العودة الدرامية للمعجزة اليابانية إيكي ريكاكو بعد الانتصار على السرطان

طوكيو 2020

في بطولة اليابان للسباحة التي أقيمت في الفترة من الثالث وحتى العاشر من شهر أبريل/نيسان، فازت بجميع المسابقات الأربع التي شاركت فيها. حيث تعافت إيكي ريكاكو (20 عاما) من سرطان الدم وحجزت مقعدها كممثلة لليابان في دورة طوكيو للألعاب الأولمبية، مما أثار إعجاب الجميع في كل أنحاء اليابان. وكانت المشاعر الصادقة التي علقتها على السباحة والتي استمرت بممارستها دون انقطاع منذ فترة الطفولة هي ما دعم عودتها الدرامية بعد صراعها الطويل مع المرض.

في الرابع من شهر أبريل/نيسان أُقيمت مسابقات اليوم الثاني لبطولة اليابان للسباحة. وقامت إيكي ريكاكو التي فازت في أول مشاركة في سباق 100 متر فراشة بذرف الدموع بعد تأكدها من الزمن الذي حققته، ولم تستطع الخروج من المسبح لفترة.

ولم تتوقف دموعها حتى بعد خروجها من المسبح.

”أشعر بسعادة غامرة الآن“.

فبعد صراعها الطويل مع سرطان الدم، كان هناك وقت اعتقدت فيه أن الطريق ما زال طويلا حتى للعودة إلى البطولة.

وذلك نفس الشيء بالنسبة للكثير من اليابانيين. فقد كان فوزها مفاجئا لأي شخص، وكانت نتيجتها تستحق الثناء، بعد أن شعر الكثير من المواطنين بالحزن عليها. وبالإضافة إلى ذلك، فإنها بهذه النتيجة تكون قد حجزت مقعدها كممثلة لليابان في دورة طوكيو للألعاب الأولمبية.

لقد مر ما يقرب من عامين منذ أن تم الإعلان عن مرضها. لذلك لم يكن عدم توقفها عن البكاء شيئا مفاجئا، وكان مظهرها ذلك وكأنه يرمز إلى الخطوات التي قامت باتباعها حتى الآن.

إيكي وهي تسبح بقوة في نهائي سباق 100 متر فراشة للسيدات والذي كان أول سباق في بطولة اليابان. 4 أبريل/ نيسان جيجي برس.
إيكي وهي تسبح بقوة في نهائي سباق 100 متر فراشة للسيدات والذي كان أول سباق في بطولة اليابان. 4 أبريل/ نيسان جيجي برس.

بدأت مسيرة إيكي في السباحة والتي اكتسبت خلالها شهرة واسعة النطاق تجاوزت عالم السباحة، وحققت نتائج مبهرة حتى يومنا هذا عندما كانت في سن الثالثة.

”كان أخي الكبير وأختي الكبيرة يمارسان السباحة، لذلك قلت أنا أيضا أريد أن أمارسها وبدأتها. ولكن لا أتذكر ما هو الشيء الذي جذبني إليها...“

ويقال إنها كانت تحب تحريك جسمها منذ فترة الطفولة، ولا يقتصر الأمر على السباحة.

وقامت عائلتها بدعمها أيضا. فعلى سبيل المثال، طلبت عائلتها من النجار تعليق قضيب في داخل البيت حتى تتمكن من اللعب به.

”كنت أتعلق بالقضيب بيدي وأتدلى منه. ولم يجعلني أي أحد أقوم بذلك، بل أردت أن أقوم به بنفسي، أو قمت به بشكل لا إرادي“

وبالإضافة إلى ذلك تم تثبيت سلم أفقي أيضا. وكانت تستخدمه كل يوم وتقوم بتحريك جسمها.

وما لبثت أن برزت كسباحة، وشاركت في البطولات الوطنية منذ المدرسة الإعدادية. وعندما كانت في السنة الثالثة من المدرسة الإعدادية، حققت نتائج جيدة في بطولة اليابان وتم اختيارها كعضوة في فريق التتابع للمشاركة في بطولة العالم.

أثر المشاركة في السباقات السبعة في دورة ألعاب ريو دي جانيرو الأولمبية

أصبح اسمها معروفا على نطاق واسع حتى خارج عالم السباحة عندما التحقت بالمدرسة الثانوية في عام 2016. لقد كانت تلك الصدمة كبيرة.

