جولة بالواقع الافتراضي إلى قمة جبل تاكاو الشهير

سهولة التسلق

يقع جبل تاكاو في مدينة هاتشيوجي بطوكيو ويبلغ ارتفاعه 599 متراً فوق مستوى سطح البحر، يُعد واحداً من أبرز الوجهات السياحية بطوكيو، منحه دليل ميشلان للسياحة ثلاثة نجوم كتقييم له من حيث كونه وجهة سياحية بارزة. يتمتع هذا الجبل بشهرة كبيرة بين السياح المحليين والأجانب كما أنه يستقطب أكبر عدد من المتسلقين في العالم، فقد سجل 3 ملايين زائراً قبل جائحة كوفيد19.

يبعد تاكاو عن طوكيو بحوالي 40 كيلومتراً. يتميز هذا الجبل بالتنوع البيئي الفاتن، إذ تعيش به الخفافيش اليابانية العملاقة والعديد من الحيوانات البرية، بالإضافة إلى أكثر من 100 نوع من الطيور و4000 نوعاً من الحشرات، أهمها ذلك النوع من الخنافس ذات القرون الطويلة والتي تعرف علمياً باسم ستينهومالوس أو تاكاوسانوس. وزد عن 1600 نوعاً من النباتات الأصلية في المنطقة، هذا الرقم ينافس العدد المسجل في بريطانيا بأكملها. ويرتبط هذا التنوع النباتي باسم السيد ماكينو توميتارو الذي يشتهر باسم ”أب التصنيف النباتي الياباني“ الذي كرس نشاطه لدراسة الوسط البيئي للجبل، ويعود له الفضل في اكتشاف نبات بريلا سيتريودورا أو ليمون إيغوما الشهير.

صورة لمحطة تاكاوسانجوتشي، وهي محطة التوقف النهائية لخط كيو للسكك الحديدية، ونقطة الدخول الرئيسية إلى جبل تاكاو، تم تصميمها من قبل المهندس المعماري كوما كينجو وخضعت لعمليات تجديد عام 2015.

إن سهولة الوصول إلى جبل تاكاو ساهم في زيادة شعبيته، حيث يستغرق السفر إليه من طوكيو حوالي ساعة من الزمن بالقطار انطلاقا من محطة شينجوكو الشهيرة، كما يتوفر أيضاً قطار مخصص يتوجه مباشرة إلى الجبل ويسمى قطار جبل تاكاو السريع ويستغرق 43 دقيقة فقط للوصول. ويمكن الصعود إلى قمة الجبل خلال ستة دقائق فقط باستخدام التلفريك من محطة كيوتاكي التي تقع على ارتفاع 201 متراً فوق مستوى سطح البحر، للوصول إلى محطة جبل تاكاو التي تقع على ارتفاع 472 متراً. كما تتوفر وسيلة أخرى لمحبي المغامرة وتتمثل في المصاعد الجبلية المفتوحة حيث تتوفر كل عربة على مقعدين فقط الأمر الذي يجعل الجولة أكثر متعة للراكبين وهما معلقان في الهواء المنعش مارين بغابة خلابة.

صورة لمحطة كيوتاكي التي تقع عند سفح الجبل، وهي تابعة لشركة تاكاو توزان للسكك الحديدية ، يتميز موقعها بانحداره الشديد حيث تصل زاوية هذا الانحدار إلى ما يزيد عن 31 درجة، مما يجعلها الأكثر انحداراً من أي تلفريك أو مصعد في اليابان كلها.

وبالإضافة إلى ذلك، تم تعبيد طريق جانبي خصيصاً لمحبي المشي، إذ يمكن بلوغ قمة الجبل خلال ساعة من المشي وينصح خلالها بارتداء أحذية رياضية عادية لضمان الراحة أثناء المشي والتمتع بالمناظر الطبيعية التي يتميز بها الجبل. وحرصاً على توفير ما قد يحتاجه الزوار تم وضع آلات البيع الآلي ونقاط بيع لمستلزمات أخرى موزعة على طول الطريق المؤدي إلى قمة الجبل، الأمر الذي يُمكّن الزوار من شراء المشروبات وما يلزمهم أثناء رحلتهم هذه، وقد تم التفكير في هذه التفاصيل لتسهيل الرحلة وجعلها أكثر متعة.

يوجد بالمكان العديد من الطرق المؤدية إلى قمة الجبل، أشهرها الطريق رقم 4، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بتجربة عبور الجسر الوحيد المعلق في المكان، والذي يسمى بجسر مياما.

