الرسوم التصويرية لنساء عصر إيدو

تاريخ اليابان

تتضمن الرسومات العديدة التي رسمها كيتاغاوا موريسادا لحياة المدينة في اليابان في القرن التاسع عشر عددًا من الصور لنساء إيدو (طوكيو حاليًا).

الإعجاب برسوم أوكيو إي

يبدو أن كيتاغاوا موريسادا، وهو مؤرخ غزير الإنتاج ورسام لمشاهد من اليابان في القرن التاسع عشر، قد استوحى الإلهام من فن أوكيو إي. واسمه المستعار كيتاغاوا (يكتب 喜田川) له نفس نطق اللقب كيتاغاوا (北川) الذي استعاره من عائلة تاجر سكر التي تبنته، ولكن اختياره لأحرف الكانجي هذه لكتابة اسمه بهذه الطريقة قد يشير أيضًا إلى كتابة لقب فنان الأوكيو إي الشهير كيتاغاوا أوتامارو الذي يكتب بنفس الطريقة (喜田川).

يشعر المرء بالإعجاب بالفنانين أو حتى بالرغبة في أن يكون فنانًا مثلهم. ولكن مع الانهماك في العمل، يتخلى المرء عن مثل هذه الأحلام، ويكتفي بدلاً من ذلك في الكتابة والرسم في أي لحظات فراغ يمكن أن يجدها. ليس من الصعب إذا تخيل هذا الوضع.

تُظهر الصور أدناه كذلك تأثير أوكيو إي. وعلى الرغم من أن رسوم موريسادا ليست ملونة، إلا أن الإلهام الذي استوحاه من أوكيو إي واضح بالنظر.

 كوماغاتا نو أساغيري (ضباب الصباح في كوماغاتا) رسم أوتاغاوا كونييوشي (1847).
 كوماغاتا نو أساغيري (ضباب الصباح في كوماغاتا) رسم أوتاغاوا كونييوشي (1847).

صورة لشابة رسمها موريسادا. من مجموعة موريسادا مانكو (الرسوم التصويرية لموريسادا).
صورة لشابة رسمها موريسادا. من مجموعة موريسادا مانكو (الرسوم التصويرية لموريسادا).

في الوقت الذي كان يكتب فيه موريسادا، أي حوالي منتصف القرن التاسع عشر، كان يُطلق على النساء الجميلات اسم أدا نو أونّا، وكلمة تحمل إيحاءات من الجاذبية الحسية والإغراء. ويلاحظ أن الكلمة يمكن أن تنطبق على النساء من جميع الطبقات، طالما أنهن لسن مبتذلات.

وبالمناسبة، ولدت جدتي في أوائل القرن العشرين ونشأت في موكوجيما، في طوكيو. وعندما كنت صغيرًا، وكنا نتجول في هذا الحي معًا، غالبًا ما كنا نصادف في طريقنا نساء ترتدين ملابس يابانية تقليدية. وأتذكر أن جدتي كانت تهمس، ”أدا دا ني“، أو جميلات هن أليس كذلك؟ والآن أعلم أنها كانت تعلق على مظهرهن الحسي.

نساء إيدو

يبدو أن موريسادا قد انجذب بشكل خاص إلى أدا نو أونّا في مدينة إيدو وقتها. فقد رسم العديد من الرسومات التصويرية لهن. والجدير بالذكر أن هناك صورًا عديدة لنساء تشونين (أو النساء العاديات).

يُظهر الرسمان التاليان شابة ترتدي ملابس غير رسمية وامرأة متزوجة أكبر سنًا.

الزي اليومي لامراءة شابة. مجموعة موريسادا مانكو (الرسوم التصويرية لموريسادا).
الزي اليومي لامراءة شابة. مجموعة موريسادا مانكو (الرسوم التصويرية لموريسادا).

زي امرأة متزوجة. من مجموعة موريسادا مانكو (الرسوم التصويرية لموريسادا).
زي امرأة متزوجة. من مجموعة موريسادا مانكو (الرسوم التصويرية لموريسادا).

