زلزال فوكوشيما يعيد ذكريات كارثة زلزال وتسونامي 2011 القاتمة

إيواكي (اليابان) (رويترز) - ملأت رائحة الكحول الحانة الصغيرة يوم الأحد عندما نظفت أوي هوشينو زجاج زجاجات الويسكي التي تحطمت في زلزال قوي الليلة السابقة، بدا أن أحدها كان أحد توابع الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة فوكوشيما في عام 2011.

ووقع الزلزال الذي بلغت قوته 7.3 درجة على مقياس ريختر قبل وقت قصير من منتصف ليل السبت وتسبب في تصدع الجدران وتحطيم النوافذ وتسبب في انهيار أرضي في فوكوشيما، المنطقة الأقرب إلى مركز الزلزال. أصيب أكثر من 100 شخص.

قامت هوشينو، 46 عامًا، بإزالة الزجاج المكسور من حوالي 20 زجاجة ويسكي محطمة في كيس قمامة في حانة في شارع خلفي في مدينة إيواكي، على بعد حوالي 200 كيلومتر (120 ميلًا) شمال طوكيو وليس بعيدًا عن مركز الزلزال.

وقالت ”لقد أصابتنا جائحة كورونا بالركود، ولذا كنا نتطلع إلى إعادة فتح متاجرنا، ويحدث هذا الآن“، في إشارة إلى حالة الطوارئ المعلنة محليًا والتي أغلقت الحانة الخاصة بها من يناير/ كانون الثاني وكان من المقرر رفعها الاثنين.

”إنه مجرد شيء تلو الآخر“.

قالت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية (JMA) إنه يعتقد أن الزلزال كان تابعًا لزلزال قوته 9.0 على مقياس ريختر في 11 مارس/ آذار 2011 والذي تسبب في موجات تسونامي عاتية، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 20000 شخص على طول رقعة واسعة من شمال شرق اليابان، وحادث فوكوشيما النووي الأسوأ في العالم منذ 25 عامًا. وحذرت الوكالة من توابع لعدة أيام.

وقالت هوشينو إن زلزال السبت أعاد ذكريات مخيفة.

”كان رد فعلي سريع، ولم أستطع التوقف عن الارتعاش. كانت ساقاي ترتجفان أيضًا، لكنني لم أستطع الحكم ما إذا كان من الآمن الخروج أو البقاء في الداخل، لذلك انتهى بي الأمر برقصة صغيرة غريبة“، قالت وهي تكتم ضحكتها.

وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية NHK الوطني إن 121 شخصًا على الأقل أصيبوا، من بينهم العديد ممن أصيبوا بكسور، لكن لم ترد أنباء عن وفيات.

وتوقعت هيئة الأرصاد اليابانية هطول أمطار غزيرة في المنطقة التي ضربها الزلزال يوم الاثنين، محذرة من احتمال ضعف الأرض بسبب الزلزال، مما يجعلها عرضة للانهيارات الأرضية.

اهتزاز المباني في طوكيو

الساعة 11:08 مساءً هز زلزال (1408 بتوقيت غرينتش) المباني في العاصمة اليابانية طوكيو، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن مئات الآلاف من المباني في شرق وشمال شرق اليابان. ولكن بحلول الصباح، تمت استعادة الكهرباء للجميع تقريبًا.

ظلت عدة آلاف من المنازل بدون مياه، مما اضطر السكان إلى الاصطفاف مع أباريق بلاستيكية لتلقي المياه من الشاحنات.

لم يكن هناك تسونامي هذه المرة، ولا تقارير عن أضرار في أي محطات نووية. ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية NHK أن حوالي 160 مللي لتر (5 أونصات) من الماء قد تسربت من بركة وقود مستنفد في مفاعل فوكوشيما دايني لكن هذا لا يمثل أي خطر.

تم تعليق خدمة قطار شينكانسن السريع إلى معظم شمال اليابان بسبب الأضرار على طول القضبان. لم يكن من المتوقع استعادة الخدمة على طول خط واحد حتى يوم الثلاثاء على الأقل.

قالت شركة الخطوط الجوية ANA يوم الأحد إنها تضيف بعض المسارات الإضافية وتزيد من حجم الطائرات على الطرق الأخرى إلى شمال اليابان ليومي الأحد والاثنين.

قالت شركتا تويوتا ونيسان للسيارات إن أيا من مصانعها في المنطقة لم تتأثر.

الزلازل شائعة في اليابان، وهي واحدة من أكثر مناطق العالم نشاطًا زلزاليًا، وتشكل اليابان حوالي 20٪ من الزلازل في العالم بقوة 6 درجات أو أكثر.

(شارك في التغطية ساكورا موراكامي وإيسي كاتو في إيواكي؛ ريتسكو أندو وإلين لايس وماكي شيراكي وإيمي ياماميتسو في طوكيو؛ بقلم إيلين لايز، النص الأصلي باللغة الإنكليزية، الترجمة من إعداد nippon.com)

جدار خارجي منهار لمبنى ناجم عن زلزال قوي في إيواكي، محافظة فوكوشيما، اليابان ، 14 فبراير/ شباط 2021. (رويترز) / إيسي كاتو.

موظف بمكتبة يحاول ترتيب الكتب بعد سقوطها من أرفف الكتب بسبب زلزال قوي في مكتبة مدينة إيواكي في إيواكي، محافظة فوكوشيما، اليابان، 14 فبراير/ شباط 2021. رويترز / إيسي كاتو.

ميتسو هيسا، 70 عامًا، مالكة حانة إيزاكايا يابانية، تنظف الأطباق المكسورة في متجرها بعد زلزال قوي في إيواكي، محافظة فوكوشيما باليابان، 14 فبراير/ شباط 2021. رويترز / إيسي كاتو.