عالم ياسوي توموهيرو الساحر للروبوتات المثيرة

تكنولوجيا

أصدر المبدع الشهير ياسوي توموهيرو كتابًا عن صناعة الألعاب باستخدام سلع رخيصة تباع في متاجر 100 ين في فبراير/ شباط 2022. يعد الكتاب قراءة ممتعة للصغار والكبار على حد سواء، حيث يوضح الكتاب للقراء كيفية إنشاء شخصيات حركة بأنفسهم. وقمنا في المقال التالي بإجراء مقابلة مع ياسوي في الاستوديو الخاص به في مدينة كيوتو.

أشياء من الحياة اليومية من منظور خاص

هياكّين جوزّو كايزو هيرو دايشوغو، أو صنع شخصيات الحركة الخاصة بك بمنتجات تباع في متاجر المئة ين، هو كتاب يجلب البط المطاطي والإطارات والمطارق الصارخة والأشياء والألعاب اليومية المألوفة الأخرى من الحياة اليومية ويستعرضها بطرق جديدة تمامًا. وهذا هو عمل ياسوي توموهيرو، مبتكر التماثيل. وشاهد الكثيرون بدلة ياسوي المدرعة المصممة من أقماع المرور: في مقطع مدته سبع ثوانٍ لياسوي يسير في فناء ضخم أثناء ارتداء البدلة حصد أكثر من 170 ألف إعجاب على تويتر وشوهد أكثر من 2.5 مليون مرة اعتبارًا من أبريل/ نيسان 2022.

كل هذه النماذج مصنوعة من أشياء من الحياة يومية. (تصوير كوندو يوكي)
كل هذه النماذج مصنوعة من أشياء من الحياة يومية. (تصوير كوندو يوكي)

قد تدفع إبداعات ياسوي وحدها، إلى تصوره كفنان بسيط يصنع تماثيل لإرضاء الناس. ومع ذلك، هناك ما هو أكثر من ذلك. فبعد كل شيء، حيث ورد اسمه في قائمة 100 شخصية يابانية تحظى بالاحترام حول العالم وفقًا لمجلة نيوزويك اليابان، وتم بيع نسخ طبق الأصل من إبداعاته من قبل متحف الفن الحديث في نيويورك. إذن من هو ياسوي توموهيرو؟ لنبدأ بمناقشة الروبوتات الورقية الخاصة به، والتي تعتبر مفتاح فهم شخصية الرجل.

روبوتات الورق وغاندام

روبوتات ياسوي الورقية عبارة عن تماثيل ذات هيئة بشرية يبلغ ارتفاعها من 15 إلى 20 سم والتي كان ياسوي يصنعها من الورق منذ أن كان في التاسعة من عمره. وتتمتع الروبوتات بمفاصل عالية المرونة، وذلك بفضل المفصلة الخاصة التي اخترعها ياسوي والتي أطلق عليها اسم ياسوجيمي مفتونًا بالطريقة التي كانت بها روبوتاته محلية الصنع أكثر مرونة من شخصيات الحركة العادية، وابتكر ياسوي المئات من الشخصيات، التي صممها بملابس تشبه المصارعين حيث كانوا يقاتلون بعضهم البعض. وفي هذه العملية، طور كل روبوت شخصيته وقصته. وابتكر الفنان أكثر من 600 روبوت ورقي حتى الآن.

الروبوتات الورقية الخاصة بياسوي يمتلك كل منها اسم وخلفية قصة. (تصوير كوندو يوكي)
الروبوتات الورقية الخاصة بياسوي يمتلك كل منها اسم وخلفية قصة. (تصوير كوندو يوكي)

تمنح المفصلات السلكية الفريدة التماثيل مرونتها. بشكل مثير للدهشة، اخترع الفنان هذه التقنية حين كان طالبًا في مدرسة ابتدائية. (تصوير كوندو يوكي)
تمنح المفصلات السلكية الفريدة التماثيل مرونتها. بشكل مثير للدهشة، اخترع الفنان هذه التقنية حين كان طالبًا في مدرسة ابتدائية. (تصوير كوندو يوكي)

في حين أن الاعتراف الدولي لياسوي سيجعله موضع حسد من أي شخص في مجال العمل الإبداعي، فإن الفنان نفسه لديه مشاعر مختلطة حول شهرته.

”لقد صنعت في الأصل الروبوتات الورقية لألعب بها. لقد شعرت بالخجل من رؤية الآخرين لها“، كما يقول.

يقول ياسوي إنه يستطيع تتبع مشاعره إلى فترة المدرسة الابتدائية، أو تجربة إمتاع أصدقائه بنماذج غاندام البلاستيكية التي قام بتجميعها، بينما لم يُظهر في الوقت نفسه أي اهتمام بروبوتاته الورقية الأصلية.

