أوسادا توموكي: قدرات تهديفية متعددة ولاعب يعول عليه الكثير في كأس العالم للرغبي

رياضة

موسم الانطلاق المذهل لـ أوسادا توموكي في منافسات الرغبي الاحترافية اليابانية أسهم في اختياره ضمن فريق العام في مسابقة الـ ليغ وان – أعلى منافسات الرغبي في اليابان – وكذلك في تشكيلة المنتخب الوطني الياباني في كأس العالم للرغبي 2023 بفرنسا. والآن أصبحت الآمال المعقودة على أداء هذا الظهير الشاب متعدد المواهب مرتفعة للغاية وتنتظر منه الساحة العالمية الكثير.

من مقاعد البدلاء إلى محط أنظار الجميع

شهد موسم 2022/23 تألق منقطع النظير للاعب فريق سايتاما وايلد نايتس أوسادا توموكي في منافسات ليغ وان للرغبي الياباني. حيث كان اللاعب البالغ من العمر 23 عامًا متميزًا حتى بين فريق مليء باللاعبين الدوليين من جميع أنحاء العالم، الأمر الذي جعله يحصد جائزة أفضل لاعب مبتدئ لهذا العام عن أدائه، وتم اختياره أيضًا ضمن فريق العام في الدوري. والآن، بعد أن تم اختياره ضمن تشكيلة منتخب اليابان لكأس العالم للرغبي 2023 في فرنسا، أصبح اللاعب يتلقى الإشادة ومحط أنظار الجميع.

وقد شهد هذا الصيف بداية أوسادا على مقاعد البدلاء في المباريات المبكرة لليابان على أرضها في البطولة الدولية الودية لكأس أمم المحيط الهادئ التي أقيمت استعداداً لكأس العالم، ولكنه لعب 80 دقيقة كاملة في المباراة الرابعة لمنتخب اليابان أمام تونغا. وعلى الرغم من صغر حجمه نسبيًا بطول يبلغ 179 سم ووزن 90 كيلوغرامًا، إلا أنه لم يستسلم أمام الهجوم الشرس لمنتخب جزر المحيط الهادئ وقاوم بكل ضراوة أمام الصف الأمامي القوي للفريق المتكون من لاعبين يزيد وزنهم عن 120 كيلوغرامًا.

وفي المباراة التالية، ضد فريق فيجي السريع، لفت الأنظار مرة أخرى عندما قاد فريقه إلى الأمام بسباق مذهل لمسافة 70 مترًا. وحتى بعد البطاقة الحمراء التي قلصت عدد لاعبي اليابان إلى 14 لاعباً، أظهر أوسادا وعياً رائعاً بتموقعه المميز أثناء ركضه وقام بتمريرة ناجحة لزميله جون نايكابولا سجل من خلالها هدفًا. وقد ذكر لاحقًا بتواضع قائلًا: ”لطالما كنت ألعب الرغبي مع التركيز على كيفية التخلص من مراقبتي، لذلك كنت فقط أتصرف بناءً على حدسي.“

التحرك الاستباقي

ولكن على الرغم من التأثير الذي لا يعبر عن مكانته كلاعب مبتدئ على الساحة الدولية، يصر أوسادا على أنه لا يرى نفسه نجماً. ويوضح قائلاً: ”لم أتمتع قط بالسرعة أو القوة البدنية التي تمكنني من التفوق على الخصوم. فمهمتي الهجومية تكمن حول كيفية كسب المساحات من خلال مراوغة اللاعبين المنافسين، بينما في الدفاع أحاول بشكل استباقي سد الثغرات التي قد يهدفون إلى استغلالها. هذه هي نقاط القوة التي أحاول استغلالها.“ وأوسادا الذي يتحرك خلُسة عبر الملعب، تتمثل قوته الحقيقية في الطريقة التي يسمح بها لزملائه بالتألق.

ولد أوسادا في محافظة كيوتو، ومارس رياضة الرغبي في المرحلة المتوسطة. بعد أن قاد مدرسة غيوسي الثانوية بجامعة توكاي في أوساكا للفوز بإحدى البطولات الوطنية وحصل على مكان في تشكيلة افضل لاعبي المدارس في اليابان، وقد واصل اللعب في جامعة واسيدا، حيث أثبت نفسه وأصبح لاعبًا أساسيًا في مركز الجناح منذ سنته الأولى. وفي سنته الثانية، ساعد أوسادا في خط الوسط الفريق على الفوز ببطولة جامعات اليابان وفي سنته الأخيرة تم اختياره كقائد للفريق. لكن انطلاقته الحقيقية جاءت في عامه الأول مع فريق سايتاما وايلد نايتس، حيث برزت قدرته على التعامل بكفاءة مع متطلبات مركزي الجناح والوسط.

