رئيس الوزراء الياباني يبدي أسفه لتعرضه لانتقادات شديدة بسبب الإصرار على إقامة أولمبياد طوكيو وسط جائحة كورونا

طوكيو (رويترز) – أثار امتعاض رئيس الوزراء سوغا يوشيهيدي من النقد الموجه له يوم الأربعاء الكثير من الانتقادات لاستضافة اليابان للأولمبياد مع تفاقم أزمة كوفيد-19 بينما ذكرت إحدى الصحف أنه قد يُسمح للمتفرجين المحليين بالحضور.

ويعارض الكثير من اليابانيين والخبراء الطبيين إقامة ألعاب 2020 كما هو مخطط لها اعتبارا من 23 يوليو/تموز بعد أن أرجئت بالفعل لمدة عام، في وقت تشهد البلاد موجة رابعة من العدوى.

راهن رئيس الوزراء سوغا -الذي من المتوقع أن يدعو إلى انتخابات مبكرة بعد الفعالية- على سمعته السياسية في المضي قدما في الألعاب الأولمبية التي قال إنها ستبعث على البهجة في أرجاء العالم وستُجرى بأمان داخل ’’فقاعة‘‘.

ولكن تجلت حساسيته تجاه الانتقادات في البرلمان عندما أشار أحد المشرعين المعارضين إلى أن الانتقادات بشأن الألعاب الأولمبية توجه لسوغا عوضا عن يوريكو كويكي محافِظة المدينة المستضيفة للألعاب.

وقد رد سوغا قائلا: ’’أنا سعيد لأنك قلت ما أريد أن أقوله‘‘.

’’على الرغم من أني (حاولت الإدلاء) بهذه التصريحات، إلا أن المناقشات البرلمانية خلصت إلى أن المسؤولية بالكامل يجب أن تقع على كاهل رئيس الوزراء .... لست أحاول التهرب من (المسؤوليات)، لكني أشعر أنه من المؤسف أن يكون النقاش في البرلمان بذلك الاتجاه‘‘.

وكانت نسبة التأييد الشعبي لسوغا قد تراجعت من 62% عند توليه المنصب العام الماضي إلى 35% حاليا وفقا لاستطلاعات رأي أجرتها هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية NHK.

ولم يتسن الحصول على تعليق من كويكي التي لم تتلقَ الكثير من الانتقادات بشأن الأولمبياد.

ومع حظر المتفرجين الأجانب بالفعل من حضور الأولمبياد، قالت صحيفة أساهي إن المنظمين متفائلون بشأن السماح لليابانيين بالدخول إلى الملاعب بالنظر إلى انطلاق عملية التحصين ضد كوفيد-19 وتراجع عدد حالات الإصابة.

ولكن مكتب رئيس الوزراء امتنع عن التعليق.

تتبع حركة الزوار باستخدام GPS

لم تشهد اليابان انتشارا واسعا للعدوى كما حدث في أماكن أخرى، لكنها سجلت أكثر من 760 ألف إصابة وأكثر من 13600 وفاة. وتخضع طوكيو ومناطق أخرى في البلاد لحالة طوارئ من المقرر أن تُرفع في 20 يونيو/حزيران.

وقد تلقى نحو 11% من اليابانيين جرعة واحدة على الأقل من لقاحات فيروس كورونا، وهي وتيرة بطيئة مقارنة بالدول الغنية الأخرى.

وفي محاولة لبعث الطمأنينة في نفوس الناس، أعلن منظمو ألعاب طوكيو 2020 أن الرياضيين والطواقم الإعلامية التي ستزور اليابان سيخضعون للمراقبة بنظام تحديد المواقع العالمي GPS على مدار الأيام 14 الأولى من إقامتهم لضمان أنهم لن يذهبوا أبعد مما هو مسموح لهم.

ولكن برزت انتقادات لمستوى المراقبة ذاك، بينما قال بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إن الإجراء قد يصبح ببساطة غير فعال إذا ترك الناس هواتفهم الذكية في الفنادق.

ونوه فوكودا ميتسورو البروفيسور بكلية إدارة المخاطر في جامعة نيهون إلى أن ’’مراقبة الأجانب بواسطة GPS من أجل إجراء الأولمبياد بأمان قد يقود إلى تقييد الحرية وحقوق الإنسان‘‘.

وفي محاولة لبعث الطمأنينة، أعلن الرئيس التنفيذي لألعاب طوكيو 2020 موتو توشيرو أن سجلات GPS يمكن أن تستخدم لإثبات مكان وجود الشخص في الماضي في حالة حدوث مشاكل.

وقال في مؤتمر صحفي ’’لن نقوم بتعقب كل حركة‘‘.

’’أريد أن أثق بأنهم سيتبعون القواعد أولا‘‘.

من جهة أخرى قالت وزيرة الخارجية الأسترالية ماريس باين في تنويه لها بهدف إثارة الحماس إن الرياضيين الذين التقتهم كانوا ’’متحمسين للغاية‘‘ بشأن الألعاب على الرغم من الظروف الصعبة غير المسبوقة.

ولكن في نفس اليوم انسحب فريق البيسبول الأسترالي من التصفيات النهائية للألعاب بسبب وجود تحديات ’’قاهرة‘‘.

وأفادت وكالة كيودو نيوز أن المغني الياباني الشهير كاياما يوزو كان أحدث المشاهير المنسحبين من مسيرة الشعلة الأولمبية بسبب القلق من الأزمة العالمية.

رئيس الوزراء الياباني سوغا يوشيهيدي يتحدث في مؤتمر صحفي بعد قرار الحكومة تمديد حالة الطوارئ وسط جائحة فيروس كورونا (مرض كوفيد-19)، في مقر الإقامة الرسمي لرئيس الوزراء في طوكيو، اليابان بتاريخ 28 مايو/أيار عام 2021. بهروز ميهري/ رويترز.

أحد الزوار يقوم بالتقاط صور أمام نصب الحلقات الأولمبية خارج مقر اللجنة الأولمبية اليابانية (JOC) بالقرب من الاستاد الوطني، الملعب الرئيسي لدورة الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020 والتي تم تأجيلها إلى عام 2021 بسبب جائحة كورونا، في طوكيو، اليابان، 30 مايو/ أيار 2021. رويترز / إيسى كاتو.

(شارك في التغطية الإخبارية جونكو فوجيتا وريكاكو ماروياما، التحرير من قبل نيك ماكفي وأندرو كاوثورن، الترجمة من الإنجليزية من إعداد Nippon.com)