هل يمكن الخروج من نفق فوكوشيما المظلم: عملية التنظيف النووي في اليابان.. لا نهاية تلوح في الأفق

كوارث

طوكيو (رويترز) - وقف عمال محطة فوكوشيما النووية الصمت لمدة دقيقة هذا الأسبوع حدادًا لإحياء الذكرى العاشرة لكارثة طبيعية تسببت في أسوأ حادث نووي منذ حادث تشيرنوبيل الشهير.

عاد بعدها العمال إلى استئناف عملهم في هدم المفاعلات التي انصهرت في الأيام التي أعقبت كارثة التسونامي وزلزال شرق اليابان الكبير في 11 مارس/ آذار 2011.

ويُنظر إلى هذه المهمة على أنها أغلى وأخطر محاولة تنظيف نووي على الإطلاق. فبعد عقد من الزمان، لا يزال جيش من المهندسين والعلماء و5000 عامل يشارك في مشروع يتوقع الكثيرون أنهم لن يشهدوا نهايته في حياتهم.

يشبه ناؤوكي أوكوزومي، رئيس قسم أبحاث تفكيك المفاعل بمعهد اليابان للأبحاث الرائدة في اليابان، العمل المتبقي بتسلق سلسلة جبال من دون خريطة.

وقال أوكوزومي لرويترز ”الشعور الذي يراودنا هو الاعتقاد بأن القمة تبدو قريبة ولكن بعد أن تصل إلى ما كنت تعتقد انه القمة، ترى قمة أخرى أبعد“.

يحتاج أوكوزومي وآخرون إلى إيجاد طريقة لإزالة 880 طنًا من وقود اليورانيوم عالي النشاط الإشعاعي وتخزينه بأمان إلى جانب كتلة أكبر من الخرسانة والمعادن التي انصهر الوقود فيها قبل عقد من الزمان أثناء الحادث.

ولا تتوافر بعد المعدات الروبوتية للقيام بهذه المهمة. ولا توجد خطة محددة حول المكان الذي يجب وضع المادة المشعة به عند إزالتها.

وتقول الحكومة اليابانية إن هذه المهمة يمكن أن تستمر لمدة 40 عامًا أخرى. ويقول الخبراء الخارجيون إن الأمر قد يستغرق ضعف الوقت، مما يدفع إلى آجال الانتهاء من هذا العمل إلى نهاية القرن الجاري.

وقعت محطة فوكوشيما دايئيتشي النووية التابعة لشركة تيبكو، والتي كانت تحتوي على 6 مفاعلات في السابق، في أزمة بسبب التسونامي الذي أعقب زلزالًا بقوة 9.0 درجات قبالة ساحل شمال اليابان في 11 مارس/ آذار 2011.

فقد ضرب الزلزال وأمواج التسونامي العاتية مولدات الطاقة الاحتياطية في فوكوشيما، مما أدى إلى تعطيل أنظمة التبريد بها. وسرعان ما ارتفعت درجة حرارة المفاعلات، مما أدى إلى حدوث انفجارات حيث انصهر اليورانيوم. وأجبرت الأعمدة المشعة التي تشكلت على إجلاء حوالي 160 ألف شخص.

ولم يدرك المهندسون مدى تعقيد عملية التنظيف إلا في عام 2017. عند هذه النقطة، تم إرسال 5 روبوتات صممت خصيصًا لهذه المهمة عبر المياه الملوثة المظلمة التي تم ضخها لتبريد اليورانيوم. لكن الإشعاع صعق أجهزتهم الإلكترونية.

وقدم أحد الروبوتات التي طورتها شركة توشيبا، الملقب بـ ”سمكة الشمس الصغيرة“، وهو جهاز يقارب حجم رغيف الخبز، لمحة مبكرة عن الضرر الفوضوي حول قلب المفاعل.

