100 يوم على أولمبياد طوكيو: تسارع وتيرة الاستعدادات وسط أزمة كورونا

رياضة

طوكيو (رويترز) - عندما فازت اليابان باستضافة دورة الألعاب الأولمبية قبل ثماني سنوات، وصفت طوكيو بأنها موقع آمن وموثوق به، مقارنة بمنافسيها الذين يعانون من مشاكل مالية وعدم استقرار سياسي.

لكن الآن وقبل 100 يوم من بدء الألعاب الأولمبية، يواجه المنظمون طوفانًا من التحديات وعدم اليقين المتزايد مع تفشي الوباء في جميع أنحاء العالم، مما يؤثر على القرارات المتعلقة بكل شيء من سلامة الرياضيين إلى أعداد المتفرجين ومبيعات التذاكر.

ويعد فيروس كورونا أكبر أزمة حاليًا، حيث ترضخ دول مثل الهند والبرازيل تحت وطأة السلالات الجديدة وارتفاع أعداد الإصابات مؤخرًا. وفي اليابان، كانت عملية التطعيم هي الأبطأ بين الاقتصادات المتقدمة، بينما تكرر دخول طوكيو وخروجها من حالات من الإغلاق الناعم وسط مخاوف الخبراء من أن تكون العاصمة على أعتاب قفزة ”متفجرة“ في أعداد الإصابات.

ونتيجة لذلك، تم منع المتفرجين الأجانب من خارج البلاد ، وتم تغيير مسار أجزاء من مسيرة الشعلة الأولمبية، ولم يقرر المنظمون بعد ما يجب فعله مع الجمهور المحلي. وقد تسبب هذا في تحديات كبيرة للمنشآت الرياضية ووكالات السفر، التي تتصارع بالفعل مع قيود لمنع الفيروس.

وقال هيديماسا ناكامورا، الموظف باللجنة المنظمة والمشرف على لى الاستعدادات اللوجستية للألعاب، ”إن الوضع يتغير باستمرار. وحتى في الأشهر القليلة الماضية، تغير وضع فيروس كورونا بشكل كبير، وسيستمر الأمر على هذا النحو، ومن الصعب للغاية مواصلة الاستعدادات عندما لا نعرف ما سيكون عليه الوضع في المستقبل“.

وطرح فريقه أول ”دليل قواعد“ يحدد إجراءات مواجهة فيروس كورونا، بما في ذلك القواعد التي تحظر زيارات المتاجر والمطاعم. وإذا قام الرياضيون الزائرون بخرق البروتوكول، فقد يؤدي ذلك إلى منعهم من المشاركة في المنافسات”.

لكن ناكامورا تعهد بالتغلب على التحديات ”كفريق واحد“ وقال لرويترز إنه ”من المهم إظهار ما لدينا الآن، وتلقي التعليقات، ووضع اللمسات الأخيرة على دليل القواعد خطوة بخطوة، وليس جعل هذه المناقشات خلف الأبواب المغلقة.“

وقال إن التحديث القادم للقواعد متوقع هذا الشهر.

اضطراب حقيقي

قال ناكامورا إن حرارة الصيف تشكل عقبة أخرى أمام طوكيو، و”ستكون هناك مواقف يصعب فيها موازنة كل من الحرارة والإجراءات المضادة لفيروس كورونا“، مثل عندما يصطف الأشخاص الذين يرتدون كمامات خارج الملاعب.

وأضاف المسؤول في حكومة طوكيو يوئتيشيرو هارا، الذي يشرف على الاستعدادات على الطرق العامة حول منشآت الفعاليات، أن ”أعراض الإجهاد الحراري يمكن أن تكون مشابهة لأعراض فيروس كورونا“.

قال هارا إن فريقه يدرس ما إذا كان يجب على الطاقم الطبي في مراكز الإسعافات الأولية ارتداء بدلات واقية كاملة، ولكن مع صعوبة قياس انتشار الفيروس في يوليو/ تموز وعدم اتخاذ قرار بعد بشأن عدد المتفرجين، لم يتمكنوا من اتخاذ قرار في هذا الشأن، حول عدد المحطات اللازمة..

التحدي الآخر هو قرية الرياضيين، والتي من المتوقع أن تستوعب 15 ألف شخص من أكثر من 200 دولة للتنافس في 33 رياضة في 42 منشأة رياضية. وخطط المنظمون لاستقبال 126 ألف متطوع لرعاية الرياضيين والمتفرجين في جميع أنحاء المدينة.

وقال هيديكي هاياكاوا، مدير وحدة التنسيق الأولمبي في حي تشوئو بطوكيو، ”إن النظام الطبي يعاني بالفعل من ضغوط. ولا يستطيع المركز الصحي المحلي رعاية كل هؤلاء الرياضيين المتواجدين في القرية الأولمبية“.

وقال هاياكاوا إنه لا تزال هناك قضايا أخرى قيد التفاوض مع حكومة طوكيو.