”سخر أصدقائي من روبوتاتي، وهو الأمر الذي ألمني حقًا. كانوا يطلبون مني تجميع نماذج جاهزة لهم، لكن لا أصنع روبوتات ورقية أبدًا. جعلني هذا أدرك أنه كان هناك تمييز واضح بين الاثنين، “كما يقول.

استخدم ياسوي بعض هذه الأدوات لعقود. (تصوير كوندو يوكي)
استخدم ياسوي بعض هذه الأدوات لعقود. (تصوير كوندو يوكي)

بحلول الوقت الذي بدأ فيه ياسوي المدرسة الإعدادية، توقف عن صنع الروبوتات. بدأ نشاطًا أكثر إيجابية وانضم إلى فريق كرة القدم المدرسي.

وبعد أن بدأ المدرسة الثانوية، كلما حاول ياسوي أن يتجاهل هوايته المتفردة، شعر أكثر أنه لا شيء يسير على ما يرام في حياته. ولم يعد يعرف حقيقة شخصيته. وفي سنته الأخيرة من المدرسة الثانوية، عاودته الرغبة في صنع الروبوتات مرة أخرى. واستخرج المجموعة التي كان قد نفاها من حياته وبدأ في إضافة أعضاء جديدة إليها. وألهمته المقارنة بين الروبوتات الواقفة التي صنعها في الماضي مع الروبوتات الجديدة.

”تم فصل الروبوتات القديمة والجديدة عن طريق تسلسل هرمي واضح وسلسلة متصلة في الوقت الفعلي. وكان لكل روبوت عالمه الخاص. وبمجرد أن أدركت ذلك، بدأت في إنشاء قصة أعمق لكل روبوت “، كما يقول ياسوي.

صنع ياسوي الروبوت على اليسار عندما كان في الحادية عشرة من عمره والآخر على اليمين عندما كان في الثانية عشرة. تم نقل روح الروبوت الأقدم إلى الروبوت الأحدث، كما يقول. (تصوير كوندو يوكي)
صنع ياسوي الروبوت على اليسار عندما كان في الحادية عشرة من عمره والآخر على اليمين عندما كان في الثانية عشرة. تم نقل روح الروبوت الأقدم إلى الروبوت الأحدث، كما يقول. (تصوير كوندو يوكي)

الروبوتات الورقية والشهرة الدولية

بعد الجامعة، حصل ياسوي على وظيفة في شركة تصنع أزياء أبطال الحركة، ثم انتقل بعد ذلك إلى شركة تصنع أقنعة للمصارعين. ثم بدأ العمل بالقطعة كصانع نماذج لكنه استمر في صنع روبوتاته الورقية. وأصبح عالمه الخيالي من مصارعة الروبوتات، حيث تتجادل الروبوتات الورقية ضد بعضها البعض، أكثر تعقيدًا.

ثم، قبل أن يبلغ الثلاثين من العمر بقليل، وصلت حياته إلى نقطة تحول عندما تصادف أن أظهر روبوتاته للمدير الإبداعي الشهير أوكي كاتسونوري، الذي التقى به من خلال عمله. واقترح أوكي لاحقًا أن يعرض ياسوي الروبوتات في المعارض. وكان أوكي مفتونًا بمفهوم الروبوت الورقي، والذي أعتقد أنه كان مبدعًا للغاية.

وبينما كان ياسوي سعيدًا بالحصول على التقدير، كان لا يزال يشعر بالخجل من الروبوتات الخاصة به. ومع ذلك، على الرغم من بعض الشكوك التي ساورته، قرر في النهاية المضي قدمًا في المعارض. وبالإضافة إلى المعارض في اليابان وخارجها، أقام ياسوي أيضًا ”مصارعة الروبوتات الورقية“ الحية التي تضمنت المصارعة الروبوتات.

الروبوتات الورقية هي جزء من عالم خيالي مفصل. (تصوير ياسوي توموهيرو)
الروبوتات الورقية هي جزء من عالم خيالي مفصل. (تصوير ياسوي توموهيرو)

كان حجم رد الفعل العام تجاه الروبوتات غير متوقع تمامًا. فقد تجاوزت الشهرة الحدود الوطنية، وتلقى ياسوي تواصل من أماكن غير متوقعة. وبالإضافة إلى موما ونيوزويك، ظهرت الروبوتات حتى الكتب الفنية المدرسية في المدارس الثانوية. كما تم نشر مقطع فيديو للشخصيات المتقاتلة على الإنترنت، مما أدى إلى ظهور معجبين مخلصين وهوس بالروبوت الورقي استمر لعدة سنوات قبل أن ينحسر تدريجياً. وفي عام 2013، أطلق ياسوي روبوتًا ورقيًا أخيرًا ”الكفاح من أجل العدالة“، وبذلك رسم خطًا تحت هذا الفصل من حياته.