وفي بداية موسمه كلاعب مبتدئ، لم يتم تصعيده حتى لمقاعد البدلاء، ولم يحصل على فرصته الأولى إلا في المباراة الخامسة ضد فريق بلاك رامز طوكيو، حيث بدأ كلاعب متمركز في الوسط الداخلي. وبعد ثلاث مباريات، عندما كان يلعب ضد فريق هانازونو لاينيرز، انتقل إلى مركز الوسط الخارجي، وفي مباراته التالية ضد كوبى ستيلرز، شارك كبديل في مركز الجناح. وفي الأسبوع التالي ضد فريق سبيرز فوناباشي طوكيو باي، بدأ سلسلة من تسجيل ثلاثة أهداف متتالية كجناح أيمن. وقد واصل التسجيل أيضًا بإحرازه أربعة أهداف في آخر ثلاث مباريات في الموسم العادي وهدفًا واحدًا في المباراة النهائية للدوري ضد الـ سبيرز، حتى وهو يتنقل بين مركزي الوسط والجناح.

وصرح أوسادا قائلًا: ”في حقيقة الأمر ليس لدي مركز مفضل. أنا أكثر ملاءمة للّعب في مركز الوسط، ولكن الأهم من رغباتي الشخصية، هو القدرة على القيام بأي دور يطلبه مني الفريق.“ وعلى الرغم من أن هذه الكلمات قد تبدو وكأنها مرسلة، إلا أن تنفيذها على أرض الواقع أمر مختلف تمامًا، خاصة في رياضة تختلف فيها متطلبات المراكز الفردية تمامًا.

فمركز الوسط الداخلي (الرقم 12) يضع اللاعبين في مواجهة خط دفاع الخصم، الذي يضم بعضًا من أقوى اللاعبين جسديًا في رياضة الرغبي على مستوى العالم. أما مركز الوسط الخارجي (الرقم 13)، فهو واحد من أصعب المراكز تقنيًا في الرياضة، حيث يتطلب مجموعة كاملة من التمريرات والرميات حينما يتحرك اللاعبون بسرعة لإغلاق المساحات على المنافسين والقضاء على الثغرات الدفاعية من الجانبين. أما الجناح الأيمن (الرقم 14)، فيتطلب من اللاعبين التفوق في تسجيل الأهداف والدفاع، حيث يستلمون الكرة على الجانب الواسع ليتحركوا مسرعين نحو خط مرمى الفريق الخصم، ويعودون للوراء مع تدخلات دفاعية في اللحظات الأخيرة لإحباط محاولات الهجوم من الفريق المنافس.

لاعب متعدد المهارات التسجيلية

إن قدرة أوسادا على التأقلم مع المراكز الثلاثة، وتقديم عروض قوية مباراة تلو الأخرى بغض النظر عن رقم القميص الذي يرتديه، هو أمر رائع. وبالمناسبة، من بين الأهداف التسعة التي سجلها في موسمه الجديد، جاءت اثنتان من مركزه في الوسط الداخلي، وثلاث من مركزه في الوسط الخارجي، وأربع من مركزه كظهير، وذلك بسبب تحركاته الذكية التي تسمح له بالتخلص من مراقبته والحفاظ على فرص التهديف بغض النظر عن المكان الذي يتمركز فيه.

وقد جاءت أول مباراة دولية له ضد تونغا في ملعب هانازونو للرغبي، وهو مكان مألوف له منذ أيام دراسته الثانوية، أما المباراة التي تلتها فكانت ضد فيجي في ملعب تشيتشيبونوميا للرغبي، وهو ملعب آخر لعب عليه مرارًا خلال فترة تواجده في جامعة واسيدا. وفي كلتا المباراتين، لعب 80 دقيقة كاملة، بدعم من جماهير صاحب الأرض. ويتذكر أوسادا قائلاً: ”في أي مباراة عادية، عادة ما يهتف لك نصف المشجعين، والنصف الآخر يطلق صيحات الاستهجان، لكن في المباريات التي يخوضها المنتخب الياباني على أرضه، من الرائع أن يشجعك كل الحضور“.

وعلى نحو مماثل، في كأس العالم للرغبي، يسعى أوسادا إلى تقديم عروض مميزة للجماهير المحلية المتعطشة التي ستحضر مباريات اليابان في المجموعة الرابعة في مدن نيس وتولوز ونانت المهووسة بالرغبي. وإذا نجح في إظهار تنوع مهاراته بشكل كامل، فمن المؤكد أنه سيكسب حب الجماهير هناك أيضًا.

(النص الأصلي نُشر باللغة اليابانية، والترجمة من الإنكليزية. صورة الموضوع: أوسادا توموكي يركض بالكرة ويتخلص من خصمه الفيجي في ملعب تشيتشيبونوميا للرغبي في طوكيو في 5 أغسطس/آب 2023. © جيجي برس)

كأس العالم الرياضة الرغبي منتخب اليابان