السلحفاة أو القطط ذات الذيل القصير، يمكن أن تشير إلى بعض الاختلافات الجينية عن القطط الغربية، وأود دراسة ذلك ومعرفة ما إذا كان يمكن اعتبار وانيكو كسلالة متميزة“.

وكانت القطط المنزلية كحيوانات أليفة لا تزال نادرة في فترة هييان، وكانت في الغالب حيوانات أليفة محببة للإمبراطور والنبلاء. ويوضح إيوازاكي أن ”العائلة الإمبراطورية اليابانية لديها أطول تاريخ ملكي متواصل في العالم، ولكن أيضًا تمتلك أقدم تاريخ في استئناس القطط“. و”يمتلك الأباطرة أنفسهم علاقة عميقة بالقطط شكل خاص. حيث ورد في يوميات الإمبراطور أودا [حكم بين عامي 887-931] وهي جزء من السجل العام، بيانات مفصلة عن القطط. إذ يتحدث عن تلقي قطة سوداء في سن السابعة عشرة من والده، الإمبراطور كوكو، وتكشف كتاباته عن عاطفة عميقة تجاهها. أما الإمبراطور إيتشيجو [حكم بين عامي 980-1011] كان معروفًا أيضًا بحبه للقطط، ويصف كتاب الوسادة الذي كتبه سي شوناغون كيف كان يحب قطه الأليف، حتى أنه منحه مرتبة محكمة خاصة“.

ولم يرد في أبحاثه في تاريخ القطط العديد من الإشارات الأخرى في السجلات الرسمية، ولكن عندما تحول للبحث في كتب التراث، جذبه عمق المعلومات الواردة بها.

كثرة الأساطير المتعلقة بالقطط

”عندما نظرت بالفعل إلى الوثائق القديمة، فوجئت بعدد الأماكن التي ورد بها ذكر أساطير عن القطط. ومع ذلك، فإن الإنترنت مليء بالمعلومات المجتزئة والمغلوطة. وقررت أنني أريد ترك سجل دقيق للأجيال القادمة، ولهذا السبب بدأت جولتي “.

بدأ إيوازاكي زيارة المواقع التاريخية ذات الصلة بالقطط بعد فترة وجيزة من حصوله على الدكتوراه. وأمضى أسبوعًا في التجول في الأضرحة والمعابد ذات الصلة بالقطط التي تعرف عليها من الإنترنت أو من الكتب الإرشادية. ومنذ ذلك الحين، زار 100 موقع من هذا القبيل في جميع أنحاء اليابان.

ويشعر إيوازاكي بالسرور لمناقشة التفاصيل التي كشف عنها. ”محافظة نيغاتا على وجه الخصوص، والتي تضم أكبر عدد من المزارات في اليابان، بها الكثير من التراث الشعبي للقطط. إنها أكبر منتج للأرز في اليابان، لذا قد يكون لخطر الفئران علاقة بهذا الأمر. على سبيل المثال، يُعرف ضريح نانبو جينجا في ناغائوكا أيضًا باسم نيكوماتا غونغين، مع إشارة نيكو في الاسم إلى القطط. يرحب تمثال حجري لقط بالزوار، وعندما كانت زراعة الحرير أكثر شيوعًا، جاء الناس إلى هنا للصلاة من أجل حماية ديدان القز ومحاصيل الأرز من الفئران “. ويوجد في جميع أنحاء اليابان تراث مشابه، لكن بعض المناطق بها تركيز أكبر بكثير من الأخرى.

معبد نانبو في ناغائوكا بمحافظة نيغاتا.
معبد نانبو في ناغائوكا بمحافظة نيغاتا.

”إحدى الأساطير الأكثر شيوعًا في منطقة توهوكو هي أسطورة نيكو دانكا، أو قطة المعبد. وتدور أحداث القصة على النحو التالي، في أحد الأيام كان لدى راهب في معبد فقير قطة. ثم في ذات يوم، اختفت القطة. وجاءت القطة إلى الراهب في المنام وقالت: ليس بعيدًا عن هنا، توجد جنازة في منزل رجل ثري. سوف أتسبب في بعض المشاكل هناك. قل هذه التعويذة، وسوف أتوقف. عندما تفعل ذلك، ستدفع لك عائلة الرجل الغني أجورًا جيدة، وسيزدهر المعبد. “وكما وعدت القطة، أصبحت القوى الروحية للراهب مشهورة، وازدهر المعبد”.

ويشرح إيوازاكي أن مساعدة القطط للبشر هي موضوع شائع في مثل هذه الحكايات. ”محافظة ناغانو بها وفرة من الأساطير المرتبطة بالكارانيكو، أو القطط الصينية. وتلك التي بقيت في المنطقة المحيطة بضريح كارانيكو جينجا مشهورة بشكل خاص. تقول الأسطورة أن شخصًا ما استعار قط كارانيكو لأحد الجيران للتخلص من جرذ وحشي. وكانت القطة كبيرة بما يكفي لمحاربة الجرذ العملاق حتى الموت“.