ففي نفس العام، شاركت في سباقات متعددة مثل سباق الفراشة وسباق السباحة الحرة في بطولة اليابان والتي كانت أيضا بمثابة اختيار للمشاركين في دورة ألعاب ريو دي جانيرو الأولمبية. وسجلت أرقاما جيدة بشكل متكرر حيث حطمت الرقم القياسي للمدارس الثانوية سبع مرات، والرقم القياسي لليابان مرة واحدة، وتم اختيارها كممثلة لليابان في أربع سباقات.

وبالإضافة إلى ذلك، تم تقييم في البطولة التي أقيمت خلال شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران بدرجة مرتفعة، وتقررت مشاركتها في الألعاب الأولمبية في سبعة أنواع من السباحة. وهذا هو أعلى رقم في تاريخ السباحة اليابانية.

وفي ريو دي جانيرو سبحت حتى النهاية في اثني عشر سباقا ضمن سبعة أنواع من السباحة، بما فيها مرحلة التصفيات، ونصف النهائي، والنهائي. وفي سباق 100 متر فراشة الذي تجيده من بين تلك السباقات، حطمت الرقم القياسي الياباني في مرحلة التصفيات، وسجلت رقما قياسيا جديدا في نصف النهائي والنهائي أيضا. وفازت بالمركز الخامس (في يوم السباق كانت في المركز السادس، ولكن صعدت إلى المركز الخامس بعد اكتشاف مخالفة تعاطي المنشطات لإحدى السباحات في المراكز العليا).

لم يتم تتويجها بأي ميدالية، ولكن تم تسليط الضوء عليها بشكل مماثل للحاصلين على ميداليات. ويعود السبب في ذلك إلى أن الجميع شعروا أن إيكي التي كانت تبلغ من العمر ستة عشر عاما فقط، كان لديها ”موهبة لا مثيل لها حتى الآن“.

وكان هناك في الماضي أيضا لاعبين ينشطون بشكل مذهل من منتصف العقد الثاني من العمر تقريبا. ولكن كانوا في سباحة الصدر وسباحة الظهر، بالمقابل، كان يقال إن سباحة الفراشة والسباحة الحرة اللتين تمارسهما إيكي بشكل رئيسي من الصعب على اللاعبين اليابانيين أن ينافسوا بهما في العالم. لذلك فقد انصبت عليها الآمال بعد أن أظهرت إمكانية المنافسة جنبا إلى جنب مع العالم.

وعلاوة على ذلك، فكما ترمز أنواع السباحة السبعة في ريو دي جانيرو، فإن قدرتها على السباحة في سباقات متعددة في نفس البطولة أبرزت موهبة إيكي.

في الدول الأجنبية، يظهر من حين لآخر نجوم بارزون يشاركون في السباقات بشكل يومي، ويسبحون في أنواع مختلفة من السباقات على فترات من عشرات الدقائق، ويصعدون بسهولة إلى منصة التتويج. ولكن بالمقابل لم يكن قد ظهر مثل أولئك اللاعبين في اليابان بعد.

من المؤكد أنها ستعيد كتابة تاريخ السباحة اليابانية. ولأنها لاعبة تتمتع بمثل تلك الإمكانيات، فقد انصبت عليها آمال المواطنين الكبيرة.

الفوز بالمركز الخامس في دورة ألعاب ريو دي جانيرو الأولمبية في سباق 100 متر فراشة الذي تجيده. بالإضافة إلى ذلك، شاركت في سبعة أنواع من السباحة وأظهرت موهبتها. 7 أغسطس/ آب جيجي برس.
الفوز بالمركز الخامس في دورة ألعاب ريو دي جانيرو الأولمبية في سباق 100 متر فراشة الذي تجيده. بالإضافة إلى ذلك، شاركت في سبعة أنواع من السباحة وأظهرت موهبتها. 7 أغسطس/ آب جيجي برس.

وبعد ذلك أيضا أظهرت نموا كما هو متوقع.

حيث شاركت في خمسة أنواع من السباحة في بطولة اليابان لعام 2017 هي سباقات 50 متر و100 متر و200 متر حرة، وسباقات 50 متر و100 متر فراشة. وخلال أربعة أيام سبحت في 10 سباقات وفازت بها جميعا. وحصلت على خمس ميداليات لأول مرة في تاريخ البطولة.

