معاناة غير مسبوقة للقطاع الصحي في أوساكا تحت وطأة الموجة الرابعة لفيروس كورونا

أوساكا، اليابان (رويترز) - تعاني المستشفيات في أوساكا ثاني أكبر مدينة في اليابان من موجة قوية من الإصابات بفيروس كورونا الجديد بالإضافة إلى نقص في الأسرّة وأجهزة التنفس الصناعي حيث يحذر الأطباء الذين أنهكتهم الجائحة من ”انهيار النظام الصحي“ وينصحون بعدم إقامة الأولمبياد هذا الصيف.

تعاني المنطقة الغربية في اليابان، التي يقطنها 9 ملايين شخص، تحت وطأة الموجة الرابعة من الجائحة حيث أن عدد الوفيات فيها خلال شهر مايو/ أيار يمثل ثلث عدد الوفيات في البلاد رغم أن تعداد السكان بها لا يشكل سوى 7% فقط من إجمالي تعداد سكان اليابان.

إن سرعة انهيار نظام الرعاية الصحية في أوساكا تبرز عظم التحدي الذي يمثله استضافة حدث رياضي عالمي ضخم في غضون شهرين من الآن، خاصة وأن إجمالي أعداد من تلقوا التطعيم من العاملين في القطاع الصحي في اليابان لا يتجاوز النصف تقريباً.

قال يوجي تودا مدير مستشفى كينداي الجامعي في أوساكا: ”ببساطة شديدة، هذا انهيار للنظام الطبي“.

”السلالة البريطانية المتحورة شديدة العدوى بالإضافة إلى عدم اليقظة وعدم التمسك بالتدابير الاحتياطية اللازمة يمثلان السبب الرئيسي وراء هذه الزيادة الهائلة في عدد المرضى“.

لقد نجحت اليابان في تجنب الارتفاع الحاد في أعداد المصابين الذي عانت منه دول أخرى، لكن الموجة الرابعة من الجائحة عصفت بمحافظة أوساكا، حيث تم تسجيل 3849 إصابة جديدة خلال الأسبوع حتى يوم الخميس.

وهذا يمثل قفزة في الإصابات تصل إلى أكثر من خمسة أضعاف مقارنةً بنفس الفترة منذ ثلاثة أشهر مضت.

من بين المصابين بفيروس كورونا في المحافظة والبالغ عددهم 13,770 مريضًا، تم نقل 14% فقط إلى المستشفيات، بينما تٌركت غالبية المرضى ليتدبرو أمرهم بنفسهم. وبالمقارنة مع طوكيو، نجد أن 37% من المرضى تم نقلهم إلى المستشفيات.

ترى لجنة استشارية حكومية أن المعدلات التي تقل عن 25% تعد حافزًا للتفكير في فرض حالة الطوارئ.

بحلول يوم الخميس، تم شغل 96% من 348 سريرًا تحتفظ بهم محافظة أوساكا لحالات الإصابة الخطيرة بالفيروس. وقال مسؤولون خلال هذا الشهر إن 17 شخصا قد ماتوا بسبب المرض خارج مستشفيات المحافظة منذ مارس/ آذار.

يقول توشياكي مينامي مدير مستشفى أوساكا الطبي والصيدلاني الجامعي (OMPUH)، إن السلالة المتحورة إذا أصابت الشباب فإن حالتهم الصحية تتدهور بسرعة شديدة، وما أن يتمكن المرض منهم، حتى يصبح من الصعب جداً أن يتماثلوا للشفاء.

”أعتقد أنه منذ بداية الجائحة وحتى الآن ساد اعتقاد لدى الكثير من الشباب بأنهم لا يقهرون. ولكن الوضع مختلف هذه المرة، فالجميع معرضون لنفس القدر من المخاطر“.

نقطة الانهيار

قال مينامي إن أحد الموردين أخبره مؤخرًا بأن مخزون البروبوفول، وهو دواء رئيسي يستخدم لتهدئة المرضى الذين يتم تركيب أنبوب التنفس لهم، ينخفض بوتيرة سريعة، بينما يعاني مستشفى تودا من نقص في أجهزة التنفس الصناعي الضرورية لمرضى كوفيد-19 ممن حالتهم خطرة.

قالت ساتسوكي ناكاياما، رئيسة قسم التمريض في مستشفى أوساكا الطبي والصيدلاني الجامعي OMPUH، إن رعاية المرضى المصابين بأمراض خطيرة لحمايتهم من خطر الإصابة بالعدوى قد أنهكت الطاقم الطبي بشكل كبير.