أساطير ياسابورو القديمة ونيكوماتا

واحدة من أشهر الأرواح في نيغاتا هي ياسابورو با، أو ياسابورو المرأة العجوز، وهي شيطان آكل للإنسان اتخذ شكل امرأة عجوز. ”في منطقة توهوكو، كان الناس منذ فترة طويلة يحاولون تخويف أطفالهم حتى يتصرفوا بقصص يوكي أونّا، أو“ امرأة الثلج ”التي تأتي لأخذ الأطفال الذين يصدرون ضوضاء في الليل، ولكن في نيغاتا كانت التهديدات تدور حول ياسابورو با بدلًا من ذلك “. وتقول الأساطير أن ياسابورو با كانت أم حداد رئيسي كان يعمل في ضريح ياهيكو في شمال نيغاتا، ولكن عندما خسر ابنها منافسة مع نجار، حوّلها غضبها إلى شيطان.

تربط أسطورة أخرى هذا الشيطان الوحشي بالإلهة ميوتارا تين، التي يتم تكريمها في المعبد القريب هوكوئين. وتروي القصة أنه كانت هناك امرأة عجوز في جزيرة سادو تحب القطط. وذات يوم، عندما كانت تتدحرج على الرمال وتلعب مع قطة، تحولت إلى باكينيكو، أو وحش في هيئة قطة، وتوجهت نحو جبل ياهيكو. وعندما وصلت إلى هناك، جلبت الدمار للقرويين الذين حاولوا قتلها. وفي النهاية، بدأ الناس يعبدون المرأة العجوز باسم ميوتارا تين لأنه يمكن نطق الحرف الذي يعني قطة ميو أيضًا. ويلاحظ إيوازاكي، ”هذا ليس تقليدًا رسميًا، على الرغم من ذلك، وعبادة ميوتارا تين في معبد هوكوئين ليس لها علاقة بالقطط“.

وهناك بعض الأساطير المدعومة بالسجلات الرسمية. ”في قرية ناكانوماتا بمحافظة نيغاتا، هناك قصة شهيرة عن قروي قوي، أوشيكي كيتشيجورو، الذي كان قادرًا على هزيمة قطط يوكاي أو وحوش في هيئة قطط تسمى نيكوماتا. وفي الواقع، تصف وثيقة رسمية من عام 1683 الإبادة، ذاكرة أن القطة الواحدة تضاهي حجم العجل، وتم الاحتفاظ بالسيف الذي استخدمه أوشيكي في متحف محلي.

شهد مهرجان ربيع قرية ناكانوماتا في مايو/ أيار عام 2012 إعادة تمثيل لهزيمة نيكوماتو، وأقيم العرض عدة مرات منذ ذلك الحين. (الصورة مقدمة من نادي مشجعي كاميئيتشيغو يامازاتو).
شهد مهرجان ربيع قرية ناكانوماتا في مايو/ أيار عام 2012 إعادة تمثيل لهزيمة نيكوماتو، وأقيم العرض عدة مرات منذ ذلك الحين. (الصورة مقدمة من نادي مشجعي كاميئيتشيغو يامازاتو).

ويقول إيوازاكي إن هذه القصة قد تكون مرتبطة أيضًا بأسطورة نيكوماتا تُروى في المنطقة المحيطة بجبل فوجي. ”هناك أسطورة مرتبطة بجبل نيكوماتا في وادي كوروبي بمحافظة توياما. فوجي غونغن، وهو مظهر من مظاهر بوذا كإله شنتو، أصبح غاضبًا من نيكوماتا وأخرجه من جبل فوجي، لذلك جاء للعيش على جبل نيكوماتا. وبدأ يسبب المتاعب، حتى أقدم على أكل السكان المحليين. وتقول القصة أن مجموعة من الصيادين حاصروا مخبأ القط على الجبل وحاولوا القضاء عليه، لكنه استطاع الهرب منهم بطريقة ما. ويمكن أن تكون هذه النيكوماتا قد هربت إلى نيغاتا وبدأت في أكل الناس في ناكانوماتا حتى هزمها أوشيكي. وكلما تعمقت في البحث، وجدت روابط أكثر بين القصص التي يتم سردها في كل منطقة. ولا يزال البحث لم ينته بعد، لكني أحب إثارة كشف الألغاز الحقيقية “.

