الذكرى الـ 40 للاحتفال بأدوات كاسيو الموسيقية الإلكترونية: تعرف على مبتكرة إيقاع ’’Sleng Teng‘‘ الذي أحدث ثورة في موسيقى الريغي

فن

أحدث إصدار إيقاع ’’Sleng Teng‘‘ ثورة في موسيقى الريغي في منتصف الثمانينات، وألهم الإيقاع مئات النسخ على مدار عشرات السنين منذ ذلك الحين. ولكن الجزء الأقل شهرة في هذه الحكاية هو قصة كيفية نشوء خط الجهير المميز في عينة موسيقية جاهزة مبرمجة في لوحة أورغ إلكتروني من كاسيو وقصة عمل مطورة شابة حديثة التخرج من الكلية.

تسجيل موسيقي مبرمج في أورغ من كاسيو ألهم أغاني دانسهول الجامايكية

تعد أغنية ’’Under Mi Sleng Teng‘‘ للمغني الجامايكي واين سميث أحد المعالم البارزة في تاريخ الموسيقى الشعبية الجامايكية. كتب كلمات الأغنية سميث وصديقه نويل ديفي، وقد أنتجت الأغنية الرائدة والتي تتبع نوع دانسهول الكلاسيكي باستخدام أورغ إلكتروني من شركة ’’كاسيو‘‘. حققت الأغنية على الفور نجاحا ساحقا عند إصدارها في عام 1985، وسرعان ما استحوذت موسيقاها الرقمية التي تبعث على التفاؤل ونبضاتها التي يصل الهوس بها حد الإدمان، على اهتمام العالم.

لطالما شكل قسم الإيقاع العمود الفقري لموسيقى الريغي. في الأنماط الحديثة تعطي الطبول وغيتار البيس ’’إيقاعات ريديم (riddim)‘‘ المميزة أو تشكل الموسيقى المصاحبة التي يدمج معها ’’الدي جي‘‘ أو المغني مقطعا صوتيا. من الشائع أن يقوم العديد من الفنانين بعمل ’’نسخ (أداء صوتي)‘‘ خاصة بهم من إيقاعات ريديم شعبية، وبالتالي إنتاج أغانٍ أصلية لها نفس النمط الإيقاعي الأساسي. شكل إيقاع ’’Sleng Teng‘‘ والذي نال هذا الاسم من الأغنية التي استخدم فيها لأول مرة، مصدر إلهام لما يصل إلى 450 أغنية مختلفة. ولعب دورا رئيسيا في إدخال الموسيقى الجامايكية إلى العصر الرقمي، ويُعرف بأنه أحد ’’وحوش الإيقاعات‘‘ التي بشرت بالعصر الذهبي لعصر الأغاني من نوع دانسهول.

اليوم وبعد 35 عاما من إصدار الأغنية الأصلية، لا تزال النسخة التقليدية من موسيقى الريغي تعتبر أن ’’والد‘‘ إيقاع ريديم كان واين سميث ومنتجه في شركة التسجيلات Jammy في جامايكا. في الواقع يعود تاريخ إيقاع ريديم ذاك إلى ما هو أبعد من تاريخ سميث ومعاونيه. فقد كان في الأصل نمط إيقاع جاهز مبرمج في الأورغ الإلكتروني Casiotone MT-40 الذي صدر في عام 1981. وقد استخدم سميث وأصدقاؤه هذا الإيقاع الجاهز باعتباره اللبنة الأساسية لأغنيتهم التي أحدثت ثورة في عالم موسيقى الريغي.

الأورغ الإلكتروني Casiotone MT-40 وكان يباع بسعر 35 ألف ين (الصورة بإذن من أوكودا هيروكو).
الأورغ الإلكتروني Casiotone MT-40 وكان يباع بسعر 35 ألف ين (الصورة بإذن من أوكودا هيروكو).

وبعبارة أخرى لعبت شركة Casio المعروفة لدى الملايين بكونها صانعة الآلات الحاسبة التي تستخدم في الفصول الدراسية والمكاتب حول العالم، بدور القابلة التي ساعدت في إنجاب أغاني دانسهول الرقمية الجامايكية. والأهم من ذلك، أن التسجيل الموسيقي الجاهز والذي أصبح إيقاع Sleng Teng كان من عمل مطورة شابة كانت لا تزال في عامها الأول مع الشركة.