وقالت حاكمة طوكيو يوريكو كويكي، في حفل أقيم يوم الأربعاء بمناسبة بلوغ 100 يوم قبل انطلاق الألعاب، إنها مصممة على إنجاح الحدث على الرغم من الصعوبات.

وقالت كويكي: ”المعركة ضد عدو غير مرئي، مثل فيروس كورونا، هي وراء التأجيل لمدة عام (تأجيل أولمبياد طوكيو حتى عام 2021)، ومثل ذلك محنة كبيرة للإنسانية“. ”أود أن نتغلب على المعركة ضد فيروس كورونا وأن نجعل الألعاب حدثًا لا يُنسى.

ويشكو بعض المنظمين المحليين من أن المعلومات الواردة من طوكيو تتدفق ببطء، وأنهم يتعرفون على التطورات الرئيسية من وسائل الإعلام. ويقول آخرون، مثل ميئي واتانابي، الذين يعدون لسباق الطريق في أوياما، وهي مدينة تقع على بعد 90 كيلومترًا (56 ميلًا) جنوب غرب طوكيو، إنهم يخشون أن تذهب شهور عملهم هباءً.

وقالت واتانابي: ”تعد حقيقة أننا لا نعرف ما إذا كان سيتم السماح للمتفرجين على جانب الطريق، مشكلة كبيرة بالنسبة لنا. فهذا يعني أنه لن تكون هناك حاجة لبعض الاستعدادات التي نقوم بها“، وقد ذكرت عناصر استعداد مثل الخيام والمراحيض وأماكن وقوف السيارات.

وخصص المنظمون في أوياما أموالًا لشراء ما يصل إلى 5 آلاف كمامة للمتفرجين، في حال سُمح لهم بالتجمع.

وقالت واتانابي: ”بمجرد أن يتحدد ذلك، سيكون الأمر اضطرابًا حقيقيًا“.

(من إعداد ساكورا موراكامي وإلين لايز وكيوشي تاكيناكا، شارك في التغطية ماري سايتو وجو مين بارك وأنتوني سلودكوفسكي، تحرير غيري دويل، النص الأصلي باللغة الإنكليزية، الترجمة من إعداد nippon.com)

الاستاد الوطني، وهو الاستاد الرئيسي لألعاب طوكيو الأولمبية والبارالمبية 2020، في طوكيو، اليابان، 18 مارس/ آذار، 2021. رويترز/ كيم كيونغ هون
الاستاد الوطني، وهو الاستاد الرئيسي لألعاب طوكيو الأولمبية والبارالمبية 2020، في طوكيو، اليابان، 18 مارس/ آذار، 2021. رويترز/ كيم كيونغ هون

منظر خارجي للاستاد الوطني، الملعب الرئيسي لألعاب طوكيو الأولمبية والبارالمبية 2020، في طوكيو، اليابان، 18 مارس/ آذار، 2021. رويترز/ كيم كيونغ هون.
منظر خارجي للاستاد الوطني، الملعب الرئيسي لألعاب طوكيو الأولمبية والبارالمبية 2020، في طوكيو، اليابان، 18 مارس/ آذار، 2021. رويترز/ كيم كيونغ هون.

هيديماسا ناكامورا، مسؤول تنفيذ الألعاب الأولمبية بطوكيو 2020، يتحدث خلال مقابلة مع رويترز في طوكيو، اليابان، في 12 أبريل / نيسان 2021. رويترز/ إيسّي كاتو.
هيديماسا ناكامورا، مسؤول تنفيذ الألعاب الأولمبية بطوكيو 2020، يتحدث خلال مقابلة مع رويترز في طوكيو، اليابان، في 12 أبريل / نيسان 2021. رويترز/ إيسّي كاتو.

قرية الرياضيين لدورة طوكيو الأولمبية 2020 (في المقدمة) في طوكيو، اليابان، 7 أبريل/ نيسان 2021. رويترز / كيم كيونغ هون
قرية الرياضيين لدورة طوكيو الأولمبية 2020 (في المقدمة) في طوكيو، اليابان، 7 أبريل/ نيسان 2021. رويترز / كيم كيونغ هون

 رجل يرتدي كمامة واقية بينما يمشي أمام ملصقات الألعاب الأولمبية، قبل يوم من الاحتفال ببلوغ 100 يوم باقية حتى حفل افتتاح دورة ألعاب طوكيو الأولمبية 2020 التي أعيد جدولتها في طوكيو، اليابان، 13 أبريل/ نيسان 2021. رويترز/ كيم كيونغ هون
رجل يرتدي كمامة واقية بينما يمشي أمام ملصقات الألعاب الأولمبية، قبل يوم من الاحتفال ببلوغ 100 يوم باقية حتى حفل افتتاح دورة ألعاب طوكيو الأولمبية 2020 التي أعيد جدولتها في طوكيو، اليابان، 13 أبريل/ نيسان 2021. رويترز/ كيم كيونغ هون

طوكيو الألعاب الأولمبية الحكومة اليابانية رويترز