المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية: قطر تسعى لتوسيع مجالات التعاون مع اليابان لتشمل الاستثمار والتعاون الدفاعي

سياسة

اتفقت قطر واليابان على توسيع الاستثمارات المشتركة في مجال الطاقة وتعزيز التعاون الدفاعي، وذلك خلال جلسة الحوار الاستراتيجي الثانية بين البلدين التي عقدت في طوكيو. وقد تحدثنا في طوكيو مع الدكتور ماجد الأنصاري مستشار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية عن الزيارة والعديد من الملفات الأخرى.

المحاور: هل يمكن أن تعطينا نبذة عن العلاقات اليابانية القطرية والتطرق لجدول أعمال الحوار الاستراتيجي في جلسته الثانية والذي يعقد في طوكيو؟

ماجد الأنصاري: ”لقد تم الاحتفال بالذكرى الخمسين لتدشين العلاقات اليابانية القطرية في العام المنصرم، والتي بدأت عام 1972 حيث كانت تأسست تلك العلاقات في السنوات الأولى من استقلال قطر، لذلك تحتل اليابان مكانة كبيرة في علاقاتنا الخارجية، وهو ما يتمثل في اهتمام القيادة في قطر بزيارة اليابان، وتبادل الزيارات المشتركة، حيث تم إطلاق الحوار الاستراتيجي بين البلدين أثناء زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لليابان في عام 2019، وأعلى صيغ التعاون بين الدول كما هو معروف، حتى يتم التعاون مع الجانب الياباني على مستوى شامل وفي كافة المجالات، حيث كانت العلاقات الثنائية بين البلدين تركز بشكل أساسي على قطاع الطاقة، والاقتصاد بشكل عام، ولكن من خلال الحوار الاستراتيجي الذي يعقد جلسته الثانية في طوكيو، سيتم توسيع أوجه وأشكال التعاون إلى المجالات الدفاعية، السياسية، الأمنية، حتى الإنسانية من خلال العمل الإنساني المشترك، بحيث يكون تطور العلاقات اليابانية القطرية في كافة المجالات مشابه ومواكب للتطور في العلاقات الثنائية على الجانب الاقتصادي والتجاري. وقد اتفقت اليابان وقطر على تبادل المذكرات بشأن إعفاء المواطنين القطريين من تأشيرة الدخول، عبر بدء العمل بنظام التسجيل المسبق للمسافرين القطريين إلى اليابان. ومن المقرر أن تعقد الجولة المقبلة من الحوار الاستراتيجي بين الدولتين في الدوحة“.

المحاور: حدثنا عن الدور القطري في مساعدة اليابان للتغلب على أزمة الطاقة التي تجتاح العالم بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا؟

ماجد الأنصاري: ”إن قطر واليابان تجمعهما شراكة فيما يتعلق بقطاع الطاقة منذ تأسيس الاهتمام بمشروع الغاز المسال في قطر في تسعينيات القرن الماضي، ابتداء من عام 1995 مع بداية تطوير حقول الغاز وبدء انتاج الغاز المسال، حيث كانت اليابان من أوائل الدول التي ساهمت في هذا الموضوع من خلال استثماراتها، ومن خلال العقود طويلة الأمد التي استمرت لمدة 25 سنة وانتهت في عام 2021 بين شركة قطر للطاقة واليابان، وقد اجتمعت تلك العوامل لتشكل أساس للعلاقة بين الطرفين. ونحن من جانبنا نولي اهتمامًا خاصًا في علاقتنا مع الجانب الياباني، وليس أدل على ذلك من الزيارات المتبادلة بين الطرفين على كافة المستويات. فقد زار حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليابان في للمشاركة في مراسم تتويج الإمبراطور ناروهيتو، كما زار اليابان العام الماضي لتقديم واجب العزاء في رئيس الوزراء الياباني الأسبق شينزو آبي. لذلك فإن العلاقات المميزة التي تجمع البلدين سيكون لها تأثير فيما يتعلق بملف الطاقة، خاصة وأن العلاقة بين البلدين قد بدأت في قطاع الطاقة“.