ظلت قصتها على مدار سنوات مادة خامة لنسج الأساطير بين عشاق الموسيقى الجامايكية. لكن لم يُعرف سوى القليل عن خلفية أوكودا، ولم يظهر وجهها أبدا في المقابلات الإعلامية. الآن وبعد 40 عاما من الإصدار الأصلي لأورغ MT-40، أزالت أوكودا هيروكو أخيرا السرية عن نفسها ووافقت على إجراء مقابلة.

أوكودا هيروكو تعزف على أورغ إلكتروني من كاسيو.
أوكودا هيروكو تعزف على أورغ إلكتروني من كاسيو.

دخول سوق العمل مباشرة بعد التخرج

كانت كاسيو خلال سبعينات القرن الماضي أحد اللاعبين الرئيسيين في ’’حروب الآلات الحاسبة‘‘ في الفترة التي شهدت تنافسا بين الشركات المصنعة على التفوق في سوق الآلات الحاسبة المكتبية. من بين ابتكارات الشركة أول آلة حاسبة شخصية في العالم (Casio Mini في عام 1972) وأول آلة حاسبة بحجم بطاقة الأعمال في العالم (Casio Mini Card في عام 1978). لاحقا في بداية الثمانينيات، تفرعت الشركة لتدخل مجال الآلات الموسيقية، حيث أطلقت أورغا إلكترونيا مجهزا بمكبر صوت (Casiotone 201) في يناير/كانون الثاني عام 1980.

التحقت أوكودا بالشركة بعد ثلاثة أشهر باعتبارها موظفة حديثة التخرج من كلية الموسيقى. وبمجرد أن أكملت تدريبها الأولي، كانت مستعدة للعمل على إنتاج مقاطع موسيقة مصاحبة جاهزة من أجل أورغ MT-40.

 أورغ من طراز Casiotone 201 معروض في صالة العرض في المقر الرئيسي لشركة كاسيو. يمكن لأول آلة موسيقية إلكترونية تنتجها الشركة إنتاج أصوات 29 آلة موسيقية مختلفة.
أورغ من طراز Casiotone 201 معروض في صالة العرض في المقر الرئيسي لشركة كاسيو. يمكن لأول آلة موسيقية إلكترونية تنتجها الشركة إنتاج أصوات 29 آلة موسيقية مختلفة.

أرادت كاسيو تطوير آلات قادرة على توفير موسيقى آلية مصاحبة للعروض الموسيقية. وكإجراء لسد الفجوة، قررت الشركة إصدار آلات أورغ صغيرة مبرمجة بمقاطع موسيقى إيقاعية جاهزة كوسيلة لتحقيق هذا الهدف. تتذكر أوكودا تلك الأيام قائلة: ’’كان من بين العاملين في قسم التطوير آنذاك أربعة فقط من خلفية موسيقية، وكلنا موظفون جدد مباشرة بعد التخرج من الكلية. وكان جميع الموظفين المتبقون قد درسوا الموسيقى الكلاسيكية. وكنت الوحيدة على اطلاع واسع على الأنماط الشعبية‘‘.

لم تكن بيئة ابتكار موسيقى رقمية في تلك الأيام بنفس تطور وقتنا الراهن. ولم تكن الصيغة القياسية للواجهة الرقمية للآلات الموسيقية MIDI موجودة بعد. كان من الضروري تحويل النوتة الموسيقية إلى كود، ثم تسجيل الكود على ذاكرة ROM، ثم إدخال الذاكرة في آلة متخصصة. عندها فقط يمكنك الاستماع إلى القالب الموسيقي الإيقاعي الذي كتبته. لقد كانت عملية شاقة ومستهلكة للوقت وهو ما يعني قضاء ساعات طويلة من التجربة والخطأ قبل إكمال القالب، ما جعل من الصعب تكليف مطورين من خارج الشركة للقيام بهذا العمل.

أجرت أوكودا مقابلتها معنا في المقر الرئيسي لشركة كاسيو في حي شيبويا، لكنها عادة ما تعمل في مركز البحث والتطوير التابع للشركة في هامورا في ضواحي طوكيو الكبرى.
أجرت أوكودا مقابلتها معنا في المقر الرئيسي لشركة كاسيو في حي شيبويا، لكنها عادة ما تعمل في مركز البحث والتطوير التابع للشركة في هامورا في ضواحي طوكيو الكبرى.

