
مدينة كوبي الساحلية مسقط رأس موسيقى الجاز في اليابان
لايف ستايل- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
(كوبي شيمبون) - شهدت مدينة كوبي تدفقًا للثقافة الأجنبية، باعتبارها واحدة من أولى الموانئ التي تم افتتاحها للتجارة الدولية في نهاية عصر إيدو (1603-1868). في وقت مبكر من عام 1919 كانت هناك فرقة جاز فلبينية تقدم عروضها في فندق كوبه أورينتال القديم.
إيدا إيتشيرو، عازف الكمان الذي يُعتبر الأب الروحي لموسيقى الجاز اليابانية، كان عضوًا في أوركسترا تاكارازوكا ريفو، لكن زملاءه الأعضاء نبذوه بسبب عشقه لعزف الجاز، بعدها وجد ضالته المفقودة في مدينة كوبه.
يرى واجيما يوسوكي، أستاذ علم الموسيقى في جامعة أوساكا، أن هذه كانت نقطة تحول في تاريخ الموسيقى في اليابان، أو بمعنى آخر، الولادة الكاملة لموسيقى الجاز وموسيقى الترفيه عن الجماهير الأمريكية، على عكس الموسيقى الكلاسيكية الفنية السائدة في ذلك الوقت في أوروبا.
تعود جذور موسيقى الجاز إلى أواخر القرن التاسع عشر في نيو أورلينز بولاية لويزيانا، حيث اندمجت موسيقى البلوز الأمريكية السائدة في مجتمعات السود والراغتايم مع أنماط الموسيقى السائدة في مجتمعات البيض. يعتبر أعضاء الأوركسترا التي كانت تعزف على متن السفن التي كانت تجوب البحار بين أمريكا الشمالية واليابان بمثابة ”الجسر“ الذي انتقل عبره هذا النوع الجديد من الموسيقى. جدير بالذكر أن إيدا كان يعزف أيضاً في أوركسترا بها عازفون أجانب.
تزامنت ولادة فرقة The Laughing Stars مع زلزال كانتو الكبير الذي ضرب منطقة كانتو في سبتمبر/ أيلول 1923، مما دفع العديد من عازفي الجاز للفرار من منطقة العاصمة إلى كانساي. كانت أوساكا موطنًا لقاعات الرقص النابضة بالحياة، ولكن صدرت أوامر بإغلاقها في وقت مبكر من عصر شووا (1926-1989)، مما أدى إلى تحويل مركز الموسيقى إلى كوبه. عاد بعض الموسيقيين إلى طوكيو بعد إعادة الإعمار في أعقاب الزلزال، ولكن منذ عام 1940 تم إغلاق قاعات الرقص في جميع أنحاء اليابان بسبب الاتجاه إلى حظر التأثيرات الثقافية الأجنبية ”الفاسدة“.
ومن المفارقات أن قوات الاحتلال التابعة للحلفاء هي التي أطلقت شرارة إحياء موسيقى الجاز بعد الحرب، حتى أن هيئة الإذاعة اليابانية NHK كانت تبث موسيقى الجاز التي تؤديها الفرق العسكرية الأمريكية. بدأ راديو كوبه (الآن راديو كانساي) البث في عام 1952 حيث أطلق أول برنامج لطلب الموسيقى عبر الهاتف واكتسب شعبية كبيرة لما يقدمه من موسيقى الجاز وموسيقى الأفلام.
يروي كوساكا يوسوكي، رئيس فرع كانساي للجمعية اليابانية لتعليم موسيقى الجاز، كيف أن الأغاني التي كانت تقدمها هاتان المحطتان هي السبب وراء عشقه لهذا النوع من الموسيقى ”الجاز يثري لقاءاتنا مع الآخرين، إنها موسيقى رائعة“.
بعد انتهاء الاحتلال في الخمسينيات من القرن الماضي، انتقلت العروض إلى النوادي والملاهي الليلية التي كان يوجد عدد كبير منها في كوبه، مثل ملهى Benibasha النابض بالحياة.
كان كوساكا مدرساً في مدرسة ثانوية خاصة ولكنه كان مفتونًا بالموسيقى الصادرة من الملهى، فانضم إلى فرقة أحد الملاهي كعازف ساكسفون لتعلم الجاز، وأُتيحت له فرصة العزف مع ”ملكة البلوز“ اليابانية المغنية أوايا نوريكو (1907-1999). يقول كوساكا البالغ من العمر الآن 81 عامًا ”كان كل الموسيقيين المشهورين يترددون على كوبه وكانت المدينة تنبض بالحياة في الليل“.
تم افتتاح مقهى الجاز ”جافا“ في مدينة كوبه سانوميا عام 1953، ونادي الجاز ”سون“ في عام 1969، ليصبح مركزًا لثقافة الجاز في كوبي، تلا ذلك انطلاق مهرجانات الجاز الشعبية في الثمانينيات.
يوضح واجيما أنه بينما كانت طوكيو مركزًا لصناعة الموسيقى في اليابان، وجدت موسيقى الجاز مكانًا لها في قلب مدينة كوبي، لتكون رمزاً للأذواق الثقافية الأجنبية المتنوعة التي تحتضنها هذه المدينة الساحلية.
(نشر النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية، النص من كوبي شيمبون)