التاريخ يكرر نفسه.. مأساة اليابانيين العالقين في الخارج بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تذكرنا بمآسي اللاجئين والمشردين بسبب الحروب في يومنا هذا

تاريخ اليابان

في أعقاب الحرب العالمية الثانية، جرت عملية ضخمة لإعادة ملايين اليابانيين العالقين في الخارج إلى ديارهم عبر ميناء مايزورو المطل على بحر اليابان. بالتزامن مع الحرب الدائرة في أوكرانيا قرر متحف مايزورو إقامة معرض يضم مقتنيات تعود إلى تلك الفترة وفعاليات أخرى لتذكير العالم والأجيال الشابة في اليابان بويلات الحروب وما تتسبب فيه من دمار وخراب.

نهاية الحرب هي بداية فصل جديد من المعاناة الإنسانية

عندما هُزمت اليابان في أغسطس/ آب1945، وجد حوالي 6.6 مليون مواطن ياباني أنفسهم عالقين خارج البلاد، وكان هذا العدد الضخم مقسماً بالتساوي بين عسكريين ومدنيين. وعليه، بدأت عملية إعادة الجنود وغيرهم من أفراد القوات المسلحة إلى وطنهم في سبتمبر/ أيلول وفقًا لأحكام البند 9 من إعلان بوتسدام الذي نص على ما يلي: ”يُسمح للقوات العسكرية اليابانية، بعد نزع سلاحها تمامًا، بالعودة إلى ديارها والحصول على فرصة لعيش حياة سلمية ومنتجة“.

لكن الوضع كان مختلفًا بالنسبة للمدنيين، فلم تكن هناك أحكام قانونية معمول بها فيما يتعلق بإعادة المدنيين إلى أوطانهم وكانت استجابة الحكومة اليابانية بطيئة حيال هذه الأزمة المتطورة. في الأيام الأولى بعد الاستسلام، أصدرت الحكومة اليابانية تعليماتها لمواطنيها في الخارج بالبقاء في أماكن تواجدهم مما أدى إلى حدوث فوضى في كثير من الحالات. فبحسب مكان وجودهم، كان المدنيون اليابانيون خاضعين لسلطة خمس مناطق مختلفة من السيطرة العسكرية، تدير كل منها قوة تابعة للحلفاء: الصين والاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة (في سايبان والأجزاء الجنوبية الأخرى من الإمبراطورية اليابانية المهزومة والفلبين والجزء الجنوبي من كوريا، وعدة مواقع أخرى)، وبريطانيا وهولندا (معظم جنوب شرق آسيا)، وأستراليا (في بورنيو وغينيا الجديدة). وقد اختلفت المعاملة التي لقيها اليابانيون بحسب قوات الدولة المنتصرة التي يخضعون لها.

فكانت المعاناة الأكبر من نصيب أولئك الذين وقعوا تحت وطأة الحكم السوفييتي. شملت المناطق الواقعة تحت السيطرة السوفيتية الدولة العميلة اليابانية السابقة في منشوريا (شمال شرق الصين)، والأجزاء الشمالية من مستعمرة كوريا سابقاً، وساخالين (التي كان النصف الجنوبي منها عبارة عن أراضي كارافوتو اليابانية)، وجزر الكوريل. في الأيام الأخيرة من الحرب، ألغى الاتحاد السوفيتي من جانب واحد معاهدة الحياد وأعلن الحرب على اليابان فغزت القوات السوفيتية منشوريا التي كان بها حوالي 1.55 مليون ياباني في ذلك الوقت، بما في ذلك مجموعات من المتخصصين في مجال الزراعة الذين تم إرسالهم للاستيطان وتطوير المستعمرة.

ولما كان معظم الشبان والمراهقين قد تم حشدهم للانخراط في جيش كوانتونغ في المراحل الأخيرة اليائسة من الحرب، فقد كان معظم هؤلاء المزارعين من النساء وكبار السن والأطفال الذين تُركوا حتى يفرّوا للنجاة بحياتهم فهاموا على وجوههم في الحقول والبرية، وتعرضوا لهجمات متكررة من قبل السكان المحليين المعادين، وعندما وصلوا بشق الأنفس إلى المناطق الحضرية، تعرضوا للعنف والنهب على أيدي الجنود السوفييت. كما تم تسليم العديد من الأطفال إلى أسر صينية في محاولة يائسة لتعزيز فرصهم في البقاء على قيد الحياة، في حين تخلت العديد من النساء عن أي أمل في العودة إلى اليابان.