إحدى أوائل المطورين الموسيقيين لدى كاسيو

كانت أوكودا تعزف على البيانو منذ نعومة أظفارها. واكتشفت في المرحلة الإعدادية موسيقى الروك البريطانية، ثم عاصرت أبهى صورها، واستمرت في شغفها لتقع في حب موسيقى الريغي. ’’من المتفق عليه بشكل عام أن موسيقى الريغي تقع عند جذور موسيقى الهيب هوب والراب وأنماط أخرى من موسيقى الدي جي. كان لهذه الموسيقى أيضا تأثير كبير على موسيقى الروك البريطانية. كانت الكلمات تنقل رسالة اجتماعية وسياسية قوية، لكنها كانت تؤدى بهذا الأسلوب الخفيف المبهج. أعتقد أن هذا التباين هو ما جذبني إلى موسيقى الريغي‘‘.

التحقت أوكودا بعد تخرجها من مدرسة ثانوية موسيقية بكلية كونيتاتشي للموسيقى. لم يكن لديها طموح في أن تصبح عازفة، ولذلك تخصصت في دراسات موسيقية عامة، حيث درست تاريخ ونظرية الموسيقى وعلم الاجتماع جنبا إلى جنب مع الإيقاع الذي يشكل أسس كل التلحين الموسيقي. لكن التركيز الحقيقي لدراستها كان موسيقى الريغي.

وهذا ما جعل من أوكودا طالبة نادرة في كليات الموسيقى اليابانية آنذاك، حيث كان جميع الطلاب تقريبا يتخصصون في الموسيقى الكلاسيكية. ’’حتى أطروحة تخرجي كانت حول موسيقى الريغي. لم يكن هناك أي شخص في الكلية لديه خلفية لتقديم المشورة لأطروحتي، لذلك كلفت الكلية في النهاية متخصصا في موسيقى الباروك لقراءتها. وبعد أن قرأها الأستاذ قال: ’حسنا، يبدو أنها معدة جيدا بالقدر الكافي‘. وكان ذلك كافيا لتخرجي!‘‘.

في عام 1979 وبينما كانت أوكودا تعمل على وضع اللمسات الأخيرة على أطروحتها والاستماع بهوس إلى موسيقى الريغي، قام بوب مارلي برحلته الوحيدة إلى اليابان. ذهبت أوكودا لمشاهدة العديد من العروض. وبعد مرور فترة وجيزة من الحفلات الموسيقية، لفت انتباهها إعلان تم نشره في الحرم الجامعي من قبل شركة كاسيو، التي كانت تسعى لتوظيف خريجين من كليات الموسيقى لأول مرة. ’’أتذكر الكلمات التي وردت في الإعلان: ’مطلوب مطورين‘. فكرت أن هذا يبدو مثيرا للاهتمام. . . ‘‘. شاهدت في المقابلة عرضا توضيحيا لآلات أورغ جديدة من إنتاج كاسيو لم تطرح للبيع بعد، وقد تأثرت بمدى جودة صنعها وإمكانيات الآلات الكهربائية. لكن الشيء الحاسم الذي أثر في اختيارها للمهنة كان الرؤية العالمية للشركة.

كان يترأس قسم الآلات الموسيقية كاشيو توشيو ثاني أكبر إخوة كاشيو الأربعة الذين أسسوا الشركة. كان توشيو المعروف بأنه مخترع أول آلة حاسبة رقمية صغيرة في العالم، مهتما أيضا بتطوير الآلات الموسيقية، وكان مدفوعا بطموح ’’إتاحة متعة العزف على آلة موسيقية للجميع‘‘.

بعد أن تخصصت في الموسيقى ومع حبها للأنماط الغربية من الموسيقى واهتمامها الكبير بتطوير الآلات الموسيقية، كانت أوكودا على قناعة بأن الوظيفة مناسبة تماما لها.

أوكودا خلال الأشهر الستة الأولى لها في كاسيو، قبل أن تبدأ العمل على تطوير المقاطع الموسيقية لأورغ MT-40 (الصورة بإذن من أوكودا هيروكو).
أوكودا خلال الأشهر الستة الأولى لها في كاسيو، قبل أن تبدأ العمل على تطوير المقاطع الموسيقية لأورغ MT-40 (الصورة بإذن من أوكودا هيروكو).