تعلم كيفية التعامل مع العار

لقد مر الآن ما يقرب من عقد من الزمان منذ معركة الروبوت الأخيرة. في السنوات التي تلت ذلك، كان ياسوي أقل نشاطًا في التباهي بالروبوتات، ولكن عالم الروبوتات الذي ابتكره استمر في التطور. وكتطور لفكرة الروبوت الورقي، بدأ ياسوي في إنشاء روبوتات من مواد وأشياء أخرى. وكان نتاج هذه العملية هي شخصياته المصنوعة من الأشياء اليومية، مما أدى إلى كتابه الأخير.

”حصلت تغريدتي عن تمثال صغير مصنوع من بطة مطاطية على حوالي 250 ألف إعجاب. وهذا الرد غير المتوقع جعلني أقرر عمل المزيد، حيث أرى أن هذه الأرقام هي شيء يمكن للناس الاستمتاع به بينما يشعر العالم بالاكتئاب بسبب جائحة كورونا“.

ويصنع ياسوي الأشكال من منتجات يومية مألوفة. وفي الوقت نفسه، يقول إنه يشعر وكأنه يعرض عالمه الخاص على الشاشة، مستشعرًا بعض من الإحراج نفسه الذي شعر به تجاه روبوتاته الورقية. ولذلك، بالنسبة لياسوي، فإن التماثيل المصنوعة من الأشياء اليومية تقع في مكان ما بين مجسمات غاندام والروبوتات الورقية.

”لدي أيضًا جانب عقلاني للبالغين يرى هذا كوسيلة لمشاركة العالم الخيالي للروبوتات الورقية التي صنعتها بداخلي. بينما ما زلت أشعر بالحرج من مشاركة ما بداخله، وتعلمت مؤخرًا كيفية التعامل مع هذا العار إلى حد ما “، يقول ياسوي ضاحكّا.

استكمال الشخصية والماضي

بينما يستخدم الفنان في كثير من الأحيان كلمة ”محرج“ لوصف عالم الخيال الذي ابتكره، كلما استمعت إليه وهو يتحدث عن الروبوتات الورقية، أصبح أكثر شغفًا. على وجه الخصوص، كانت قصته عن بيردمان الباحث عن الاهتمام، ومادرونيك الذي يتربص في الظل، مليئة بعاطفة عميقة.

يتمتع كل من مادرونيك (على اليسار) و بيردمان (على اليمين) بشخصيات مميزة. ( ياسوي توموهيرو)
يتمتع كل من مادرونيك (على اليسار) و بيردمان (على اليمين) بشخصيات مميزة. ( ياسوي توموهيرو)

”طلب مني أحد المراسلين ذات مرة أن أجعل“ الروبوت الأحمر والروبوت الأصفر ”، بيردمان ومادرونيك، يتقاتلون من أجل التقاط صورة. ومع ذلك، لم يكن هذا أمرّا صائبًا، كنت أشعر بأنه “لا، لا يمكنني فعل ذلك.” كل روبوت له شخصية وماض. كنت أعرف جيدًا أن مادرونيك، ليس روبوتًا اجتماعيًا، لن يكون مهتمًا بالقتال وسيرفض التحدي. يقول ياسوي: “أدركت أنني لا أستطيع أن أجعلهم يتقاتلون”.

روى ياسوي هذه القصة بعاطفة وبنفس واحد، كما لو كان مادرونيك ممسوسًا به. لقد فوجئت في البداية، لكن عندما أدركت مدى شغف ياسوي بشكل لا يصدق، تأثرت. ثم ضحك الفنان وكأنه يستعيد حواسه. ياسوي فنان يمكنه التعمق في عالمه الداخلي بينما يمتلك في نفس الوقت الموضوعية للنظر إلى نفسه من الخارج. وهذا هو السبب في أن مشاعر مادرونيك، كما نقلها ياسوي، بدت بأنها حقيقية بالنسبة لي.

بنهاية المقابلة التي استغرقت ساعتين، أدركت أنني أيضًا انجذبت إلى عالم ياسوي الخيالي. أشجع القراء على الاطلاع على كتابه حول إنشاء الروبوتات للحصول على لمحة عن هذا العالم. ستجعلك ترغب في معرفة المزيد عن الخيال العميق والواسع للفنان.

(النص الأصلي باللغة اليابانية. الترجمة من الإنكليزية صورة العنوان: ياسوي توموهيرو برفقة روبوتاته الفريدة. تصوير كوندو يوكي. الروبوتات الورقية ملكية خاصة من 22-2003 لـ توموميهرو ياسوي/ شركة باترفلاي ستروك. جميع الحقوق محفوظة.

الروبوت التكنولوجيا الأنيمي