وترتدي المرأة الشابة كيمونو مع أوبي من الساتان الأسود، وبطانة من الحرير الأرجواني. وكانت هذه الأحزمة للاستخدام على الوجهين تُعرف على ما يبدو باسم كوجيرا (الحوت) أوبي في إيدو، لتشابهها مع جلد الحوت ولحومه. وكان هذا عنصرًا قياسيًا من الملابس للشابات في عصر موريسادا.

بينما ترتدي المرأة الأكبر سناً كيمونو مصنوع من القطن أو ميسين و هو قماش منسوج باستخدام خيوط مغزولة من خيط الحرير. وفوق ذلك، ارتدت معطفًا قصيرًا من الحرير، وهو ما يرجعه موريسادا لكونها لن ترتدي ملابس داخلية، حتى في فصل الشتاء.

وترتدي المرأة التي في الصورة حزام أوبي خاص بالرجال. ويلاحظ موريسادا أن هذا نادر. وقد تستعير النساء اللواتي جاهدن لتوفير المصاريف المنزلية أحزمة أزواجهن. وينقل هذا الرسم إحساسًا بالتوفير.

الرسوم التصويرية حميمة

في المنزل، قد ترتدي النساء كيمونو قديمًا مصنوعًا من القطن أو تاما تسوموجي (قماش حريري منسوج من الحرير المزدوج)، لكن موريسادا كتب أنهن تغيرن ملابسهن للخروج في جوار منطقة سكنهن أو إلى السينتو (الحمام) المحلي. وهذا هو ما يناظر اليوم استرخاء المرء في منزل مرتديًا بدلة رياضية بالية، ولكنه يقوم بتغيير ملبسه وارتداء الجينز والقميص لإخراج القمامة. وعلى الرغم من أن هؤلاء النساء من إيدو كان لديهن القليل من المال لتوفيره، إلا أنهن من بالاهتمام بمظهرهن.

امرأة متزوجة في ايدو. من مجموعة موريسادا مانكو (الرسوم التصويرية لموريسادا).
امرأة متزوجة في ايدو. من مجموعة موريسادا مانكو (الرسوم التصويرية لموريسادا).

ولا يتساءل المرء كيف تمكن موريسادا من إنجاز مثل هذه الرسومات الحميمية لحياة نساء إيدو. فقد كان كل من مكان إقامته وعمله في أوساكا، حيث كان يعمل تاجر سكر. ولم يكتب أبدًا عن عائلته، لكن يبدو أنه كان لديه زوجة وأطفالًا على الأرجح. ومع ذلك، ففي رحلاته المتكررة إلى إيدو، تمكن من رسم النساء في مشاهد منزلية.

وعلى سبيل المثال، تُظهر الصورة أدناه امرأة قد انتهت للتو من الاستحمام.

رسم لامرأة بشعر مغسول للتو. من مجموعة موريسادا مانكو (الرسوم التصويرية لموريسادا).
رسم لامرأة بشعر مغسول للتو. من مجموعة موريسادا مانكو (الرسوم التصويرية لموريسادا).

وتبدو هذه الرسومات جنسية أكثر من مجرد حسية. كما يقدم موريسادا من خلال رسوماته، سرد التفاصيل التي تفيد بأن النساء يغسلن شعرهن مرة أو مرتين شهريًا وأنه في السنوات الأخيرة، لم يعدن يستخدمن الزيت العطري. ومن المحتمل أنه لم يكن أبدًا ليتمكن من إنجاز مثل هذه الرسومات، دون أن يكون بصحبة امرأة. وفي عصر لا توجد فيه رحلات بالسكك الحديدية، لا بد أن السفر من أوساكا إلى إيدو في شرق اليابان، كان أمرًا مرهقًا جسديًا. ومع ذلك، فربما استمتع موريسادا بحياته الفردية في إيدو.

(نشر النص الأصلي باللغة اليابانية في 27 مارس/ آذار 2021. الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: امرأة من إيدو. من مجموعة موريسادا مانكو (الرسوم التصويرية لموريسادا).

ميجي إيدو التراث الثقافي التاريخ الياباني