من الإيقاعات الجاهزة إلى إيقاع أغاني دانسهول

عُيّنت أوكودا بعد فترة وجيزة من انضمامها إلى شركة كاسيو للعمل على عينات لاستخدامها كمقاطع موسيقية مصاحبة جاهزة من أجل آلات الأورغ الجديدة للشركة. عملت أوكودا على إنشاء قوالب إيقاعية لستة أنواع مختلفة من الموسيقى، بما في ذلك ’’الروك‘‘ و’’البوب‘‘” و’’السامبا‘‘، وخطوط الجهير لكل نمط يتناسب مع ثلاثة أنواع من التآلفات (كورد) الأساسية (التآلف الكبير والتآلف الصغير والتآلف السابع)، بالإضافة إلى قالبين إضافيين للوصل (Fill-in) يتم استخدامهما في نهاية المقاطع واللحظات المحورية الأخرى في الأغاني.

القالب الذي أصبح إيقاع ريديم Sleng Teng كان الهدف منه في الأصل أن يكون إيقاع ’’روك‘‘. فما سر اكتساب موسيقى الروك تلك شهرة كبيرة لدى الموسيقيين الجامايكيين؟ تقول أوكودا: ’’في تلك الأيام، كان رأسي مليئا بموسيقى الريغي. وعلى الرغم من أنني كنت أحاول تأليف إيقاع موسيقى روك، إلا أنه ظهر تلقائيا كشيء قد يصلح لموسيقى الريغي أيضا‘‘.

كانت هناك جميع أنواع القيود من حيث أنواع الأصوات وعدد النغمات التي يمكن استخدامها. في القوالب الجاهزة لا يمكن إلا استخدام أصوات الطبل والبيس، وكانت محدودة بطول شريطين. كانت هذه القيود تعني أن المبرمجين لا يستطيعون إضافة الكثير من التنوع إلى صوت الطبل، وأصبح التركيز الرئيسي على إنشاء خط الجهير.

الأزرار الجاهزة على أورغ Casiotone MT-40. كان عدد المفاتيح محدودا، ما جعل اختيار الإعدادات الجاهزة واستخدامها أمرا ليس في غاية البساطة. يقول نويل ديفي إنه ’’فقد الإيقاع‘‘ في إحدى المراحل أثناء عملية كتابة الأغاني.
الأزرار الجاهزة على أورغ Casiotone MT-40. كان عدد المفاتيح محدودا، ما جعل اختيار الإعدادات الجاهزة واستخدامها أمرا ليس في غاية البساطة. يقول نويل ديفي إنه ’’فقد الإيقاع‘‘ في إحدى المراحل أثناء عملية كتابة الأغاني.

هناك اعتقاد سائد بين عشاق الموسيقى بأن خط الجهير لـSleng Teng مستوحى من أغنية ’’شيء آخر‘‘ لإيدي كوتشران أو أغنية لفرقة سيكس بيستلس، لكن أوكودا تنفي أخذ أي تسجيل في الحسبان. ’’لقد اعتدت الاستماع إلى الكثير من موسيقى الروك البريطانية، لذلك أنا متأكدة من أنه لا بد من وجود أغانٍ أثرت علي. ولكني توصلت لصوت الجهير ذاك بنفسي حقا. لم يستند إلى أي لحن آخر‘‘.

تقول أوكودا إنها لم تكن تفكر في موسيقى الريغي على نحو خاص عندما توصلت إلى خط الجهير، على الرغم من اعترافها بأنها حاولت إنشاء عينة يكون من السهل ’’طهيها‘‘. في الموسيقى الجامايكية، ’’الطهي‘‘ هو عملية دبلجة خط صوتي على مقطع موسيقى إيقاعية مسجل، وهو الشيء الذي كان له تأثير حاسم على تطوير أنماط الراب والدي جي. تتذكر أوكودا أنها حاولت عدم المبالغة في تعقيد خط الجهير من خلال إضافة الكثير من العلامات الموسيقية، وتشير إلى أن هذه البساطة جعلت من السهل على الموسيقيين تطوير تنسيقاتهم الخاصة، فضلا عن جعلها مناسبة للتآلفات ذات النبضات غير المنتظمة للأنماط الموسيقية المتأثرة بالريغي.

اكتشاف متأخر

أخذ العمل التجاري الجديد للآلات الموسيقية من كاسيو بداية سريعة. تم إصدار آلات أورغ جديدة وبيعها بكميات جيدة في جميع أنحاء العالم. وجدت أوكودا نفسها تعمل في مشاريع تطوير متعددة في نفس الوقت، وبدأت تفقد الاتصال بآخر التطورات في الموسيقى الجامايكية. على الرغم من أنها سمعت من قسم المبيعات أن MT-40 كانت تباع بشكل جيد في أسواق أمريكا الوسطى والجنوبية، إلا أنها تقول إنه لم يخطر ببالها أبدا أن تعتقد أن هذا قد يكون له أي علاقة بجامايكا.