صبي ينتظر على نحو يائس إعادته إلى اليابان. كان الصبي يتيمًا وحيدًا ولم يُسمح له بالصعود على متن أي سفينة لعدم امتلاكه أوراق تثبت هويته، يُعتقد أن هذه الصورة التقطت في بوسان عام 1946. (إهداء من المتحف التذكاري للجنود والمحتجزين في سيبيريا والعائدين إلى الوطن بعد الحرب)
صبي ينتظر على نحو يائس إعادته إلى اليابان. كان الصبي يتيمًا وحيدًا ولم يُسمح له بالصعود على متن أي سفينة لعدم امتلاكه أوراق تثبت هويته، يُعتقد أن هذه الصورة التقطت في بوسان عام 1946. (إهداء من المتحف التذكاري للجنود والمحتجزين في سيبيريا والعائدين إلى الوطن بعد الحرب).

لم يكن لدى السوفييت أي مصلحة في إعادة المدنيين اليابانيين العالقين في منشوريا، وبالتالي لم تبدأ عملية إعادتهم إلى الوطن إلا بعد انسحاب القوات السوفيتية في مايو/ أيار 1946، وباستخدام وسائل نقل أمريكية. بعض الأشخاص الذين كانوا على متن السفن الأولى المغادرة قطعوا مسافة 2000 كيلومتر من الحدود السوفيتية إلى ميناء هولوداو في جنوب منشوريا، الذي كان نقطة انطلاق السفن العائدة إلى الوطن. فقد حوالي 245 ألف شخص أرواحهم في منشوريا، بما في ذلك أولئك الذين قُتلوا في المعارك مع القوات السوفيتية في نهاية الحرب، وهذا العدد يفوق عدد ضحايا غارات القصف الحارقة على طوكيو، أو القصف الذري لهيروشيما، أو حتى معركة أوكيناوا.

كما لم تحظى القوات اليابانية المنزوعة أسلحتها بمعاملة أفضل، حيث قام الجيش السوفيتي بجمع حوالي 575 ألف جندي ياباني بعد نزع سلاحهم ونقلهم إلى معسكر في سيبيريا، حيث أُجبروا على العمل في درجات حرارة تتراوح بين 20 إلى 40 درجة تحت الصفر، على حصص غذائية ضئيلة جداً، فقضى حوالي 55 ألف منهم، أو ما يقرب من عُشر المجموع، بسبب الظروف القاسية والمجاعة.

الموت على أعتاب الوطن

في كل رحلة كان يتم نقل ما بين 2000 و3000 شخص، وكانت السفن تخضع لقواعد الحجر الصحي الصارمة لمنع انتشار الأمراض المعدية، لكن في أبريل/ نيسان 1946، تفشى وباء الكوليرا على متن إحدى سفن الإعادة إلى الوطن التي أبحرت من كانتون ودخلت بالفعل ميناء أوراغا بالقرب من يوكوسوكا بمحافظة كاناغاوا، فتم فرض حجر صحي صارم على 20 سفينة في انتظار إنزال ركابها وأُجبر حوالي 70 ألفاً من الجنود الذين كانوا على متنها على الانتظار وهم يرون وطنهم ولا يسعهم الوصول إليه. توفي حوالي 400 منهم على متن السفينة قبل أن تطأ أقدامهم التراب الياباني.

يقول ياماغوتشي تاكايوكي، أمين المتحف التذكاري للجنود والمحتجزين في سيبيريا وعائدي ما بعد الحرب، الواقع في منطقة شينجوكو في طوكيو، إنه بالنسبة للعديد من العائدين، استمرت الصعوبات حتى بعد عودتهم أخيراً إلى اليابان. لقد تخلى الكثيرون عن كل ما كانوا يملكونه في البلدان التي أُجبروا على الفرار منها، ولم يتبق لهم أي شيء يبدؤون حياتهم به بعد عودتهم إلى ديارهم. في حالة العالقين تحت السيطرة السوفيتية، غالبًا ما فشل الشباب الذين كانت عائلاتهم تعتمد عليهم لكسب الرزق، في العودة إلى أرض الوطن لسنوات طويلة مما جعل من المستحيل على تلك العائلات إعادة بناء وتنظيم حياتهم في ظل الاضطرابات التي كانت تشهدها اليابان في فترة ما بعد الحرب.