وفي عام 2018 شاركت في سباقات 50 متر و100 متر حرة، وسباقات 50 متر و100 متر فراشة، وسباق 400 متر حرة تتابع، وسباق 400 متر تتابع متنوع، وفازت بها جميعا. وحصلت على ست ميداليات لأول مرة في تاريخ اليابان، وحصلت على جائزة أفضل لاعب في البطولة. وحتى في الممر المائي الطويل (مسبح بطول 50 مترا) فقط حيث تقام الألعاب الأولمبية، فمن المدهش أنها حطمت الرقم القياسي الياباني 28 مرة في مختلف سباقات السباحة الحرة والفراشة حتى ذلك العام.

ربما مُنحت أيضا قدرة جسدية. ولكن ما حقق نمو إيكي قبل أي شيء كان حبها للسباحة لدرجة طغت على الأشياء الأخرى. فقد كانت تحب السباقات منذ نعومة أظفارها.

وهذا ما تقوله قصة عام 2016.

ففي نفس اليوم الذي عادت فيه إلى اليابان بعد مشاركتها في دورة ألعاب ريو دي جانيرو الأولمبية، توجهت إيكي مباشرة من مطار هانيدا إلى هيروشيما. وفي اليوم التالي شاركت في البطولة الوطنية للمدارس الثانوية، وبعد ذلك أيضا واصلت مشاركتها في أولمبيات الناشئين وفي البطولات الوطنية، بشكل أسبوعي. ومهما كانت الألعاب الرياضية فإنها تحتاج إلى الاستراحة بعد المشاركة في البطولات الكبيرة. وكان الجدول مزدحم للغاية لدرجة أنه قيل إنه ”مستحيل“.

وعندما عرفت ذلك البرنامج، سألتها ”ألا تتعبين؟“، فأجابت إيكي قائلة:

”الشعور بالتعب أو أنني متعبة جدا... بعد انتهاء السباق مباشرة أقول لقد تعبت، ولكن بعد انتهاء المباريات لا تخرج مني كلمة التعب. فما زال أمامي الكثير وأتطلع إليه بفارغ الصبر في الحقيقة. إنني أتطلع إلى ذلك في الحقيقة بعد أن أعود من المشاركة في البطولات“

وتتحدث إيكي التي يمكن القول إنه ”لا مثيل لها“ من نواحٍ مختلفة بعد نهاية عام 2018 الذي كان مليئا بالنجاحات وبداية العام الجديد بفترة وجيزة حول تطلعاتها المستقبلية قائلة:

”أتطلع بفارغ الصبر إلى العام 2019، لأنني سأصبح طالبة جامعية.

وبالطبع كانت تضع نصب عينيها دورة ألعاب طوكيو الأولمبية القادمة في عام 2020.

مرض خبيث أصابها في ذروة تألقها

تمت إقامة معسكر تدريبي في أستراليا من يوم الثامن عشر من شهر يناير/كانون الثاني استعدادا لبداية الموسم. وحدثت التغيرات أثناء ذلك.

وفي يوم السابع من شهر فبراير/شباط تم الإعلان عن إنهاء البرنامج وعودتها إلى اليابان بسبب سوء حالتها الصحية، وفي يوم الثاني عشر من نفس الشهر أعلنت على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها عن تشخيصها بمرض سرطان الدم. وقامت بإلغاء جميع البطولات التي كان من المخطط أن تشارك فيها، وقررت التركيز على العلاج الطبي.

ولأن وجود إيكي كان معروفا في عالم السباحة حتى في الدول الأجنبية على أنها ”لاعبة لديها القدرة على لعب دور في المستقبل”، فقد تم بث الأخبار الصادمة على نطاق واسع، ليس فقط في اليابان، ولكن أيضا في جميع أنحاء العالم.

لقد كانت إقامتها في المستشفى طويلة. وكما قالت لاحقا بأن ”بقائها على قيد الحياة معجزة“، فقد خرجت من المستشفى في شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2019 بعد صراع لم يكن سهلا مع المرض.