عندما قرأت عدد أغسطس/آب عام 1986 من مجلة الموسيقى اليابانية، صادفت مقالا بعنوان’’The Sleng Teng Flood‘‘ يصف كيف كان إيقاع أورغ Casiotone الجاهز مصدر إلهام لعدد كبير من الأغاني الجديدة. وأثناء قراءتها رأت أوكودا الإيقاع الجاهز الموصوف في القطعة الموسيقية، وعلمت لأول مرة أن خط الجهير لإيقاع ’’روك‘‘ الذي كتبته لأورغ Casiotone قد أحدث صدى كبيرا في جميع أنحاء العالم.

خرجت على الفور واشترت نسخة من الألبوم Under Mi Sleng Teng. ’’كان إيقاعي عاليا وواضحا: لقد كان بالتأكيد جزء الإيقاع الجاهز من Casiotone. وعلى الرغم من أنني كنت أتوقع ذلك إلى حد ما ، إلا أنني فوجئت عندما اكتشفت أنه حتى في مقدمة الأغنية تم استخدام قالب الوصل الجاهز الذي قمنا ببرمجته في آلات الأورغ‘‘. وفي الوقت نفسه، تقول إن ذلك منطقي إلى حد ما.

’’عندما ألفت ذلك الجزء كنت أستمع إلى موسيقى الريغي طوال الوقت، حتى أنني كنت قد كتبت أطروحة التخرج عن تلك الموسيقى. والآن اكتشف الناس في جامايكا التي كانت الموسيقى جزءا من حياة الناس اليومية هناك، إيقاعي واستخدموه في موسيقاهم. السبب في ذلك هو أن كاسيو كانت شركة تسعى للتصدير وبدأت في تطوير آلات موسيقية، وكانت جريئة بما يكفي لمنح موظفة حديثة التخرج مثلي مسؤولية ابتكار هذه المقاطع الموسيقية. ومن هذا المنطلق، لم يكن الأمر محض صدفة، بل كان بطريقة ما شبه محتوم‘‘.

أوكودا أثناء عملها في مركز هامورا للبحث والتطوير في شركة كاسيو في الوقت الذي علمت فيه بالانتشار الواسع لـSleng Teng المستوحاة من إيقاعها الجاهز (الصورة بإذن من أوكودا هيروكو).
أوكودا أثناء عملها في مركز هامورا للبحث والتطوير في شركة كاسيو في الوقت الذي علمت فيه بالانتشار الواسع لـSleng Teng المستوحاة من إيقاعها الجاهز (الصورة بإذن من أوكودا هيروكو).

على الرغم من أن إيقاعها قد أحدث ضجة كبيرة في جميع أنحاء العالم، إلا أن هذا الخبر لم يغير حياة أوكودا اليومية في كاسيو. كانت الأعمال الرئيسية للشركة لاتزال تتمحور حول الآلات الحاسبة الإلكترونية. وكانت إلى جانبها تجارة الآلات الموسيقية هامشية. وعلى الرغم من أن الموظف قد يحظى بالثناء لاختراعه تقنية جديدة تستحق براءة اختراع، إلا أن إلهام ثورة رقمية في الموسيقى والمساعدة في إنشاء ظاهرة ثقافية جديدة لم يكن يعتبر أمرا جديرا بالملاحظة داخل الشركة. وأوكودا نفسها كانت مشغولة للغاية، ومنغمسة في عملها على منتجات جديدة، وليس لديها الكثير من الوقت للتفكير في مثل تلك الأشياء. وإذا حدث ورأت أي ذكر لضجة Sleng Teng في مقال لإحدى المجلات، فقد تشعر سرا بالفخر لمساهمتها فيها، ولكن الأمر لا يتعدى ذلك.

