قبل تفشي فيروس كورونا الجديد في اليابان: السياسات الضرورية لدعم المرضى

صحة وطب

استجابةً للعدد المتزايد من حالات العدوى والإصابة بفيروس كورونا الجديد COVID-19 في اليابان، عقدت الحكومة اجتماعها الأول للخبراء في الأمراض المعدية في 16 فبراير/ شباط 2020 وأعلنت سياساتها الخاصة بوقف تفشي الفيروس، على أساس افتراض أن عدد المرضى سوف يشهد زيادة أخرى. لقد توفيت امرأة مسنة بالفعل بسبب الفيروس، وهناك حاجة إلى بذل الجهود لتوفير الرعاية المناسبة لأولئك الذين يعانون من أعراض خطيرة لمنع المزيد من الوفيات.

بعض طرق العدوى غير المعروفة

تستمر حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد في اليابان، حيث تم تحديد مصابين جدد في محافظة كاناغاوا، طوكيو، واكاياما، وآيتشي. وفي 13 فبراير/ شباط، توفيت امرأة في الثمانينات من عمرها أصيبت بالفيروس، وهو ما يمثل أول حالة وفاة بفيروس كورونا الجديد COVID-19 في اليابان.

حتى اليوم 25 فبراير/ شباط 2020، كانت هناك 851 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا الجديد في اليابان، بما في ذلك 132حالة بين السكان المحليين، 14 حالة بين المواطنين الذين تم إعادتهم على متن طائرة يابانية مستأجرة من الصين، و691 حالة على متن السفينة السياحية دايموند برنسيس التي خضعت للحجر الصحي قبالة سواحل مدينة يوكوهاما اليابانية. وفي الوقت نفسه، بلغ عدد الإصابات المؤكدة في الصين إلى77658 حالة، 2663 حالة وفاة.

تضمنت الإصابات الحديثة في اليابان حالات لم يكن فيها مسار العدوى بالفيروس واضحًا. على سبيل المثال، الطبيب في محافظة واكاياما الذي تأكدت إصابته بالفيروس في 13 فبراير/ شباط لم يسافر إلى الصين، ولا يبدو أنه فحص شخصًا مصاب بالفيروس. كما تم التأكد من إصابة زميل للطبيب وأحد أفراد أسرة مريض في المستشفى. تم تحديد ما مجموعه 12 حالة في المحافظة، بما في ذلك حالة جديدة تتعلق بشخص لم يزر المستشفى المعني مؤخرًا.

قال الدكتور كونيشيما هيرويوكي، الأستاذ في جامعة سانت ماريانا الطبية ومدير مركز الأمراض المعدية التابع لها، "يبدو أن بعض الإصابات قد حدثت لم تنشأ من الاتصال بأشخاص سافروا إلى الصين". وأكد أيضًا أن هذا الموقف كان متوقعًا "ليس من المستغرب أن تنشأ حالات انتقال غير معروفة".

مرحلة مبكرة من تفشي المرض

اتفق اجتماع الخبراء حول أزمة فيروس كورونا على أن اليابان، حتى من 16 فبراير/ شباط، في "مرحلة مبكرة من تفشي المرض في البلاد". وذكروا أيضًا أن الوضع لم يتقدم بعد إلى المرحلة الأكثر خطورة التي تتطلب من الحكومة إعلانه وباء. لقد انتشرت العدوى إلى ما مجموعه 12 محافظة في اليابان حتى من 17 فبراير/ شباط، مما يجعل هذه لحظة حرجة لمعرفة ما إذا كان يمكن إيقاف انتشار الفيروس أم لا.

ما هي السياسات التي ينبغي إعطاء الأولوية لها للمضي قدمًا؟ إحدى التدابير المهمة وفقًا للدكتور كونيشيما هي "توفير الرعاية الطبية المناسبة للأشخاص الذين يعانون من أعراض خطيرة". يشكو الأشخاص المصابون بفيروس كورونا الجديد من الحمى، التهاب الحلق، السعال، والتعب، ولكن في حوالي 80٪ من الحالات تكون هذه الأعراض خفيفة. ومع ذلك، كما رأينا في ووهان حيث نشأ الفيروس، يمكن أن تتفاقم الأعراض بسرعة، مما يجعل هذا الفيروس خطيرًا وقادر على التسبب في العديد من الوفيات. 

يظهر التحليل الذي أجرته منظمة الصحة العالمية أن الأعراض تصبح حادة في حوالي 20٪ من المرضى الذين يصابون بـالفيروس. يشير الدكتور كونيشيما إلى الحاجة إلى "تحديد المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة على وجه السرعة والذين يحتاجون إلى جهاز تنفس صناعي أو أجهزة أخرى ومنحهم بسرعة العلاج الذي يحتاجون إليه".

تواجه الرعاية الطبية في اليابانية تحديات أخرى. يلاحظ الدكتور كونيشيما أن "بعض المستشفيات مكتظة مؤخرًا بسبب توجه الناس للعيادات الخارجية للكشف بسبب مخاوف الناس من إصابتهم بالعدوى حتى لو لم تظهر عليهم أعراض الإصابة، الأمر الذي لا يؤدي إلا إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى". "حيث إن ازدحام المستشفيات يخلق مشكلة تتمثل في تأخر الاستجابة لأولئك المرضى الذين يعانون من أعراض حادة ويحتاجون بالفعل إلى علاج طبي عاجل".

خطر حدوث مضاعفات خطيرة بسلل الإصابة بفيروس كورونا الجديد يرتفع بشكل خاص بين كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل مرض السكري أو أمراض القلب المختلفة. لذا يجب توخي الحذر بشكل خاص حتى لا تنتشر العدوى في مرافق المسنين.

إلغاء العديد من الفاعليات

أدت المخاوف من انتشار الفيروس إلى تقليص مفاجئ للأحداث المخطط لها. تم إلغاء حفل الاستقبال للجمهور أثناء الاحتفال بعيد ميلاد الإمبراطور ناروهيتو في 23 فبراير/ شباط. كما تم إلغاء مشاركة حوالي 38000 عداء من الهواة في ماراثون طوكيو، المقرر عقده في الأول من مارس/ آذار. كما تم تقليص حجم الماراثون، الذي يؤهل لأولمبياد طوكيو 2020 بشكل كبير، مما حصر المنافسة فقط بين العدائين المدعوين. تشمل الأحداث الهامة الأخرى التي تم إلغاؤها بسبب المخاوف من تفشي الفيروس حفلا موسيقيا ضخما كان من المقرر عقده في طوكيو.

ومع ذلك، يعتزم دوري البيسبول للمحترفين بدء الموسم في 20 مارس/ آذار كما هو مخطط له، بما في ذلك المباريات التي تقام في الملاعب المغلقة. وصلت الشعلة الأولمبية إلى اليابان، وسيبدأ تتابع الجري وحمل الشعلة الأولمبية على مستوى البلاد في 26 مارس/ آذار كما هو مقرر في الأصل.

ومع اقتراب أولمبياد طوكيو التي ستعقد هذا الصيف، ستكون اليابان في سباق مع الزمن لمنع انتشار فيروس كورونا في البلاد.

(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية، صورة العنوان: ركاب ينتظرون رحلاتهم في مطار هانيدا بطوكيو يضعون الكمامنات الطبية لتجنب العدوى في 17 فبراير/ شباط 2020. جيجي برس)

الطب مرض