بعد أن قامت وسائل الإعلام بتغطية حالة العوز التي يعاني منها العديد من اليابانيين العائدين أصبح الأمر فضيحة اجتماعية، فأنشأت الحكومة نظام مزايا للمواطنين العائدين إلى الوطن ومنحتهم إعانات صغيرة نادرًا ما كانت تكفي لسد الاحتياجات الأساسية، ففقدت هذه العائلات، إلى الأبد، الأصول التي كانت تمتلكها في المستعمرات والأراضي المحتلة.

العودة إلى مايزورو

كانت مهمة إعادة المواطنين اليابانيين إلى الوطن من أنقاض الإمبراطورية المنهارة مهمة ضخمة استمرت حتى عام 1958.  بعد عام 1950، دخل جميع العائدين إلى اليابان عبر ميناء مايزورو على ساحل محافظة كيوتو، والذي كان قد ازدهر قبل الحرب باعتباره الميناء البحري الوحيد لليابان المطل على بحر اليابان، وبالتالي فقد مر حوالي 660 ألف شخص عبر هذا الميناء في طريقهم إلى ديارهم خلال الثلاثة عشر عاماً التي أعقبت نهاية الحرب، إلى جانب نقل رفات حوالي 1.6 مليون ياباني ماتوا في الخارج. لقد استمرت محنة السجناء اليابانيين المحتجزين في سيبيريا لمدة تصل إلى 11 عامًا واجهوا خلالها أسوأ ظروف الاحتجاز، وعندما تمكنوا أخيرًا من العودة، كان هذا الميناء المطل على بحر اليابان أول ما رأته أعينهم من أرض الوطن.

في عام 1988، افتتحت المدينة متحف مايزورو التذكاري للعائدين إلى الوطن وتقدمت بطلب لضم المواد المتعلقة بتجربة العودة إلى الوطن إلى قائمة اليونسكو للتراث العالمي المادي. وفي عام 2015، تكللت هذه المحاولة بالنجاح، وأضيفت المواد التي توثق عمليات إعادة المواطنين اليابانيين إلى سجل ذاكرة العالم تحت عنوان ”العودة إلى ميناء مايزورو: مستندات متعلقة بتجارب الاعتقال وإعادة المواطنين اليابانيين (1945-1956)“.

في فيلم Rāgeri yori ai o komete (من سيبيريا مع الحب) الذي صدر في ديسمبر/ كانون الأول 2022، بطل الرواية هو جندي ياباني في معسكر اعتقال سوفيتي، ويصور الفيلم إيمانه الراسخ بأنه سيعود يومًا ما إلى اليابان، وحبه لعائلته التي تنتظر عودته بفارغ الصبر. ولا شك أن هذا الفيلم يمس واقع الأوكرانيين اليوم في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا وما تتسبب فيه آلة الحرب من دمار وتشريد لعدد لا يحصى من العائلات. يشعر العديد من اليابانيين بأن الحرب قد باتت قريبة أكثر من أي وقت مضى، وفي هذا السياق أقيم معرض للتعريف بمساوئ الحرب وعواقبها ونقل ذكرياتها الأليمة إلى الجيل القادم من أجل حثه على الحفاظ على نعمة السلام.

الحفاظ على التاريخ من الفناء

للفت انتباه جمهور الشباب إلى قضية العائدين إلى الوطن، أقيم معرض مشترك بالتعاون بين كل من متحف مايزورو التذكاري للعائدين إلى الوطن والمتحف التذكاري للجنود والمحتجزين في سيبيريا والعائدين في فترة ما بعد الحرب في طوكيو، تحت عنوان Rāgeri kara no messēji: Shiberia yokuryū no kioku o tsunagu (رسائل من المعسكرات: إحياء ذكرى الاعتقال في سيبيريا)، ويعرض المعرض حوالي 90 قطعة من المجموعات الخاصة بالمتحفين. استمر المعرض في الفترة من 22 فبراير/ شباط إلى 5 مارس/ آذار في مبنى مكتب بريد طوكيو المركزي (Kitte) أمام مدخل مارونؤتشي الجنوبي لمحطة طوكيو.