وقامت إيكي التي أعلنت عن نيتها التخلي عن المشاركة في دورة ألعاب طوكيو الأولمبية باستئناف التدريب بحذر، مع السعي للمشاركة في دورة ألعاب باريس الأولمبية في عام 2024. وفي يوم التاسع والعشرين من شهر أغسطس/آب من عام 2020، عادت إلى السباحة في ”بطولة محافظة طوكيو الخاصة للسباحة“. وكان ذلك السباق بعد 594 يوما من التوقف.

وبعد ذلك عملت على التدريب بشكل حثيث بهدف استعادة قدرتها على السباحة من الصفر من خلال مواصلة التدريب على القفز في المسبح بشكل يومي، مع قيامها بالمشاركة بعدة بطولات. وكان ما استقبلته بعد العودة إلى المشاركة في السباقات بحوالي سبعة أشهر هو بطولة اليابان. حيث حققت الفوز في سباق 100 متر فراشة الأول، وحجزت مقعدها في دورة ألعاب طوكيو الأولمبية.

ولكن لم تقتصر نتائج إيكي على ذلك. فبعد الانتهاء من البطولة كانت قد حققت الفوز في جميع السباقات الأربعة التي شاركت فيها وهي 100 متر فراشة، 100 متر حرة، 50 متر فراشة، 50 متر حرة. وبالإضافة إلى سباق 400 متر تتابع متنوع، فقد حجزت بطاقة تمثيل اليابان حتى في سباق 400 متر تتابع.

وبعد نهائي سباق 50 متر حرة الأخير كانت مبتسمة.

”لقد كنت أعتقد أن هذه آخر سنة أخسر فيها في اليابان، ولكنني حققت نتائج أكثر مما كنت أتوقع، لذلك أريد أن أثني على نفسي“.

حققت إيكي الفوز في سباق 100 متر فراشة في بطولة اليابان، وحصلت على البطاقة الأولى للمشاركة في دورة ألعاب طوكيو الأولمبية. 4 أبرسل/ نيسان 2021 جيجي برس.
حققت إيكي الفوز في سباق 100 متر فراشة في بطولة اليابان، وحصلت على البطاقة الأولى للمشاركة في دورة ألعاب طوكيو الأولمبية. 4 أبرسل/ نيسان 2021 جيجي برس.

أفكر مرة أخرى بعد إلقاء نظرة على طريق الصعاب الذي سارت فيه منذ اكتشاف المرض وحتى اليوم حول الشيء الذي قادها إلى العودة الدرامية التي أُطلق عليها اسم ”المعجزة“ في وسائل الإعلام في داخل وخارج اليابان.

وإذا كنت أجرؤ على ذكر شيء واحد، فإن المفتاح هو الكلمات التالية. وهي كلمات سمعتها بعد انتهاء دورة ألعاب ريو دي جانيرو الأولمبية في عام 2016.

”يوجد أمور صعبة للغاية. ولكن يوجد أمور كثيرة أشعر فيها بأنني سعيدة، وأشعر أنني موجودة لأن السباحة موجودة“

فهي تحب أن تسبح. ولا يمكن إبعادها عن السباحة حتى لو حاولت إبعاد نفسها عنها. والمكان الذي يجب أن تعود إليه من أجل أن تجد ذاتها هو المسبح...هو السباق.

وأعتقد أن تلك الروح هي التي قادتها إلى العودة الدرامية التي أثارت إعجاب الكثير من الناس.

وبقي حوالي ثلاثة أشهر على إقامة دورة ألعاب طوكيو الأولمبية إذا تمت إقامتها كما هو مخطط. وأتطلع لمشاهدة المزيد من تعافي إيكي، لا بل إلى تطورها.

 إيكي وهي فرحة بتحقيق الفوز حتى في سباق 50 متر حرة، وحصولها على أربع ميداليات. 10 أبريل/ نيسان جيجي برس.
إيكي وهي فرحة بتحقيق الفوز حتى في سباق 50 متر حرة، وحصولها على أربع ميداليات. 10 أبريل/ نيسان جيجي برس.

(النص الأصلي باللغة اليابانية، صورة العنوان الرئيسي: إيكي وهي تبكي بعد تحقيقها الفوز في سباق 100 متر فراشة في بطولة اليابان للسيدات بتاريخ 4 أبريل/ نيسان 2021 . فرانس برس/ جيجي برس)

الرياضة الطب الطب التجديدي السرطان رياضيون يسعون وراء الذهب في أولمبياد طوكيو