كما يتميز جبل تاكاو اليوم بسهولة تسلقه بفضل التجهيزات التي تم توفيرها للزوار، بينما لم يكن كذلك قبل 1300 عاماً. وبما أن الأماكن العالية وصعبة الوصول في اليابان كانت دائماً تعتبر أماكن مقدسة ومن الشائع تشييد معابد فيها. فقد تم بناء معبد على قمة جبل تاكاو من قبل الكاهن البوذي الشهير غيوكي الذي عاش ما بين سنتي 668 و749. ولا يزال هناك عدد من المواقع المقدسة الموجودة على الجبل إلى يومنا هذا. ومن بين الأساطير المتداولة عن الجبل أنه إذا قام شخص بغمس المال في جدول المياه الجبلية الصافية والتي تجري بالقرب من التمثال الذهبي للإله الذي يوجد بمعبد هاتشيداي ريودو فإن ظروفه المادية ستتحسن بشكل كبير. بالإضافة إلى هذا المعبد توجد شجرة كافور كبيرة تسمى تاكو سوغي يُعتقد أنها تجلب الحظ السعيد للزوار لذلك تعتبر شجرة مقدسة. زد على ذلك منحدر أوتوكوزاكا و سلالم كونوكي مون، ويعتقد أيضاً أن التنزه بهما يسمح بتطهير الزائر من غرائزه البشرية والدنيوية، ويمكن إكمال هذه المراسم التعبدية من خلال المرور عبر حلقة كبيرة تسمى بنيجاي-كاناو-وا-كوجوري، إذ لهذه الحلقة القدرة على تحقيق الأمنيات. لذلك يعتقد اليابانيون أن وجود مثل هذه المقدسات أو نقاط الحظ على طول طريق الجبل يجعله ذو قيمة أكبر فهو يبارك زواره ويحقق أمانيهم، ويمنحهم فرصة زيادة ثرواتهم.

صورة شجرة كافور مقدسة ذات جذور مكشوفة ممتدة بشكل يشبه الأخطبوط. ويوجد بجوارها تمثال لأخطبوط يقال إنه يمنح الحظ السعيد لكل من يلمسه.

صورة لمنحدر أوتوكو زاكا والذي يوجد به 108 درجاً حجرياً، وهو نفس عدد الغرائز البشرية الدنيوية المصنفة وفق التعاليم البوذية.

وللعلم يسمى المبنى الرئيسي بياكوي إين، وبه يوجد الإله الرئيسي للمعبد إزونا داي كونجان. يتردد عليه الزوار لأداء الصلوات سعياً للتخلص من الحظ السيئ ونيل مباركات بالحظ الجيد والثروة. كما يتميز المكان بانتشار العديد من تماثيل تانجو ”وهي مخلوقات غير طبيعية ذات قوى خارقة وفقاً للفلكلور الشنيتو“، وتعرف هذه باسم كانزوكو مهمتهم خدمة وحماية الإله الرئيسي للمكان. وترتبط هذه المخلوقات ارتباطا وثيقاً بجبل تاكاو وتكريماً لها أطلق اسمها على حلوى شعبية محشوة بعجينة الفاصوليا السوداء حيث سميت بتنجوياكي.

وما يزيد هذا الجبل قيمة أكبر إمكانية رؤية جبل فوجي خلال الأيام التي تكون فيها السماء صافية. وفي العصور الماضية التي تعود إلى فترة إيدو 1603-1868، كان عامة الناس من اليابانيين يعبدون أعلى قمة في اليابان من جبل تاكاو. وهذا ما زاد من قداسة هذا الجبل وميزه عن باقي الجبال الموجودة بالمنطقة.

تمثال لتانغو كبير ذو أنف طويل بجوار بوابة ياكوين، محاط بتماثيل تانغو أصغر ولها مناقير تشبه منقار الغراب.

من قمة تاكاو يمكن الاستمتاع بإطلالة بانورامية على جبال تانزاوا المجاورة له.

كما تم تشييد متحف بالقرب من الجبل ويتم فيه عرض كل النباتات التي تعيش بالمنطقة، بالإضافة إلى وجود العديد من المرافق السياحية مثل الينابيع الساخنة الطبيعية، التي تمنح الزوار فرصة للاستجمام والاستمتاع بالإقامة في المنطقة مدة أطول. ومن أكثر الأمور التي يُنصح الزوار بها هي المرور بأحد مطاعم الصوبا الموجودة عند سفح الجبل. وتسمى الصوبا المحلية تلك باسم ترورو صوبا وهو طبق من الصوبا مغطى بمعجون اليام المبشور.

رغم صغر قمة هذا الجبل إلا أن به تنوعاً طبيعياً خلاباً، إضافة إلى وجود معالم ثقافية مميزة. اجتماع كل هذه المقومات جعله غنياً ومُرضياً لكل الأذواق، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بزيارته على مدار السنة بشكل متكرر يتزامن مع تغير الفصول.

(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. تقرير وكتابة Nippon.com. صورة العنوان: ياكوي-إن في القاعة الكبرى. كل الصور من تصوير © Nippon.com)