ساهم متحف مايزورو بعدة مواد مسجلة في سجل ذاكرة العالم، بما في ذلك نسخ من Shirakaba nisshi (جريدة البتولا البيضاء) التي صنعها السجناء اليابانيون من لحاء شجرة البتولا بسبب عدم توفر الورق في معسكرات الاعتقال في سيبيريا، وكانوا يكتبون عليها قصائد واكا يعبّرون فيها عن شوقهم لعائلاتهم في اليابان.

كما تضمنت المعروضات الأخرى مواد تخص هاشينو إيسي، وهي أم عظيمة لم تفقد أبدًا الأمل في عودة ابنها الوحيد الذي أُرسل للقتال في الخارج، فسافرت مرارًا وتكرارًا إلى مايزورو لانتظار السفن التي تجلب الجنود العائدين إلى الوطن، وكانت نموذجًا لـ Ganpeki no haha (الأم الواقفة على الرصيف)، وهي أغنية شهيرة تحولت لاحقاً إلى دراما تلفزيونية تجسد محنة الأمهات الثكلى اللائي ينتظرن عودة أبنائهن من الحرب دون جدوى. كما تم عرض نموذج لجسر الهبوط الذي تم بناؤه داخل الميناء في مايزورو وعبره آلاف العائدين إلى الأراضي اليابانية بعد رحلاتهم المحفوفة بالمخاطر إلى الوطن.

كانت Shirakaba Nisshi (جريدة البتولا البيضاء)، المدرجة في سجل ذاكرة العالم باليونسكو، أحد العناصر المعروضة في المعرض المشترك. تحتوي المجلة على حوالي 200 قصيدة كتبها معتقلون يابانيون في معسكرات سيبيريا، واستخدم السجناء لحاء أشجار البتولا البيضاء بدلاً من الورق. (إهداء من متحف مايزورو التذكاري للعائدين إلى الوطن).
كانت Shirakaba Nisshi (جريدة البتولا البيضاء)، المدرجة في سجل ذاكرة العالم باليونسكو، أحد العناصر المعروضة في المعرض المشترك. تحتوي المجلة على حوالي 200 قصيدة كتبها معتقلون يابانيون في معسكرات سيبيريا، واستخدم السجناء لحاء أشجار البتولا البيضاء بدلاً من الورق. (إهداء من متحف مايزورو التذكاري للعائدين إلى الوطن).

إعادة بناء جسر الهبوط الذي تم بناؤه بعد الحرب في ميناء مايزورو وعبره آلاف اليابانيين العائدين إلى بلادهم. يقع متحف مايزورو التذكاري للعائدين إلى الوطن في الجوار. (إهداء من متحف مايزورو التذكاري للعائدين إلى الوطن).
إعادة بناء جسر الهبوط الذي تم بناؤه بعد الحرب في ميناء مايزورو وعبره آلاف اليابانيين العائدين إلى بلادهم. يقع متحف مايزورو التذكاري للعائدين إلى الوطن في الجوار. (إهداء من متحف مايزورو التذكاري للعائدين إلى الوطن).

يقول ناغامينه موتسومي أمين المتحف، إن الفكرة من وراء المعرض كانت إيصال رسالة مهمة إلى أكبر عدد ممكن من الناس: ”قمنا بجولة في جميع الموانئ على مستوى البلاد التي كانت تُستخدم لإعادة الجنود والمواطنين إلى وطنهم بعد الحرب، بهدف إيصال الحقائق حول العائدين إلى الوطن، والاحتجاز في سيبيريا، وقيمة السلام. فمع اقتراب الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب في عام 2025، كان أملنا أن يوفر هذا المعرض المشترك فرصة للناس من جميع أنحاء البلاد للتفكر بعمق في أهمية السلام “.

وقد كان أحد القرارات المبتكرة التي اتخذها المعرض هو جعل الشباب من مايزورو يقومون بدور الرواة والمرشدين. وكانت هذه المرة الأولى التي يروي فيها أشخاص ولدوا في القرن الحادي والعشرين قصصًا جرت العادة أن يرويها أشخاص ممن عايشوا الأحداث بشكل مباشر، وهو ما يعد إيذانًا بنقل الشعلة إلى جيل جديد، فمهمة نقل التاريخ إلى الجيل التالي كانت تقع على عاتق أشخاص ينتمون إلى نفس الجيل الذي عايش هذا التاريخ. خلال المعرض، أدى 15 طالبًا في المرحلة الإعدادية و13 طالبًا في المرحلة الثانوية وطالب جامعي وطالب واحد من كلية جامعية متوسطة أدوارهم كرواة، ونقلوا قصة تاريخ مايزورو إلى شباب آخرين من نفس جيلهم.