وافترض كينجي ماتسوزاكي، وهو فني روبوت في توشيبا الذي قاد عملية تطوير ”سمكة الشمس“، أنهم سيجدون وقودًا ذائبًا في قاع المفاعلات.

لكن مقاطع الفيديو الأولية التي ألتقطتها سمكة الشمس أظهرت كمًا هائلًا من الدمار، في خليط من الهياكل المقلوبة داخل المفاعل، وركام من الحطام البني الذي لا يمكن التعرف على هويتها والمعدن المشع بشكل خطير.

وقال ماتسوزاكي: ”كنت أتوقع أن تكون محطمة بالفعل، لكنني لم أكن أتوقع أن تكون بهذا السوء“.

وتم تأجيل تسليم ذراع آلية لبدء إزالة الوقود، التي تم تطويرها في إطار برنامج بقيمة 16 مليون دولار مع هيئة وقف التشغيل النووي في المملكة المتحدة، حتى عام 2022. وتخطط شركة تيبكو لاستخدامها في انتزاع بعض الحطام من داخل المفاعل 2 للاختبار وللمساعدة في تخطيط العملية الرئيسية.

وحقق المشروع بعض النجاحات، حيث تم إزالة حوالي 2000 من قضبان الوقود المستهلك في المفاعلين رقم 3 ورقم 4، والتي كان من الممكن أن تسبب إطلاقًا إشعاعيًا هائلاً آخر إذا ارتفعت درجة حرارتها، بعد نصب إطارات ورافعات عملاقة فوق المباني.

وجرى تقليل الإشعاع في معظم مواقع العمل في فوكوشيما، تضاهي مساحتها حجم حديقة سنترال بارك في نيويورك. وفي معظم مناطق المفاعل، لم يعد العمال البالغ عددهم 5000 بحاجة إلى معدات الحماية الخاصة التي أدت إلى إبطاء العمل خلال فصول الصيف الحارة والرطبة في اليابان.

لكن التنظيف تأخر بسبب تراكم المياه الملوثة في الخزانات التي تملأ الموقع. وجرى الحفاظ على الوقود النووي المنصهر باردًا عن طريق ضخ الماء في أوعية المفاعل التالفة.

وجرى ضخ المياه ومعالجتها. وتحتوي صهاريج التخزين الآن على ما يكفي من المياه المشعة لملء أكثر من 500 حمام سباحة أوليمبي. وتتوقع شركة تيبكو أنها ستزيد من مساحة التخزين الخاصة بها في العام المقبل.

ويتوقع معظم المحللين أن تقوم الحكومة بالتخلص من هذه المياه في المحيط بعد مزيد من المعالجة. ومارست مجتمعات الصيد ضغوطًا ضد ذلك، كم اعترض كل من كوريا الجنوبية والصين على مثل هذه الخطوة.

ولا توجد حتى الآن خطة لمكان وضع الحطام المشع الناتج من المفاعلات.

وقال هيروشي ميانو، رئيس لجنة وقف التشغيل في جمعية الطاقة الذرية اليابانية: ”ليس من الجيد مجرد نقل النفايات عالية الإشعاع من داخل المفاعل النووي إلى مكان آخر في المحطة“. ”أين ستذهب النفايات؟ هل سيتم تفتيتها؟ هذه هي التساؤلات التي يجب طرحها للنقاش“.

(تقرير ساكورا موراكامي وآرون شيلدريك. كتابة كيفين كروليكي. وتحرير جيري دويل. النص الأصلي باللغة الإنكليزية، الترجمة من إعداد nippon.com)

صهاريج تخزين المياه المعالجة شوهدت في محطة فوكوشيما دايئيتشي للطاقة النووية التي أصيبت بالشلل في بلدة أوكوما، بمحافظة فوكوشيما، اليابان، 1 مارس/ آذار 2021. التقطت الصورة في 1 مارس/ آذار 2021. تصوير: ساكورا موراكامي/ رويترز.
صهاريج تخزين المياه المعالجة شوهدت في محطة فوكوشيما دايئيتشي للطاقة النووية التي أصيبت بالشلل في بلدة أوكوما، بمحافظة فوكوشيما، اليابان، 1 مارس/ آذار 2021. التقطت الصورة في 1 مارس/ آذار 2021. تصوير: ساكورا موراكامي/ رويترز.