المحاور: ما هو تقييمكم لمشروع مترو الدوحة الذي شاركت شركة ”ميتسوبيشي هيفي إندستريز“ اليابانية ضمن تحالف مع شركات يابانية أخرى وشركة ”تاليس الفرنسية“ في تنفيذه، والحضور الياباني في مونديال قطر 2022؟

ماجد الأنصاري: ”لقد خضع مترو الدوحة لأقسى اختبار جهد أثناء منافسات كأس العالم قطر 2022 من خلال الحضور الكثيف للمشجعين من كافة دول العالم لمشاهدة منافسات المونديال، لكن المشجعون اليابانيون بشكل لفتوا الانتباه من خلال شخصيتهم البارزة والمميزة حتى صار هناك ”تريند“ في قطر يتمثل في التقاط الصور مع المشجعين اليابانيين، وقد كانت حقا فرصة للالتقاء الشعبي بين اليابان وقطر ليس لها نظير في التاريخ القريب. وبالنسبة لنا في قطر فقد كان حضور اليابان بالإضافة إلى الأداء المشرف للمنتخب الياباني، فقد كان الجمهور الياباني أحد العلامات الفارقة في كأس العالم خاصة من الناحية الثقافية“.

المحاور: كيف هو وضع التبادل التجاري بين الدولتين والتواجد الياباني في قطر؟

ماجد الأنصاري: ”تتجاوز الصادرات القطرية لليابان 11 مليار دولار، أما الصادرات اليابانية لقطر فهي تتجاوز المليار دولار، ونحن نسعى لزيادة الصادرات اليابانية لقطر من خلال زيادة تواجد الشركات اليابانية في قطر، حيث تحتل المنتجات اليابانية الصدارة منذ عشرات السنين في قطر، ويأتي على رأسها شركة تويوتا موتور اليابانية، وهذا ينطبق على العديد من المنتجات اليابانية الأخرى أيضًا من حيث الشعبية في قطر“.

المحاور: ماذا عن التبادل الثقافي بين البلدين؟

ماجد الأنصاري: ”هناك ثمانية طلاب من قطر يدرسون في اليابان، قد يبدو العدد قليلا، لكن هذا العدد إذا خرجنا من إطار الدول المتحدثة بالإنكليزية، هو أيضًا عدد كبير بالنسبة لعدد المواطنين القطريين الذي يبلغ نحو 340 ألف نسمة، كما يوجد 58 طالب ياباني يدرسون في قطر، وهو أمر نسعى لزيادته في الفترة المقبلة من خلال التبادل الطلابي، وتبادل المنح بين الدولتين“.

المحاور: لقد وصلتم اليوم إلى طوكيو في أول زيارة فهل يمكنك أن تحدثنا عن انطباعاتك الأولى عن المدينة؟

ماجد الأنصاري: ”هناك صورة نمطية متسعة النطاق عن اليابان في العالم بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص، وكل ما شاهدته حتى الآن يرسخ تلك الصورة النمطية، من حيث نظافة المدينة، كما يبدو لي أن المواطنين تم تأسيسهم على النظام، حيث يمكنك رؤية ذلك في كافة التفاصيل، والأخلاق العالية لكل شخص التقيته حتى الآن، من المطار وحتى الفندق وأيضًا في الشارع. ووجدت أيضًا التحية والابتسامة في كل مكان. وأكثر شيء لفت انتباهي في الياباني هو اتباع القوانين والأنظمة بشكل صارم، والتي يبدو أنها عقيدة في التعامل مع الحياة اليومية والعمل والوطن، وهو شيء ربما ينقص العديد من الدول، لذلك أتمنى أن أرى هذا الشكل من تقديس النظام في كل مكان بالعالم“.

(صورة العنوان الدكتور ماجد الأنصاري مستشار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية)

العلاقات الخارجية الاقتصاد العلاقات الدولية سياسة خارجية