طالبة في المرحلة الإعدادية تعمل كمرشدة، وتنقل أحداث التاريخ وأهم الدروس المستفادة إلى مجموعة من الزوار الشباب في متحف مايزورو التذكاري للعائدين إلى الوطن. (إهداء من متحف مايزورو التذكاري للعائدين إلى الوطن).
طالبة في المرحلة الإعدادية تعمل كمرشدة، وتنقل أحداث التاريخ وأهم الدروس المستفادة إلى مجموعة من الزوار الشباب في متحف مايزورو التذكاري للعائدين إلى الوطن. (إهداء من متحف مايزورو التذكاري للعائدين إلى الوطن).

الخوف من ضياع بقايا ومقتنيات تاريخية

يواجه المتحف وغيره من المتاحف المشابهة مشاكل خطيرة بسبب وفاة آخر الناجين من جيل الحرب، ذلك أن المواد والتذكارات الهامة التي احتفظ بها الناجون خلال حياتهم تضيع أو يتم التخلص منها عندما يموت أصحابها. يقول ناغامينه الذي اجتهد للحصول على المواد المتعلقة بالعائدين إلى الوطن والمدرجة في سجل ذاكرة العالم، إنه قلق من ضياع التذكارات الثمينة والوثائق التاريخية، ”لقد تمت إعادة حوالي 6.3 مليون شخص إلى ديارهم أحياءً، ورغم أنها كانت مهمة ضخمة إلا أن كل ما يتعلق بتلك الفترة بدأ يتلاشى تماماً من التاريخ الياباني“.

يقول المتحف التذكاري في طوكيو إنه يستقبل عدداً كبيراً من الناجين أو الأطفال الذين يرغبون في التبرع بمقتنيات للمتحف، لكن هناك قلق بشأن الجيل القادم لأن الأحفاد غالباً ما يكونون أقل اطلاعاً أو اهتماماً بهذه المقتنيات على عكس أجدادهم، مما يؤدي إلى ضياعها.

يقول ياماغوتشي ”من يناير/ كانون الثاني وحتى أبريل/ نيسان، سنقيم معرضًا للبطاقات البريدية التي أرسلها آخر المعتقلين الذين تمت إعادتهم من سيبيريا. غالبًا ما أمضى هؤلاء الرجال عقدًا أو أكثر في سيبيريا قبل العودة على متن سفن الإعادة الأخيرة. هذا المعرض يجمع بعض البطاقات التي أرسلوها إلى أصدقائهم وعائلاتهم في اليابان“، وتشمل المعروضات مجموعة مختارة من تسعة عشر بطاقة بريدية ضمن مجموعة أكبر تم التبرع بها للمتحف في أغسطس/ آب الماضي. يتم إحضار مثل هذه المواد من وقت لآخر، ولكن في معظم الأحيان ينتهي الأمر بضياع هذه المواد، لذلك سأوجه إلى الأشخاص الذين قد يكون لديهم أي شيء كهذا رسالة مفادها، ”يرجى التحدث إلى متحف عام أو جهة أرشفة أولاً قبل التخلص من أي شيء قد تكون له قيمة تاريخية“.

لقد كانت إعادة ملايين اليابانيين من أنقاض الإمبراطورية المهزومة عملية ضخمة نُفّذت عبر مساحات شاسعة من آسيا والمحيط الهادئ، ونأمل أن يساعد هذا المعرض المشترك وغيره من المشاريع التي ينظمها هذان المتحفان في الحفاظ على ذكريات هذه الأحداث ونقل رسالة للشباب عن البؤس والمعاناة التي تسببها الحرب للناس العاديين.

(نشر النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: يابانيون يتم إجلاؤهم على متن سفينة إعادة إلى الوطن في بوسان، كوريا، بعد أن فرّوا من منطقة السيطرة السوفيتية في شمال كوريا. إهداء من المتحف التذكاري للجنود والمحتجزين في سيبيريا والعائدين في فترة ما بعد الحرب)

الحزب الليبرالي الديمقراطي الحرب الصينية اليابانية الحرب العالمية الثانية المجتمع الياباني الحكومة اليابانية