عمال ينتظرون في محطة للحافلات أمام مبنى المفاعل رقم 3 في محطة فوكوشيما دايئيتشي للطاقة النووية التي أصيبت بالشلل في بلدة أوكوما، محافظة فوكوشيما، اليابان، 1 مارس/ آذار 2021. التقطت الصورة في 1 مارس/ آذار 2021. تصوير: ساكورا موراكامي/ رويترز.
عمال ينتظرون في محطة للحافلات أمام مبنى المفاعل رقم 3 في محطة فوكوشيما دايئيتشي للطاقة النووية التي أصيبت بالشلل في بلدة أوكوما، محافظة فوكوشيما، اليابان، 1 مارس/ آذار 2021. التقطت الصورة في 1 مارس/ آذار 2021. تصوير: ساكورا موراكامي/ رويترز.

يُظهر عداد جيجر مستوى إشعاع قدره 231 ميكروسيفرت في الساعة بالقرب من مبنى المفاعل رقم 3 المتضرر في محطة فوكوشيما دايئيتشي للطاقة النووية التي أصيبت بالشلل في بلدة أوكوما، محافظة فوكوشيما، اليابان في 1 مارس/ آذار 2021. التقطت الصورة في 1 مارس/ آذار 2021. تصوير: ساكورا موراكامي/ رويترز.
يُظهر عداد جيجر مستوى إشعاع قدره 231 ميكروسيفرت في الساعة بالقرب من مبنى المفاعل رقم 3 المتضرر في محطة فوكوشيما دايئيتشي للطاقة النووية التي أصيبت بالشلل في بلدة أوكوما، محافظة فوكوشيما، اليابان في 1 مارس/ آذار 2021. التقطت الصورة في 1 مارس/ آذار 2021. تصوير: ساكورا موراكامي/ رويترز.

عمال يسيرون بالقرب من مبني المفاعلين رقم 2 ورقم 3 في محطة فوكوشيما دايئيتشي للطاقة النووية التي أصيبت بالشلل في بلدة أوكوما، محافظة فوكوشيما، اليابان،1 مارس/ آذار 2021. التقطت الصورة في 1 مارس/ آذار 2021. تصوير: ساكورا موراكامي/ رويترز.
عمال يسيرون بالقرب من مبني المفاعلين رقم 2 ورقم 3 في محطة فوكوشيما دايئيتشي للطاقة النووية التي أصيبت بالشلل في بلدة أوكوما، محافظة فوكوشيما، اليابان،1 مارس/ آذار 2021. التقطت الصورة في 1 مارس/ آذار 2021. تصوير: ساكورا موراكامي/ رويترز.

منظر لصهاريج تخزين المياه المعالجة كما تظهر من خلال نافذة في محطة فوكوشيما دايئيتشي للطاقة النووية التي أصيبت بالشلل في بلدة أوكوما، محافظة فوكوشيما، اليابان، 1 مارس/ آذار 2021. التقطت الصورة في 1 مارس/ آذار 2021. تصوير: ساكورا موراكامي/ رويترز.
منظر لصهاريج تخزين المياه المعالجة كما تظهر من خلال نافذة في محطة فوكوشيما دايئيتشي للطاقة النووية التي أصيبت بالشلل في بلدة أوكوما، محافظة فوكوشيما، اليابان، 1 مارس/ آذار 2021. التقطت الصورة في 1 مارس/ آذار 2021. تصوير: ساكورا موراكامي/ رويترز.

فوكوشيما زلزال زلزال شرق اليابان الكبير رويترز