وأضافت ” بعض العاملين في وحدة العناية المركزة (ICU) يقولون إنهم وصلوا إلى نقطة الانهيار، لذا أفكر في إجراء حركة تغيير للموظفين كي أستعين بالعاملين في أجنحة المستشفى الأخرى“.

يعمل حوالي 500 طبيب و950 ممرض في مستشفى أوساكا الطبي والصيدلاني الجامعي OMPUH، وتصل طاقته السريرية إلى 832 سريراً. تم تخصيص عشرة من أسرّة العناية المركزة البالغ عددها 16 سريراً لمرضى الفيروسات، وقد توفي في وحدة العناية المركزة عشرون من حوالي 140 مريضًا حالتهم خطرة كانت المستشفى قد استقبلتهم.

قال ياسونوري كوماتسو، الذي يرأس اتحادًا لموظفي الحكومة الإقليمية، إن الظروف كانت رهيبة أيضًا لممرضات الصحة العامة في المراكز الصحية المحلية، اللاتي يمثّلن همزة الوصل بين المرضى والمؤسسات الطبية.

”بعضهن يعملن 100 أو 150 أو 200 ساعة عمل إضافية، وقد استمر هذا الوضع لمدة عام حتى الآن. في أيام العمل يعدن إلى المنزل في الساعة الواحدة أو الثانية صباحًا في بعض الأحيان، وما أن يخلدن إلى النوم حتى توقظهن مكالمة هاتفية من المستشفى في الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً“.

إن المحترفين في المجال الطبي ممن كانت لهم تجربة مباشرة مع معاناة أوساكا تحت وطأة الجائحة ينظرون نظرة سلبية لفكرة إقامة دورة ألعاب طوكيو المقررة في الفترة من 23 يوليو/ تموز إلى 8 أغسطس/ آب.

قال أكيرا تاكاسو رئيس طب الطوارئ في مستشفى أوساكا الطبي والصيدلاني الجامعي OMPUH: ”يجب عدم إقامة الألعاب الأولمبية، لأننا فشلنا بالفعل في منع دخول السلالة المتحورة من إنجلترا إلى اليابان، وقد تكون الكارثة القادمة هي دخول السلالة المتحورة الهندية“.

كان يشير إلى سلالة متحورة تم اكتشافها لأول مرة في الهند وصنفتها منظمة الصحة العالمية (WHO) على أنها مصدر قلق بعد أن أظهرت الدراسات الأولية قدرة تلك السلالة على الانتشار بسهولة أكبر.

”عند إقامة الألعاب الأولمبية، سوف يأتي إلى هذا البلد 70 أو 80 ألف رياضي وغيرهم من جميع أنحاء العالم، وقد يكون هذا سببًا لوقوع كارثة أخرى في الصيف“.

 (من إعداد كيوشي تاكيناكا في أوساكا؛ التقارير الإضافية بواسطة روكي سويفت في طوكيو؛ تحرير كلارنس فيرنانديز، النص الأصلي باللغة الإنكليزية، الترجمة من إعداد nippon.com)

الطواقم الطبية في مستشفى أوساكا الطبي والصيدلاني الجامعي تعمل في جناح العمليات بالمستشفى خلال تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في تاكاتسوكي بمحافظة أوساكا في اليابان، 17 مايو/ أيار 2021. أكيرا توموشيغي/ رويترز.

ساتسوكي ناكاياما مديرة قسم التمريض في مستشفى أوساكا الطبي والصيدلاني الجامعي تعمل مع زميل لها في جناح العمليات بالمستشفى خلال تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في تاكاتسوكي بمحافظة أوساكا في اليابان، 17 مايو/ أيار 2021. أكيرا توموشيغي/ رويترز.

الدكتور توشياكي مينامي مدير مستشفى أوساكا الطبي والصيدلاني الجامعي يقف لالتقاط صورة في مخزن للأدوية بالمستشفى خلال تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في تاكاتسوكي بمحافظة أوساكا في اليابان، 17 مايو/ أيار 2021. أكيرا توموشيغي/ رويترز.

منظر عام يظهر مستشفى أوساكا الطبي والصيدلاني الجامعي خلال تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في تاكاتسوكي بمحافظة أوساكا في اليابان، 17 مايو/ أيار 2021. أكيرا توموشيغي/ رويترز.

واحدة من الطاقم الطبي في مستشفى أوساكا الطبي والصيدلاني الجامعي تدخل وحدة العناية المركزة (ICU) خلال تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في تاكاتسوكي بمحافظة أوساكا في اليابان، 17 مايو/ أيار 2021. أكيرا توموشيغي/ رويترز.