اكتشف أودايبا: وجهة ساحرة تجمع بين الطبيعة الخلابة والمرح والتجارب الفريدة

إطلالات ساحرة على خليج العاصمة

بُنيت أودايبا على جزيرة اصطناعية في خليج طوكيو، واكتملت أعمال الردم في أواخر الثمانينيات. رغم ذلك، ظلت المنطقة مهجورة تقريبًا لمدة عقد من الزمن قبل أن تتحول إلى وجهة سياحية شهيرة، تستقطب نحو مليون زائر أجنبي سنويًا.

حققت أودايبا نقلة نوعية عندما انتقلت شبكة تلفزيون فوجي من شينجوكو إلى الجزيرة الاصطناعية في عام 1997. احتفالًا بهذه الخطوة، أُنتج مسلسل بوليسي بعنوان ”أودورو دايسوسان“، المعروف بالإنكليزية باسم ”Bayside Shakedown“، والذي صُوِّر في أودايبا وحقق نجاحًا كبيرًا، مما ساهم في وضع المنطقة رسميًا على الخريطة السياحية. لم تتوقف جهود تلفزيون فوجي عند هذا الحد، بل فتح استوديوهاته للجولات السياحية، كما أُقيم متجر لبيع المنتجات المتعلقة ببرامجه التلفزيونية. إضافةً إلى ذلك، أصبح سطح المراقبة، الذي يرتفع 100 متر عن سطح البحر، من أبرز المعالم السياحية في المنطقة.

لاحقًا، أسهم افتتاح خط يوريكامومي بشكل مباشر في تنشيط الحركة في أودايبا، بالتزامن مع افتتاح مراكز تسوق بارزة مثل ”Decks Tokyo Beach“ و”Aqua City Odaiba“، والتي تقع بين محطتي أودايبا كايهينكوين ودايبا. كل هذه العوامل جعلت من أودايبا وجهة سياحية مفضلة للشباب والعائلات على حد سواء. فقد أصبح بإمكان الزوار التسوق مع مواكبة أحدث صيحات الموضة، ومشاهدة الأفلام، أو قضاء أوقات ممتعة في مراكز الترفيه الداخلية، أو تذوق أشهى أطباق الرامن والتاكوياكي، بالإضافة إلى الاستمتاع بالأنشطة والفعاليات المستمرة أو الموسمية التي تُقام في المنطقة.

مبنى مقر شبكة فوجي التلفزيونية، مجسم الكرة المدمج في المبنى يبلغ قطره 32 متراً وبه منصة مراقبة. (© سوميسي ناوتو)

تعتبر أودايبا من أبرز معالم الجذب السياحي في طوكيو، بفضل موقعها المميز على الواجهة البحرية، الذي يوفر إطلالات بانورامية رائعة على المدينة عبر مياه الخليج. هذا يجعلها واحدة من الوجهات الأكثر شهرة بين السياح الأجانب الذين يزورون العاصمة اليابانية.

يستمتع معظم زوار حديقة كايهين كويين البحرية في أودايبا بالتقاط الصور أمام تمثال الحرية، الذي يقدر حجمه بنحو سبعة أضعاف حجم التمثال الأصلي. يضفي تلألؤ الأضواء ليلاً خلفية ساحرة، مما يجعل الزوار يشعرون وكأنهم انتقلوا إلى مانهاتن لتجربة الأجواء النابضة بالحياة هناك.

كما يُعتبر المكان وجهة مفضلة للأزواج والعشاق، حيث يمكنهم الاستمتاع بالأجواء الرومانسية التي تسيطر على المنطقة. خاصة عندما تضاء معالم شهيرة مثل جسر قوس قزح وبرج طوكيو في الليل، حيث يخلق ذلك مشهدًا شاعريًا يضفي لمسة من السحر والرومانسية على الأجواء، مما يجعل أودايبا وجهة مثالية لقضاء أوقات لا تُنسى.

لحظة الغسق من برج المراقبة. (© سوميسي ناوتو)

خضعت المياه قبالة جزيرة أودايبا لعملية تنظيف شاملة لتكون مؤهلة لاستضافة حدث الترياتلون في دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية بطوكيو في عام 2021. نتيجة لذلك، تحولت هذه المنطقة إلى وجهة شهيرة لعشاق الرياضات البحرية، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بمجموعة متنوعة من الأنشطة المائية.

تعمل الحافلات المائية من منطقة كايهين كويين، مقدمةً رحلات نهرية ساحرة تمر تحت جسر قوس قزح، وتواصل سفرها على طول نهر سوميدا حتى تصل إلى أساكوسا في منطقة تايتو. هذه الرحلات تتيح للركاب فرصة استكشاف المناظر الطبيعية الخلابة للمدينة من منظور فريد، مما يضيف لمسة من المغامرة والإثارة إلى تجربة زوار أودايبا.

بإمكان ركاب الرحلات النهرية مشاهدة الجزر الحصينة الصغيرة عن قرب، والتي تم إنشاؤها في منتصف القرن التاسع عشر. (© سوميسي ناوتو)

تُعتبر جزيرتا ”شيناغوا دايبا رقم 3“ عند أسفل جسر قوس قزح و”شيناغاوا دايبا رقم 6“ المجاورة من بين أبرز الجزر التحصينية التي تحمل تاريخًا عريقًا. تم إنشاء حصون ”دايبا“ كجزء من نظام الدفاع الساحلي في منتصف القرن التاسع عشر، حيث كانت مزودة بالمدافع لحماية اليابان من التهديدات الأمريكية المتزايدة. يعود أصل اسم ”أودايبا“ إلى كلمة ”دايبا“ مع إضافة ”أو“ الاحترامية في اللغة اليابانية، تقديرًا لموقعها القريب من مركز السلطة آنذاك في ”شيناغاوا“.

ومن المثير للدهشة أن هذه الحصون، التي بُنيت في الأصل لصد الغزوات الأجنبية، قد تحولت بمرور الزمن إلى وجهة سياحية تعج بالزوار الأجانب القادمين من جميع أنحاء العالم.

تستمر أودايبا في التطور والنمو، مع وجود خطط لافتتاح ساحة متعددة الأغراض في عام 2025، مما يجعل كل زيارة إليها تجربة جديدة مليئة بالمفاجآت. ومع هذه المشاريع الجديدة، تبقى أودايبا مركزًا حيويًا يجمع بين التاريخ، والثقافة، والترفيه، مما يعزز مكانتها كوجهة سياحية فريدة في قلب طوكيو.

بالقرب من تمثال الحرية ينتصب مجسم غاندام الضخم بالقرب من مركز التسوق DiverCity Tokyo Plaza ، كرمز شهير ومميز لأودايبا. (© سوميسي ناوتو)

(النص الأصلي نُشر باللغة اليابانية، الترجمة من اللغة الإنكليزية. المادة النصية من إعداد Nippon.com)