قطط عصر إيدو

يبدو أن أساطير القطط منقسمة بين أولئك الذين يساعدون ويعيدون الخدمات لأصحابها مثل نيكو دانكا، والوحوش مثل نيكوماتا التي تهاجم الناس. كانت فكرة القطط الوحشية شائعة بشكل خاص في عصر إيدو (1603-1868). ”هناك أشياء يمكن أن نستنتجها من الأدلة الغذائية“، كما يعتقد إيوازاكي. تتطلب القطط تناول سعرات حرارية يومية تعادل حوالي عشرة فئران. كما تحتاج القطط إلى الكثير من البروتين وتشعر سريعًا بالجوع. وإذا جاعت بدرجة كافية، فسوف تقدم على أكل أي نوع من اللحوم. وفي عصر ما قبل الحداثة، ربما كان الناس خائفين بعد مشاهدة قطط تتضور جوعًا تأكل جثثًا بشرية، وربما كان هذا هو أصل أساطير القطط الوحشية ”.

تميمة على شكل قطة توزع في ضريح بانداي في محافظة فوكوشيما خلال ذروة تحضير الحرير.
تميمة على شكل قطة توزع في ضريح بانداي في محافظة فوكوشيما خلال ذروة تحضير الحرير.

وهناك طرق أخرى لظهور أساطير القطط الشيطانية. نظرًا لأن القطط حيوانات آكلة للحوم بشكل طبيعي، فهي ليست مغرمة بشكل خاص بالنشويات مثل الأرز، الذي كان الطعام الأساسي التقليدي في الأيام التي كان فيها تناول اللحوم أمرًا مستهجنًا لأسباب دينية. ”في فترة إيدو، كان الناس يستخدمون زيت السمك في الفوانيس، ومن المحتمل أن تكون رؤية القطط وهي تقف على أرجلها الخلفية في الظلام وهي تلعق الزيت من الفوانيس قد تسبب في إثارة بعض الخوف أيضًا“.

كما كان هناك وقت خلال فترة إيدو أصبحت فيه القطط ذات قيمة كبيرة. ”في المناطق ذات مزارع الحرير المزدهرة، تم تداول القطط كأدوات قيمة للحفاظ على ديدان القز في مأمن من الفئران. هناك سجلات تُظهر أن الحصان كان يساوي واحدًا من العملات الذهبية القياسية، بينما كانت القطط تساوي في بعض الأحيان 5 عملات“.

وأصبحت تماثيل مانيكي نيكو (أو قطط جلب الحظ) وكفوفها المرفوعة لجذب الناس وتحقيق الازدهار للأعمال التجارية لأول مرة شائعة خلال فترة إيدو أيضًا، ولكن لا يوجد تفسير واحد محدد لأصلها.

غلاف الكتاب عبارة عن صورة لقطة الحظ في معبد غوتوكوجي.
غلاف الكتاب عبارة عن صورة لقطة الحظ في معبد غوتوكوجي.

يشتهر معبد غوتوكوجي، وهو معبد في حي سيتاغايا بطوكيو، بصلته بتقليد مانيكي نيكو. وكان ذات يوم معبدًا فقيرًا يُعرف باسم كوتوكوئين. ثم، منذ فترة طويلة، وجه قط الراهب الأساسي بالمعبد الراهب إئي ناووتاكا، وهو إقطاعي مهم من شوغون توكوغاوا، وجذبه هو وحزبه من الصقور إلى المعبد. وبعد فترة وجيزة، ضربت عاصفة رعدية عنيفة. وشعر إئي بالسرور لتجنب الكارثة، كما وجد إلهامًا في خطبة الراهب في دارما. وتبنى المعبد لعائلته، ليزدهر تحت رعايته. ويوجد في المعبد اليوم قاعة تسمى شوفوكودين حيث يقدم المصلون تماثيل قرابين في هيئة مانيكي نيكو المبتسمة، والتي يمكن رؤيتها هناك بأعداد كبيرة.

كما يعد ضريح إيمادو في حي تايتو، بالعاصمة طوكيو، مزارًا شهيرًا للحصول على بركات الزواج، ويعرف أيضًا باسم ضريح مانيكي نيكو، مع وجود مجموعة من التماثيل الكبيرة منها أمام القاعة الرئيسية. وبينما لا يعد هذا الضريح أصل الشخصيات، إلا أنه موطن أدوات إيمادوا المتخصصة المحلية. وتعتبر تماثيل إيمادوا ماروشيمينيكو، التي أصبحت شائعة في نهاية فترة إيدو، نوعًا من نموذج أولي لمانيكي نيكو.

مانيكي نيكو العملاق لضريح إيمادو (يسار)، وماروشيمينيكو (يمين).
مانيكي نيكو العملاق لضريح إيمادو (يسار)، وماروشيمينيكو (يمين).

هناك نظرية تقول أن مانيكينيكو نشأ من أوسوغومو دايو، إحدى محظيات أويران من حي يوشيوارا القديم، التي قامت قطتها الحبيبة بحمايتها من ثعبان عملاق. ويقول إيوازاكي: ”هناك علاقة قوية بين البغايا والقطط، مع وجود العديد من القصص عن القطط التي فتنت بها النساء الجميلات وكيف أظهرن ولاءهن“.