يعتقد بعض الناس أنه يجب أن ترفع أوكودا وشركة كاسيو دعوى لانتهاك حقوق الملكية الخاصة بهما. لكن الشركة اعتقدت أنه من الأهمية بمكان أن يستخدم الأشخاص آلات الأورغ في موسيقاهم وخلق سمعة جيدة لآلات Casiotone حول العالم. أرادت أوكودا أن يستخدم الناس Casiotone لتأليف موسيقى، وأعربت عن أملها في أن تسهل آلات الأورغ الإلكترونية على الأشخاص في جميع أنحاء العالم عمل تسجيلاتهم الخاصة. وحتى يومنا الراهن، يكتشف موسيقيون وممثلو شركات التسجيل أحيانا أن إيقاع ريديم الخاص بـSleng Teng كان في الأصل عبارة عن إيقاع جاهز لأورغ MT-40 ويتصلون بشركة كاسيو للحصول على إذن لاستخدام الملف. الرد دائما هو أن خط الجهير الجاهز متاح مجانا لأي شخص: فقط اذكروا المصدر ونوهوا إلى أن النغمة ’’تستخدم ملفا صوتيا مأخوذا من Casio MT-40‘‘.

وكما تحب أوكودا أن تقول: ’’إذا استطعت رد الجميل ولو قليلا لما قدمته لي موسيقى الريغي على مر السنين، فسأكون في غاية السعادة‘‘.

إيقاعات ريديم الأصلية الخاصة بأورغ MT-40 مبرمجة في النموذج الحالي لأورغ Casiotone Mini-Keyboard SA-76، ما يسمح للمستخدمين بالاستماع إلى نمط موسيقى ’’الروك‘‘ الجاهز واستعماله (الصورة بإذن من كاسيو).
إيقاعات ريديم الأصلية الخاصة بأورغ MT-40 مبرمجة في النموذج الحالي لأورغ Casiotone Mini-Keyboard SA-76، ما يسمح للمستخدمين بالاستماع إلى نمط موسيقى ’’الروك‘‘ الجاهز واستعماله (الصورة بإذن من كاسيو).

متعة العزف على آلة موسيقية في متناول الجميع

تُسخِر أوكودا حاليا طاقاتها كمطورة لتقنية جديدة تسمى ’’Music Tapestry‘‘، والتي تحلل لمسة العازف على أزرار الأورغ ونغمة القطعة الموسيقية وتستخدم هذه المعلومات لإنشاء صورة بشكل آني، ما يؤدي في النهاية إلى تولد عمل فني مكتمل في نهاية العرض. تقول أوكودا إنها تحب فكرة أنه حتى الأشخاص الذين لم يعزفوا على البيانو مطلقا قد يشعرون بالإلهام للمس المفاتيح ومعرفة نوع الصورة التي ستنتج. وتأمل أن تساعد التكنولوجيا الجديدة عددا أكبر من الأشخاص على الاستمتاع بالموسيقى أكثر من أي وقت مضى. لا تزال فلسفة مؤسِّسة كاسيو هي الدافع وراء كل أعمالها المتمثلة في الحلم بتمكين الجميع من تجربة متعة العزف على آلة موسيقية.

’’لا يزال الإيقاع الذي صنعته لـ MT-40 المنتشر في جميع أنحاء العالم، محبوبا حتى اليوم من قبل الكثير من الناس هو أحد أعظم دواعي سعادتي في الحياة. إنه يتجلى هناك في السعادة التي شعرت بها عندما ولد أطفالي. من الناحية الموسيقية، لم أستطع أبدا أن أتفوق على ذلك الطفل الأول! ولكن لا تزال هناك الكثير من الطرق الجديدة التي يمكن من خلالها للآلات الموسيقية الإلكترونية أن تساعد العازفين في جميع أنحاء العالم حتى اليوم‘‘.

لا تزال أوكودا تعمل كمطورة وهي تسعى جاهدة لتوفير أدوات لإلهام موسيقى جديدة والمزيد من الابتكارات في الثقافات الموسيقية حول العالم.

العمل الفني الذي تم إنشاؤه في نهاية عرض توضيحي باستخدام تقنية Music Tapestry. يمكن مشاهدة مجموعة متنوعة من الإبداعات الملونة على صفحة إنستغرام الرسمية للتكنولوجيا الجديدة (الصورة بإذن من كاسيو).
العمل الفني الذي تم إنشاؤه في نهاية عرض توضيحي باستخدام تقنية Music Tapestry. يمكن مشاهدة مجموعة متنوعة من الإبداعات الملونة على صفحة إنستغرام الرسمية للتكنولوجيا الجديدة (الصورة بإذن من كاسيو).

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية في 3 يناير/كانون الثاني عام 2022. الترجمة من الإنجليزية. جميع الصور ومقاطع الفيديو من Nippon.com ما لم يُذكر خلاف ذلك)

الفن التقليدي الفن المعاصر الشركات اليابانية التكنولوجيا