لماذا يتزين الكثير من مانيكينيكو الياقات الحمراء؟ يشرح إيوازاكي الأمر قائلًا، ”هناك مقطع في كتاب الوسادة يصف قطة بعلامة بيضاء على الطوق الأحمر خلفها بأنها شيء ساحر. وغالبًا ما ظهر تصوير النساء الجميلات في فترة إيدو مع قطة سوداء وأخرى بيضاء ترتديان طوقًا أحمر، استنادًا إلى قصة الأميرة الثالثة من حكاية جينجي. وهذه هي جذور الياقات الحمراء التي لا تزال ظاهرة على تماثيل مانيكينيكو “.

تقاليد زائلة

تم استخدام رابطة العنق هذه أيضًا لمنع القطط من الجري. ”في فترة هييان، كانت القطط مخلوقات ثمينة لا يستطيع الاحتفاظ بها إلا النبلاء، ولذلك تم تقييدهم في كثير من الأحيان لمنعهم من الهروب. وتم الحفاظ على ممارسة ربط القطط من قبل محبي القطط في فترة إيدو “. وظلت العادة ثابتة حتى حوالي القرن السادس عشر. وينطوي ذلك على مرسوم 1602 الصادر عن ممثل إمبراطوري في كيوتو يطالب بالسماح للقطط بالتجول بحرية. ومع نمو كيوتو لتصبح مدينة أكبر، أصبحت الفئران خطرًا أكبر من أي وقت مضى، وكان الهدف من المرسوم المساعدة في تقليل الضرر. ومع ذلك، نظرًا لأن القطط كانت لا تزال حيوانًا أليفًا شهيرًا ومكلفًا، فقد خشي أصحابها من السرقة، لذلك استمر الناس في تقييدهم. وفي عام 1685، أصدر تسونايوشي، خامس شوغون توكوغاوا، مرسومًا بالتعاطف مع الكائنات الحية يحظر ممارسة ربط القطط والكلاب، مما أدى إلى تحرير القطط الأليفة من الأطواق.

وفي الوقت الحاضر، يتم الاحتفاظ بمعظم القطط في الداخل بشكل صارم، بالطبع. و”مع انخفاض مخاطر الإصابة بالأمراض وحوادث المرور، يزداد متوسط ​​العمر المتوقع للقطط. ولكن هذا لا يعني أن حياتها سعيدة بالضرورة. القطط الحديثة عرضة للإصابة بحصوات المسالك البولية والتهابات المثانة، والتي تظهر الأبحاث الحديثة أنها قد تكون مرتبطة بالإجهاد. كما أن السمنة لدى القطط آخذة في الازدياد. وأظهر مسح تم إجراؤه جنبًا إلى جنب مع تطوير مؤشر كتلة جسم القطط أن حوالي نصف القطط في اليابان تعاني من زيادة الوزن. ومع تزايد عدد الأشخاص الذين يلجأون إلى الحيوانات الأليفة من أجل الراحة أثناء جائحة كورونا، يرتفع سعر القطط بشكل كبير، تمامًا كما حدث خلال فترة إيدو. ويوجد لدي مشاعر مختلطة بخصوص ذلك“.

وعلى الرغم من أنه يأمل أن تجد القطط التي تعيش اليوم حياة أكثر سعادة، إلا أنه يريد المساعدة في الحفاظ على تقاليد وانيكو. ”دمرت الحرب والكوارث العديد من السجلات القديمة، ولم يتبق سوى عدد أقل من الأشخاص الذين يمكنهم سرد القصص القديمة. لذا أود أن أنشر معلومات عن وانيكو في الخارج أيضًا، ولذا أريد أن أنشر ترجمة إنجليزية لكتابي وانيكو نو أشيئاتو أو (تتبع القطط اليابانية)، الذي يتتبع أساطير القطط في طوكيو. وأود أيضًا أن أجمع العديد من قصص القطط في جميع المحافظات البالغ عددها 47 في كتاب جديد. وتعاني الأضرحة والمعابد من الجائحة كذلك، لكنني آمل أن يساعد استخدام تقاليد القطط هذه على التعافي“.

(نشر النص الأصلي باللغة اليابانية. الترجمة من الإنكليزية. استنادًا إلى مقابلة أجراها إيتاكورا كيمي منNippon.com . صورة العنوان: تمثال قطة حجرية يحيي زوار نانبو جينجا في ناغائوكا بمحافظة نيغاتا، التي يطلق عليها كذلك نيكوماتا غونغين. جميع الصور الفوتوغرافية مقدمة من إيوازاكي إيجي باستثناء ما تم ذكره)

التاريخ القطط مانيكي نيكو